 |
-
حذار من أن يتحول "جيش المهدي" إلى حصان طروادة للبعثيين
حذار من أن يتحول "جيش المهدي" إلى حصان طروادة للبعثيين
احمد الخفاف
Fatha12000@yahoo.com
يبدو أن وتيرة الأحداث والمفاجآت في العراق الغريق في تسارع مذهل حيث بات من الصعب على المراقب أن يتواصل معها دون التقاط الأنفاس في هذه المحطة أو تلك، ومن خصائص الأحداث ما يذهل المتابع هو سرعة انكشاف الأوراق التي كانت مخبئة في جعبة الأطراف اللاعبة هذه الأيام في ساحة العراق الدموية.
إحدى هذه الأوراق التي بات لاعبها البعثي يلعب بها بالمكشوف على الساحة ورقة تيار الصدر أو ما يعرف بـ "جيش المهدي" والتي ما فتيء البعثيين يخفونها إلى يوم حصادهم وها هو اليوم قد أتى وبدأ اللعب على المكشوف. فقد قامت عناصر النظام البعثي المقبور بتوزيع منشورات في مدينة الصدر والشعلة والكاظمية الخاضعة لنفوذ "جيش المهدي" تدعو فيها إلى إرهاب المواطنين وترغمهم على شن حرب مسلحة ضد قوات التحالف خلال الأيام المقبلة!!. وكشف البيان أن المناطق الخاضعة لنفوذ "جيش المهدي" ستستقبل مجاميع من العناصر الإرهابية والبعثية من مدن المثلث الطائفي من الفلوجة والخالدية والرمادي ومدينة الراشدية. كما دعا البيان إلى حرق بغداد يوم 24 من الشهر الجاري بحجة تحرير العراق!
إن هدف المخطط البعثي هذا واضح ولا يغيب عن بال أحد وهو جر الشيعة إلى مواجهة دموية مع الأمريكان لتقوم بعدها قوات التحالف بالرد العنيف على المناطق الشيعية وبالتالي إلحاق خسائر كبيرة بالأرواح ليندفع بعد ذلك عموم الشيعة الى اتخاذ موقف عاطفي موحد الى جانب تيار مقتدى الصدر والتي أثبتت الأحداث بما لا يدع مجالا للشك أن بعضا من مواقعها السياسية والإعلامية والعسكرية مخترقة من قبل أزلام النظام البعثي البائد، وهكذا يطبق البعثيين التكتيك القائل " قاتل العدو بأرواح الآخرين واستغل أنت الظروف والنتائج لتخرج بالمحصلة"
إن نزوح برابرة البعث المقبور إلى مناطق نفوذ "جيش المهدي" وتغلغلهم هناك ستكون كارثة على مستقبل تيار مقتدى الصدر الذي يبدو أنه فقد السيطرة والتوجيه على قادته الميدانيين، لذلك رأينا أن فلول بعثية أصدرت منشورات في مناطق نفوذ تيار الصدر في حين لم نسمع أحدا من قادة التيار الصدري يندد بالخطوة أو حتى يوضح ملابسات الحادث. ويبدو أن زمام المبادرة، أي مبادرة التوجيه والقيادة قد سقطت بيد أزلام النظام المقبور في مدينة الصدر بعد رحيل معظم مساعدي السيد مقتدى الصدر الى النجف الأشرف وباتت الساحة مهيأة ليوم الحصاد البعثي.
ومن الواضح أن الحصار المضروب على المخربين العرب والصداميين في الفلوجة من قبل قوات التحالف قد عجّل بقيام فلول النظام السابق بإعلان بغداد ساحة مفتوحة للحرب، الهدف منها فتح جبهة جديدة ضد الأمريكان وذلك لرفع الضغط على عناصر خارجية مهمة باتت تحت السيطرة الأمريكية في الفلوجة.
إننا وانطلاقا من ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الشيعي وانطلاقا من ضرورة الابتعاد من شرور الشرذمة والتفرقة والتي ستعود على الجميع بالضرر التاريخي البليغ ننبه "جيش المهدي" أن لا يتحول إلى حصان طرواده لأزلام النظام البعثي المقبور، ونحذرهم بأنهم سيكونون أول ضحايا هؤلاء الأوغاد الذين لا يعرفون إلاّ ولا ذمة ولا عهدا ولا حلفا مقدسا أو غير مقدس وسيبنون مقابر جماعية أدهى وأمر من تلك التي بنوها سابقا. سيبدأون بالتيار الصدري ولن ينتهوا بأحد، كفى سذاجة سياسية، فالمؤمن كيّس لا يلدغ من جحره مرتين، أخاطبكم في الله كيف تضعون يدكم بيد قاتليكم، أنسيتم سريعا من قتل الصدرين والد وعم مقتداكم؟ كيف تسكتون وأنتم ترون يأجوج ومأجوج من همج البعث ينسلون من كل حدب وصوب من مدن المثلث الطائفي إلى مناطقكم ليغزوها وليتخذوا من شبابكم حصان طروادة ليعبروا إلى السلطة إن استطاعوا وبعدها سينقلبون عليكم ويقولوا لكم : الشيعة للطم والسنة للحكم!! ومن ثم حتى اللطم سيحرمونكم منها كما حدث في السابق بل سيزيلون عتباتكم المقدسة من الوجود هذه المرة حتى لا تلتفوا حولها!!
لا نريد أن يكتب المؤرخون في التاريخ العراقي أن "جيش المهدي" كان جسرا عبر به مجرمون منحطون الى السلطة. لا تقدموا المسوغ والمبرر للمتربصين بكم من الأمريكان ليقضوا عليكم بتهمة تعاونكم مع مجرمي النظام البائد. أعلنوا براءتكم من أزلام العهد المقبور واطردوا الذين يريدون أن يجروكم إلى مواجهة مسلحة مع قوات التحالف من صفوفكم، وبما أنكم ملتزمون بالشرع الحنيف اعلموا أن القتال ضد الأمريكان دون أذن أو فتوى واضحة من المرجعيات الرشيدة في النجف الأشرف لا يعقد عليه شرعا، وستكون حياتكم هباء منثورا لا سمح الله. "جيش المهدي" وأرواح عناصره في أعناقكم فلا تزجوا بهم في معارك جانبية هامشية خاسرة يكون المستفيد منها مرتزقة البعث والمخربين العرب الذين حولوا مدنكم الشيعية إلى مقابر جماعية بثت تفاصيلها الإجرامية على الهواء مباشرة وأشفت غليل قوم منحرفين كما شفى غليل هند أم معاوية بن أبي سفيان آكلة الأكباد يوم لاكت كبد حمزة سيد الشهداء عم الرسول.
أن تتحول مدينة الصدر في بغداد في الأيام القليلة المقبلة إلى بؤرة للإرهاب الصدامي ومنطلقا للعمليات التخريبية بعد أن يحط المجرمون رحالهم فيه أمر غريب حقا، فمدينة الصدر كانت أول منطقة في بغداد تتحرر من قبضة أجهزة الأمن والمخابرات الصدامية عندما دخلتها قوات التحالف حيث احتفل الناس في هذه المناطق يوم التاسع من نيسان بسقوط الطاغية صدام ونظامه الهمجي، فما هي الظروف التي أدت إلى تقارب بعثي صدري هذه الأيام!؟ سؤال مشروع ينبغي الإجابة عليه.
ومن مفارقات الدهر إننا لم نسمع حتى الآن مواقف قوية تصدر من مساعدي السيد مقتدى الصدر تعادي حزب البعث المقبور حتى من قبل السيد مقتدى الصدر نفسه، فما مغزى ذلك وهل هي مفارقة أم مصادفة أم موقف مقصود! لم نسمع من السيد مقتدى سوى قول أو قولين بشأن إدانة صدام وضرورة محاكمته عراقيا، غير ذلك لم يترشح من السيد وحاشيته مواقف حازمة ضد الجرائم التي ارتكبها المجرمون من فلول البعث البائد وحلفائهم من المخربين العرب ضد الشعب العراقي. ثم ما هو مغزى أن ترتدي عناصر "جيش المهدي" نفس الزي ونفس اللون الأسود الذي يرتديه فدائيي صدام! هل هي مصادفة أم ماذا؟
إن الخوف الذي يساور الجميع هو أن يتحول ما يسمى بـ "جيش المهدي" إلى بلدوزر لتعبيد الطريق أمام عودة القراصنة البعثيين وأزلام النظام البائد إلى المدن التي هربوا منها خوفا من عدالة الجماهير بعد سقوط الصنم. لينتبه الحريصون على "جيش المهدي" من المؤامرات التي يخططها لهم متآمرون من عصابات البعث الكـــــافر كما كان يصفه أبو الصدريين الشهيد السعيد أية الله السيد محمد باقر الصدر أعلى الله مقامه!!.
حذار .. حذار أيتها الكوادر النبيهة والمخلصة والشريفة والذكية في تيار الصدر، لا تدعوا فلول البعث الصدامي وهم أكثر خلق الله إجراما على الأرض أن يتسللوا بين ظهرانيكم بدعوى توحيد المقاومة ضد المحتل ليطعنوكم من الخلف، طعنة غدراء لا قيامة لكم بعدها.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |