اللبنانيون يدلون بأصواتهم في انتخابات عامة الأحد يتنافس فيها ائتلاف 14 آذار وقوى 8 آذار
07/06/2009 13:05
أدلى اللبنانيون في الانتخابات العامة بأصواتهم منذ فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي أي الرابعة بتوقيت غرينتش، وانتشر نحو 50 ألفا من قوات الأمن لمواجهة أي أعمال عنف في المناطق التي من المتوقع أن تكون المنافسة فيها متقاربة.
وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان للصحافيين بعد الإدلاء بصوته في بلدة جبيل مسقط رأسه: "الديموقراطية نعمة يجب أن نحافظ عليها وهذه نعمة يتميز بها لبنان في الشرق الأوسط."
وحث سليمان اللبنانيين على الإدلاء بأصواتهم مضيفا "هو عمل مهم ويجب أن يتم بهدوء وفرح لننطلق بعد ذلك إلى بناء لبنان."
عدم تسجيل أي مشاكل أمنية
وتفاوتت نسبة التصويت بعد الظهر، ولم يسجل وقوع أية مشاكل أمنية ولوحظ كثافة الناخبين الذين انتظروا طويلا للإدلاء بأصواتهم.
وقد أكد زياد بارود وزير الداخلية هدوء الموقف، قائلا:
وتتولى عدة منظمات دولية وعربية مراقبة الانتخابات، ومن بينها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي قال: "نود أن يشهد لبنان والمراقبون الدوليون انتخابات صادقة، ونزيهة وآمنة، ومن الواضح بالنسبة لي أن العملية تجري بشكل جيّد."
واتفق خوسيه سالافرانكا رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي مع هذا الرأي قائلا: "هناك 100 مراقب يعملون ضمن بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي، وسنغطي ما نسبته 20 بالمئة من مراكز الاقتراع في لبنان، وهذا برأيي يكفي لتكوين فكرة عما يجري. ولكن تبدو الأمور طبيعية، ونأمل في أن يسود الهدوء اليوم الانتخابي."
حاملات جند مدرعة في حي الأشرفية
وانتشرت حاملات الجند المدرعة في حي الأشرفية الذي تقطنه أغلبية مسيحية في بيروت. وتعتبر هذه الانتخابات سباقا متقاربا بين ائتلافين على خلاف بشأن قضايا من بينها مصير مقاتلي حزب الله والعلاقات مع سوريا المجاورة التي هيمنت على لبنان حتى عام 2005.
وتتوقع بعض الاستطلاعات تحقيق انتصار بفارق ضئيل لحزب الله ولحلفائه ومن بينهم رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون.
الكثيرون يتوقعون حكومة ائتلافية واسعة
ولكن كثيرين يتوقعون تشكيل حكومة ائتلافية واسعة تضم أحزابا من الجانبين بغض النظر عن النتيجة. وربطت الولايات المتحدة التي تعتبر حزب الله جماعة إرهابية مساعدات لبنان في المستقبل بشكل وسياسات الحكومة التي تحل محل حكومة الوحدة الوطنية الحالية. وحزب الله جزء من الحكومة الحالية.
مناصرو حزب الله يندفعون حول مراكز الاقتراع
وفي معاقل حزب الله في جنوب لبنان وسهل البقاع، يتهافت مناصرو الحزب ومناصرو حليفه حركة أمل الأحد إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم وهم واثقون بالفوز.
فأمام مبنى الجعفري، أكبر أقلام اقتراع الطائفة الشيعية في مدينة صور الساحلية، كان مئات الناخبين يتدافعون للدخول، وقد علق أنصار حزب الله وحركة أمل على صدورهم صور الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس حركة أمل الشيعية نبيه بري.
ومرت قرب مركز الاقتراع سيارات ترفع أعلام التنظيمين الشيعيين اللذين يحتكران تمثيل طائفتهما وسط تدابير أمنية كثيفة ينفذها الجيش وقوى الأمن الداخلي.
إقبال شديد على مراكز الاقتراع في جونيه
وفي مدينة جونيه بشمال بيروت، تجمع عشرات الناخبين أمام مركز اقتراع قبل الساعة السابعة موعد بدء الانتخابات مؤكدين أن "المعركة حامية وكل صوت ثمين."
وبعد مرور ساعة على فتح المركز في "ثانوية حارة صخر الرسمية" كان عدد الناخبين الذين انتظموا في صفوف طويلة قد بلغ مئات، في ظاهرة غير مألوفة في تاريخ الانتخابات في لبنان.
وقالت إحدى الناخبات "جئنا باكرا خوفا من الزحمة ولم نكن ننتظر وجود هذا العدد من الناس في هذا الوقت الباكر."
وأضافت أن "المعركة حامية، وكل صوت ثمين"، مشيرة إلى أنها ستصوت "لما فيه خير الوطن ولرفض التدخلات الخارجية ويتمكن اللبنانيون من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم."
وأكد جاد مطر المندوب عن التيار الوطني الحر برئاسة النائب ميشال عون والذي شارك في تنظيم الانتخابات في 2005 وفي دورة انتخابات بلدية "إنها المرة الأولى التي يكون فيها الناس متحمسين منذ الصباح". وأضاف أن "هذه الأجواء تدل على أن عدد المقترعين سيكون قياسيا."
كسروان استفتاء على الشعبية المسيحية
وترتدي دائرة كسروان التي تقع فيها جونيه أهمية رمزية لأن عون مرشح فيها. لذلك تعتبر الانتخابات فيها استفتاء على الشعبية المسيحية، لاسيما في ظل إجماع المحللين على أن أصوات المسيحيين هي التي سترجح كفة فوز قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية الحالية أو المعارضة.
وينقسم المسيحيون بين الطرفين، علما أن هناك اصطفافا حادا داخل الطائفة السنية لصالح تيار المستقبل برئاسة النائب سعد الحريري، أبرز أقطاب الأكثرية، وداخل الطائفة الشيعية لصالح حزب الله.
المناطق المسيحية تشهد معارك حامية
وسجلت كثافة الاقتراع في المناطق المسيحية، وهي مناطق توقع المراقبون أن تشهد معارك حامية.
ففي الأشرفية ومنذ الصباح الباكر ينتظر الناس صفوفا طويلة أمام مراكز الاقتراع ومعدل انتظار الناخب قبل دخول المركز ساعة أو أكثر.
وتمنع القوى الأمنية تجمع مناصري الأحزاب قرب مراكز الاقتراع، مما دفعهم إلى رفع أعلامهم وصور مرشحيهم في مراكز أحزابهم.
وتجمع مناصرو التيار الوطني الحر بقمصانهم البرتقالية قبالة خصومهم مناصري القوات اللبنانية بقمصانهم الحمراء في أحياء عدة من الأشرفية.
وتشهد زحلة بالبقاع حدة الانقسام ذاته، وينظر إليها على نطاق واسع على أنها ستشكل "بيضة القبان" في الانتخابات وتفصل لصالح المعارضة أو الأكثرية.
وقالت أم طوني 65 سنة وهي مهاجرة قدمت من البرازيل إنها أتت إلى لبنان خصيصا للتصويت بسبب حدة التنافس. وتضيف "أؤيد القوات اللبنانية وسأصوت لهم."
وقد منعت وزارة الداخلية المواكب منعا للاحتكاكات. وباستثناء محيط مراكز الاقتراع والمراكز الحزبية، الطرق والشوارع شبه خالية يوم الأحد.