ولما دعا الشيطان في الخيل حزبه
واقبل حزب الله فوق خيوله
كتائب من صنهاجة وزناتة
تضايقت في عرض الفضاء وطوله
ويكفي دليلا على هذه الصلة الوثيقة التي كانت تربط هذه الاسرة الهاشمية وبرابرة المغرب ان زوال ظلهم عن قرطبة يعزى الى ما اخذه عليهم اهل هذه البلاد من ميل الى البربر((246))
ولم يخف بعض الناصحين لملك سليمان، من البربر الموالين للامويين، تخوفهم من تولية هذين العلويين الطالبيين((247))؛ اذ سيظل هذا الحق مطلوبا ما دام فيهم عرق ينبض... ولم يمض زمن يسير حتى بدت رايات الدعوة العلوية يقودها احد ذينك النازحين الحموديين الى الاندلس علي بن حمود سنة 457ه. واستجابت الرغبة الدفينة في قلوب مواطنيهم الذين كانوا يسكنون قرطبة فسما ذكرهم((248)). ومنذ ذلك الحين تكونت هذه الدولة. اطلق بعضهم عليهم الحسنيين، وسماهم بعض آخر«العلويين» او «العلويين الادارسة» او «الفاطميين»، ومهما تكن التسمية فان هذه الدولة قامت لارجاع الحق المغصوب لال البيت من اسرتهم. ونلاحظ ان الظروف كانت تفرض قيام من يدافع عن هذا المبدا؛ اذ ان الشيعة كانوا يمرون باوقات عصيبة، فقدساءت حالهم بتونس ولاقوا التقتيل والتعذيب، وقامت الفتن بين السنة والشيعة على اشدها في العراق بواسط((249)). من ذلك نستبين الهدف الذي قصدت اليه هذه الدولة، وقد كان في امرين اساسيين:
- اولهما مناهضة الحكم الاموي في الاندلس.
- وثانيهما الدعوة للدولة العلوية وللمذهب الشيعي .
اما الهدف الاول فقد اصابت منه الكثير حتى ذكر انهم كانوا سبب زوال الامويين من الاندلس والقضاء على دولتهم((250)). اما الدعوة للدولة العلوية فانهم نجحوا في القيام بها الى حد بعيد، فكونوا دولة بجميع مظاهرها وتلقبوا بالقاب الخلافة مثل «الناصرلدين الله» و«المامون» و«المستنصر» و«المتايد»، وبسطوا نفوذهم على كثير من بلادالاندلس، فكانت عاصمتهم مالقة، وملكوا الجزيرة الخضراء وقرطبة واشبيلية وغرناطة والمرية وقرمونة ورندة واعمالها ومن مدن المغرب طنجة وسبتة. وخطب لهم في جميع هذه البلاد وضربت السكة باسمهم.
اما تشيعهم فقد ظهرت آثاره عليهم، لكن المصادر التي بين ايدينا، وهي مصادر في اغلبها تؤيد المذهب السني، تقول: انهم «تشيعوا ولم يظهروا ذلك ولا غيروا على الناس مذهبهم»((251))، ولم تعقب على ذلك ولا علقت عليه مما يكاد يحس معه من الاشارات العابرة انها اغفلت الحديث عن هذا الامر، وغضت الطرف عنه، ولم تذكر الاما اضطرت اليه اضطرارا عند نقل شعر لاحد شعراء الاندلس في هذه المرحلة مثلا؛اذ كان من اللازم الاشارة الى الشعر الشيعي، وقد بلغ في هذا العصر شاوا عاليا. على اننايجب ان لا نغفل ما يكون قد ركن اليه دعاة هذه الدولة من السرية التي تحتمها الظروف القاسية التي تواجه كل عقيدة تحاول الظهور في محيط جديد.
ومع ذلك، نستطيع ان نتبين الجو الذي خلفه وصولهم الى الحكم وآمال الناس فيهم.يقول ابو عبيدالله الرعيني الاعمى، من قصيدة في القاسم بن حمود يذكر فيها خيران الصقلبي وقتل المرتضى المرواني وفتح غرناطة:
لك الخير خير ان مضى لسبيله
واصبح ملك الله في ابن رسوله
وفرق جمع الكفر واجتمع الورى
على ابن حبيب الله بعد خليله
وقام لواء النصر فوق ممنع
من العز جبريل امام رعيله
واشرقت الدنيا بنور خليفة
به لاح بدر الحق بعد افوله
على ان اهم ما كان الناس يمجدون به هذه الدولة وما يرجون منه كل الخير هو نسبهم الهاشمي، لذلك كان هؤلاء الامراء يسلكون نهج اجدادهم في اعطاء صورة لتلك العهود التي يرجونها بوجودهم. فعندما تولى علي بن حمود، الملقب بالناصر لدين الله،اخذ الحكم بقوة وساس الناس بالعدل حتى نقلت في ذلك الاخبار العجيبة، ووجدالناس في كنفه الامن والطمانينة، وقد قصده الشاعر احمد بن عبد المالك بن شهيد،وقال وهو يودع قرطبة ملتجئا الى مالقة:
عليكم بداري فاهدموها دعائما
ففي الارض بناؤون لي ودعائم
اذا هشمت حقي امية عندها
فهاتا على ظهر المحجة هاشم
وطبعا كان كباقي اسرته متشيعا. ونستطيع ان نستدل من الاوصاف التي وسم بها ان الافكار الشيعية كانت تروج بالاندلس آنذاك، فقد كان ذا ولع بالمدائح النبوية، فكثر هذاالفن في عهده وشاع في الاندلس في ذلك الحين، وكان يجزل العطاء لشعر المدائح النبوية، وقصده الشعراء المتشيعون، فهذا عبادة بن ماء السماء كان معروفا بالتشيع يمدحه ويثبت احقيته في الامامة ويهيب بالناس الى طاعته. يقول:
أبوكم علي كان بالشرق بدء ما
ورثتم وذا بالمغرب ايضا سميه
فصلوا اجمعون وسلموا
له الامر اذ ولاه فيكم وليه
ويصف ابو عبيدالله الرعيني القرطبي عليا هذا بالامام فيقول:
سقا منبت اللذات منها ابن هاشم
اذا انهملت من راحتيه الغمائم
امام، امام الدين حد حسامه
طرير، ومنه في يد الله قائم
وقد قيلت في رثاء علي بن حمود احدى الروائع من غرر الشعر الشيعي لابي عمراحمد بن دراج القسطلي ابدع فيها واجاد، فاستنزعت من ابي الحسن علي بن بسام في كتابه «الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة» اطراء جميلا واعترافا جعلها في قمة الشعر الشيعي، فقال عنها: «وهذه القصيدة له طويلة، وهي من الهاشميات الغر... لوقرعت سمع دعبل بن علي الخزاعي، والكميت بن زيد الاسدي لامسكا عن القول وبرآ اليها من القول والحول، بل لو رآها السيد الحميري وكثير الخزاعي لاقاماها بينة على الدعوى، ولتلقياها بشارة على زعمهما بخروج الخيل من رضوى...»((252)). وتبدا هذه القصيدة ببكاء شجي، بكاء تجهش به قلوب الشيعة في كل مكان، ويترددمعناه في الشعر الفارسي، مستوحى من حمرة شمس الاصيل، يقول:
لعلك يا شمس عند الاصيل
شجيت لشجو الغريب الذليل
فكوني شفيعي الى ابن الشفيع
وكوني رسولي الى ابن الرسول
ثم يصف الواقعة الاليمة التي حلت ب آل البيت، فيقول:
تهاوت بهم مصعقات الرواع
د في مدجنات الضحى والاصيل
بوارق ظلماء ظلم قبيح
دمى من حمى او دما من قتيل
فأذهل مرضعة عن رضيع
وانسى الحمائم ذكر الهذيل
ويصف فيها علي بن حمود ونسبه، فيقول:
لعل عواقبه ان تتم
فتهدي الغريب سواء السبيل
الى الهاشمي الى الطالبي
الى الفاطمي العطوف الوصول
الى ابن الوصي الى ابن النبي
الى ابن الذبيح الى ابن الخليل
وهذه القصيدة طويلة تنوف على سبعين بيتا((253))، كلها ذات نفس واحد الى آخرها، وقد ختمها مؤكدا مقام آل البيت واحفادهم بني حمود، وامامتهم المدعمة بالكتاب وبالمنطق، فيقول:
فأنتم هداة حياة وموت
وانتم ائمة فعل وقيل
وسادات من حل جنات عدن
جميع شبابهم والكهول
وانتم خلائق دنيا ودين
بحكم الكتاب وحكم العقول
أما ابن علي بن حمود، وهو يحيى بن علي بن حمود، الملقب بالمعتلي بالله، فقد زادعلى من سبقه من بني حمود بمزية، رفعته مقاما سنيا تلك هي كرم الولادة، فامه هي بنت محمد بن الامير حسن بن القاسم، فهو اذن هاشمي الابوين. وقل ان اجتمع ذلك لاحد من خلائف الاسلام الا ثلاثة من ابناء القرشيات كان هو مكمل اربعتهم. اولهم جدهم الاعلى سيدنا علي بن ابي طالب (كرم وجهه)، وثانيهم ابنه سيدنا الحسن،والثالث هو الامين محمد بن هارون. وقد زاد الى هذا الشرف ولوعه بتهذيب النفس والتخلق بالفتوة شان جده (الفتى) فكان شغوفا بالفروسية وجري الخيل والخروج للقنص.
ولقد قصد الشعراء، كما اشرنا في ما سلف، بني حمود ينثرون في مدحهم درر الشعر. واذا كان في عمل هؤلاء الشعراء ما يعبر عن عصرهم لانهم لسان المجتمعات في مختلف العصور، فاننا نجد ذلك ان اغفلنا جانب التقرب في مديحهم؛ حيث ان شعرهم يحمل نزعة روحية ورسالة عقدية تنم عن الايمان باهل البيت ومذهب اشياعهم في امامتهم وعصمتهم وحقيقتهم التي قال عنها احدهم: انها قبس من نور الله،بل اننا لنجد من بينهم بعض الشعراء ممن عرفوا بالتشيع. ومن ذلك نجد قصيدة طويلة قالها ابو زيد عبد الرحمن بن مقانا الفندقي الاشبوني في ادريس بن يحيى بن علي بن حمود الملقب بالعالي (438-434)، وكان معروفا بالخير والعدل ننقل منها هذه الابيات:
يا بني احمد يا خير الورى
لابيكم كان وفد المسلمين
نزل الوحي فاجتبى
في الدجى فوقهم الروح الامين
انظرونا نقتبس من نوركم
انه من نور رب العالمين((254)) هكذا عاش جزء كبير من الاندلس احدى مراحل تاريخه في مطلع القرن الخامس،وظل تحت حكم آل البيت المتشيعين يتبادل السلطة فيه الابناء والاخوة وابناء الاعمام من بني حمود طوال ثمان وخمسين سنة((255))، وهم يحاولون نشر الرخاءوالاخاء واقامة العدل، حتى نجد هذه الصفة تلزم سيرة اكثر ملوك هذه الدولة في ما ذكرفي شانهم، وحتى قال الشاعر ابن مقانا في ذلك:
خلقوا من ماء عدل وتقى
وجميع الناس من ماء وطين
وحتى ان خمسة منهم قد لقبوا انفهسم بالهداية، وفي ذلك احد مظاهر نزعتهم الشيعية.
من مظاهر التشيع
ومرت هذه الدولة الهاشمية كما مرت سابقتها، يكتنف الغموض امر الدعوة الشيعية في ايامها ومدى اثره في المجتمع الذي مارست فيه الحكم. ونحن لا يمكننا ان نقتنع باقتصار تاثيرهم على من حولهم من الشعراء فقط وعدم وجود صدى لهذه الدعوة بين مختلف الطبقات من الناس. ومن حسن حظنا هذه المرة ان احد اعلام المفكرين في القرن الثامن الهجري، لسان الدين بن الخطيب، اتحفنا باشارة ذات اهمية كبرى.والفضل في ذلك يعود الى احدى النسخ الخطية الفريدة من مؤلفه التاريخي: «اعلام الاعلام في من بويع بالخلافة قبل الاحتلام» التي حفظتها لنا خزانة جامعة القرويين في مدينة فاس من عاديات الزمن((256)). وبهذه الاشارة تنحل العقدة المستعصية، وينكشف لنا ما كان غامضا من قبل، وهو ما اغفل الحديث عنه المؤرخون مما كان يجري في الاندلس من اثر التشيع. ذلك ان ابن الخطيب، عند حديثه عن دولة يزيد بن معاوية، انتقل به الحديث الى ذكر عادات الاندلسيين واهل شرق الاندلس، وبخاصة في ذكرى مقتل سيدنا الحسين من التمثيل باقامة الجنائز وانشاد المراثي. وقد افادنا عظيم الفائدة، حيث وصف احد هذه الاحتفالات وصفا حيا شيقا حتى ليخيل اننا نرى احياءهذه الذكرى في بلد شيعي. وذكر ان هذه المراثي كانت تسمى الحسينية وان المحافظة عليها بقيت مما قبل تاريخ عهد ابن الخطيب الى ايامه. ونبادر الان الى نقل هذا الوصف على لسان صاحبه:
ولم يزل الحزن متصلا على الحسين والم آتم قائمة في البلاد، يجتمع لهما الناس ويختلفون لذلك ليلة يوم قتل، بعد الامان من نكير دول قتلته ولا سيما بشرق الاندلس،فكانوا على ما حدثنا به شيوخنا من اهل المشرق (يعني مشرق الاندلس) يقيمون رسم الجنازة حتى في شكل من الثياب يستخبي خلف سترة في بعض البيت وتحتفل الاطعمة والشموع ويجلب القراء المحسنون ويوقد البخور ويتغنى بالمراثي الحسنة»((257)).
وفي عهد ابن الخطيب كان لا يزال لهذه المراثي شان ايضا، فانه في سياق حديثه السابق زادنا تفصيلا وبيانا عن الحسينية وطقوسها، فقال:
«والحسينية التي يستعملها الى اليوم المسمعون فيلوون لها العمائم الملونة، ويبدلون الاثواب في الرقص كانهم يشقون الاعلى عن الاسفل بقية من هذا لم تنقطع بعد، وان ضعفت، ومهما قيل (الحسينية) او (الصفة) لم يدر اليوم اصلها».
وفي المغرب اليوم لا يزال اولئك «المسمعون» الذين اشار اليهم ابن الخطيب يعرفون بهذا الاسم وينشدون. وكثرت في انشادهم على الاخص المدائح النبوية. كما ان الموسيقى الاندلسية الشائعة اليوم في بلاد المغرب تشتمل في اكثرها على المدائح النبوية ايضا.
كما افادنا ابن الخطيب، بنقله انموذجا لهذه المراثي، مدى عناية الشعراء بهذا الموضوع وعرفنا باحد الشعراء الشيعة في الاندلس الذي اشتهر برثاء سيدنا الحسين. وهو ابوالبحر صفوان بن ادريس التيجيبي المرسى (598561ه). وهذه القصيدة كانت مشهورة ينشدها «المسمعون» منها((258)):
سلام كازهار الربى يتنسم
على منزل منه الهدى يتعلم
على مصرع للفاطميين غيبت
لاوجههم فيه بدور وانجم
على مشهد لو كنت حاضر اهله
لعاينت اعضاء النبي تقسم
على كربلاء لا اخلف الغيث كربلا
والا فان الدمع اندى واكرم
مصارع ضجت يثرب لمصابها
وناح عليهن الحطيم وزمزم
ومكة والاستار والركن والصفا
وموقف جمع والمقام المعظم
وبالحجر الملثوم عنوان حسرة
الست تراه وهو اسود اسحم
وروضة مولانا النبي محمد
تبدى عليه الشكل يوم تخرم
ومنبره العلوي للجدع اعولا
عليهم عويلا بالضمائر يفهم
ولو قدرت تلك الجمادات قدرهم
لدك حراء واستطير يلملم
وما قدر ما تبكي البلاد واهلها
لال رسول الله والرزء اعظم
لو ان رسول الله يحيا بعيدهم
راى ابن زياد امه كيف تعقم
واقبلت الزهراء قدس تربها
تنادي اباها والمدامع تسجم
تقول: ابي هم غادروا بنى نهبة
كما صاغه قيس وما مج ارقم
سقوا حسنا للسم كاسا روية
ولم يقرعوا سنا ولم يتندموا
وهم قطعوا راس الحسين بكربلا
كانهم قد احسنوا حين اجرموا
فخذ منهم ثاري وسكن جوانحا
واجفان عين تستطير وتسجم...
ونتلمس هذه الحركة في ما بعد عصر مبدع هذه القصيدة الحسينية، فنعثر على اثر للفكرالشيعي؛ حيث نلتقي باحد ادباء الاندلس في النصف الاول من القرن السابع الهجري هو القاضي ابو عبيدالله القضاعي البلنسي (المقتول في 20 محرم سنة 658ه)، ونقف على اسم كتابين من مؤلفاته العديدة موضوعهما هو رثاء سيدنا الحسين، اولهما:«[معدن ج اللجين في رثاء الحسين». ولا يعرف اليوم اثر لهذا الكتاب غير اسمه، وثانيهما: «درر السمط في اخبار السبط». وكان كل ما بقي من هذا الكتاب هو ما نقله المقري في كتابه: «نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب». وقد اعترف المقري بانه اغفل نقل بعض الفقرات من الكتاب مما «يشم منه رائحة التشيع»((259)) ثم انه اكتفى بنقل جزء من الباقي فقط. ونضيف هذا القول الواضح والشهادة الصريحة الى مااشرنا اليه سابقا عن علة سكوت كتب التاريخ وغيرها عن الاشارة الى آثار التشيع في المغرب والاندلس. ولم يخل عمل المقري مع ذلك، من اعطائه حكما موضوعيا عن هذا الكتاب. فقال: «وهو كتاب غاية في بابه». وقد اكتشف هذا الكتاب اخيرا برمته.واستطعنا ان ندرك عن كثب اهميته البالغة في هذا الباب((260)).
ومهما اطلنا في التنويه بهذا الكتاب واسلوبه الجميل وبيانه الرائع وتاثيره البالغ في سامعيه بوصفه لتلك الحوادث المؤلمة من تاريخ الاسلام، فان ذلك لا يكفي لبيان منزلته في الادب الشيعي. وهو على كل حال يقدم لنا الدليل القاطع على رواج حركة التشيع في الاندلس في هذا العصر. ولكي ناخذ فكرة واضحة عن ذلك انقل بعض الفقرات من هذا الكتاب مما لا يبقى معه شك بتشيع صاحبه. بدا بتحية آل البيت والشهادة بحبهم: «اولئك السادة احيي وافدي، والشهادة بحبهم اوفي واؤدي، ومن يكتمها فانه آثم قلبه».