ماذا حقق المالكي للعراقيين ؟؟؟؟ الحلقة الولى....
سؤال ردده الكثيرون من العراقيين والسياسية وحتى غير العراقيين ( ماذا حقق المالكي للعراقيين ) في الواقع ، الإجابة على هذا السؤال خاضعة لعدة تساؤلات:
1. كيف كانت الدولة العراقية قبل التغيير في عام 2003؟
2. كيف كانت الدولة العراقية بعد التغير مباشرة؟
3. ومن الذي كان سببا في إمكانية التغيير؟
4. وكيف كان الوضع العراقي وحكومته وشعبه بعد إصدار قرار من الأمم المتحدة يقضي بكون العراق دولة محتلة؟
5. وكيف كان الوضع العراقي من 9/4/ 2003 الى ان تولى المالكي السلطة؟
6. وكيف كان الوضع العراقي في أثناء تسلم المالكي للحكومة العراقية؟
7. وما الذي جرى بعد أن تسلم المالكي موقع رئاسة الوزراء؟
أسئلة كثيرة ومهمة يجب إن يجعلها الناقد والمفكر أمامه قبل إصدار أي حكم بالفشل أو النجاح ... في الحقيقة انا هنا لست مدافعا أو مهاجما على أي جهة كانت بل أنا هنا اريد ان اعرض عرضا موضوعيا تسلسل الاحداث العراقية ومستوى تأثيرها على الواقع السياسي من خلال الإجابة الواقعية والميدانية وعلى ضوء معطيات الساحة العراقية ... ولعله سيكون المقال أكثر من حلقة فأرجو من جناب القارئ الكريم أن يبين وجهة نظره بما نقوله بموضوعية علمية خالية من أي تشنجات أو قبليات معينة...
في الواقع حكم العراق منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة في الربع الاول من القرن العشرين من قبل مؤسسات دكتاتورية ممولة من دول الغرب ـ بريطانيا وامريكا ـ وعاش العراق والعراقيون فترات قاسية ذاق جرائها المواطن العراقي أقسى انواع الظلم والاضدها وكان اخر مراحل الظلم في ظل هذه المؤسسات هي مرحلة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي التي أذاقت العراقيين الويلات وخاصة في فترة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين .. حيث وصل دخل الفرد إلى أدنى مستوياته وبوجه التحديد في فترة التسعينيات مضافا الى الحروب والويلات والمقابر الجماعية والاعدامات التي جرت جراء معارضة الشعب لحكومة صدام الحسين هذه الأحداث خلفت وراءها جيوش من الارامل والايتام والمشردين والمتسولين والمعاقين والمرضى النفسيين ... وأدخلت العراق في ازمات اجتماعية خانقة جعلت من العراقي يعتقد ان الشعب في ظل هذه الحكومة مقسم الى درجات اولى وثانية وثالثة .....الخ مما خلق ازمات مناطقية و طائفية كبيرة ..هذه التصرفات الهمجية والوحشية جعلت الشعب العراقي يعتقد ان الحكومات وجدت لفنائه وليست لبقائه ... فاخذ العراقيون يتمنون زوال هذه الحكومة بالسريع العجل وهذا التوجه الشعبي بدوره اضعف القيادة السياسية من جهة وافقد الجماهير الثقة باي حكومة اخرى من جهة ثانية وأصاب القوى الخيرة والمجاهدة من ابناء هذا الشعب المظلوم بالحباط واليأس من جهة ثالثة ... هذا المختصر من الوصف الذي عاشه العراقيون استفاد منه الامريكان في اسقاط الدولة العراقية وعلى رئسها القيادة السياسية المتمثلة بشخص صدام حسين ... وقد حصل ذلك ، فقد قامت الولايات المتحدة الامريكية احتلال العراق بعنوان انهم محررون للشعب العراقي من نير الظلم والاستبداد ولكن الحال ليس كذلك كما لا يخفى لان الامريكان لديهم مصالح إستراتيجية في المنطقة .. وقد اسقط الامريكان حكومة صدام فعلا ودخل الجيش الامريكي البلاد ..وبعد فترة اعلن الامريكان انهم دولة محتلة بقرار من مجلس الامن الدولى .. وقاموا بعد ذلك بحل كل مؤسسات الدولة العراقية واربكوا الوضع العام بسوء تصرفاتهم وركزوا الطائفية والاثنية والقومية التي كانت قائمة انذاك في عهد صدام وحاولوا ان يسوقوا فكرة عدائية السنة للشيعة وبالعكس وفكرة كراهية الكرد للعرب وبالعكس وتحريك ورقة الاقليات وما الى ذلك ، ونجحوا في محاولاتهم بعد ان بدات ارهاصات المد الطائفي ابتداءا من تشكيل مجلس الحكم وبدأ الخط البياني للطائفية بالتصاعد في حكومة علاوي وبلغ المد الطائفي أوجه في حكومة الجعفري وخاصة بعد احداث سامراء ... هذا كله ادى الى تعطيل كل الفعاليات الخدمية والاقتصادية للدولة العراقية واخذت الحكومات المتعاقبة بعد 2003 ماخذ المدافع ورد الفعل ووصل الامر الى تهديد الدولة العراقية بالانهيار التام والانتكاسة السياسية ...في ظل هذه الظروف المظلمة وهذا الارث الكبير والثقيل من الازمات التى امتدت لقرن من الزمن كما اشرنا.. تسلم المالكي موقع رئاسة وزراء العراق ... وجعل لبرنامجه اولويات اولها مسالة الامن وانهاء الحرب الطائفبة والسياسية في العراق فكانت الخطوات التالية:
1. في بداية تاسيس الحكومة التي ترأسها المالكي اشترط ان تكون وزارتي الدفاع والداخلية بوزراء مستقلين بعيدين عن الطائفية ، وبعد صراع مرير تمكن من ذلك.
2. تقسيم المناطق الساخنة الى قيادات عملياتية مهنية مرتبطة برئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة.
3. تطهير الأجهزة الأمنية من الفاسدين والطائفيين والمنحرفين وغير الكفوئين .
4. تشكيل مجالس الاسناد والصحوات في العراق لاشراك العشائر في الجهد الامني وبعد ذلك تم دمجهم في مؤسسات الدولة العراقية.
5. إعادة ضباط الجيش السابق ممن لم ينخرطوا في الاعمال المسلحة وممن لم يكونوا مرتبطين بجهاز صدام القمعي .
6. الانقضاض على المجاميع والزمر الارهابية وجعل زمام المبادرة بيد القوات الامنية كما حصل في معظم مدن العراق.
7. لم يكن الجهد الامني منصب على منطقة دون اخرى بل كان يتوزع على كل المناطق الساخنة من الجنوب الى الشمال وعلى حد سواء.
هذه الخطوات وغيرها انتجت ثمارا طيبة من اهمها :
1. انهاء الحرب الطائفية بشكل كامل.
2. اعادة الامن والامان الى البلاد وبنسبة85%.
3. اعادة ثقة الشعب بحكومته.
4. اعادة الثقة بالاجهزة الامنية.
5. اسقاط المراهنات على فشل التجربة الديمقراطية في العراق.
6. انهاء الاحتلال الامريكي وتواجده في المدن والاتفاق على انسحاب الجيش الاجنبي من العراق عام 2011 وفقا للاتفاقية الاطارية الاسترتيجية الامريكية بين العراق وامريكا.
7. التوجه الى الخدمات وترفيه المواطنكما وسنفصل لاحقا.
8. اجراء الانتخابات المحلية في عموم العراق وبنجاح منقطع النظير الذي كافأ فيه الشعب رئيس حكومته بانتخاب قائمته قائمة ائتلاف دولة القانون .
هذا اول منجز واهمه يحسب الى المالكي وحكومته القوية وهو اول فعل يحققه المالكي في اكثر من موقع وموقف ... والحمد لله رب العالمين
ملاحظة : ستتنشر مجموعة حلقات بعنوان ماذا حقق المالكي