عندما ظهر مصطلح (عراقيو الخارج) كان فيه دلالة سلبية في لتصنيف العراقيين الى داخل (الذين عاشوا الحصار والحكم الصدامي لحظة بلحظة) والى خارج (الذين ينعمون بالرفاه في اوروبا وامريكا وايران والدول العربية)
هذا المصطلح انتشر بعد السقوط ضمن ادبيات البعثي الأسبق نديم الجابري ولا يزال يتدوله شيخ الفضيلة. والهدف منه طبعا هو سياسي وحزبي بحت. فحزب الفضيلة لم ينشأ في الخارج وليس له ممثلين أو منتمين. وتسويق عقلية (الداخل والخارج) يخدم مصلحة هذا الحزب طالما ان النسبة العظمى من العراقيين هم من الداخل. بمعنى آخر ان خطة حزب الفضيلة تمثلت في كسب اصوات والتأثير على الأغلبية الساحقة من العراقيين من خلال بث هذه الثقافة العنصرية.
يبقى موضوع الفساد الإداري الذي يسعى بعض الأخوة في الفضيلة القاء اللوم كله على عراقيي الخارج (الذين سرقوا العراق واستحوذوا على المناصب العليا والخ) واما غالبية الموظفين من عراقيي الداخل فهم معصومون لا يأخذون الرشوة ولا يخربون البلد كما يفعل جماعة الخارج.
هذه الثقافة اقصد (جماعة الداخل والخارج) ثقافة عنصرية في منتهى الخطورة وتأثيرها السلبي على البلاد سيكون كبيرا. وستسبب في حرمان الكثير من ابناء العراق من اصحاب الكفاءات الخاصة من مهندسين وتقنيين من المشاركة في تطوير البلد.
يبقى السؤال هل الفساد هو بسبب جماعة الخارج ام ان الكل متورط؟ المطلوب هو التفكير والتحليل والحكم على الأمور بإنصاف لا بعقلية عنصرية موتورة.