محاولة اغتيال نجله تزيد من نفوذ الامير نايف وزير الداخلية
Tue, 01 Sep 2009 GMT
كشف مقال نشر اليوم الثلاثاء في موقع شبكة راصد الاخبارية، امكانية أن تعضد المحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية الامير محمد بن نايف، موقف والده وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز في سباق داخل الاسرة الحاكمة بشأن من سيصبح عاهل البلاد تاليا.
وجاء في المقال: ان الهجوم الذي شنه انتحاري تظاهر بأنه متشدد تائب ركز الاهتمام من جديد على جهود مكافحة الحكومة للتشدد الاسلامي التي يقودها الامير محمد بن نايف منذ عام 2003 وهو ما دفع المسؤولين الاميركيين الى الاشادة به.
وقال دبلوماسي غربي في الرياض: "جهاز الامن مجسدا في الامير نايف وحتى ابنه سيضفي مزيدا من النفوذ على جدول الاعمال الخاص بسياسة المملكة".
والسعودية "اكبر دولة منتجة للنفط في العالم"، ملكية مطلقة ليس لديها برلمان منتخب او حق تشكيل أحزاب سياسية حيث يسيطر رجال باسم الدين على المساجد والتعليم والمحاكم فضلا عن ما يسمى بـ "هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ويعتبر الملك عبد الله داعما للاصلاحات التي يريدها الغرب وتهدف الى الحد من سيطرة المؤسسة الدينية على الدولة التي ينتمي اليها اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
لكن دبلوماسيين يقولون ان الامراء المحافظين مثل نايف وضعوه في موقف حرج حيث ان الامير المحافظ تربطه علاقات وثيقة برجال الدين ولا يريد افساد ميزان القوى بين المؤسسة الدينية والاسرة السعودية الحاكمة.
ويقول دبلوماسيون ان الليبراليين يخشون على مصير الاصلاحات اذا أصبح الامير نايف ملكا للبلاد.
وعين الامير نايف الذي يعتقد أنه في السادسة والسبعين من عمره في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء في وقت سابق هذا العام، ما يجعله مسؤولا عن ادارة شؤون البلاد حين يكون الملك عبد الله والامير سلطان خليفته المعين وولي العهد وكلاهما في الثمانينات من العمر في الخارج.
والامير سلطان خارج البلاد منذ تشرين الثاني/نوفمبر بسبب مرض وجراحة لم يتم تحديدهما، ما سبب شعورا بعدم الارتياح بشأن الخلافة.
وأنشأ الملك عبد الله "هيئة البيعة" التي تتكون من الامراء البارزين للاقتراع على الملوك المستقبليين ونوابهم لكن محللين يقولون ان المنافسة والتسابق للظفر بهذا الموقع مقدما على اشدها.
وترفع مكافحة تنظيم القاعدة من أسهم الامير نايف.
وزخرت الصحف في الايام الاخيرة بمقالات المديح للامير محمد الى جانب اعلانات الشكر التي نشرت معها صور للملك وولي العهد ونايف وابنه.
وقال خالد الدخيل استاذ السياسة السعودي، ان هذا الهجوم يضاف الى رصيد وزارة الداخلية، ويؤكد أن الامير محمد بن نايف أصبح العدو الذي يريد تنظيم القاعدة انزال الهزيمة به.
وأضاف: أن هذا سيعطي كثيرا من الثقة في والده الامير نايف بين الاعضاء البارزين بالاسرة الحاكمة.
وحقق نايف نجاحا متفاوتا في اقناع رجال الدين بعدم تشجيع العقائد المتشددة التي تتبنى العنف ضد المسلمين والحكومات المسلمة التي ينظر اليها على أنها غير اسلامية.
وألقي القبض على مئات من المشتبه فيهم منذ عام 2006 لسعيهم لتشكيل خلايا وقد لام الامير نايف مئات من رجال الدين عام 2007 لدعمهم المستتر او الصريح لتوجه سعوديين الى العراق، وقال انهم يستغلون لتغذية الهجمات الانتحارية.
وقال دبلوماسي عربي بارز: "مستوى الثقة بين الامير نايف ورجال الدين لا يضاهى في اي مكان اخر... لقد انتقدهم مرارا لعدم تخفيف حدة نبرة الخطاب الذي يغذي التطرف غير أن العلاقة بينهم كانت دوما على خير ما يرام".
وتساءل كريستوفر بوتشيك زميل برنامج الشرق الاوسط بمعهد كارنيجي للسلام: "هل ستؤدي محاولة اغتيال ابنه الى أن يصبح اكثر مباشرة في التعامل مع رجال الدين.. ستكون رؤية ما سينتهي اليه هذا الامر مثيرة جدا".
ومن شأن اكتساب الامير نايف مزيدا من القوة ان يزيد من جرأة رجال الدين في معارضتهم للاصلاحات حيث ان كثيرين منهم يقولون ان الخطوات نحو "التغريب" - مثل تخفيف القيود التي يفرضها نظام المملكة على الفصل بين الرجال والنساء الذين لا تربطهم صلة قرابة في الاماكن العامة - تشجع على رد فعل متزمت.
وقال الدبلوماسي الغربي ان ستار السرية الذي تفرضه الاسرة الحاكمة والذي يحيط ايضا بالنظام السياسي للبلاد يعني أنه قد تكون هناك مفاجآت في المستقبل.
وأضاف: "(نايف) أصبح الرجل القوي في النظام، لكن ليس واضحا ما اذا كان هذا بسبب الغموض الذي يكتنف مسألة الخلافة".