دراستان طبيتان نشرتا في الولايات المتحدة

انتهاكات حقوق الانسان في جنوب العراق كثيرة



واشنطن 23-3 (اف ب)- عرفت نصف العائلات العراقية تقريبا في جنوب العراق تجربة شخصية علي علاقة بانتهاك حقوق الانسان بين 1991 و2003، وارغم عدد كبير من الاطباء علي التعاون في هذه الانتهاكات، بحسب دراستين طبيتين نشرتا في الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء.
وفي الاجمال، فان 74% ممن طرح عليهم السؤال اشاروا الي انتهاك واحد علي الاقل لحقوق الانسان بين افراد عائلتهم منذ 1991، بحسب الدراسة التي شملت 1991 عراقيا (من رجال ونساء) يمثلون 16520 فردا من عائلات تقيم في ثلاث مدن كبري في جنوب العراق.
والانتهاكات لحقوق الانسان التي ذكرت تمثلت في التعذيب والاغتيال والاختفاء والتجنيد الالزامي في الجيش والضرب والجروح بالاسلحة النارية والخطف والاحتجاز كرهائن وبتر الاذنين، وفقا للدراسة التي اجريت في تموز/يوليو .2003
وقد نفذ 70% من هذه المخالفات في المنزل وارتكب 95% من الحالات اعضاء في حزب البعث الحاكم.
وكتب معدو الدراستين في صحيفة "جمعية الطب الاميركية" الاسبوعية (من 42-31 اذار/مارس) ان "53% من الاحداث وقعت بين 1991 و1993 اثر الانتفاضة الشيعية و30% بين 2000 والاشهر الستة الاولي من 2003".
واظهرت دراسة اخري نشرت في المجلة نفسها وشملت 98 طبيبا عراقيا من ثلاث مستشفيات كبري تضم وحدات جراحية في مدينتين في جنوب العراق، ان 71% من بينهم يعتبرون ان التعذيب كان مشكلة خطيرة جدا منذ .1988
واشار نصف المشاركين في الدراسة الي اطباء متورطين في بتر اذنين ليس لغرض العلاج.
واعتبر اكثر من 52% من الاطباء الذين سئلوا ان مهنة الطب شاركت في عمليات التعذيب هذه رغما عنها، واوضح 93% ان القوات العراقية شبه العسكرية كانت تفرض تورط اطباء.
ولتوضيح سبب تعاونهم في عمليات التعذيب، قال الاطباء انه الخوف من اعمال ثأرية ضدهم شخصيا او ضد افراد عائلاتهم. وكان الاطباء الذين يرفضون التعاون عرضة للسجن او التعذيب او الاختفاء، بحسب المشاركين في الدراسة.
وراي معدوها الذين ينتمون الي منظمات اميركية عدة للاطباء لحماية حقوق الانسان انه "وفي حين يعيد العراق بناءه الذاتي، من الاساسي ان يبحث البلد في هذه الانتهاكات ويتخذ اجراءات لتفادي اي تورط مستقبلي لاطباء في انتهاكات حقوق الانسان".