النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: وماذا بعد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي وماذا بعد

    دائماَ أتساءل، وأنا أتذمر، ماذا بعد؟

    وربما يعود هذا الأمر لحالة من الشعور المتواصل بالإحباط من كافة معطيات الواقع الشيعي والعراقي.
    ماذا بعد ما يحدث؟ خاصة أننا أصبحنا نكره النظر إلى الصور التي تنقلها الأخبار من صور لأعزائنا وهم يضرجون بدمائهم، بينما تندبهم أمهاتنا وأمهاتهم بالضرب على الوجه، كناية وتلميحاَ عن أن هؤلاء الأعزاء من مناطق الجنوب المظلوم والمضطهد.

    ماذا بعد، كلمة سحرية بالنسبة لي، تحمل في طياتها شعوراَ خفياَ أصبحت لم أعد استطيع إخفاءه، من التشاؤم الممزوج بالألم. ماذا بعد، تعني المستقبل، مستقبل، عاشه أبي وأبو كل عراقي شيعي في الماضي وهم ينظرون إلى مستقبل، مع حلم جميل لم يتحقق أن يعيش أبناؤهم كمواطنين أعزاء، لا يظلمهم ظالم ولا يتجبر عليهم متجبر. وكما بقي هذا الحلم الجميل حسرة، إنتقل إلينا أيضاَ. ماذا بعد؟

    إنني أتجرأ أن أقول، ربما دون مواربة، أنني لا أثق بما يسمى بهذه القيادات الشيعية. لأن هذه القيادات لم تعط مؤشراَ واحداَ يدل على دينها، ونضجها، ووطنيتها. ولنمسك مسطرة طويلة بطول ليلنا الطويل الذي يبدو أنه لا يريد أن ينتهي، ولنعدها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ولنعدد التيارات، والأحزاب، والشخصيات، والمرجعيات، والأفكار، والتنظيمات، واحدة بعد الأخرى، ولنضعها على مقياس رباعي

    لدين والورع

    قيمة الإنسان

    حب الوطن

    الأخلاق

    وسنكتشف أن أغلبها-وإن لم أخش أن أظلم بعضها- لقلت كلها لا تنطبق عليها هذه المقاييس. وماذا بعد ؟

    يسموننا شيعة، وشيعة للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، ولكن بالله عليكم، كم من هذه المفردات المؤثرة في الواقع الشيعي العراقي التي تدّعي التشيع هي الأقرب للإمام علي عليه السلام. إن أستطعت أن أستحصل إجابة واضحة يطلقها لي ضمير حي، سأقول حينها أن الأمور تبشّر بخير.

    أقولها صراحة
    إنني لا أثق بمقتدى الصدر، ولا بفكر مقتدى الصدر، ولا بالمستعممين الذين أصبحوا يملأون الشارع من كل حدب وصوب من أتباعه. نعم أقولها صراحة مرة أخرى، لا أستطيع أن أتقبل أن يهجم مواطن شيعي عراقي على مؤسسات الدولة، رافعاَ سيفاَ، وهو يلبس "الزي الروحاني المقدس" يحيي أتباعه الذين يرفعون شارات النصر زهواَ.

    إنني لا أثق بسيستاني ومرجعيته ووكلائه، لأنهم في مقاييسي لا يختلفون عن مقتدى الصدر، مستعممون بالألوف، يعيشون على كيل التهم وإقصاء الآخر، يعبثون بمقدرات الأمة ومستقبلها، ينهبون المال، ويعيشون على قدسية مرجع يستنكف أن يظهر وجهه أو يسمع صوته لمقلديه.

    إنني لا أثق بالحركات الشيعية العراقية، التي سقطت هي الأخرى واحدة تلو الأخرى في إمتحانات كثيرة، أهمها وقائع التسقيط، وإغلاق الدروب، وألعاب السياسة البذيئة.

    إنني اصبحت لا أثق بالشيعي المسكين، الذي أصبح هذا الواقع المتخلف يغذيه تقديساَ لطقوس، وشخوص هي ابعد ما تكون عن رسالة علي بن أبي طالب. هذا الشيعي الذي أودع مقابراَ ذات أبعاد متعددة، مقابر الجهل، ومقابر الفقر، ومقابر التهميش، والمقابر الجماعية.

    إننا نفتقد حقاَ محمد باقر الصدر، بصفاء قلبه، وبشفافية إيمانه، وبقوة طرحه، وبتلألؤ فكره العملاق. وماذا بعد ؟

    ماذا لو كان محمد باقر الصدر قائداَ في هذه الظروف، هل سيتملكنا الشك لحظة واحدة في صحة قراره، ودقة موقفه ؟
    وهل كان سيحمل سيفاَ يهزه فوق رؤوس الأشهاد؟ وهل كان سيلتجئ إلى مكان مقدس يحتمي به؟ وهل كان سيتصرف من وراء حجاب؟ يحتجب؟ ويصمت، ويحرك وكلاءه يتحدثون بما يحبون وبما يشتهون في كل صوب وحدب؟

    وماذا بعد ؟
    وبعيداَ عن شعارات الشيطان الأكبر، والإستعمار، وإتهامات العمالة دون إثباتات وأدلة نوزعها يميناَ ويساراَ، مع هيجان يفقدنا عقولنا، فنعتبر أهل الفلوجة أهلنا، وحماس قادتنا، والحائري ولينا، وإيران ربنا،
    وبعيداَ عن تقديس آية الله العظمى المرجع ، وأولاده، وعمامته وزيه، وصورته، وبعيداَ عن الصور المنقوشة المستوردة من إيران نزين بها بيوتنا ومحلاتنا وسياراتنا، وبعيداَ عن المال الذي يجمع كي ينفق حراماَ هنا وهناك.

    بعيداَ عن هذا كله، أين الإنسان الشيعي العراقي اليوم؟ إنكم تحشرونه بين مطرقة إسمها الدخول في حرب مفتوحة يستعر أوارها على كل الإحتمالات، يستفيد منها من يستفيد ويخسر فيها من يخسر، وبين سندان أن يكون عميلاَ، متهاوناَ، جباناَ رعديدا. وماذا بعد ؟

    أميركا شر مطلق، وكابوس لن يزول بسهولة، كما أن كابوس صدام لم يزل بسهولة. وفي غيبوبتنا المليئة بالكوابيس، نقدم جيلاَ جاهلاَ لا يعرف القراءة والكتابة، وجيلاَ فقيراَ لا يملك مالاَ لإطعام نفسه، وجيلاَ كسيحاَ لا يستطيع أن يفكر بعقله، وجيلاَ ملثماَ لا يعلم مايريد.

    إننا في معركة، وربما تختلف معركتي عن معركتكم، إنني أرى كل إنسان مؤمن يستشهد هو بمثابة ثلمة في الإسلام لا يسدها شيئ خاصة في هذه الظروف، وإنني أرى كل يوم يضيع يعني خسارتنا ليوم يتعلم فيه هذا الإنسان القراءة الكتابة، وإنني أرى كل يوم نضيعه يعني فقراَ إلى فقرنا وحرماناَ إلى حرماننا. إننا في حرب مع الزمن ضد عوامل التخلف والجهل والفقر.

    إنني أقولها بصراحة لا مقتدى الصدر يملك مشروعاَ إصلاحياَ لهذه الأمة، ولا إمامه الحائري،
    ولا سيستاني ولا غيره من مراجعة الإحتجاب والإستغفال
    ولا غيرهم من حركات وشخصيات نصبت نفسها متحثة بإسمنا دون أن تأخذ راينا.
    ولا أميركا ولا المحتل.

    ثقتي بالإنسان الشيعي الواعي، الذي يفهم واقعه، ويخطط له، ويعرف كيف يستفيد من فرص يفتحها له الله كي يحقق بها حياة كريمة. عندما نفهم كشيعة أن هذه القيادات هي سبب البلاء والخراب، عندها سننتبه غيبوبتنا ونتخلص من الكوابيس التي باتت لا تنتهي.

    أتمنى أن أعيش إلى ذلك اليوم الذي أرى فيه المتدين الشيعي وقد حدد أولوياته، ومصالحه فيما يرضي الله، دون أن يكون مفروضاَ عليه أن يكون تابعاَ لصاحب الزي المقدس هذا، أو مستضعفاَ من صاحب الفتوى تلك، أو هذه القوة المحلية أو الإقليمية أو تلك القوة العظمى.

    إننا لم نفهم لحد الآن، أن الذي يخيف العدو ليس كثرة الصراخ، والزئير، ولكن الذي يخيف العدو هو التخطيط، مع الإعداد، إن الذي يخيف العدو هو تنظيمنا لأنفسنا ومجتمعنا بحيث لا نرى يتيماَ يجوع، أو عائلة تتهدم، أو مراهقاَ أمياَ، أو عجوزاَ لا يجد علاجاَ، إن الذي يخيف العدو هو مدى نجاحنا في المحافظة على قيمنا الإسلامية الأصيلة، إن ما يخيف عدونا هو مدى إنسجامنا وتعاوننا وتنسيقنا.

    وقديماَ قالوا
    ضعاف الأسد أشدها زئيراَ------------وأصرمها التي لا تزير

    أتمنى ألا يهدر دمي بسبب هذه الكلمات !
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    226

    افتراضي

    بارك الله بك أخي الكريم.

    توجعاتك وآلامك وقلقك وجزعك هو مايحمله كل عراقي شهم مؤمن غيور على أهله ودينه ووطنه.

    ياقريب الفرج ياألله عجل بظهورولي أمرك القائم بأمرك.
    حسبي الله ونعم الوكيل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    لا عزيزي العقيلي لن يكفرك أحد
    كل آلامك مشروعة وكل ما بعدياتك مشروعة أيضا وأشارك عدم الثقة بالمستعممين المراجع والمعممين الرضع .
    لكن ثمة نققطة مهمة عندي أحب أنا أضعها :
    ماذا بعد عام من الاحتلال وسفك الدم العراقي المظلوم من قبل قوات الاحتلال بغير حق ؟
    بعيدا عن مقتدى وسيستاني وحايري وبعيدا عن كل الاحزاب , ماذا بعد قتل وجرح المئات من العراقيين ممن هم ضحايا صدام الامس وضحايا الاحتلال اليوم ؟
    ما تريده يا أخي أحلامنا جميعا لكن هذا لن يحصل تحت قصف طائرات ورشق دبابات واختلاق أزمات وتفجيرات وأحزمة ناسفة وهلم جرى . ما تريد يحصل في مناخ آمن فكيف نوفر المناخ الآمن ؟ لنصل الى ما تريد ونريد ؟
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    وهل تظن أخي أبا مؤمن أن هذا يحصل بالإنقياد وراء الصور، وأسماء الأشخاص؟

    الذي يحدث اليوم هو نتيجة متراكمة من الفشل الداخلي الذريع. هو نتيجة من الإبتعاد عن الخط المستقيم الذي كنا نقيس مدى إستقامته بعظماء مثل محمد باقر الصدر.

    الذي يحدث اليوم هو رمز لفشل تعامل الواقع الشيعي مع الظروف المحيطة به وفشل رموز قيادة هذا الواقع في التعرف على الخلل الموجود في شخصياتها، وأساليب قيادتها ودرجة تنظيمها وإنضباطها.

    أليس كفراَ أن تحدث هذه الأحداث من قتل وسفك دماء، مع التبعات السياسية التي ستترتب ضدنا بعد سنين القهر العجاف.

    أليس كفراَ أن يتسلّط مرة أخرى البعثيون ومعهم الأكراد في مقدرات البلد، بإسم مكافحة الشغب والعنف ؟

    أليس كفراَ أن يتحرك من يتحرك، مضحياَ بمئات من خيرة شبابنا من أجل لا شيئ ؟

    أليس كفراَ أن لا يتم تنسيق، ولو على أقل المستويات لإدارة الصراع، ونرى الكل يرون أنفسهم أنهم إستلموا صكاَ من السماء لإدارة هذا الواقع، مع صك آخر لإستئصال من يقف بوجههم؟

    بسبب هذا الجهل المركّب أضاع الشيعة فرصاََ إستراتيجية كبرى، كانوا يستطيعون من خلالها تحقيق الرفاهية لهم ولأبناهم،

    الفرصة كانت مفتوحة في الإنتفاضة، وكانت مفتوحة قبل شهور قليلة، عندما أعلن الشيعة في العراق -أغلبهم- أنهم كلمة واحدة فيما يخص الإنتخابات، وكانوا يستطيعون أن يطرحوا مطاليبهم المشروعة كلها، ويضغطون للحصول عليها من خلال الإنتخابات، وميّعت المسألة. فلا إنتخابات على طريقة الكوكس، ولا إنتخابات مياشرة، وأتت الأمم المتحدة بوجهها القبيح.

    وجاء الدستور، وأضعف الموقف الشيعي أكثر واكثر، من خلال مقولات التخوين، والعمالة وغيرها من كلمات مللنا سماعها.
    وكانت هناك فرصة ايضاَ

    وكانت الفرصة مفتوحة أيضاَ بعد تفجيرات كربلاء الكاظمية

    لماذا إنتظرنا إلى أن إعتقل مستعمم، وأغلقت جريدة؟
    هل أن كرامتنا تقاس بالمستعمم والجريدة؟ أم بتلك القضايا الكبرى التي لم نشهد رد فعل واحد بسببها؟

    وهل رد فعلنا يتحدد بأن نكون ذراعاَ ضاربة لحماس يوماَ، ولسيستاني يوماَ آخر كي نعطيه النجف هدية ؟؟

    أتصور أننا سنضيع فرصاَ قادمة أيضاَ.

    وتأتي حركة مقتدى اليوم، لتزيدنا ضعفاَ إلى ضعفنا.

    ونقول أننا محاربون. هل نفكر حقاَ كمحاربين؟ وهل لدينا سياسيون يستفيدون من نتائج الحروب .. ؟


    سؤال أتركه للزمن.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    نعم من الكفر أن لا يتم تنسيق وتوحيد الموقف ولملمة الشتات ولا فرصة غير هذه وهذا ما أقوله
    نعم نحن محاربون ونعم ليس لدينا سياسيون يجيدون فن ادراة الصراع السياسي وما يحصل اليوم في العراق وانتهاك حرمات الشيعة وقتل المئات منهم أكبر فرصة لادراة الصراع السياسي .

    أخي الكريم معك في الجهل الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب وينخر واقعنا لكن لنعلم أن من يريد أن يدير الصراع السياسي ويستفيد منه لكسب حقوقه عليه أن يعتمد على الجماهير ولا تقل هذه جماهير جاهلة فأقول حتى لو كانت جاهلة فهي تؤدي ما عليها وهو الخروج الى الشارع وليس مهما عندي أن تخرج بسبب صورة أو صحيفة أو مستعمم بل المهم أن أقف موقف العارف بادارة الصراع وعند تحقيق مطالبي يأتي الوقت لما تفضلت به من تنظيم وتثقيف وتوعية ورفاهية وبناء الانسان . الفرصة سانحة وضعتها الجماهير الجاهلة الشروكية على طبق من ذهب على طاولة السياسيين فأين هم ؟
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    أنا معك أخي الخزاعي فيما قلته ولكن ألا يجب علينا أولاَ
    تحديد لائحة بالمطالب المشتركة ؟

    ثم ثانياَ توقيع ميثاق شرف أمام الله والناس أن لا يطعن أحدنا الآخر من الخلف ؟

    ثم ثالثاَ أن يحترم بعضنا كلنا، وكلنا بعضنا بعد تحقيق المطاليب ؟

    تخوفي أن يبدأ مستعمموا تيار الصدر بالتفاوض مع أياد علاوي لتحقيق مطالبهم الخاصة، في الوقت الذي يقرر الآخرون الدخول إلى جنبهم. هل هذا مستبعد ؟

    وتخوفي هو أن ينسق بعض وكلاء سيستاني في الداخل والخارج مباشرة مع الأميركان مقابل منحهم بعض السلطة على بعض مناجم الذهب الشيعية.

    وتخوفي هو أن يلتف مجلس عزيز حكيم، على الجميع كي يحقق مواقع له يتمنى تحقيقها.

    قلت لك أخي أبا مؤمن، لا يوجد سياسيون يحملون هم الإنسان، بل هم يحملون همهم الخاص، وإشباع رغباتهم في التسلّط. إنها ظاهرة الطوائف ، وأمراء الطوائف. ومالم نعدّل وضعنا الداخلي، فإن هذه الإنتفاضات ستلتحق بإنتفاضة زيد بن علي، وإبي السرايا، وصفر، وشعبان.


    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني