إستقالة جاموسة
بقلم محمد خليل كيطان
استقال وزير النقل المصري على خلفية مقتل 18 شخصاً في حادثة تصادم قطارين جنوبي القاهرة.. الوزير محمد منصور لم ينتظر طويلا .. ولم يركض باتجاه رئيس وزراءه طالبا العفو والشفاعة .. ولم يتشبث بالكرسي (ويدك رجل) ويتباكي على المنصب... ولم تهدد كتلته السياسية بسحب وزراءها من الحكومة ونوابها من البرلمان.. كما انه لم يلق باللوم على الجاموسة التي تسببت بالحادث، بعد بركت على سكة القطار واصرت على انهاء مسألة إستوزاره.
ولا اعتقد ان عراقيا واحدا في الداخل والخارج قد سمع بخبر استقالة الوزير المصري ولم يربط بين ما حدث في القاهرة مؤخرا وما حدث في مذبحة الصالحية ببغداد يوم الاحد الدامي.
احد العارفين بطباع وعوالم الجاموس قال ان الجاموسة المصرية اوقعت نفسها في مشكلة، اذ امسى من المؤكد ان يتم استدعاؤها الى الجمعية العمومية لشؤون الجاموس في العالم، لغرض استجوابها وتوبيخها .. واكد انها قد تواجه تهما متعددة، بينها، الاساءة الى سمعة الجاموس وجميع اجناس الحلابات، ثم تخريب الاقتصاد والاضرار بسقف اسعار القيمر ومستوى الاقبال على تناوله، مما يعرضها بالتالي لاحتمالات حجب الثقة واجبارها على الاستقالة.
غير ان الجمعية العالمية للدفاع عن حقوق الجاموس، دافعت بشدة عن موقف الجاموسة وشككت بصحة أمر الاستدعاء كونه لا يتمتع بغطاء دستوري، واشارت الى انه يجب ان يتم قبل ذلك عرض الامر على اللجنة القانوية ثم التصويت عليه في الجمعية العمومية.
اما مجلس الجاموس في العراق فكعادته في مثل هذه الظروف، فقد قام خلال جلستة المغلقة بدرج المسألة في جدول اعماله، ولم يسمح له وقته الضيق لمناقشتها جيدا ، وقرر اخيرا اتخاذ موقف محايد، مشدا على ضرورة وقف الحملات الاعلامية والتراشقات الكلامية، تحاشيا لاحتمالات نشوب حرب قد يتم خلالها استخدام اسلحة كيماوية محضورة، لا تقتصر على اسلوب الرفس والنطح فحسب.
http://www.radiodijla.com/cgi-bin/ar...-29%2010:27:01