النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    35

    دولة المؤسسات ودولة الحاشية

    دولة المؤسسات ودولة الحاشية




    فارس حامد عبد الكريم

    [align=justify]
    الفرق بين دولة المؤسسات ودولة الحاشية او دولة البطانة، يتجسد بصفة أساسية في ان دولة المؤسسات تقوم على تنظيم قانوني وأداري محكم للمرافق العامة يسير على نسق ثابت لا انحراف فيه الا على سبيل الاستثناء القانوني أو الاستثناء الذي يعد عند تحققه جريمة ذات طبيعة إدارية أو جزائية .
    وفي مثل هذا النظام الذي يستند إلى معايير موضوعية في الإجراءات والتقييم والاختيار يأخذ كل ذي حق حقه ، ويقوده أصحاب الكفاءة والمعرفة الأكاديمية في المرتبة الأولى، ويكون الهرم الوظيفي تسلسلياً ومحترماً ونادراً ما يخرق.
    أما في دولة الحاشية والبطانة فان المحور هو الفرد (الرئيس) لا المؤسسة ذاتها وكلما تغير الرئيس تغيرت التعليمات والخطط والأشخاص فيهدر الزمن والتجربة السابقة ، وفيها يكون الرئيس هو صاحب القرار الأول والأخير ويبقى الآخرون كمتفرجين مهما علت مناصبهم في المؤسسة، وفيها يكون الاستثناء هو الأصل بينما يبقى الأصل كوسيلة يلجأ إليها في أوقات الأزمات او من قبيل ذر الرماد في العيون.

    دولة الحاشية هي دولة الإذن المفتوحة والعين المغمضة، فهي دولة الإذن المفتوحة لأنها دولة المؤامرات والوشايات والدسائس والتلفيق والكذب المنقطع النظير، وهي دولة العين المغمضة لأنه يكفي للحكم واتخاذ القرار فيها الاستماع للخصم دون الضحية.

    صاحب الكفاءة والمعرفة في دولة الحاشية مستبعد ومهمش ولا سند له ومعركته خاسرة ، بينما تكون القيادة بيد المحسوب والمنسوب والوصولي والانتهازي الذي يتسلق على أكتاف الآخرين ، والسبب هو إن صاحب الكفاءة لا يملك سلاحاً سوى شهادته وكفائته وصدقه ، بينما للانتهازي أسلحته التي تستند مادتها إلى حبك الدسائس والمؤامرات والى اللف والدوران والكذب المنقطع النظير ، وهذه المعركة غير المتكافئة الخالية من القيم والضوابط لا يمكن ان يكسبها شخص نبيل لا يعدو سلاحه أن يكون مجرد كفاءته وإخلاصه.

    من جانب أخر تكون المعرفة الأكاديمية الصرفة في قمة أولويات دولة المؤسسات وهي تسعى إلى تنمية المعرفة الأكاديمية وتشجيع مؤسسات البحث العلمي الأكاديمي في مختلف فروع المعرفة العلمية والإنسانية التي تزود مطبقي العلوم من الناحية العملية بكل جديد في مجال الاختراع والابتكار .
    بينما تقوم دولة الحاشية على فكرة متخلفة مقصودة تقدس ما يسمى بالخبرة العملية والأعراف الفاسدة التي تقوم على إعادة تصنيع ثقافة موروثة مستهلكة ،لعدم قدرة البطانة الجمع بين الوسائل العلمية والوسائل الانتهازية في آن واحد فيؤدي ذلك الى تراجع في مادة المعرفة لعدم قدرتها على مواكبة التطور.
    وعلى هذا النحو المتقدم فان ما يمتلكه الأكاديمي اليوم من معرفة في دولة المؤسسات هي بالتأكيد أكثر تطوراً وأوسع نطاقاً مما كان يمتلكه الأكاديمي قبل سنوات.
    أما في دولة الحاشية فيجري الحديث دوماً عن فطاحل كانوا قبل عقود عديدة من الزمن في البلد ولا يوجد مثلهم اليوم، وهذه نتيجة طبيعية لاستهلاك القديم دون ان يحل محله علم أكاديمي جديد.

    دولة المؤسسات هي دولة الديمقراطية الحقيقية والمساواة القانونية ، ويقصد بالمساواة القانونية ، ان يتساوى أصحاب المراكز القانونية المتماثلة في الحقوق والواجبات ، فحقوق المواطنة تسري على الجميع اما الحقوق الخاصة فتسري على جميع من يحوزها دون غيرهم ، كحقوق الشهادة العلمية وحقوق الشهداء وحقوق الملكية .... ، تطبيقاً للمبدأ القانوني الطبيعي ( مساواة غير المتساوين ظلم فاحش ).
    بينما دولة الحاشية هي دولة الديمقراطية المزيفة والشعارات الفارغة والمحسوبية والمنسوبية (1) .
    دولة المؤسسات هي دولة المراتب العلمية و المعنوية و الثقافية، فيتربع على قمة الحياة الاجتماعية العباقرة وصفوة المثقفين والأكاديميين وكل من قدم لمجتمعه خدمة جليلة.
    أما دولة الحاشية فهي دولة الطبقات بامتياز، فيتربع على قمة الحياة الاجتماعية الحاشية وحاشية الحاشية وخليط من الانتهازيين والوصوليين وأنصاف المثقفين الذي يبادرون إلى خلق ستار حديدي يصعب خرقه بين قادة البلد والمواطنين، بينما ينزل العباقرة وصفوة المثقفين والأكاديميين وكل من قدم لمجتمعه خدمة جليلة إلى مراتب متدنية .

    دولة المؤسسات تقوم على فكرة ( سلطة الشعب ) وهي دولة الثقافة والفن والأدب والشعر والأفكار النيرة في مختلف مجالات الحياة.
    بينما تقوم دولة الحاشية على فكرة ( السلطة الأبوية ) التي تسعى الى تنمية ثقافة شعبية عامة ترى في أمر اظهاد الفكر الحر امرا مقبولا ومبررا ، مما يترب عليه قتل روح الإبداع وخنق الأفكار المتنورة وإشاعة النفاق السياسي.
    دولة الحاشية هي دولة السقوط المفاجئ، بينما دولة المؤسسات هي دولة البداية والنهاية التي تشبه دورة الحياة الطبيعية.
    بغـداد في 17 /2/2009
    *************
    1ـ سئل أحد مشايخ بني أمية بعد سقوط دولتهم عن سبب السقوط ؟
    فأجاب قائلاً: ( لأنهم وكلوا الأمور الكبيرة إلى الصغار والأمور الصغيرة إلى الكبار،فلا الصغار كانت لهم كفاءة إدارة الأعمال الموكلة إليهم ولا الكبار عملوا بما أوكل إليهم لأنفتهم ، وبين هذا وذاك ضاعت الدولة ).
    [/align]************
    فارس حامد عبد الكريم العجرش
    ماجستير في القانون
    نائب رئيس هيئة النزاهة سابقاً
    باحث في فلسفة القانون
    والثقافة العامة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    35

    افتراضي شكراً

    [align=justify] بسم الله الرحمن الرحيم

    شكرأ لزيارتكم ، اتمنى ان اسمع ارائكم ، احب شيء للكاتب سماع تعليقات الاخوة الاعضاء للتواصل والتفاعل

    مع تقديري[/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    826

    افتراضي

    عزيزي نحن الان تخلصنا من النظام الدكتاتوري وفي دولة القانون وان لم يطبق القانون كله

    ولكن الا ترى ان لكل مسؤول حاشية
    والاشخاص ولاءهم لاحزابهم
    والمحسوبية والواسطة متفشية فاصبح الموظف الغير مناسب في المكان الغير مناسب
    هناك قوانين ولكن اين من يطبق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    35

    افتراضي لكل تجربة

    [align=justify]
    لكل تجربة انسانية جديدة ما هو صحيح وما هوخطأ وما هو ايجابي وما هو سلبي ، وواجب كل وطني ان ينبه الى مواطن الخلل حتى يتم تجاوزها، وإن خلق النقد مشاكل ، مع الاشادة بما هو ايجابي وصحيح تشجيعاً للاصحاء، المهم اننا نسير على الطريق الصح ، مع الشكر للتعليق
    [/align]

المواضيع المتشابهه

  1. مملكة المخدرات ودولة الفضائيات !؟
    بواسطة zaynab في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-02-2007, 12:12
  2. المالكي يزور السعودية والكويت ودولة الامارات
    بواسطة منازار في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2006, 22:57
  3. الحاشية وابناء المراجع...وخليل زاد!!!!
    بواسطة طركاعة1 في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 24-04-2006, 16:26
  4. خلي شعرك دومة واعي ودومة هادف(شعر شعبي عراقي)
    بواسطة السيد مهدي في المنتدى واحة الشعر الشعبي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-10-2003, 00:25
  5. حدّثني زميلي عن المعمم والافندي وحديث الجموع الحاشدة!
    بواسطة جمال البيدر في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2003, 23:05

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني