عشائر الفريجات ( الدارميون ) في العراق أ عداد محمد هادي أ لحمداوي
استوطن الدارميون ولاية ميسان بعد الفتح الاسلامي لها سنة17 هجري في عهد الخليفه الثاني على يد القائد عتبه بن غزوان المازني وميسان مملكه نشاْ ت في جنوبي ارض بابل
تحت حماية السلوقيين ( 311 ق م ـ247 ق م ) عندما ضعف شاْ نهم في الفتره الواقعه بين
عامي (223 ق م ـ187 ق م ) اْ ستقلت ثم تدرجت في سلم القوه واصبحت دوله مهمه حكمها ثلا ثه وعشرون ملكا ما يقارب ثلاثة قرون ونصف وبا لتحديد مابين عامي (129 ق م ـ225 ميلادي ) وكانت تسمى مملكة ملوك البحر وكان لها دورا با رزا في الاحداث السياسيه والاقتصاديه في العراق وقد اشتهر من شيوخ الدارميون في القرن العاشرالميلادي الشيخ ( فرج بن علي الدارمي ) وقد عقب هذا الشيخ ثمانية اولاد وعدد من البنات وهم اْمتداد لعشائر الفريجات التي هي فرع من الدارميين وقد سكن الشيخ واْ بناء
عمومته الدارميون مناطق ابو حلانه والعوفيه وام حمل مركز محافظة ميسان الحالي وكان
قسم منها اراضي زراعيه والقسم الا كبر منطقة اْ هوار والمنطقه كثيرة الانهار وكان الدارميون يشكلون مع بني مالك هوازن واحد من أ لدعائم أ لثلاث في نظام أ لمنتفك
أ لعشائري
بعد دعامتي بني سعيد وأ ل ألأ جود و التي كانت تشمل ولاية
البصره وتوابعها وميسان والكوت والناصريه وقد سكن بجوار هذه العشيره السيد محمد العزاوي واْ مه وأ خته مهاجرا من المنطقه الغربيه لظروف عشائريه وبعد اْ ن تعرف عليه الشيخ فرج الدارمي وعلم برغبة محمد في البقاء بجوا ره أ مر حالا بأ نشاء بيت من حنايا أ لقصب لسكنى محمد وأمه وأ خته وزوده با لمؤونه والاْ ثاث الازم وعين بعض خدمه للقيام بمساعدته وقد أ عقب هذه الجيره مصاهره فخطب محمد احدىأخوات الشيخ فرج المسماة ( الكوشه ) وتزوجها وهي نخوة عشائر الفريجات ( أ خوة الكوشه ) وتزوج الشيخ فرج أخت محمد ( المحنايه ) وبهذه المصاهره توطدت أ واصر الالفه والود بين السيدمحمد العزاوي والشيخ فرج الدارمي وكلاهما ينتسب الى أصل لأ ن الشيخ فرج الدارمي من قبائل ربيعه العدنانيه والسيد محمد بن سعد بن مروح من عزه من عشائر زبيد العربيه القحطانيه ونخوة البو محمد ( أ خوة باشا و أولاد الكوشه ) لأن أ سم
أ م محمد باشا وأ سم بنته من الكوشه أ يضا باشا وبا لرغم من ا لمصاهره والتزاوج الذي
حصل بينهم على مرور السنين والاْ يام لم يحصل اْ تحاد بين العشيرتين يستحق الذكر وعندما ولدت أ ول أ ما ره عربيه في منطقة الجزيره في حدود عام 931 هجري الموافق
1521 ميلادي يأ مارة بركات الاول حا فظ بن براك بن مفرج بن سلطان الطائي ا للا مي
أ لذي أ ستطاع أن يقيم حلفا قويا من القبائل العربيه المجاوره ويغدق على رؤسائها
با لأموال والهدايا وبذلك أستطاع أن يمنح نفسه أ ستقلالا ذاتيا ويبسط نفوذه على كافة القبائل المجاوره وأ ستطاع توسيع حدود أ مارته فصارت تشمل الاراضي أ لممتده من مركز مدينة الكوت شما لا ونهر دجله غربا ونهر الكرخه شرقا وصدر الكحلاء وجانب نهر المشرح الاْ يسر جنوبا وحتى الأ هوار الفاصله بين العماره والحويزه وظلت أ مارة
بني لام تحكم العماره مدة ثلاثة قرون الى ان ظهر فيصل بن خليفه حفيد محمد العزاوي
الزبيدي الذي اسس أ مارة البو محمد ولكنه ظل يؤدي الضرائب الى أ ما رة بني لام
وأ ستطاع في العام 1257 هجري الأ ستقلال بعد قيامه بخطه عسكريه ناجحه وذلك بفتح ثغره كبيره في نهر دجله ( كسرة الصفيحي ) كانت سسببا في غرق معظم الأ راضي الزراعيه التابعه لأ مارة بني لام وبوفاة الشيخ فيصل أ نتهى العصر الذهبي لأ مارة البو محمد التي أ ستمرت عشر سنوات فقط وبعد صراع مرير بين الشيخ شياع بن فيصل وعمه
الشيخ منشد على رئاسة عشائر البو محمد أ ستطاع الشيخ شياع بمساعدة القائد العام
العثماني شبلي باشا أ ن يجلس على دست أ بيه فيصل واصبح رئيسا لعشائر البو محمد
واستطاعت الحمله التي برفقة الشيخ شياع والمسنوده من قبل بعض العشائر المناوئه للبو
محمد الوصول الى حدود العماره الشماليه ومن ثم وصلت الى مقام ( الدفاس ) الواقع شمال غرب المدينه بمسافة 4 كم تقريبا واصدر قائد الحمله اوامره بعمل مناورات حربيه
أ ضطرت الشيخ ( منشد الخليفه ) اللجوء الى جنوب العماره والأ عتصام با لأ هواروبعد
سنين حصلت متغيرات كثيره لبيت رئاسة عشائر البو محمد بين أ بناء العمومه من الممكن اْ لأ طلاع عليها في ألكتب اْ لمتخصصه بتاريخ ميسان وعشائر العماره وهي كثيره جدا
وفي العام 1278 هجري الموافق 1861 ميلادي صدرت الأ راده ألشاهنشا هيه من أستانبول بجعل العماره مركز قضاء تابع الى ولاية البصره وعينت عبد القادر أ فندي
الكولمندي بوظيفة كاتب عشائر ولاية البصره على ان يتخذ من مركز العماره مقرا له ثم قام القائد ببناء قلاع على جانبي النهر وفي المحلات المهمه وبنى أ خر قلعه في قلعة صالح
وبناء على ما تقدم فأ ن معظم عشائر ميسا ن كانت تحت سيطرة تلك الأ مارات حتى
سقوط العماره بيد الجيش البريطاني عام 1915 ميلادي وأ ن اسوأ شيْ قام به الانكليز هو
تشريع قانون تسوية حقوق الاراضي رقم 50 لسنة 1932 وقانون حقوق وواجبات الزراع
رقم28 لسنة 1933 ميلا دي والذي دعم الاقطاع وجعل الفلاحين عبيدا يعيشون في حالة فقر مدقع وعوز ما دي دائمي وقد اعتمد الانكليز على ملتزمي الاراضي من الاقطاعيين
في حفظ الامن والنظام والأ ستقرار وقمع الانتفا ضا ت وحماية طرق المواصلات النهريه
وأ سلاك التلغراف مقابل بعض التنازل عن الضرائب التي كان الشيوخ يؤدونها الى المحتلين العثما نيين طيلة نصف قرن وقد اتبع الانكليز عند احتلالهم للعراق سياسه تجاه العشائر هي سياسة توحيد العشائر بدلا من تشتيتها وقد اتبعوا في ذلك طريقة السير روبرت ساند مان في بلو جستان عام 1875 م ومؤدى هذه الطريقه اختيار شيخ واحد في كل منطقه او كل عشيره كبيره وهذا ما أ جبر بعض العشائر الصغيره وبعض البيوتات
المهاجره الى العما ره طلبا للعا فيه من مناطق أ خرى الأ نصهار والأ تحا د مع العشا ئر الكبيره أو التي أ صبحت بواسطة أ نصهار هؤ لاء كبيره وكانت غاية هؤلاء كما هو واضح للعيان ولأ سباب وظروف معاشيه قا سيه ومؤلمه والعوز أ لمادي اْ لقاتل والحرمان
للحصول على بعض الأ متيا زات عند ملتزمي الأ راضي والتخلص من الفقر والعوز المر وضاعت أ نساب الكثير من ابناء هذه أ لعشائرألمنحدره من اصول عربيه بين عشيره
وأ خرى
ما عدا بعض العشائر التي فضلت الحرمان على الأ نصهار مع عشائر أ خرى وسكن الكثير منها منا طق الأ هوار والعيش على صيد الأ سماك والطيور وصنا عة البواري
المعروفه في عالم الأ هوار العجيب أ ضا فة الى أن بعض الشيوخ أ ستفادوا من بعض العبيد
والحوشيه وأستخدموهم في الحراسه والخدمه في بيت الشيخ أ ضافة الى الملالي وهم كتاب
أ لشيوخ أ لوكلاء وأ لسراكيل أ لذين يسمونهم أ لمأ مورين ولكل واحد من أ ولئك أ جور
تستقطع من أ لفلاحين وهؤ لاء جميعهم دون أ ستثناء أنصهروا في عشيرة الشيخ أ لملتزم
للأ رض وأ صبحوا جزأ منها ومن الجدير با لذكر ان الدوله العثمانيه با لرغم من اْ نها
كانت شديدة الوطأ ه على العراق الا أ نها لم تعترف با لنظام أ لقبلي ولم تحاول ان تخلق
منه كيانا قانونيا بينما اتخذ ت حكومة الا حتلال الا نكليزي خطوات في تثبيت النظام العشائري واسباغ الغطاء القانوني المناسب عليه فقد سن نظام دعاوى العشائر سنة 1918
والغايه منه دعم بعض رؤساء العشائرفي العماره وخا صة أ لموالين منهم لتمرير بعض
اْ لا تفا قيا ت والمعاهدات في مجلس اْ لنواب وضمان ولائهم الدائم والمستمر كما أ لزمت قوات الا حتلال
أ لفلاحين للخدمه والسخره أ لمرهقه وأ لزامهم عنوة في أ لخدمه في أ لجيش وهذا مادفع با لكثير من اْ بناء العشا ئر الى الهجره أ لى أ لمدن وخا صة الى بغداد / مدينة الشاكريه
والوشاش وأ تخاذ البعض منهم مناطق اْ لا هوار سكنا لهم وأمتها ن مهنة صيد أ لا سماك والطيور
وصناعة البواري كما أ تخذ البعض منهم من مدن العماره موطنا لهم وما رسوا فيها بعض أ لحرف البسيطه من أ جل لقمة أ لعيش كما ما رسوا في ألأ هوا ر مهنة الزراعه
وخاصة زراعة الشلب نوع ( أ لعنبوري ) الذي أ شتهرت بزراعته أ هوار أ لعماره
ومن هذه العشائر ( الدارميون ) عشائر الفريجات وهم ::
1 عشيرة البو خلف
2 عشيرة البو سعيد
3 عشيرة البو حميد
4 عشيرة البو حمد
5 عشيرة الخضران
6 عشيرة بيت أ دهيم
7 عشيرة الربيعا ت
8 عشيرة أ ليزابج ومنها يتولد عنصر الرئاسه أ لعامه لعشائر الفريجات ’
وتتفرع أ شجار هذه العشائر الى افخاذ وبيوتا كثيره سيجري الحديث عنها في بحث أ خر
ومن شيوخ هذه العشا ئر الشيخ عبد ال هويت والشيخ سلمان السنجار و الر ئيس العام
لهذه العشائر في الوقت الحا ضر هو الشيخ جبار بن الشيخ حسن بن الشيخ نا صر من ال
( عياده ) وبمرور أ لأ يا م وأ لسنين سكنت بيوتات كئيره من هذه أ لعشائر في عموم
أ لأ راضي أ لعراقيه وموطنهم ألأصل ولاية البصره قدمت أ ليها مع أ لقبائل أ لعربيه أ لتي
أ رسلها أ لخليفه الثاني لفتح بلاد أ لشرق وخاصة بلاد فارس وما جا ورها وقسم من بلاد مابين أ لنهرين ألتي بيد أ لفرس وقد كانت هذه أ لقبائل تسكن اْ رض الجزيره أ لعربيه
وأ رض أليمن أ لسعيد ومعظم هذه أ لقبا ئل من ربيعه العدنانيه و مضر القحطانيه
ومن العشائر العربيه الأ خرى التي سلكت نفس الطريق عشائر الفرطوس من ال غزي والشغانبه من هوازن العربيه وحنظله و بطون من قبيلة تميم المضريه القحطانيه وبيوت من بعض الساده الموسيه أ لأ شراف خصصت لهم أ راضي أ طلق عليها أ سم ألمحرما ت
كما فضل الكثير من عشائر البو محمد العيش في منا طق أ لأ هوار وأ لقرى أ لمحيطه بأ لمدن وخاصة عشائر الشده ومنهم أ لبو غنام وا لبو بخيت وأ لنوافل وا خرون ************
المصا در / تاريخ ميسان وعشائر العماره/ عبد الجبار اْ لجويبراوي /تا ريخ العماره وعشائرها / عبد أ لكريم أ لندواني/ أ لعراق قديما وحديثا / الأ ستاذ عبد أ لرزاق أ لحسني
وأهوار جنوب العراق /عامر حسك / وموجز تا ريخ عشائر العماره /محمد الباقر الجلالي