اختي الكريمة سومرية سلام عليكم وطابت اوقاتك
اقتضت حكمة الله في التشريعات ان تكون بعض الاحكام قد اكتسبت درجة الضرورة القطعية والمصلحة الشديدة ما يعني انه يلزم على المكلف وجوبا الاتيان بها وتكون مقدمة من حيث الاداء على احكام اخرى لم تكتسب هذه الدرجة من الضرورة ولكنها مهمة ايضا وينبغي للمكلف الاتيان بها والنوع الاول هو الاعمال الواجبة على المكلف كالصلاة الواجبة والصوم الواجب والحج الواجب وانقاذ النفس المحترمة الواجب , بينما النوع الثاني من الاعمال هو المستحبات وهي ضرورية ولكن ليس بدرجة الالزام , فلو تعارض عندنا عملان احدهما واجب والاخر مستحب فيجب علينا تقديم الاتيان بالواجب على المستحب , ولا يجوز العكس , وهنا في فرض المسالة التي تفضلت بطرحها فان الحج الاول هو واجب بالنسبة لك ولايجوز لك تركه اوتقديم عمل مستحب عليه , بينما اعطاء مال الحج للفقراء والمحرومين رغم اهميته الا انه مستحب
يجوز تركه وتقديم عمل اخر عليه .
نعم قد يتحول المستحب الى واجب في بعض الظروف كما لو ان حياة يتيم اوفقير في خطر ويحتاج الى مال لانقاذ حياته ,فيكون انفاق المال المخصص للحج عليه اهم عند الله من انفاق هذا المال في السفر لاداء فريضة الحج فيجب على المكلف حينئذ تقديم الواجب الاهم وهو انفاق المال على الفقير او اليتيم المهدد بالخطر على عبادة الحج الواجب رغم اهميتها القصوى
ولعل المثال الذي ذكرتيه بخصوص انفاق الامام عليه السلام على تلك المراة الفقيرة واطفالها وتركه للحج ذلك العام بسبب خوفه على حياة المراة واطفالها ,
او لان الحج بالنسبة للامام عليه السلام كان مستحبا في ذلك العام فيكون الانفاق على العائلة الفقبرة وان لم تكن حياتهم في خطر اكثر اهمية واستحبابا
من الحج المستحب .
نصيحتي لك اختي الكريمة ان تبادري للحج في اقرب فرصة ممكنة لك وتؤدي الواجب الشرعي قبل فوات الاوان , ولك في السنين الاخرى ان تهبي مال الحج المستحب لمشاريع الخير والبر والاحسان ودمت للصالحات
اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة