الحكيم يؤكد: التاريخ يعيد نفسه وصرنا نرى المال السياسي والإغراء والإغواء!!
ألوف المحتجين يهتفون في ذروة عاشوراء: لن ننتخب من يسرق الأموال العامة!!
شؤون سياسية - 29/12/2009 - 9:19 am

كربلاء/واشنطن/النور/ الملف برس:
هتف ألوف المحتجين في ذروة مناسبة عاشوراء بكربلاء ضد حكومة المالكي، وكان التركيز على شعار ((لن ننتخب من يسرق الأموال العامة)). من جانبه وجه عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، انتقادات وصفتها صحيفة أميركية بأنها مبطـّنة وشديدة، متهمة باستخدام المال السياسي في الإغراء والإغواء، وشدّد الحكيم على عبارة ((التاريخ يعيد نفسه)) في إشارة التورية الى الحكومة وهي عبارة تحتمل معاني قريبة في ماضيها وبعيدة أيضاً!.ويؤكد مايكل هاستنغز مراسل صحيفة الواشنطن بوست إن مجموعة من نحو 5,000 متظاهر من الشيعة العراقيين في مدينة كربلاء، حوّلوا مناسبة عاشوراء الى تظاهرة احتجاج سياسية ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي يوم الأحد -في ختام المناسبة الدينية- وعبروا بشكل واسع عن انتقادات شديدة اللهجة في وقت تستعد فيه البلاد لإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر آذار من السنة المقبلة.وقال المراسل إن المحتجين تجمعوا خارج صحن الإمام الحسين، لتحية مئات ألوف -إن لم يكن ملايين- الزائرين الذين انحدروا الى المدينة المقدسة بطرق شتى ومن داخل العراق وخارجه. ونقلت الصحيفة الأميركية عن المحتجين قولهم: ((نحن لا نصوت لشخص، يسرق الأموال العامة)).ويرى هاستنغز أن انعكاسات الرأي في شعارات هذه المناسبة الدينية التي غالباً ما تكون معادية للحكومة، كانت ممنوعة في ظل نظام الرئيس السابق صدام حسين، وقد شهدت تغييراً في السنوات الأخيرة. فبعد الغزو الأميركي، باتت الأغلبية الشيعية تتخذ من لحظة ذروة الاحتفال الديني بالمأساة الحسينية، فرصة للتعبير عن التضامن مع السلطة السياسية، تجسيداً للحرية الدينية التي كانت مقموعة لفترة طويلة.وهذه السنة -يتابع المراسل حديثه- وقعت المناسبة الدينية في وسط موسم حملة انتخابات البرلمان التي ستقرر توجهات الحكومة العراقية خلال الانسحاب الأميركي من العراق وبعده. وقد حشدت مئات الألوف من القوات الأمنية التي نزلت الى الشوارع لمنع العنف المحتمل الذي يمكن أن يضعف كثيراً حكومة المالكي، التي اختُبرت بشكل قاس خلال سلسلة من عمليات التفجير الكبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية.ويوم الأحد وجّه عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، انتقادات مقنّعة، وهادئة، للحكومة العراقية في أثناء خطاب لمناسبة عاشوراء، مشيراً الى أن معركة الحسين مستمرة ضد الفساد الى يومنا هذا!!.وقال الحكيم في جامع الكيلاني في وسط بغداد: ((نستطيع أن نرى أن التاريخ يعيد نفسه. ويمكن أن نرى المال السياسي، وأساليب الإغراء والإغواء)). وأضاف: ((الشعب العراقي لا يريد الوعود التي تختفي بعد الانتخابات. الناس لن تخضع لأي ابتزاز)).وأكدت الواشنطن بوست أن الإمكانات السياسية لمناسبة عاشوراء في التحريض الشعبي، هي بالضبط ما كان صدام حسين يخافه، طبقاً لقول شاكر النجار (70 سنة) الشاعر الشعبي الذي ساعد في تنظيم المحتجين ضد حكومة المالكي في كربلاء. وقال: ((كنا نعتقد أن حكومة المالكي، ومعظم السياسيين، هم جزء منا، واعتدنا أن ندعمهم، بخاصة بعد أن أعدموا صدام حسين)). واستدرك قائلاً: ((لكننا في النهاية، اكتشفنا أنهم لا يمثلوننا، لذلك قررنا الاحتجاج ضدهم، ولأول مرة في مناسبة عاشورا))!.ويوم الأحد في بغداد، توجهت مسيرات حاشدة لمئات الألوف نحو المرقد الكاظمي، متحدّين أعمال العنف والتفجيرات، وهم يمارسون التطبير سافحين دمهم على جباههم إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين. ويقول جابر حسن صاحب دكان (29 سنة): ((إن السياسيين يحاولون أن يربطوا أنفسهم زوراً مع القائد العظيم الإمام الحسين عليه السلام)).وأشارت الصحيفة الى أن زوار كربلاء كانوا هدف الهجمات الإرهابية خلال الأسبوع الماضي، وقد قتل الكثيرون منهم، إلا أن ذلك لم يثنهم عن أداء مراسم الزيارة التي يبدو أن تنظيمها لم يكن عشوائياً، إنما كانت وراءه إمكانات تنظيمية عالية المستوى، ومهيأة لهذا اليوم منذ أشهر.
المصدر : صحيفة النور الصادرة عن الملف برس - الكاتب: الملف برس
الرجاء عدم الحذف