المالكي يزور القاهرة وأنقرة الشهر المقبل
ثلاثة اجتماعات جديدة للتهدئة بين بغداد ودمشق ومساع تركية لتحقيق لقاء بين الأسد ومسؤولين حكوميين
بغداد - القاهرة - الصباح - اسراء خليفة
يعتزم رئيس الوزراء نوري المالكي زيارة القاهرة وانقرة الشهر المقبل، لاجراء مباحثات تهدف الى تأسيس مجلسي تعاون وشراكة ستراتيجي مع البلدين. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في تصريح خاص لـ"الصباح": ان زيارة الرئيس المالكي المقرر اجراؤها الشهر الجاري تم تأجيلها الى تشرين الاول المقبل
بسبب التطورات الأمنية في بغداد والتوتر العراقي - السوري الاخير.وكان رئيس الحكومة قد زار القاهرة في نيسان العام 2007، اذ بحث انذاك مع الرئيس المصري حسني مبارك سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها عبر تنشيط التعاون التجاري، كما اكد الرئيسان سعيهما المشترك لتوطيد العلاقة الاخوية وزيادة حجم التعاون بين البلدين.واوضح ابو الغيط ان المالكي سيجري مباحثات في القاهرة مع عدد من المسؤولين، اذ من المؤمل ان يرأس مع نظيره المصري احمد نظيف اجتماعات اللجنة العراقية - المصرية.يشار الى ان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد وقع مع نظيره المصري في القاهرة تموز الماضي، مذكرة تعاون وحوار ستراتيجي، من شأنها ان تفتح الابواب لتعزيز العلاقات بين البلدين.وتتضمن المذكرة التي اطلعت عليها "الصباح"، التعاون في الملفات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، والتركيز على البرامج التدريبية في المجالات الثقافية والدبلوماسية والتعليمية والفنية وفتح ملحقيات مختلفة وفتح ابواب الاستثمار في العراق للقطاعين العام والخاص المصريين، للبدء بتنفيذ مشاريع ضخمة، اضافة الى تسوية موضوع المديونية العراقية لمصر، خاصة البطاقات الصفراء التي تخص المصريين الذين عملوا في العراق.واكد وزير الخارجية المصري "اهتمام بلاده بتحقيق الاستقرار الكامل للوضع الأمني في العراق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ العراق بما يدعم الجهود المبذولة في عملية اعادة الاعمار والتنمية.على صعيد متصل، كشف مصدر مقرب من الحكومة عن تحديد تشرين الاول المقبل، موعدا لزيارة الرئيس المالكي انقرة.وقال المصدر لـ"الصباح": ان رئيس الوزراء سيلتقي الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب اردوغان، قبل ان يعقد مؤتمرا صحفيا مع الاخير للاعلان عن تأسيس مجلس اعلى للشراكة بين البلدين، منوها بان وفدا حكوميا يتألف من عدة وزراء سيصل الى انقرة الاربعاء للتحضير لتأسيس المجلس الستراتيجي بين البلدين.يذكر ان رئيس الوزراء نوري المالكي زار تركيا اواخر العام الماضي، واثمرت الزيارة انذاك، عن تقارب كبير في وجهات النظر بين بغداد وانقرة، اذ تم الاتفاق على تفعيل اللجان المشتركة التي انبثقت عن المجلس الاعلى للتعاون الستراتيجي الموقع بين البلدين، وتعزيز التبادل في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل والنفط والكهرباء والاعمار الى جانب التعاون الامني في مكافحة الارهاب والتصدي لحزب العمال الكردستاني، اضافة الى وضع آليات لمشتريات لوجسـتية للجيش العراقي.وعودة الى الوزير ابو الغيط، فقد شدد على اهتمام القاهرة الكبير بـ"موضوع تسوية الخلاف في وجهات النظر بين العراق وسوريا ازاء ملابسات التفجيرات التي وقعت مؤخرا في بغداد.واوضح وزير الخارجية المصري ان بلاده "تنظر الى ضرورة قيام حوار مباشر وصريح بين العراق وسوريا لتجاوز هذا التوتر"، مشيرا الى ان "الموقف المصري يقوم على اهمية تجاوب مسؤولي البلدين مع المساعي المبذولة لاذابة الخلاف القائم بينهما، لاسيما مع وجود نوايا طيبة لدى الطرفين.وكان الاجتماع الرباعي الذي عقد في القاهرة مساء الاربعاء الماضي، قد خرج باتفاق على عقد ثلاثة اجتماعات اخرى في انقرة ونيويورك والقاهرة، وتشكيل لجان امنية مشتركة والتهدئة الاعلامية بين بغداد ودمشق.وفي انقرة، اعلنت مصادر تركية السعي لرعاية اجتماع بين الرئيس السوري بشار الاسد ووزراء عراقيين، لترطيب الاجواء.