المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي انصار المالكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول من أسس الحركة الاسلامية المنتظمة لأهداف ولأغراض سياسية تصارع التيارات السياسية والفكرية التي ولدت في العراق وفي المنطقة بشكل عام ، كان بداية الحركة الماركسية وبعد تأسيس الدول القطرية وانهيار الامة الاسلامية ومن بعدها الامة العربية واتفاقية سايس بيكو ثم الحرب العالمية الاولى ثم ثورة العشرين .
هذا الرجل بفكره الوقاد وهو حفيد قائد ثورة العشرين (والده الشيخ محمد جواد ) وهو رجل معمم (الى حين خروجه من العراق) ثم خلع العمة لكنه بقي في الفكر الاسلامي .
فهو الذي أسس الحركة الاسلامية وهو أبو الحركة الاسلامية في العراق وهذا متفق عليه بدون شك ولا ريب ، أسس حركتين بداخل العراق وبدأ بالتفكير بتأسيس حركة أوسع وأشمل وأعمق ودُعيَ لقيادة هذا التـأسيس لكنهُ رفض (
لديه رأيه الخاص ) . حينها شُكِلَ حزب الدعوة الاسلامي وهو الحزب الاسلامي الاول بهذا السعة والشكل والاستيعاب للعلماء بأعتبار جمع قادة كبار من العلماء .
لاتزال الحركات الاسلامية في العراق مدينة لهذا الرجل الكبير العظيم والمؤسس الكبير وكان يحمل الجانب العقائدي التنظيمي وفق معايير خاصة وصعبة وليست سهلة بعد ذلك هاجر الى مصر ثم الى الجزائر ثم الى ان استقر في لبنان وبقي في بيروت الى مماته وكان معروف ومميز في داخل بيروت باللباس العربي وهو الدشداشة والجاكيت ( السترة ) والقلنسوة فوق رأسه ودائماً تحت إبطه كتاب او كتيب او اوراق كثيرة . وكان رجل يحمل تاريخ بالارقام والاسماء وبكل المراحل والمنعطفات التي مرت بها الحركة الاسلامية بشكل عام والحركة الشيعية بشكل عام والعراقية بشكل خاص . مما كان مَحط إلامال لكتابة وتدوين هذه المعلومات المهمة وكان بعض القادة والمراجع يتمنون عليه ان يدون هذه المعلومات وكان يرفض .
وعندما سُئِلَ عن هذا السبب واحتفاظه بهذه المعلومات الثمينة ؟؟ .. أجاب بأن الكثير من الاخوة سوف يأخذون على خاطرهم لأن الحقائق مرة اذا اقولها لكن انا ( المغفور له) بدأتُ بتدوين مذكراتي على أن لاتنشر الا بعد مماتي ( بعد ذلك عُرفَ بأعتبار كان يصعب عليه ان يكتب في اواخر عمره بأن هناك شخص مسموح له بالكتابة وهو الشخص الثقة بالطباعة والنشر )
وكان يستمع للأسئلة المطروحة عليه بتمعن ويدونها ايضأ وكان من اكثر محركي الاسئلة عليه الحاج رؤوف دخيل ( شقيق الشهيد المرحوم صاحب دخيل الذي رماه الطاغية صدام في حوض التيزاب – حامض الكبريتيك- وهو اول شهيد من حزب الدعوة الاسلامية وقيادي في حركة الدعوة الاسلامية ) وكذلك من يطرح عليه الاسئلة من معاصريه وهم كثر الشيخ محمد مهدي شمس الدين و الشيخ جواد السهلاني والسيد مصطفى جمال الدين والسيد محمد حسين فضل الله و السيد حسن شبر وغيرهم من الكبار من الرعيل الثاني ( كان يطلق على الشيخ محمد جواد الجزائري والسيد محسن الحكيم والسيد محمد الصدر والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد الحبوبي بالرعيل الاول لأنهم أسسوا حركة الشباب المسلم وهي اول حركة اسلامية منتظمة في العراق ) .
وكان المغفور له قليل الاجابة وكل الذين يلتقون به كتلامذة وهو رجل زاهد رغم الحبوة الكبيرة التي يتلاقها من رئساء عرب كجمال عبد الناصر وحافظ الاسد وبو مدين كانوا كثيرا مايبعثوا له وزراء خارجيتهم او مسؤوليهم او هم يأتون له بأنفسهم ويدرسون معه كتلامذة وكان يكتفي من هذه الدنيا بقليلها وكان يعيش مع كتاباته وتحقيقاته فهو رجل محقق .
تغمد الله الفقيد الراحل بفسيح جناته واسكنه مع اولياءه الصالحين ...