الشيوعية انقرضت في العالم، لكنها ولدت في العراق من جديد
محرر الموقع - « وكالة الأنباء الفرنسية » - 02/05/2004مالشيوعية اصبحت مثل الديناصورات في العالم لأنقراضها، فقد انتهت الفترة التي كانت تعد فيها الشيوعية قطبا للقوة، لكن حسب الظاهر، أن الإدارة الأمريكية لم تتابع اخبار سقوطها الى مزبلة التاريخ، فكما تريد أن تعيد عناصر حزب البعث في بلد سأم الناس من إسم هذا الحزب المشأوم، فإن متخذي القرار في قوات الإحتلال مازالوا يمارسون طريقة التجارب في إدارة الدولة و كأن الشعب ليس له قرار في تحديد مصيره، فإنهم يحاولون إعادة الشيوعية الى بلد المقدسات و بلد الأنبياء و الأولياء.

فإن اصحاب القرار في الإدارة الأمريكية اقل فهما من طفل في الصف الأول الإبتدائي، يريدون أن يولّوا على رؤوس الناس شخصا لا إسم له و لا رسم و من المضحك المبكي أنهم يحسبونه على حساب الأكثرية في العراق، أي من الشيعة، إلا انهم لا يدركون أن المدعو لا يؤمن برب الشيعة و مقدسات الشيعة فكيف به أن يكون شيعيا.

يأتي خبر إحتمال تعيين مهدي الحافظ، الشيوعي الذي تحول ليبراليا لترؤس العراق، البلد الذي الأكثرية فيه هم أصحاب علي و الحسين عليهما السلام، وسط شعارات كاذبة من قبل قوات الإحتلال أنها جائت لإنقاذ الشعب العراقي من الدكتاتورية، و منحه فرصة لإتخاذ قراراته في زمن الديمقراطية و الحريات.

أتسائل أين كان هذا المدعو من معارضة النظام السابق؟ لماذا نرى أن الذين دفعوا الثمن و قدموا الغالي و الرخيص من أجل تحرير الوطن دائما ما يهمشون؟ إن كانت هذه هي الديمقراطية فلماذا لا تطبق في دول الغرب؟ إن كان لا للأقلية الحق في التحكم بحقوق الأكثرية فلماذا الشيعة حقوقهم مهضومة في كل مكان و يُأتى بشيوعي ملحد و يحسبونه شيعيا؟

و من الجدير بالذكر أن مهدي الحافظ و هو من مواليد 1943 في الديوانية كانت بداية اعماله السياسية من خلال ارتباطه بالحزب الشيوعي العراقي عام 1958 عندما تخرج من قسم الكيمياء بدار المعلمين العالية في بغداد ثم اصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العراقيين التابع للحزب وغادر الى براغ للحصول على شهادة الدكتوراه ثم اصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العالميين الشيوعي .. لكنه عاد الى بغداد عام 1970 ليصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الذي دخل انذاك فيما سميت بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي قادها حزب البعث عام 1973 واصبح عضوا في قيادة السكرتارية العامة للجبهة وعين مستشارا في وزارة الخارجية العراقية متفرغا للعمل في الجبهة.

لكنه مع انفراط عقد الجبهة واختلاف الحزب الشيوعي مع النظام البعثي واستقالة الوزراء الشيوعيين عام 1978 اثر اعدام البعثيين 20 عسكريا قالوا انهم كانوا يحاولون تشكيل تنظيم شيوعي داخل الجيش العراقي، غادر العراق عائدا الى براغ برغم صدور قرار رسمي بنقله الى السفارة العراقية في سويسرا بدرجة وزير مفوض، الا انه لم يلتحق بعمله.

ثم استقال من الحزب الشيوعي عام 1982 اثر اندلاع الحرب العراقية الايرانية أواخر عام 1980 لاحتجاجه على موقف الحزب في الوقوف ضد صدام حسين حيث كان رأيه ومجموعة من الشيوعيين ان العراق يتعرض لمخاطر غزو ايراني و يجب تأييد صدام في حربه.. فشكل عام 1982 مع مجموعة من الشيوعيين السابقين من براغ تنظيما ليبراليا حمل اسم البديل الديمقراطي واصدروا مجلة شهرية بهذا الاسم.

ثم انحل هذا التنظيم فغادر الحافظ براغ الى فينا فعمل بأحد اقسام التنمية في مكتب الامم المتحدة هناك في منتصف الثمانينات ثم عمل بوكالة التنمية الصناعية للامم المتحدة في بيروت لمدة خمس سنوات الى ان احيل الى التقاعد قبل ثلاث سنوات فظل يتنقل بين فينا وبيروت.

وفي العام 2002 شكل مع مجموعة من الشيوعيين السابقين والليبراليين الديمقراطين والتكنوقراطيين المستقلين تنظيما سياسيا باسم تجمع الديمقراطيين المستقلين بزعامة وزير الخارجية الاسبق عدنان الباجة جي فاصبح هو نائبا للرئيس!!

عاد مع قيادة التجمع الى العراق بعد سقوط النظام ليكون رئيسه الباجة جي عضوا في الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم وليصبح الحافظ وزيرا للتخطيط في بلد ساهم الحافظ في تدميره من خلال تأييده الأعمى لصدام و حزبه في حروبه الوحشية ضد جيرانه.

و هو يحضو بتأييد وزارة الخارجية الأمريكية و الأمم المتحدة من خلال مبعوثها الأخضر الإبراهيمي، متزوج وله ابن اسمه خيام يعمل في الامم المتحدة وهذا ما يفسر علاقته بالأمم المتحدة!.

فقد افاد مسؤولون في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم "ان الولايات المتحدة والامم المحدة على وشك الاتفاق على تعيين وزير التخطيط العراقي الحالي مهدي الحافظ رئيسا للوزراء في الحكومة الانتقالية العراقية المقبلة".

و أضافوا أن "مهدي الحافظ يلقى تأييدا من الموفد الخاص للامم المتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي ومن المسؤولين الاميركيين".

وقال احد المسؤولين الاميركيين: "أن الاخضر الابراهيمي يقدر هذا الشخص ونحن ايضا"، موضحا ان اسم الحافظ هو على رأس لائحة من ثماني شخصيات مرشحة لمنصب رئيس الحكومة الانتقالية العراقية.