تتميز البصرة بمكانة تاريخية عريقة ميزتها عن باقي المدن العراقية والعربية نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وحضارتها التي انبثقت مع بداية تأسيسها سنة 14 هـ\ 625 م وتمصيرها على يد القائد عتبة بن غزوان في عصر الخليفة عمر بن الخطاب.
وقد لفتت مواقع البصرة التراثية القديمة وأماكنها السياحية وكثرة أنهارها وبيوتها الشناشيلية التي تعكس جمالية طرازها ودقّة معمارها ومناظرها الخلابة وغابات النخيل فيها، لفتت أنظار واهتمام المصورين الفوتوغرافيين البصريين امثال المصور قاسم ورواد التصوير في البصرة الذين بادروا بالاحتفاظ بالصور القديمة عن البصرة، أنهارها، حياتها الاجتماعية، أسواقها، شوارعها بناياتها فقاموا بتوثيقها والحفاظ عليها لأنها معالم البصرة التاريخية البارزة وذلك لكي تكون هذه الصور جوانب وثائقية تاريخية عن أحياء البصرة وأماكنها التراثية والسياحية ومحالها التجارية وكي تكون مصدراً مهما لسد حاجة الباحثين والدارسين لتأريخ هذه المدينة العريقة ومن المهتمين بالحفاظ على الصور القديمة التي التقطها المصورون البصريون والمستشرقون قديما.
السيد رمزي إبراهيم صاحب مختبر سوزان في شارع الاستقلال ولكي يحافظ على هذه الثروة الفوتوغرافية بطبع وتكبير الصور القديمة حيث قال:
قمت بتوثيق الصور القديمة التي تعكس أماكن البصرة التراثية والسياحية والتاريخية وحفظتها في اليوم الخاص للرجوع إليها عند الحاجة. أما عن تكبيرها فلأنها من الموروثات الوثائقية عن مكانة البصرة وحضارتها وجماليتها.
وأضاف:
من يريد الاطلاع على معالم البصرة القديمة للاحتفاظ بها أو توثيقها فأنا مستعد لتزويده بالصور القديمة للبصرة منذ العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي لأن الصورة القديمة توثق مراحل تطور المدينة الجمالية والأثرية، وبالتالي فان الصور تعتبر امتداداً تاريخياً وعمرانياً لتقدم المدينة وجماليتها، خاصة وان البصرة حظيت باهتمام السياح والرحالة والمستشرقين الذين زاروها وكتبوا عنها واعجبوا بها وبجمالها وقالوا فيها (البصرة بندقية الشرق، البصرة عين الدنيا، البصرة فينيسيا الشرق، البصرة عاصمة الدنيا، البصرة خزانة العرب).
وأشار السيد رمزي إبراهيم الى أن المعالم التاريخية الخالدة لمدينة البصرة جعلت المصورين البصريين يهتمون بتصوير معالمها التراثية والتاريخية والجمالية لتبقى شاهدا حياً على عظمة وجمال هذه المدينة.
والعمل نفسه قام به صاحب استوديو السلطان في البصرة القديمة إذ جمع بعدسته العديد من الصور الجميلة ووضعها في واجهة محله..
في حين امتازت الصور التي جمعها مصور جامعة البصرة المخضرم عبد العباس راضي (ابو قصي) باختصاصها بجامعة البصرة، تاريخها، نشاطاتها، دورات التخرج فيها، رؤسائها وعمداء الكليات فيها، آلاف الصور المتفرقة جمعها ابو قصي بدءاً من عام 1964 ذكرى تأسيس جامعة البصرة وليومنا هذا..
مدون البصرة