قبر الحواري يعقوب او كنيسة سانتياغو تقع في أقصى شمال غرب أسبانيا في مدينة سانتياغو
ولعل البعض يتعجب ما الذي أتى بالحواري يعقوب من فلسطين إلى أسبانيا
لكن هذا التعجب يزول مع الأساطير والقصص والحكايات
فقد كان تحديد القبر إستناداً إلى قصه مفادها أن جثمان الحواري يعقوب
تم نقله عن طريق البحر من المشرق إلى أسبانيا
ودفن جثمانه في أقصى غرب أسبانيا وتم بناء كنيسه عليه سميت كنيسة سانتياغو
وبعد فترة قليله بدأ النصارى في أوروبا يحجون إلى هذا القبر المزعوم
حتى أن نصارى روما او رومه كما يسميها العرب يحجون إلى هذا القبر
وسلم الناس لهذه الأسطوره وأنقادوا لها طائعين غير مناقشين ولا مستفسرين !!
والنصارى يقولون إن الحواري يعقوب كان ملازماً المسيح عليه السلام
ويسمونه أخو المسيح عليه السلام !!
وقد تبين أن السبب في وضع هذه القصه والخرافه
هو من أجل تقوية النزعه الدينيه للنصارى الإسبان
لمواجهة المسلمين في الأندلس وصد هجماتهم وغزواتهم في الشمال !!
حتى إن المعارك التي كان يخوضها الإسبان ضد المسلمين في الأندلس
كان النصارى الإسبان يرددون في الحرب شعار يا سانتياغو !!
وقد أثبت بطلان هذه الخرافه والقبر كثير من الباحثين الإسبان في العصر الحديث
وقالوا إن وضع هذا القبر هو من أجل تقوية النزعه الدينيه لمحاربة المسلمين
في المقابل نجد نفس الطريقه وإن تباعدت الأرض والأعراق
عندما أدعى حسن بن بويه الديلمي الفارسي في القرن الرابع الهجري
أن هناك قبراً لعلي بن أبي طالب موجود بالنجف
بعد 300 سنه من وفاة علي بن أبي طالب !!!!
وأقام عليه في بدء الأمر مشهد
يقول الذهبي في السير (16/250) : عند ترجمة حسن بن بويه الديلمي الفارسي :
"نُقلَ أنّهُ لَمّا احتُضرَ مَا انطلقَ لساَنُهُ إِلاّ بِقَولِهِ تَعَالَى: (( مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنّي سُلْطَانِيَهْ ))[الحاقة:28-29]، وَمَاتَ بعلّةِ الصّرَعِ، وَكَانَ شِيْعِيّاً جلِداً أظهرَ بِالنّجف قَبْراً زعَمَ أنّهُ قَبْرُ الإِمَامِ عَلِيٍّ
ويقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/342-343) عند ذكرِ الأقوالِ في مكانِ دفنِ علي بن أبي طالب: "والمقصودُ أن علياً رضي اللهُ عنه لما مات صلى عليه ابنُهُ الحسنُ، فكبر عليه تسعَ تكبيراتٍ، ودفن بدارِ الإمارةِ بالكوفةِ؛ خوفاً عليه من الخوارج أن ينبشوا عن جثته، هذا هو المشهور
ومن قال: إنهُ حُمل على راحلتِهِ، فذهبت به فلا يُدرى أين ذهبت، فقد أخطأ وتكلف ما لا علم لهُ بهِ، ولا يسيغهُ عقلٌ ولا شرعٌ
وما يعتقدهُ كثيرٌ من ( الشيعة ) من أن قبرهُ بمشهدِ النجف فلا دليل على ذلك ولا أصل له
ويلاحظ أن المزاعم في وجود قبر الحواري يعقوب
ووجود قبر علي بن أبي طالب
هو لزرع ثقافة القبور من خلال التعلق بها
وإن كانت إسبانيا معذوره لأنها كانت في العصور الوسطى حيث الجهل يغلب العلم
والآن كثير من الإسبان لا يعتقد بوجود قبر حقيقي للحواري يعقوب في أسبانيا
في حين أن كثير من الشيعة لا يوجد عندهم دليل على وجود قبر علي بن أبي طالب
لكن يسيرون على زعم حسن بن بويه الديلمي الفارسي
وبعضهم لا يعلم أن حسن بن بويه هو أول من أخترع هذا القبر !!
كنيسة سانتياغو في إسبانيا