السيد فاضل النوري في ذمة الخلود

[النوري]

كل نفس ذائقة الموت
قران كريم
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بامالي الى الكذب
فلما لم يدع لي صدقه املا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي

رحل للقاء ربه حجة الاسلام و المسلمين السيد فاضل النوري بعد عمر قضاه علما و عملا و تحسرا علويا ساميا في ازمان غبراء شهد فيها ضياع القيم و الاخلاق لدى الاشباه و النظائر. بدأ حياته العلمية العملية الجهادية في صباه بعد ان اخذ بلبه و مجامع قلبه كتاب نهج البلاغة , و طلب من والده ان يصحبه الى النجف ليبتدئ دراسته الحوزوية , تتلمذ على يد السيدين الشهيدين الصدرين , الاول و الثاني. له عدة كتب و مؤلفات الفها على امتداد الفترات الزمنية التي عاشها في الوطن مجاهدا ازلام النظام البعثي المقبور و في المنفى الايراني . له كتاب في السيرة النبوية " من فيض الخلود " الفه في النجف و قدم له السيد الشهيد الصدر الثاني , كما توجد له كتب اخرى مخطوطة في السيرة , و اخر ما صدر عنه كتاب " اسوة العاملين " يجيب فيه المرحوم عن بعض التساؤلات العاشقة الحيرانة في الخيارات العظيمة التي انتهجها الصدر الاول في حياته الى حين تتويجها بتاج الشهادة الالهية .صدر الكتاب عام 2008 .. ليضاف الى كتاب سيرة ادبية اخر حول شخصية الصدر الاول و من الواضح ان انشغال المرحوم بكتاباته الادبية عن الصدر الاول يبين مدى تهيامه و عشقه و تأثره بأستاذه العظيم .
تسلم بعض المناصب القيادية في اجهزة المعارضة العراقية السابقة , لم يلوث روحه بالمخاريق الروحية و اساليب الحيل الشرعية , و لم يحرص على جاه وهمي او منصب زائل , و لم يشارك الاخرين في صراعهم النهم على كعكة " العراق الجديد " , و كان يقول حين يرى رفاق الامس و هم يحكمون في المنطقة الخضراء : (( ان هؤلاء يلعبون )).
رحل الفقيد و قد وفى و استوفى , بعد ان اتم و انجز مهامه الدينية و الاخلاقية , و عرف عنه تمسكه بمبادئ الحق العلوي الرسالي, مما يحلو للبعض ان يسميها مثالية فوقية لا مجال لها لاحتلال موقع على ارضية الضعف البشري , كانت بعض " حالات " رجال المعارضة السابقين , تذهل الفقيد , و تصيبه بالاغماء احيانا , بعض من عملوا معه حكى و قال : ان السيد منعني مرة من ارسال الشخابيط العابثة على الورق , ما دام القلم و الاوراق المستخدمة ملكا للمؤسسة العامة , اي لما يسمى ببيت المال في التراث الاسلامي , وقف الى جانب ثورة الصدر الثاني اواخر التسعينات و واجه بحزم " الفتنة " التي انطلقت من " الاخوة الاعداء " الذين حاولوا ان يشككوا من فنادقهم ,و حياتهم الاثيرة الباذخة , التشكيك بالصدر الثاني , رجل مرجعية الميدان , الوحيد المفرد , حيث تركه رفاق دربه يواجه استفراد النظام البعثي به بعد ان وشوا به و حاكوا حوله الاقاويل و الاكاذيب , و قد رائ السيد الفقيد و ثلة اخرون من رجال العلم و الموقف الاخلاقي السديد , ان يتصدوا لهذه المؤامرة , مؤامرة المجاهد المزيف ضد مرجعية الاستشهاد في ميادين الجهاد .
تعلمنا من الفقيد الكثير , كانت له اضاءات جمة النفع على تاريخ الحوزة النجفي بكل مفارقاته و غرائبيته , و كان الاوحدي من طلاب الشهيد ممن كرس حياة الترفع و التنزه عن المطامح و المطامح طبقا لما كان يأمل ان يراه الاستاذ الكبير في تلامذته المتواضعين .
وها هو الرجل الذي رزئناه يشق طريقه ليدفن بجوار استاذه الكبير , فرحمه الله و اسكنه فسيح جناته و رحم الله من يقرأ الفاتحة .

[سيد مرحوم]

رحمه الله وأسكنه فسيج جناته
وحشره مع من يتولاهم من أئمته
الطاهرين
انا لله وانا اليه راجعون
ولاحول ولاقوة الا بالله
ورحم الله من قرأ الفاتحة

[احمد14]

إنا لله وإنا اليه راجعون , وحشره الله مع ابائه الصالحين .

[الافندي البلداوي]

لا حول ولا قوة الا بلله العلي العظيم

انا لله وانا اليه راجعون

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان

[إبن جبل عامل]

الى رحمة الله تعالى ونسأل الله العلي القدير أن يمن عليه بالمغفرة والرضوان ويحشره مع أجداده الكرام ويلهم أهله وذويه وخاصته بالصبر والسلوان .

وإنا لله وإنا إليه راجعون

والفاتحة الى روحه الطاهرة

[الكميت]

انا لله وانا اليه راجعون
ولاحول ولاقوة الا بالله
ورحم الله من قرأ الفاتحة

[قيصر الركابي]

رحل للقاء ربه حجة الاسلام و المسلمين السيد فاضل النوري بعد عمر قضاه علما و عملا و تحسرا علويا ساميا في ازمان غبراء شهد فيها ضياع القيم و الاخلاق لدى الاشباه و النظائر..

[align=justify]
إن أهم ما يكتنزه المرء في حياته من ثروة حقيقية هي المعرفة بدلالاتها المتعددة وبالذات معرفة الرجال الأفذاذ التي تتحول فيما بعد إلى صداقة دائمة خصوصاً مع أولئك الرجال المميزين الذين يتمتعون بالصفات العلمية والثقافية والسياسية التي يستفيد منها الإنسان وتصبح جزءاً من رصيده وثرواته.
والعالم الفاضل والصديق العزيز السيد فاضل النوري واحد من هؤلاء الأعلام المجاهدين الذين عرفتهم قبل أكثر من عقدين ونصف من الزمان .. في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم وقبل ان التقيه في طهران قرأت كتابين له ، أحدهما عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر والثاني عن الامام الراحل السيد الخميني ، ابتعد في الكتابين عن الاسلوب المتبع الذي دونه اغلب المؤلفين عن الرجلين العظيمين ، فالاسلوب الأدبي الراقي ، والكلمات العاطفية التي تسكن الوجدان،هي أجمل ما كتبه السيد النوري عن الصدر والخميني رحمهم الله .. وعندما عرفت حينها انه (اي السيد النوري) زوج العلوية الفاضلة تقى الموسوي احدى أفضل تلميذات الشهيدة بنت الهدى ، ومؤلفة الكتاب الرائع (نساء العقيدة) والذي قرأته في السبعينات من القرن الماضي .. كنت أتمنى اللقاء به ...وكان لقائي الاول معه عام 1982 في طهران ، كان حينها من العلماء العاملين الواعين والمخلصين لله ..ومنذ ذلك الحين ازدادت علاقتي به وزرته لأكثر من مرة في منزله في مدينة قم ، وعندما عدت الى الوطن بعد السقوط عاد هو ايضا والتقيته في النجف الأشرف وكان قد قرر حينها العودة الى المهجر لعدم قناعته بالطريقة التي اتبعها اخوته في الجهاد في العراق ، وعبثاً حاولت اقناعه على البقاء ، وكان حينها المرض قد أخذ منه ومن صحته ..
رحم الله المرحوم فاضل النوري ، واسكنه فسيح جناته ، واشهد الله انه من القلّة القليلة التي بقيت سائرة على خطى الشهيد محمد باقر الصدر ..
تغمده الله برحمته الواسعة ، وتعازينا الحارة لزوجته الفاضلة وبقية افراد اسرته خصوصاً سماحة السيد حسن النوري والسيد حسين النوري والسيد ابو صادق النوري .
ودعوتي لأسرته وذويه أن يحرصوا على مخطوطاته لتكون إرثاً للوطن ويستفيد منها المهتمون بالأدب والثقافة والسياسة، وحتى لا تتعرض تلك المخطوطات والمؤلفات للتشويه والإساءة إلى تاريخه الحافل بالعلم والجهاد.
وانا لله وانا اليه راجعون ..
[/align