[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.iraqcenter.net/vb/mwaextraedit2/backgrounds/7.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.
قال تعالى.. بسم الله الرحمن الرحيم
(( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ))صدق الله العلي العظيم
بداية أبارك هذا الجمع الكريم وهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا ونحن نرى أبناء وبنات إخواننا الذين سقطوا في المواجهة مع الطاغوت وحزب البعث والدكتاتورية وهم يتجهون اليوم لفتح بيوت جديدة تعشوشب فيها الحياة وتبدأ المسيرة من جديد مستذكرين بذلك( الحمد الله الذي جعل القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة) كانوا يتوقعون أن الشهادة تستأصلنا، تستأصل الطيبين الخيرين من أبناء هذا البلد، ولكنهم كما هم نعرفهم لم يقرؤو التاريخ ولم يقفوا عند الحقائق، الشهادة للخيرين تأصيل وتعميق وامتداد للجذور في الأرض وليست استئصال وليست قطع للجذور مادام فينا عرق ينبض وما دام فينا وعي يحرك الإرادة، الإرادة التي تمثلت بالمواقف البطولية التي وقفها آباؤكم .
أيها الإخوة الكرام أيها العرسان: أبارك لكم وأبارك للشهداء الذين يفرحون وهم في عليين بهذا الزواج الميمون وهذه الحياة السعيدة، ويسعدني أن أتقدم بجزيل شكري وتقديري واحترامي لرئيس المؤسسة مؤسسة الشهداء وللإخوة جميعاً في مجلس الرعاية والعاملين في الفروع وكل من وقف على خدمة أبناء الشهداء وعوائل الشهداء الذين ظن الناس إنهم قد نسوا وإنهم لن يعود ولن يحصلوا على ما يعوض، وأنا أقول الذي حصل لا يعوض خسارة الشهداء ولكن هم في جنان الخلد إن شاء الله ونحن على الخط سائرون ، العراق الجديد يكرم الشهداء ويكرم الذين ضحوا من أجل هذا البلد العزيز كما يكرم الذين فقدوا حريتهم سجناء بيد البعث والدكتاتورية وكل الذين ضحوا وهاجروا، وهذه هي الميزة التي يمتاز بها العراق الجديد أنه يكرم كل ضحايا النظام البائد سواء كانوا مهاجرين وعادوا لكي يحصلوا على حقوقهم ويعودوا إلى وظائفهم أو الذين سجنوا وأنا أشد على يد مؤسسة السجناء أيضا أن تذهب بعيداً وتحث الخطى وتعمل بسرعة لتعويض هذه الشريحة التي تضررت كثيراً والتي حرمت من كثير من مميزات الحياة، كما أشد على يد مؤسسة الشهداء إلى مزيد ومزيد كما كانت الطموحات في كتابة قانون مؤسسة الشهداء أو التطلعات التي نتجه إليها( إن الله مع الذين اتقوا) وهاهي العودة عادت بنا والحمد الله .
أيها العرسان الأحباء: اليوم انتم تفتتحون بيوتاً على أنقاض الدكتاتورية وتؤسسون لحياة جديدة وتبعثون برسائل من هذا الجمع الكريم ومن هذه الحياة الجديدة لكل الذين راهنوا على اجتثاث إرادة الخير والصلاح والفلاح لقد خابوا وخسروا وأنا أعلم إن أنصارهم أو الذين فقدوا ما كانوا به يضربون به ظهور وصدور أبناء العراق يحزنون اليوم وهم يرونكم تفتتحون بيوت الحياة الجديدة، لأنهم يدركون بأن هذه البيوت فتحت على الإيمان وعلى التقوى وستنتج حتماً بإذن الله تربية صالحة وذرية صالحة تتمسك بهذا الطريق اللاحم طريق الشهادة طريق الكرامة طريق العزة والتربية الصالحة على حب الوطن وحب الإنسان والوعي والاستمرار، وهذه هي سنة الحياة يستشهد البعض من اجل أن يعطوا دفقا ودما جديداً في عروقنا ونحن نتحرك، ولكنها في نفس الوقت مسؤولية علينا جميعا حينما نتحدث عن الشهداء عن إخواننا الذين فارقونا وحينما نتحدث عن حياتكم الجديدة ونحن فرحون مسرورون نبارك لكم نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلها حياة سعيدة ترفل بالسعادة والذرية الصالحة، لكنها مسؤولية من أجل أن نؤدي رسالة الشهداء التي ضحوا من أجلها، لم يكونوا قد ضحوا برغبة في ذكر يذكرون في صفحة من صفحات كتاب، إنما ضحوا وما كانوا يريدون إلا وجه الله تبارك وتعالى وخدمة هذا الشعب وخدمة هذا الوطن الذي تسلطت عليه عصابة دكتاتورية في غفلة سيئة من الزمن، هذا العراق العزيز بتاريخه ورجاله بإرثه الحضاري بحوزاته العلمية بالمراقد بالأئمة والعلماء كيف ..؟ قفوا عند هذا المقطع من التاريخ السيئ، كيف يكون تحت حكم عصابة تسللت وسط ظلام الأحداث والأيام فيحكم فيها الأخيار ويقتل فيها وأي قتيل قدمنا في مقدمة الذين قدمناهم شهيدنا الكبير المرجع الكبير المفكر الكبير السيد محمد باقر الصدر وعلى خطه كان العلماء والشهداء من فضلاء وعلماء هذه الأمة ، ولو أردنا أن نذكر كل الذين ضحوا لطال بنا الزمن، عائلة آل الحكيم وآل شبر وآل المبرقع وآل بحر العلوم والكثير، هذه البيوت بيوت العلماء، ولكن أولئك الذين كانوا فرساناً في ميدان المواجهة نعم يحتاج إلى كتب ومجلدات حتى نتحراهم، حتى نعرف، وهذا واحد من حقوق الشهداء علينا ان نعرف بهم وبنضالهم وبجهادهم وبعطائهم، بل أتمنى على مؤسسة الشهداء أن تدخل الى غياهب السجون لتتحدث عن البطولات التي قام بها الشهداء في مواجهة الجلادين، أحد الشباب كان حينما يستدعى إلى التعذيب يقول لإخوانه: والله سأعذبهم وهو شاب في عمر (18-19سنة) والله سوف أعذبهم بالصبر، يصبون عليه السياط والحقد وهو يتحداهم ، وهكذا النماذج احد الجلادين قال:لهم لماذا انتم تفتخرون بعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وفلان و فلان افتخروا بالشيخ عارف البصري وعبد السادة وشيخ حسين معن، هؤلاء الذين عذبوا الجلادين، هؤلاء أتعبونا ولم يعطوا كلمة ولم يتنازلوا حتى قالوا: والله لو كان أصبعا منا بعثياً لقطعناه .
هذه الملاحم البطولية لآبائكم ولأمهاتكم أيضا لا بد أن نذكر البطولات التي قدمتها المرأة المؤمنة في غياهب السجون والصلابة والصمود الذي كان نبراسه ومثاله بنت الهدى رضوان الله تعالى عليها، كيف وقفت شامخة مستحضرة زينب عليها السلام وهي تخوض معركة الطف، خاضتها معركة النجف، معركة العراق إلى جنب أخيها الكبير الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر، وعلى خطه كان المرجع الثاني الشهيد السيد محمد صادق الصدر والشهيد المرجع علي الغروي، هؤلاء جميعاً هم الذين نقدمهم على مائدة الشهادة لكي نستذكر عظم الجريمة، وإنما نستذكر هؤلاء لا نكرمهم، كرامتهم عند الله هي الأكبر، ولكننا يجب أن نستفيد ونستلهم من طريقهم اللاحب الدروس والمواقف والبطولات والصمود، ولكن في الصفحة الثانية لكي نعرف عظم الجريمة والحماقة والحقد الذي كان يحمله النظام السابق من رأسه حتى أخمس قدميه حزب البعث بكل حقده التاريخي على الإسلام والمسلمين على الحق والعدل والكرامة على الوطن وعلى كل شيء، نستطيع أن نتحدث عن عظم الجريمة بعظم التضحية، و شهداؤنا الذين يؤشرون على عمق جريمة هذا الكيان وهذا الحزب الذي يتحدث البعض عن إمكانية العودة إلى الحياة، هل اشتقنا إلى مزيد من المجازر والتآمر والالتفاف والدناءة، كلا وألف كلا، لن يعود ولن يكون ذلك ما دام التاريخ حاضراً فينا وما دام أبناء الشهداء ، واسمحوا لي أقول لكم أبناءنا وبناتنا أبناء الشهداء: العراق والمسيرة والشعب والعقيدة والكرامة كلها أمانة بأيديكم ، الشعب الذي يقدم هذا العدد الكبير من الشهداء، وأبناء الشهداء الحمد لله وصلوا إلى هذا المستوى لا بد وان نقول لهم تحملوا المسؤولية أيضا، انتم في حدقات عيوننا وعيون إخوانكم وعيون العراق الجديد، ولكن تحملوا المسؤولية من اجل أن يفرح بكم الآباء كما فرحوا بكم اليوم وكما فرحنا بكم، تحملوا المسؤولية بالتربية الصالحة وفي المواقف الواضحة والتصدي والتصميم والاستمرار حتى ننتهي إلى حيث الأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها الشهداء ، والعراق الذي تخلص من الدكتاتورية وما واجهه من تحديات الإرهاب والخارجين عن القانون لا يزال بحاجة إلى مواقف صلبة والى وعي ووضوح وتماسك، لأننا لا زلنا في الدائرة الحمراء لم نكتف بكسر شوكة الارهاب إنما المهمة الأكبر إن نبني العراق.. العراق الذي يعيش فيه الناس أحرارا، يعيش فيه الناس بكرامة وعزة ورفاه في عراق عزيز سيد موحد قوي، يفتخر العراقي بأنه ينتمي لهذا البلد، هذه مسؤولية وأمانة تحملوها وأنتم أهل لها إن شاء الله وأنا واثق من إنكم بهذا ستقرون عيون الشهداء، واعلموا مرة أخرى إن الله مع الذين اتقوا فاتقوا الله بالقول الصادق والعلاقات الطيبة الأسرية التي ستكونون في ظلها، اتقوا في علاقاتكم الطيبة في الحياة الزوجية الجديدة، واتقوا الله في الأولاد، واتقوا الله في المواقف، واتقوا الله في الوطن، واتقوا الله في الحرية مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، والإحسان أن يحسن الزوج لزوجته والزوجة لزوجها والأخ لأخيه والإنسان للإنسان والمواطن للمواطن ، الإحسان أن نبني العراق، الإحسان أن ندافع عن شرف العراق وعن كرامة العراق ووحدته وسيادته وأمنه واستقراره ورفاهه وثرواته، هذا هو الإحسان( أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) أسأل الله تعالى أن يجعلكم من الذين اتقوا والذين يحسنون من أجل أن تقر بكم عيون الشهداء.. أبارك لكم مرة أخرى هذه الحياة الجديدة وأسأل الله تعالى أن يجعل فيها كل الخير والبركة والذرية الصالحة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
[align=center][/align]
[align=center][/align]
[align=center][/align]