 |
-
الفلوجة نموذجا !!00000000
الفلوجة نموذجا!!
أحمد الربعي
العقل العربي الذي يهيم حباً بكل عنف بغض النظر عن اهدافه وضحاياه يعبر عن نفسه بشكل عدمي في حالة الفلوجة!! فاذا كان المستهدف هو القوات الاميركية فان هذا العقل يستحضر كثيرا من تاريخ الاحباط ويندفع مع العنف بلا هوادة وبلا بوصلة!!
نريد لاحد ان يقنعنا بمعنى العنف الذي تمارسه قوى متعددة ذات اهداف غامضة في مدينة صغيرة مثل الفلوجة. ما الذي يريده حاملو السلاح ومن يتبرع بالدفاع عنهم عبر وسائل الاعلام العربية وبشكل متحمس ليس لديه افق سياسي او استراتيجي!!
هناك ثلاث عشرة مجموعة في الفلوجة لم تتطوع احدى هذه المجموعات التي تستخدم العنف ان تقول لنا ماذا تريد من اجل ان نحدد مواقفنا على ضوء هذا البرنامج. ما هو شكل العراق الجديد الذي تريده قوى العنف، هل الحديث عن دولة دينية سنية ام شيعية، هل الحديث عن نظام شمولي او نظام تعددي، هل يؤيدون اجراء انتخابات ومتى وما هي طبيعة المرحلة الانتقالية، هل يريدون انسحابا فوريا لقوات التحالف، واذا حدث ذلك ما هو البديل، بل من يضمن لنا ان هذه الجماعات المسلحة لن تقتل بعضها بعضا بشكل وحشي بعد زوال «العدو المشترك»؟!
ما الذي يجمع مقاتلين متطرفين سنة وشيعة وبقايا نظام صدام، ولصوصا محترفين ومقاتلين عربا يتجمعون ويمارسون العنف، وهل هناك شيء من الرؤية المشتركه حتى في الحد الادنى بين هؤلاء؟!
أليس من حق الانسان ان يتساءل عن سبب توقف السيارات المفخخة التي كانت تنفجر كل يوم في بغداد منذ محاصرة ما يسمى المنطقة الصناعية في الفلوجة، ومن هم الذين يجهزون هذه السيارات المفخخة التي تستهدف المدنيين العراقيين والشرطة، وما هي الرسالة السياسية التي يريد اصحاب السيارات المفخخة ان يرسلوها، وما هي الرسالة الاخلاقية او الوطنية أو الشرعية التي تقف وراء مثل هذه العمليات؟
الصادقون في دعوتهم لتسليم السلطة في موعدها، وتشكيل حكومة وطنية في مودعها، واجراء انتخابات واقامة عراق حر ومستقل، لا يمكنهم ان يمارسوا العنف العدمي، فالمستفيد الاكبر من ذلك هو اعداء العراق، والنتيجة المنطقية لاستمرار العنف هي بقاء الاحتلال والقضاء على آمال العراقيين.
المصدر :الشرق الاوسط
-----------------------
تعليق : يرى الكاتب بان استمرار دائرة العنف الموجهة ضد الاحتلال ستؤخر التحرك السياسي الاي يراه الكفيل باخراج الاحتلال بل انه يحذر من خروج الاحتلال باسلوب المقاومة العنيفة من قبل اللذين يؤمنون بهذا الاسلوب لان ذلك لايضمن في ظل غياب المشروع الحقيقي الواضح لهذه الحركات العنيفة وغياب التنسيق فيما بينها ان لم يكن وجود العداء بدلا عن ذلك لايضمن الا تتحول البلد في ظل هذا الفراغ الى ساحة للمواجهات الطائفية تحت ذرائع دينية او سياسية!00
ولكن يعود السؤال ليطرح نفسه من جديد بعد التسليم بهذه المخاوف وموضوعيتها ومشروعيتها 000
من المسؤول عن دائرة العنف هذه؟
ومن المعتدي والمعتدى عليه؟
هل الاحتلال يحتاج الى ذريعة لكي يكرس احتلاله ويؤكد مطامعه ومصالحه بمختلف الحجج؟
وهل الاحتلال وبعد سنة من الاحتلال اثبت من حسن الاداء ماينفي عنه تهمة المشاركة في تكريس دائرة العنف ليستغلها فيمايريده من تصفية هذا الشخص وذاك التيار فيفرغ الواقع العراقي من مضامينه الحقيقية ليخلق فيها واقعا جديدا ويعبئها بمضمون يلائم اطماعه وبمختلف الوسائل والاساليب ومن ثم يعلن متشدقا عن ديمقراطيته التي ستكون امام العالم قوية في الشكل والمضمون الذي اراده للشعب العراقي لا الذي يريده الشعب العراقي ذاته0
ولكن اعترف بان الاشكالية ستبقى لو سلمنا بالحل السياسي او تفاعلنا مع الحل العسكري 00ولكن المسؤول عن ذلك هو الاحتلال ولا احد غيره00ولو اراد الصدر ان يسدد ضربة كبرى للاحتلال ويوقعه في الحرج ويسد ذريعة الفراغ التي يتشدق بها ! فعليه ان يتبنى مشروعا واضحا فيما بعد الاحتلال وليكن تبني الخيار اليمقراطي بشكل واضح دون تاثير لهذه النظرية او ذاك الشخص او تلك الدولة وفي المقابل ان يتنصل من يتبنى اسلوب العنف من الاتجاه السني من اي تماس او صمت تجاه جرائم النظام البعثي السابق وان يعمل على الوقوف بوضوح وقوة في وجه اي متطرف يحاول اللعب بورقة العراق لمصالح اقليمية ويتخذ من النهج الديمقراطي وخيار الشعب فيمابعد طرد الاحتلال وسيلة وحيدة للتفاهم وحينها ستنتزع جميع الذرائع والشكوك والتوجسات.
اما اذا بقي الحال على ماهو عليه00
فلاسبيل سوى الاصطفاف ومهما كانت المخاوف والاخطاء مع من يوثق به اكثر ولا اظن ان ذلك يبتعد كثيرا عن تيار الصدر كونه صاحب تضحيات ضد النظام السابق ويحمل رصيدا شعبيا ووطنيا لايقارن به لا الاحتلال ولا مجلس الحكم الصامت ولا حتى المجموعات السنية المقاومة التي لم تتنصل والى يومنا هذا ممافعله البعث السابق ولم تقدم جهودا حقيقية في سبيل مكافحة كل مايرد من تشكيكات حول ادائها تجاه المجموعات الارهابية وعملياتها التي توقفت بعد تصاعد الاحداث!
ومهما حللنا يبقى الوضع العراقي معقدا!
[align=center]
[glint]هل لديك تعليق؟[/glint][/align]
-
تعليقي هو اني اتفق معك مائة في المائة .. واختلف مع الربعي ايضا مائة في المائة ..
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
في الفلوجة حيث يختلط الديني بالعشائري بالوطني... لا شيء "غير حياة تسُر الصديق أو موت يغيظ العدى"
الفلوجة - سؤدد الصالحي الحياة 2004/04/19
لا تشغل القوى السياسية في الفلوجة مساحة كبيرة الا انها على ما يبدو كافية للعب دور بارز وفعال في تحريك الاحداث وتوجيهها. فالمدينة تضم بين دفتيها "حركة انصار السنة" الداعية الى تطبيق السنة النبوية الشريفة عن طريق الجهاد وهي حركة تبدو ذات صبغة سلفية وحزب "الاخوان المسلمين" الذي يضم مختلف التيارات الدينية. ولعب هذان التياران دوراً بارزاً في تحريك الاحداث الأخيرة في الفلوجة واشعالها والعمل على ديمومتها على رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها اهالي المدينة, فالموت رفضاً لوجود المحتل الذي ترفعه هاتان القوتان شعاراً لا بديل له الا بجلاء المحتل او ابقاء فتيل الازمة مشتعلاً, علّ شظاياه تطاول المدن الأخرى, فيتحقق المُراد.
والباحث في تركيبة المجتمع الفلوجي الدينية والسياسية يواجه صعوبة في ايجاد حد فاصل بين توجهات اهالي الفلوجة الدينية والسياسية, فالاولى تبدو امتداداً للثانية, والثانية تغذي الاولى. يقول محمد عبدالرزاق, من اهالي الفلوجة لـ"الحياة": "70 في المئة من اهالي الفلوجة هم من المريدين الذين يتبعون الطرق الصوفية و30 في المئة يتبعون السلفية". ويعتبر عبدالرزاق "اتباع السلفية" اصحاب باع طويل في التنظيمات السياسية نظراً لخبرتهم بالعمل السياسي في كل انحاء العالم, الأمر الذي اهّلهم لقيادة دفة الحياة السياسية في الفلوجة من دون منازع في الآونة الاخيرة.
دورية أميركية في الفلوجة.
ولا تنفصل البنية النفسية لأهالي المدينة عما يحيطها من احداث, فالفلوجيون الذين ولدوا وترعرعوا في احضان بيئة نشطة دينياً, تضم مجموعة كبيرة من التيارات الدينية التي تتفاوت تفاوتاً كبيراً في بعض الاحيان, الا انها "تجمع على محاربة المحتل وتنمي في نفس المريد حب الاستقلال والميل للحرية, وكلها امور يدرسها غالبية ابناء الفلوجة في حلقات الدراسة والذكر المعقودة على الدوام في المساجد التي تنتشر بكثرة في المدينة".
ويؤكد حامد ابراهيم لـ"الحياة" ان "المذاهب الدينية الرئيسية الاربع مغيبة تماماً هنا, لا شيء غير التيارات الدينية السلفية الجهادية والسلفية الأصولية والأخوان المسلمين والتيارات الصوفية كالنقشبندية والشاذلية والرشيدية والرافعية والقادرية والدرقية تضاف اليها البدوية والحلبية". الا ان هذا الخليط غير المتجانس لم يقف عائقاً امام نمو تيارات سياسية قومية في المدينة, ويقول قحطان الربيعي عضو اللجنة الاعلامية في الحزب الاسلامي العراقي: "في الستينات نشط التيار القومي الناصري في الفلوجة, واشتعل الصراع بين قادة التيار الناصري الفلوجيون وبين التيارات الدينية الغالبة على المدينة وظل هذا الصراع مستمراً خلف الكواليس حتى سقوط النظام السابق في نيسان (ابريل) الماضي, حيث شرع الناصريون بممارسة نشاطاتهم علناً".
ويؤكد الربيعي ان الفلوجيين لا تستهويهم الأحزاب السياسية, الا انهم لا يتوانون عن الالتفاف حول تنظيم سياسي يدعوهم الى مقارعة المحتل بالسلاح لالتقاء هذه الدعوة مع قيمهم الدينية التي نشأوا وترعرعوا في كنفها والتي تصب جميعها في تغذية شعورهم برخص الحياة في سبيل الدين الذي بات يهدده المحتل ويقوّض اركانه بممارساته اللاخلاقية".
ويقول المعلم محمود داود من اهالي الفلوجة: "الاميركيون اهانوا اهالي الفلوجة وانتهكوا حرمة بيوتها, لا يمكن للرجل منا ان يسكت والاميركيون يلقون القبض على زوجته او يدخلون بيته عنوة من دون سابق انذار", الا انه يصر على ان المقاومة التي اختارها الفلوجيون في النهاية هي مقاومة دينية - عشائرية, ويستشهد على ذلك بالحادثة التي يعتبرها الشرارة الاولى التي اشعلت فتيل المقاومة ضد الاميركيين, ويقول: "نظم الشيخ جمال نزال, امام وخطيب جامع الفلوجة الكبير تظاهرة احتجاجية لأهالي الفلوجة ضمت الكثير من علماء الدين في المدينة وشيوخها انطلقت في 29 نيسان (ابريل) الماضي, من جميع المناطق لتقف امام مقر قائمقامية الفلوجة الذي كان مقراً للأميركيين الذين فتحوا النار على المتظاهرين وقتلوا 13 فرداً من ابناء الفلوجة وجرحوا 17 آخرين ثم التحق بالقتلى اربعة آخرون متأثرين بجروحهم". ويضيف "باتت اجواء الفلوجة ملبدة بالغيوم ومشحونة بالتوتر بعد ذلك اليوم, وبدأت المقاومة بقنبلة يدوية ألقاها شخصان يستقلان دراجة نارية على أحد التجمعات العسكرية الأميركية ثم توالت الأحداث".
وتضم الفلوجة مجموعة عشائرية متجانسة تنحدر من بادية الشام وهي عشيرة البو عيسى التي تنحدر الى طي وعشائر البو علوان والمحامدة والفلاحات والحلابسة وكلها تعود الى الدليم اضافة الى عشيرتي الجميلات وزوبع التي تنحدر من قيس, وهذه العشائر مجتمعة كانت تشكل في العشرينات من القرن الماضي لواء منفصلاً يُطلق عليه "لواء الديلم" ويغلب على اهله طابع البداوة, الذي يتميز بحدة الطباع والشجاعة والفروسية والغيرة المفرطة, فوجد الفلوجيون انفسهم يتغذون على هذه الطباع جيلاً بعد جيل مع حليب امهاتهم, وترفد كل هذا بيئة دينية مُتشددة ترفض كل ما من شأنه ان يقع ضمن الحدود الوسطى للحلول المطروحة, لا شيء "غير حياة تسُر الصديق أو ممات يغيظ العدى".
الفلوجيون عموماً يرفضون الاعتراف بوجود حدود فاصلة بين السياسة والدين ويصرون على عدّ كل ما يقومون به, خدمة يبذلونها لاعلاء كلمة الله. ويقول الشيخ علي الجبوري من "هيئة علماء المسلمين": "اميركا صنيعة اسرائيل ووليدة عقول الحاخامات اليهودية ومحاربتها واجب على كل مسلم ومسلمة".
ويضيف: "المسألة لم تعد مسألة حركات دينية او حركات سياسية فالمحتل هو الذي يحرك الاحداث لأنه ينتهك حقاً ولا بد لهذا الحق من مطالب". لكن الجبوري يرفض ان يعترف بوجود دور لهذه الحركات في تأجيج الاحداث او اشعال فتيلها, ويقول: "هذه الحركات ليس لها دور محرك او قرار رئيسي, ولا يعدو دورها ان يكون دوراً مسانداً".
اختيار الفلوجة لتكون معقلاً للمقاومة العراقية, لم يكن اختياراً عشوائياً بل كان مدروساً وموفقاً. فالمدينة ذات طابع عشائري ديني مغلق ويُصعب اختراقه بلعبة "تضارب المصالح" من جانب, وارضها زراعية كثيفة الاشجار تطل على نهرين (ذراع دجلة ونهر الفرات) الأمر الذي يوفر مساحة واسعة للمناورة العسكرية لرجال المقاومة من جانب آخر. وتضاف الى هذين العاملين خبرة عسكرية وفرها قسم كبير من ضباط الجيش العراقي السابق والمنحدرين من مدينتي الفلوجة والرمادي المحاذية لها, وفوق هذا وذاك حقد اهالي الفلوجة على الاميركيين الذين عملوا على اشعاله وتذكيته باعتقال ابناء اكثر من 90 في المئة من عائلات هذه المناطق, وهذه كلها امور وظفتها المقاومة باختيارها لهذه المدينة لضمان ديمومة المقاومة وترجيح إحتمالية انتقالها الى مدن اخرى في "المثلث السني" الذي تشترك غالبية مدنه بالظروف والعوامل نفسها.
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
-
قاومت الانكليز في العشرينات والاربعينات
الفلـوجـة مدينـة المسـاجـد والـزراعـة
مـوزعـة بين التيـارين القـومي والاسـلامي
بغداد ـ مصطفى كامل:
... ودخلنا الفلوجة بعد اربع ساعات ونصف ساعة من السير في الطريق العام وفي الطرق الريفية الضيقة، بعد اربع ساعات ونصف من ساعة السير بين ألارياف الخضراء الشاسعة والاليات الأميركية المحترقة المتناثرة على جانبي الطريق... فما هي الفلوجة ومن هم أهلها؟
يقول العلامة ابن منظور في "لسان العرب": "الفلوجة هي الارض المستصلحة للزراعة، ومن ذلك سمي موضع في الفرات فلوجة" واذا كانت الفلوجة مدينة اليوم فإن الأرياف المحيطة بها من كل جانب تشكل اضعاف مساحتها وهي في مجملها تشكل اكبر قضاء في اكبر محافظة على صعيد المساحة الجغرافية في العراق، باعتبار ان محافظة الانبار اكبر المحافظات العراقية مساحة، إذ تتوزع على الناحية الغربية من العراق كله، وتمثل حدود العراق مع ثلاث دول هي السعودية في الجنوب والاردن في الغرب وسوريا في الشمال الغربي، وخلال السنوات ال14 الماضية كان لا بد للذي ينطلق من العراق الى العالم أن يمر بالفلوجة ومنها الى العالم.
وتحوط بالفلوجة أرياف واسعة ابتداء من قرى الزيداني والنعيمية وابو غريب والحصوة والكرمة والصقلاوية وعامرية الفلوجة والخالدية، وتشكل المساحة المزروعة منها اكثر من 70 في المئة من مساحتها الاجمالية. ويسكن في مركز المدينة نحو 300 الف نسمة، اما اذا أضيفت الأرياف اليها فيرتفع العدد الى ما بين 600 الف و 700 الف، ويمثل سكانها خليطا من قبائل عدة، اهمها الدليم بفروعها الكثيرة والجميلات وزوبع والجبور والبو عيسى، ويخترقها نهر الفرات من شمالها ويظل يحوط بها من جهة الغرب، وعلى ضفتيه تتوزع اهم أريافها واغزرها انتاجا ومحصولا.
تنتمي الغالبية العظمى من اهل الفلوجة الى المذهب السني، غير انها لا تخلو من وجود من ينتمون الى مذاهب أخرى بل وقوميات وديانات اخرى ايضاً، فمع وجود عدد من الشيعة العرب هناك سكان مسيحيون وهناك صابئيون وهناك حي سكني كامل للاكراد، لا يزال يحتفظ بسكانه وبتسميته المتعارف عليها شعبيا "حي الاكراد".
يُعرف اهل الفلوجة بالزراعة والتجارة، وسمحت سنوات السبعينات والثمانينات لكثر منهم بالعمل في حقل البناء اذ كان العراق يعيش طفرات كبرى على صعيد البناء والتشييد ، فاشتهر من اهلها عدد غير قليل من ابرز اصحاب مصانع المواد الانشائية والمقاولات، كما برع عدد من ابنائها في تجارة الاقمشة، وبرع آخرون في تربية الماشية والأغنام تحديدا.
ورغم ان عددا غير قليل من ابنائها كانوا يعملون في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، الا انها لم تكن من المدن المطلقة التأييد للرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويعرف اهل العراق جيدا ان ابناءها حاولوا القيام بواحدة من اهم المحاولات الانقلابية على نظامه عام 1994 فأعدم من بينهم عدد غير قليل.
للفلوجة والقرى المحيطة بها تاريخ عريق في مقاومة الغزاة ، ويتذكر العراقيون بكثير من التبجيل والفخر الشيخ ضاري المحمود شيخ زوبع الشهير الذي قتل الكولونيل لجمان احد كبار القادة الانكليز في العراق إبان ثورة العشرين من القرن الماضي التي خاضها العراقيون ضد المحتل البريطاني. كما يُعرف عن ابناء الفلوجة مواقفهم الوطنية المشهودة ضد الانكليز عام 1941 وتحديداً ضد القاعدة البريطانية الشهيرة في منطقة الحبانية المجاورة والمعروفة بقاعدة "سن الذبان"، كانت أهم القواعد البريطانية في غرب العراق.
وعلى المستوى السياسي يتجاذب ابناءها تياران عريضان، القومي والاسلامي. وإذا كانت فترة الخمسينات والستينات قد شهدت مداً قومياً عريضاً فيها، فإن جذور الفكر القومي فيها اقدم من ذلك وتمتد الى حزب الاستقلال والى التنظيمات القومية السابقة له مثل نادي المثنى الذي كان المنتمون اليه يمثلون اول التيارات القومية في العراق المعاصر.
ومنذ أواخر الأربعينات من القرن الماضي شهدت الفلوجة حضورا ملحوظا للتيار الديني وتحديدا للتيارات الصوفية و لجماعة "الاخوان المسلمين" التي كانت اولى الجهات الاسلامية التي عملت هناك، وتأسست فيها واحدة من أعرق المدارس العلمية الاسلامية في العراق وهي مدرسة الشيخ عبد العزيز السالم القادم من سامراء شمال بغداد، التي تخرج منها عدد كبير من علماء الدين السنة في العراق واليهم تنتسب غالبية علماء الدين الشبان الموجودين حاليا.
وينتشر في المدينة عدد غير قليل من الجوامع ، حتى باتت تعرف بأنها مدينة المساجد التي يصل عددها الى نحو 70 مسجدا داخل المدينة فقط فضلا عن عشرات المساجد المنتشرة في كل القرى والأرياف المحيطة بها من كل جانب.
وبحكم الطبيعة العشائرية وقوة سلطة العائلة ونظامها، هناك عائلات تكاد تكون مغلقة الانتماء السياسي، سواء منها المنتمية الى الاتجاهات القومية بكل فروعها واتجاهاتها او الاسلامية بتفرعاتها المتعددة.
النهار 18 - 4 - 2004
خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
nmyours@gmail.com
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |