بيان رقم (2)

حول المواجهات الأخيرة في مدن العراق

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم



(( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))



فجعنا امس بشباب مملوئين بالحماس والغيرة على الدين وأهله حصدتهم نيران الاحتلال فسقطوا بين شهيد وجريح في الكوفة وبغداد خرجوا للتعبير عن مطالبهم وحقوقهم في ظلال الحرية التي يزعم الغرب انه جاء بها الينا فكان رده قاسياً على المتظاهرين فقتل العشرات وجرح المئات من ابنائنا واحبّتنا .

إن الانفجار الأخير للشعب لم يكن وليد احداث آنية وإنما جاء كنتيجة طبيعية لخزين من الغضب والرفض بسبب تراكم من تجاهل الشعب والتفريط بحقوقه وعدم العمل الجاد لاصلاح وضع البلد وتحسين احوال الأمة وتسويف الانتخابات والاستخفاف بقيمه ومبادئه ورموزه ومقدساته وعدم مراعاة المبادئ الانسانية في التعامل معه.

لذا لابد من تقييم شامل جديد لمجمل العملية السياسية يجري على أساس من الانصاف والشفافية تشارك فيه جميع الاطراف المعنية بالقضية العراقية ولا يتجاهل فيه دور أي عراقي لأنه مستقبلهم جميعاً.

وقد دعوت اعضاء مجلس الحكم في بياني الاول لتحمل مسؤوليتهم الكبيرة ومطالبة قوات الاحتلال بالنظر في مطالب الجماهير واجراء تحقيق نزيه في الاعتداءات الأخيرة ومعاقبة الجناة وتعويض أسر الشهداء والجرحى ، وإننا إذ نعزّي ذوي هؤلاء الشهداء ونحتسب ابناءهم عند الله تعالى نسأل الله تعالى أن يمنّ عليهم بالصبر والأجر وعلى الجرحى بالشفاء والسلامة ونسجل شكرنا هنا لعناصر الشرطة العراقية وسائر الاجهزة الرسمية التي أبت مواجهة الجماهير ورفضت إطلاق النار عليهم وانسحبت أمامهم وهذا الموقف الشريف يزيد من وعي الأمة بأن العراق عاد للعراقيين ولم يعد حكراً على صدام وجلاوزته وأن اجهزته الرسمية مدنية أو عسكرية إنما هي منه وإليه وهذا يؤدي الى مزيد من التلاحم والعمل المشترك لبناء عراقٍ حر كريم كما وصفه الشهيد الصدر الاول (قده) . وهذا يدعونا جميعاً الى مراعاة الحكمة في التصرفات وأن نميّز بدقة بين العدو والصديق ولا نسمح لأحد من المنافقين والانتهازيين أن يخلط الاوراق علينا فنخسر دنيانا وآخرتنا ونجني على انفسنا ومستقبل بلدنا وامتنا ونكون من الأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .

ويحتاج كل ذلك الى إخلاص كبير لله تعالى ودعاء مستمر بطلب التسديد والتوفيق.



محمد اليعقوبي

14 صفر 1425