لو كان لينين الملحد عربياً ، وجاءت أمريكا لتطيح به ، لاعتبرت
أن الدفاع عن لينين واجب عربي واسلامي أتقرب به لوجه الله تعالى
---------
من المضحك أن تتهم "توجان فيصل" التي لا يتجاوز
فقهها في التجارة فهمها للغة الصينية ببراميل النفط
----------------
كانت لي علاقة حميمة مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين

يتميز السياسي الأردني البارز المهندس ليث شبيلات عن كافة السياسيين والمعارضين الأردنيين بأنه يخوض معاركه من داخل الأردن ممثلاً بشخصه معارضة أردنية تتميز بوطنيتها...معارضة لم تهاجر لتنهش جسد الوطن من الخارج؛ فتحمل ما تحمل..وأخذ على عاتقه مهمة نبيلة مغرداً خارج السرب... لهذا كان حوار زميلنا "لقمان اسكندر" مع شبيلات في مكتبه حوارا شموليا استعرض فيه شبيلات كافة مفاصل حياته ومراحلها... وليس غريباً على شبيلات أن يفتح قلبه وبابه بشفافية مطلقة معتزا بوطنيته وأردنيته وعروبته...

شرق غرب - عمان - حوار لقمان اسكندر:
ولد في عمان يوم 28/11/1942 لفرحان شبيلات ابن مدينة الطفيلة الاردنية – جنوب المملكة.
بدأ دراسته الابتدائية في الكلية الأهلية في بيروت حيث كان والده يعمل سفيراً للأردن في عهد الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح، ثم انتقل إلى الكلية الإسلامية في عمان لسنة واحدة وكلية Terra Sancta حتى عام 1956 وبعدها عاد إلى بيروت ملتحقاً بالكلية العامة متخرجاً منها عام 1959 وبعدها من كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1964 وأكمل دراسته العليا حاصلاً على ماجستير هندسة إنشاءات من جامعة جورج واشنطن عام 1968.
عرف بنشاطه في الفترة الابتدائية والثانوية والجامعية وله اسهامات ثقافية فنية وانشغل في الرياضة والمسرح الكوميدي في الفترة الجامعية، الا ان العام الذي بدأ الرجل فيه بالتحول كليا كان 1966م حيث عمل في تونس أول ما تخرج حيث كان والده سفيراً وانتقل معه إلى واشنطن عندما نقل سفيراً إليها عام 1965، ولكن - وبحسب قوله - لم تعجبه الحياة في أمريكا في الوقت الذي وجد وظيفة في شركة استشارية تعمل في روما حيث أمضى سنة ونصف من حياته هناك.
وفي روما عام 1966 بدأ مراجعته لنفسه حول نمط الحياة المرفهة التي كان يعيش، خصوصا بعد اشتداد النقاش بينه وبين الايطاليين حول الاسلام والحضارة الاسلامية. وبدأ التحول الى التدين رغم ما واجهه من صعوبات وعن ذلك يقول: لم يكن التدين "موضة" في الستينات كما اصبح بعد ذلك في منتصف السبعينات. وانخرط في بداية حياته الدينية بالتيار الصوفي.
وبعد ما يزيد عن العقد في تعمقه بهذا التيار دخل عالم العمل العام عندما رشح نفسه لمنصب نقيب المهندسين عام 1978 كمرشح اسلامي .
وكان هذا غريبا نوعا ما حيث كانت النقابات المهنية قد عرف عنها (تملك) التيار اليساري لها ولمجمل الساحة الاجتماعية السياسية الحزبية في الاردن ولهذا لم يحالفه الحظ، ثم أعاد الكرة في عام 1982 فنجح، وبذلك كان أول نقيب إسلامي يصل إلى إحدى أهم النقابات المهنية أل اثنتي عشر التي لم يكن يستطيع الوصول إلى عضويتها أحد الإسلاميين في ذلك الوقت.
وبحسب اعترافه فان هذه المناسبة أدخلته عالم السياسة دون تخطيط منه ودون استعداد فقد كان مجلس النواب مغيباً وحل مكانه مجلس وطني استشاري معين تتعامل معه الحكومة كالبرلمان إلا أنه فاقد للدستورية – على حد قوله. بداية من هذه الحقبة بدأنا مع الاستاذ شبيلات فكان هذا الحوار:
بداية العمل السياسي
يقول شبيلات كانت البداية الحقيقة في العمل السياسي عندما قامت الحكومة الاردنية عام 1982 بتعيين شخصيات منتخبة في المجلس ومن هذه الشخصيات كان بعض النقباء وكنت منهم . وفي الحقيقة لقد ترددت في قبول التعيين لأسباب اعتبرت غير مألوفة ، السبب الأول منها أنني سمعت بتعييني من التلفزيون دون استمزاج رأيي بالموضوع! فاستثقلت ذلك. والسبب الثاني أنني لم اكن اتقن العربية الفصحى وكان هذا الامر في غاية الاهمية بالنسبة لي خصوصا ، واني كنت اعيب على أي شخص سياسي لا يتكلم الفصحى واعتبر ذلك نقصا رئيسيا في تكوين شخصية الإنسان العربي والقيادي بالذات.
اما السبب الثالث فهو عدم دستورية المجلس الوطني الاستشاري حيث كانت المعارضة تقاطعه بسبب غياب البرلمان.
وبدأت التدخلات لإقناعي بعدم الرفض وقد حسم الموضوع الأول إقناعي بأن الرفض سيفسر كإهانة غير مبررة للارادة الملكية، والموضوع الثاني بأن الذي تعلم الفرنسية والايطالية بالممارسة يمكنه من باب أولى رفع مستوى لغته العربية بسرعة من خلال الممارسة والدراسة الذاتية.
وكان المجلس الوطني الاستشاري مغطى إعلامياً بشكل شبه كامل لإضفاء الشرعية المفقودة عليه فتصرفت قريباً مما فعله "غوار الطوشة" في "كأسك يا وطن" إذ قرأت الدستور لأول مرة وبدأت أطبقه في مداولات المجلس بصدق ودون خوف.. وتكشفت الأمور على أن هناك خطوطاً حمراء غير تلك المكتوبة في الدستور "لا يجوز" تخطيها فرفضت جميع التدخلات لإقناعي بالالتزام بالسقف المصطنع المنخفض مما ادى الى احراج الحكومة ، ولم تستطيع السلطة بتر كامل مداخلاتي وكان ما يصل منها إلى الصحافة كافيا للفت الانتباه إلى موقف اعتبر متميزا، في ذلك الحين وللأسف الشديد حتى الان.
ثم شاءت الظروف ان تعود الحياة النيابية إلى الأردن عام 1984 وأن يكون هناك مقاعد شاغرة في مجلس النواب تحتاج انتخابات فرعية لملئها. وكانت دائرة عمان تمثل وقتئذ 60% من سكان المملكة فخضت انتخابات المقعد الشاغر في عمان وحصلت على ضعف الأصوات التي حصل عليها الثاني .
إلى هذا الوقت ، كان المجتمع ما زال يعتبرني ممثلاً للتيار الإسلامي فقط ، ويخوض الآخرون الانتخابات ضدي على أسس عقائدية ، لكن ممارستي البرلمانية غيرت كل ذلك والتي غيرت فيها عادات الأحزاب المتقوقعة على نفسها والتي لم يكن يهمها الدفاع عن الإنسان بشكل عام بقدر ما كان يهمها الدفاع عن الإنسان المنتمي لفكرها أو حزبها أو طائفتها فقط.
وكنت احد حملة لواء محاسبة السلطات ومحاسبة الفاسدين ومن الذين بدأوا في كشف وضع المديونية العامة المفزع في استجواباتهم. كما بدأ بعض الخلاف يظهر بيني وبين قيادة التيار الإسلامي المسيس المتمثل بالإخوان المسلمين ، وكانت غيوم أزمة سياسية اقتصادية تتلبد في سماء الأردن ، وشعرت القوى بقرب حل البرلمان واحتمالات تغـيـبه وكانت النقابات المنبر المتمكن الأقوى والمستقل في الأردن ، فأجمعت القوى كلها على ترشيحي لانتخابات نقابة المهندسين للتصدي للمرحلة السياسية المرتقبة ، إلا أن الإخوان رفضوا ذلك وخاضوا معركة ضد هذا التحالف إلا اني فزت بأغلبية 3-1 وفعلاً تم حل البرلمان وعصفت الأزمة الاقتصادية في الأردن حيث هبط الدينار ، واندلعت انتفاضة نيسان العفوية في معان ، وأعطى وجودي نقيباً للمهندسين ومصادفة دورتي كرئيس لمجلس النقباء المهنيين في تلك الفترة مجالاً للتصدر في قيادة تمثيل الرأي العام المطالب بمحاكمة المفسدين وإطلاق الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وعلى اثر ذلك بدأنا العمل على تنظيم "مؤتمر وطني أردني" وتشكلت بالفعل لجنة تحضيرية برئاسة أحد كبار رجال العشائر وهو المرحوم الشيخ نايف الخريشه وأسندت إلي فيها مهمة المقرر العام ، إلا أن ذلك تغير بعد أن أعلن الديوان الملكي عزم الملك الراحل الحسين بن طلال على إعادة الانتخابات العامة وإصدار الميثاق الوطني . وبالفعل تم خوض الانتخابات النيابية وجاء برلمان 1989 مفزعاً الحكومة لأول وهلة . ولكن سرعان ما تبين ، وفي اقل من شهر ، بأن معظم الشخصيات والقوى السياسية تتطلع إلى احتلال مراكز في الحكم وبدأت تفاوض عليها إضافة إلى سهولة قبول الكثيرين لامتيازات مخصصة من السلطة.
حتى ان بعض الاسلاميين والشخصيات القومية واليساريية، وافقوا على الدخول في اللجنة الوطنية لصياغة الميثاق الذي شاركت فيه كل التنظيمات بعكس ما تعاهدت عليه.
وهنا بدأت مرحلة جديدة من الصراع بعد اقل من شهر من مباشرة البرلمان لمهامه حيث بدأت بالتركيز على انتقاد المعارضة معتبراً إياها قد تخلت عن دورها في حماية الشعب.
وأعلنت في ذلك الوقت المبكر (عام 1990 ) أن البرلمان تم اختطافه من مؤسسة في خدمة الشعب إلى مؤسسة في خدمة الحكومات المتسلطة .
اعتقالات متكررة
ولأني كنت اغني خارج السرب تمت محاكمتي وصديقي النائب الشيخ يعقوب قرش مع اثنين آخرين – دسا في القضية ولا اعرفهما - في قضية عرفت في حينها بـ"النفير" عام 1992 والتي فُضحت بانكشاف التزوير المنظم فحكمت والشيخ بالإعدام مخفضاً لعشرين عاماً بالأشغال الشاقة بسبب "حسن سلوكنا!!!" ثم اغلق الملف بإصدار عفو عام خرجنا بعده من السجن بعد أن استمرت المحنة بكاملها 75 يوما.
وبعد عودتنا انا والشيخ يعقوب قرش إلى البرلمان ، وباقتراب موعد توقيع معاهدة وادي عربة وموعد الانتخابات النيابية تعهدت جميع القوى المعارضة أن لا تشارك في الانتخابات إذا مررت الحكومة قانون الصوت الواحد الذي يقزم النيابة من نيابة للشعب إلى نيابة عن حي أو عشيرة ، وعندما فعلت الحكومة ذلك ، وتدخلت سلطات عليا عبر عدة طرق ومنها بالتلويح بالعصا لكل من لا يشارك عادت معظم الاحزاب والقوى والشخصيات المعارضة عما تعهدت عليه وشاركت في الانتخابات، الا انني التزمت بعدم المشاركة حتى لو كنت في ذلك منفردا.
وأعلنت بعدها قرار اعتزال العمل في المؤسسات السياسية من نيابية أو حزبية وحصر نشاطي العام في الفكر، وفي العمل النقابي والثقافي ، وكان ذلك في صيف 1993.
كما تسبب ذلك ومن خلال المجاهرة الفكرية والمحاضرات الفكرية والمداخلات الصريحة على الفضائيات في اكثر من محاكمة جديدة جاءت اولاها إثر تحد السلطة لمشاعر الامة في التعبير عن مشاعر الحزن على "شهيد السلام - رابين" ، وقد حكم علي وقتها بالسجن ثلاث سنوات بعد محاضرات رئيسة الثلاث : 1) الصهيونية "ونقص المناعة الأردني" 2) "في الثابت والمتغير "على اثر لجوء حسين كامل للاردن 3) وآخرها "وعد بلفور وموقف الحكام العرب" التي ذكر فيها الاتفاقيات التي أبرمت مع الصهاينة منذ مطلع القرن . واعتقلت إلا أنني رشحت نفسي وانا في السجن وتم انتخابي نقيباً للمهندسين للمرة الرابعة ، رغم ان الحكومة بذلـت كامل جهودها لإسقاطي وتصرفت بما لم تفعله سابقا من سماحها للمهندسين العاملين في القوات المسلحة بالانتخاب لأول مرة وتجميعهم وإعطائهم أوامر صريحة بعدم التصويت لي لتفاجأ الحكومة بعدم التزام هؤلاء بالأوامر التي تمس قناعتهم الضميرية ، فحصلت في الصناديق التي يكثر فيه هؤلاء على نسبة اكبر منها في الصناديق الاخرى ما مجموعه 85% من الاصوات.
ولاحقا أصر البعض على ترشيحي في المقعد النيابي الذي شغر في محافظة البلقاء فذهبت الاستطلاعات المختلفة إلى توقع حصولي على 82% من الأصوات ، فصدر امر قضائي يمنعني من الترشيح لاسباب مضحكة وهي ان لدي مصالح لدى الحكومة في عقود هندسية، وعلى الرغم من ذلك فقد حصلت على بضعة آلاف من الأصوات في الصناديق رغم انني لم اكن مرشحا .
وفي أب 1996م حدثت انتفاضة الخبز في الكرك والطفيلة ومعان وكان شعار المتظاهرين الاول المطالبة بالافراج عن ليث الشبيلات والهتاف لصدام حسين والمطالبة بإقالة حكومة الكباريتي ثم أخيراً المطالبة بتخفيض سعر الخبز ، وقد تمت محاولات كثيرة لدفعي أو أهلي أو زملائي لطلب العفو حتى تخرج السلطة نفسها من الورطة التي ورطت نفسها بها. وكان أهمها زيارة الملك الراحل للوالدة ثم زيارتي في السجن واخراجي.
وفي مطلع 1998 عندما أزَّمت الحكومة الاردنية العلاقات مع العراق واستغلت إعدام العراق لاربعة اردنيين ، من ضمن مجموعة حوكمت لإدارتها شبكة تهريب ، لتسعير الخلاف بين الشعب الأردني والعراق وجدت واجبا علي المساهمة في افشال ازمة مصطنعة ، فأرسلت رسالة صريحة ، لم تلتزم الدبلوماسية ، إلى الرئيس العراقي صدام حسين عن طريق السفير العراقي في عمان كان مما جاء فيها:
(إن الشعب العربي وفيٌّ لأقصى درجات الوفاء فرغم أنه يعلم بأن كبار المهربين والمغتنين من ثروات الأمة على طرفي الحدود السايكسبيكوية لا تنالهم يد العدالة بل يرتعون لحين حدوث خلاف سياسي يأذن بفضح الاختلاسات والتهريبات التي كانت قائمة طوال سنوات الرضى مثل ثروة الخائن حسين كامل التي لم يكشفها للجمهور العلم بها بل كشفت كنتيجة الخيانة السياسية . تلك الثروات التي يعرف الشعب العربي وجود الكثير منها فوق طائلة الحساب في العراق وفي الأردن وباقي الأقطار العربية ويرى في الوقت نفسه أن أبناءه الصغار هم الذين تنفذ بحقهم الأحكام وينجو منها كبار الفاسدين والمهربين إلا أنه يقدم دوماً ثوابته القومية والإسلامية فيهب لنجدة أشقائه رغم اضطهاد الفاسدين الذين يعيشون فوق قوانين مكافحة التهريب والفساد في قطره له) ، وذكرت اني امثل اولئك المستضعفين وطلبت استنزل رسالتي المكانة التي تستحقها من قائد عربي يحترم الشعب العربي.
فاستدعاني الرئيس صدام حسين واستقبلني ، وأمر بالإفراج عن جميع السجناء الأردنيين تكريما للشعب الأردني الذي وضع ثقته المعنوية فيّ ، كما جاء في البيان الرسمي العراقي .. وحينها غضبت الحكومة من هذا التكريم الذي استفاد منه مئات من الأردنيين .
وبعد أقل من شهر ، في شباط من عام 1998 ، ومع تأزم العلاقات بين الأمم المتحدة و العراق مع اشتداد التوقعات بهجوم أمريكي عليه ، تحركت ضمن اللجنة الشعبية الوطنية لنصرة العراق لحشد الشعب الاردني النبيل مع العراق ، وكان من ضمن النشاطات التي قمت بها محاضرة في معان يوم الخميس 19/2/1998 اعتقلت بعدها في طريق عودتي من عمان ، وأسندت الي تهمة التحريض على التجمهر غير المشروع وإثارة الفتنة. وأصدرت محكمة أمن الدولة في 12/5/1998 قرارا بحبسي تسعة أشهر رغم ضعف الأدلة والشهود الذين قدمهم الإدعاء.
العلاقة الحميمة مع صدام حسين
كانت لي علاقة حميمة مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين الا ان البعض يرى ان هناك تناقض بين كوني اسلاميا وبين علاقتي مع النظام العراقي البعثي .. واقول : إن البوصلة التي أستهدي بها سياسياً في هذا العصر الذي أصبح "الحليم فيه حيران" تتمثل في الوقوف في وجه المطامع الامبريالية في العالم العربي والاسلامي. فالشيطان الأكبر كما سماه الإمام الثائر الراحل – قبل ان يغير خلفاؤه الذين لحقوا بسياسته – يتمثل في الامبريالية الأمريكية . لذلك فقد وقفنا بشدة ، اسلاميين ويساريين وكثير من القوميين ، ضد العراق عندما شن حربه على إيران ولكن عندما سلطت الولايات المتحدة ظلمها واستهدافها للعراق كان لا بد لي ولجميع الوطنين الاشراف وهم الغالبية الساحقة ان انصر العراق .
وكنت دائما اقول لمعارضي صدام بتصوير كاريكاتوري جاء فيه : مثلكم ومثل صدام كمثل قوم خرجوا من صلاة الفجر هم وعائلاتهم فعدت عليهم عصابة تستهدف اموالهم واعراضهم فجبنوا حتى خرج رجل من الحانة فذب عنهم فقالوا له يا عيب الشؤم ! لماذا لا تصلي ؟
ان الامة لها مخزون وجداني وحس مرهف لا يستطيع كثير من المتفلسفين واشباه المثقفين تفهمه واضرب مثال بعيدا عن العرب حيث كانت الشعوب الاسلامية تكره صدام حسين والبعث وتعتبر فكره والفكر القومي في البعث فكرا كافرا وكانت تحمل صور الخميني وتحرق دمى صدام . لكن ، وفي اقل من اسبوع في مطلع شهر اب 1990 رفعت الجماهير عند الاعاجم من المسلمين مثل اندونيسيا وبنغلادش وباكستان صور صدام حسين كرمز لها يعبر عن وجدانها في مقارعة المستعمر الأمريكي رغم انها لم تترك رأيها السيء في الفكر القومي حتى اليوم.
والمثل الوجداني الاكبر الذي ارتقى فوق مواقف الزعامات الاسلامية التي حاربت صدام حسين في السابق كان وما زال في فلسطين فالانتفاضة لم ترفع شعارات من خارج حدودها سوى شعارين: علم حزب الله وصور صدام حسين. ورغم ذلك لم تلب القيادات مطلب الوجدان الجماهيري هذا وبقيت ايران تقول بدعم فلسطين بينما العراق دعم فلسطين باشد من ذلك لكن القيادة الايرانية اصرت على عدم تلبية مطلب الجمهور العريض بالوقوف في خندق واحد مع العراق. بل ما يجري العكس الان كما ترون اليوم علناً .
وكما استشرفت ذلك منذ صيف 1990 في زيارتي الاولى لطهران فإن السياسات الإيرانية لا تصادم الساياسات الأمريكية بل تتعاون معها . وهذا ما قاله الأبطحي مساعد رئيس الجمهورية عندهم قبل أيام مبدياً بأن إيران تعاونت معالأمريكان في أفغانستان. أما العراق اليوم فالشعارات المضحكة مثل : الحياد الإيجابي والمقاومة السلمية وآخرها الرد على من يرفض شعار تحيري العراق مؤكداً بأنه احتلال بقول نعم ! صحيح ! ولكنه احتلال تحريري ! فهل من شعار مضحك أكثر من هذا ؟ إنه مثل قولك بأن هذا الامر زنا شرعي !!!!!
وكما قلت للملك الراحل حسين بن طلال رحمه الله الذي كان قد ترك إصراره على وصف صدام بالفارس وبدأ بالتخلي عنه وذلك في نقاش حول الديمقراطية في العراق محاولاً التخفيف من دعمي للعراق ولرئيسه صدام ، وكان ذلك في حزيران 1993م: (يا سيدي لو أمسك بي صدام قبل 2 آب 1990م لأعدمني ، ولكن بعد هذا التاريخ لا اقول بسذاجة ان الرئيس العراقي صدام حسين هو الذي أسلم القضية، بل ان أمريكيا هي التي اسلمت القضية. فوالله لو كان لينين الملحد عربياً ، وجاءت أمريكا لتطيح به ، لاعتبرت أن الدفاع عن لينين واجب عربي واسلامي أتقرب به لوجه الله تعالى ). وأكملت قائلاً : (هل سمعت بفتن آخر الزمان يا سيدي؟ هل تريد فتنة أكبر من اضطرار الإسلامي ليث الشبيلات أن يتقرب إلى الله بدعم طاغية يقتل شعبه ويتقرب إلى الله بترك المصلين الصائمين المنبطحين في وجه أمريكا؟).
ولهذا كله أرى أن الطريقة التي اعتقل بها صدام مهينة لكل عربي ومسلم وغرض أمريكا من ذلك تهديد كل زعيم عربي لا يرضخ لا ملاءاتها. خصوصا وإن الزعماء العرب تواطأوا على فلسطين وعلى العراق.
وبكل تأكيد فانا اؤمن بان صدام لم يستسلم بل خُدر بالغاز فالبطل لا يستسلم ، وأنا أراه بطلا صمد وبقي طويلا ولو أراد أن يفاوض لفاوض ولو تنازل في القضية الفلسطينية فقط لأبقوه الزعيم الأوحد للأمة العربية .
وقد وردت إنباء كثيرة عن ذلك وأطباء رأوه علي التلفزيون وقالوا من الواضح أن وضعه الصحي غير سليم. ولكني اريد التأكيد ايضا على أن صدام ليس العراق، والعراق ليست صدام، على الرغم من أن تبعات سقوط صدام في القبضة الأمريكية علي الأمة العربية كبيرة فالأمة في ترد ومتوقع أن تري زعماءها هكذا يعاملون حتى تنهض، لكن ستنهض هذه الأمة ولن تقبل بهذا الذل وبهذا العار، فالمقاومة في العراق ستزداد استعارا ولن يفرح الأمريكيون باحتلال العراق بطريقة آمنة ويتبرطعون في الشوارع ويعتدون علي الأعراض والممتلكات ويسلبون مقدرات العراق بأمان.
مجازر البعث
لم أترك يوماً المطالبة بالحريات السياسية في العراق وكان ذلك دائماً مضمناً في كلماتي التي كنت ألقيها في بغداد وهذا ما ذكرته بصراحة للرئيس العراقي صدام حسين قبل ان اطلب الافراج عن المساجين الاردنيين اذ قلت له : (تعلمون سيادتكم بأنني من أشد دعاة الحرية السياسية وحقوق الإنسان في العراق ، ولكنني أعتبر أن كل من يقدم هذا في الأولوية اليوم في الاجندة على الدفاع عن سيادة العراق ووحدة أراضيه في وجه الهجمة الاستعمارية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية فإنه خائن.
وإني أتمنى يا سيادة الرئيس أن يخرج العراق سليماً من هذه الهجمة ، وعندها فإنني مستعد لأن أقدم دمي في سبيل تحقيق الحرية السياسية في العراق.
وفي المرتين التي قابلت فيهما الرئيس كان جزء كبير من الحديث يجري حول إصراري على ضرورة الانفتاح على المعارضة الوطنية .
وفي مرة في ربيع 1990 قبلت الفضائية العراقية أن تستضيفني في حوار على الهواء مفتوح للمداخلات الهاتفية : فجاءني أول سؤال من عراقي مقيم في السويد : لقد قلت في الجزيرة بأنك ستحدث الرئيس عن المعارضة الوطنية ! فهل فعلت ؟ فأجبت (بالحرف) . نعم لقد قابلت الرئيس وقلت له ما قلته على الجزيرة بأنني أحيي المعارضة العراقية التي تعمل ضد صدام حسين ! وسكتت للحظات كان وقعها كالدهر على المسؤولين الإعلاميين العراقيين ثم صرخت قائلاً : ولكن ليس مع الصهاينة وليس مع الأمريكان فالمعارضة حق مشروع .
وقد علمت بعدها بأن المذيع الحمداني قد أعطي إجازة من مسئولي التلفزيون حتى لاحظ الرئيس غيابه فسأل عنه فعلموا بأن الرئيس غير غاضب على المقابلة وأعادوه للهواء .
براميل النفط
الدنيا آخر زمان ! الصحفي والصحيفة التي نشرت القائمة المزعومة شيوعيان من شيوعية آخر زمان ! أي الذين يتعاونون مع الأمريكان ! فسبحان مغير الأحوال ! الصحفي فخري كريم أقر بأن معلوماته حصل عليها من الاستخبارات الأمريكية وذلك في مداخلة على ال LBC يوم الثلاثاء الماضي في مقابلة مع النائب السابق نجاح واكيم المدرج على قائمة فخري أيضاً وكانت لي مداخلة أيضاً على نفس البرنامج ، والمحطة متابعة عندكم في المهجر بشكل واسع.
من الواضح أنه يراد تشويه سمعة المتمسكين بموقف مناهضة التدخل الأمريكي والاستعمار العسكري المتجدد هذه الأيام ، وهنالك لوائح أوسع ذكرها نجاح في البرنامج شملت حتى مانديلا وأحمد بن بيلا وشافيز الجالس على بلاد الذهب الأسود (فنزويلا) . وكلمة "نفط" كلمة تصلح للإرهاب فكيف إذا أضفت إليها كلمة "براميل" لذلك لم تذكر مصالح أخرى فيها فوائد أكبر من النفط المباع حسب برنامج النفط مقابل الغذاء السيطر عليه بالكامل من قبل لجنة العقوبات المهيمن عليها بالكامل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والذي كان يباع بحسب السعر المتفق عليه مع الأمم المتحدة في مذكرة التفاهم وتتم المعاملات المالية في الصندوق الخاص في الأمم المتحدة.
أعتقد أن التحريك ليس بريئاً أيضاً من حيث أنه يقصد استفزاز الذين ساعدوا على كسر الحصار بجرهم في معرض الرد على التهم إلى تبيان أسماء الشركات الأجنبية التي كانت تعيد بعض المال( العمولات) إلى العراق وهي جميعها مسجلة رسمياً في الأمم المحدة وهي تخضع لحساب قونين متشددة في الغرب في حال انتهاكها لنظام العقوبات لذلك فإن بعضها اختار أن يعطي وسطاء مبالغ كعمولة على أن يقوم الوسيط " بطوع خاطره" وليس بتعليمات يسألون عنها قضائياً بإعادة كل أو معظم المبالغ إلى الحكومة العراقية . وفي جميع الاحوال فإن المبالغ(سنتات على البرميل) تافهة بالمقارنة مع سلعة النفط وبالنسبة للعراق الذي كان أغنى دولة نفطية في العالم قبل الحصار ولكنه الزمان الرديء.
إن الستفيدين من النفط هم من المتنفذين في دول الجوار الذين كانوا يستلمون نفطاً مهرباً بثلث السعر يمررونه في بلدهم ويصدرونه مباعاً بضعف الثمن على الأقل. وهنالك القضية التي أثارتها السيدة توجان عن السفينة النفطية المهربة التي كانت موجودة في العقبة والتي باعها رئيس الوزراء السابق حسب وثائقها بأقل من نصف السعر إلى نفس التاجر (المقيم في الأردن) الذي كان قد عرض شراء حمولتها بضعف السعر الذي بيعت له؟ وتتساءل ونحن معها أين ذهبت الفروقات التي تصل إلى ستين مليوناً من الدولارات ؟
ويهمكم في أمريكا أن تعرفوا عن النهب الحالي فشركة هليبورتون (محظية ديك شيني) حصلت على تلزيم تدريب الشرطة بأكثر من مليار دولار احتفظت بأكثر من 600 مليون لنفسها ولزمت الباقي لشركة أردنية مرتبطة بأسماء لا يمكن ذكرها والتي قامت بدورها بتلزيم العمل لمؤسسة رسمية من مؤسسات الدولة الأردنية ب 25 مليون دولار فقط لا غير . ثم يقولون عن التجارة المشروعة "نهب" ! my foot !
من المضحك أن تتهم توجان التي لا يتجاوز فقهها في التجارة فهمها للغة الصينية ببراميل النفط ، وهي التي احتاجت بعد ذلك إلى لجنة اجتماعية من أفاضل داعميها لرعاية أسرتها وهي في السجن وأنا مطلع تماماً على الموضوع. أو المرحوم الفقيه البصري الذي توفي مديناً في المغرب العام الماضي.
أما الآخرون فإنني أتعجب من نفيهم الموضوع تبرؤاً ، فلا مانع أن تنفي الموضوع لأنه لم يحدث إذ لو حصل فليس فيه ما يشين بل هو تجارة مشروعة حسب شروط الأمم المتحدة وتحت رقابتها وكل شركة في العالم تتعامل في أية تجارة لها من خلال وسطاء. فهل يريد هؤلاء الذين جاؤا على الدبابات الأمريكية وبالتمويل العلني الأمريكي أن يحرموا الوطنيين من التجارة مع دولة وطنية ويفضلون أن تذهب العمولات إلى الأجنبي أيضاً ؟ لذلك كان النفي الذي صدر عني ليس نفياً تبرؤياً بل صرحت بأن من المعلن وغير السري بانه كانت لي مع العراق (كما مع غير العراق من نصف الدول العربية مصالح في اختصاصي الهندسي) تحت برنامج النفط مقابل الغذاء ولقد كرمتني الحكومة العراقية بالإيعاز بالإحالة عل ائتلاف أقوده في مشروع ضخم إذا حققنا الشروط التي لم تكن تلك الحكومة الوطنية المخلصة تتنازل فيها لأحد. (1) الملاءة الفنية و(2) السعر الأقل . ولقد حققنا الشرط الأول وعرض علينا المشروع بالسعر المماثل لأقل سعر مستدرج فلم نستطع تلبية ذلك.



http://www.almaraya.net/modules.php?...rder=0&thold=0