لماذا يُترك المالكي وحيداً
من البديهي عندما تتعرض الدول لاي خطر او تهديد فان كل قواها الوطنية تتحد لمواجهته وتضع جانبا كل خلافاتها واختلافاتها ومزايداتها الانتخابية وتتجه نحو تعضيد جهد الحكومة للتصدي لذلك الخطر وبالطبع فان الامثلة على ذلك كثيرة جداً في الدول التي تحترم نفسها وشعوبها ويحرص سياسيوها على تغليب المصلحة العليا للبلد .
اقول هذا والاستغراب بل الغضب يعتريني وانا ارى القوى السياسية العراقية تحاول توهين موقف الحكومة بخصوص الازمة مع سوريا على خلفيات وتوجهات مختلفة ابتداءً من تصريحات جبهة الحوار (الوطني) صالح المطلك والتي قد نفهم نفيها تورط النظام السوري والبعثيين بتفجيرات الاربعاء الدامي على خلفية توجهاتها البعثية مروراً بالمواقف والتصريحات المماثلة للقائمة العراقية واغلب شخصيات جبهة التوافق ولكننا لايمكن ان نفهم او نتصورالموقف الصادم لمجلس الرئاسة والذي جاء بالضد من موقف الحكومة .
ولست ادري أما يخجل الذين ينفون ضلوع النظام السوري بمساندة العمليات الارهابية في العراق على الرغم من توفر الشواهد والبراهين على ذلك والتي يعرفها القاصي والداني ابتداء من انتشار معسكرات تدريب الارهابيين من اليرموك حتى اللاذقية والانعقاد الذي يكاد يكون علني ودوري لمؤتمرات البعث في الحسكة والشام الهادفة لتدمير العملية السياسية الناشئة في العراق وكذلك السماح لبعض الفضائيات المعادية والتي يديرها سراق وارهابيون البث من اراضيها كفضائية (الرأي) للص الهارب مشعان الجبوري ولا اعلم ان هناك دولة عربية سمحت لفضائية معارضة لجارتها ان تبث من اراضيها وكلنا يتذكر كيف تم طرد قناة الفيحاء من المدينة الاعلامية في دبي بحجة ان القناة تتبنى رأي متصليها الذين اتهموا انهم ينالون من العوائل الخليجية الحاكمة ومن الدكتاتوريات العربية .
كما ان هناك اسباباً اخرى تدفع بسوريا للتدخل بالعراق فهي لا تريد ان ترى نجاح التجربة الامريكية في العراق خشيةً ان تَََطبق الكماشة الاسرائيلية الامريكية عليها وهي ايضاً لا تريد ان تتنسم رياح الديمقراطية الهابة من العراق خشية على جمهوريتها الملكية من ان تنهار فضلا عن هوس النظام السوري بالتدخل في شؤون جيرانه ابتدءاً من تدخله في لبنان ثم احتضانه لـ (pkk) لفترة طويلة حتى اجبرته القوة العسكرية التركية على طرد مقاتلي هذا الحزب وتسليم زعيمه عبد الله اوجلان بعد النفي المتكرر طيلة سنوات لوجود هذا الحزب وزعيمه على الاراضي السورية ؟!
على اية حال فحتى لو لم يكن النظام السوري متورطاً بتفجيرات الاربعاء الدامي تحديداً فان ولوغه بدماء العراقيين مثبت بالادلة والبراهين طيلة السنوات السابقة والشيء الذي يحسب لرئيس الوزراء هو اختياره الوقت والمناسبة لتفجير الازمة مع النظام السوري واخذ المبادرة وما يُحسب له ايضا انه عرف بماذا يهدد النظام السوري فقد هدده بالمحكمة الدولية التي يتحسس منها هذا النظام على خلفية محكمة الحريري ثم انها الورقة الوحيدة التي يمتلكها المالكي للمناورة في ظل امكانيات محدودة .
اما اليوم نحن بأمس الحاجة الى الدعم الامريكي في مجلس الامن لكي يدفع نحو تشكيل هذه المحكمة لتكون سيفاً مسلطاً على كل دول الجواراذا مااستمرت بالتدخل بالشأن العراقي ولكن السؤال الكبير لماذا يُترك المالكي وحيداً في العاصفة ؟