الصغير: تصريحات رئيس الوزراء أمر محزن.. ونحن لا نستهدف حكومته
بغداد – مصطفى الركابي
فيما اكد القيادي في ائتلاف دولة القانون والنائب في البرلمان علي الاديب ان وصف رئيس الوزراء للاطراف التي تعطل عمل الحكومة بأنها أخطر من البعثيين كان نعتا «دقيقا» رد القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي جلال الدين الصغير بأن من «المحزن» ان تعلو الاجواء الانتخابية في هذه المرحلة على كل شيء.
وكان المالكي انتقد بشدة امس الاول الاطراف التي تسببت في تعطيل اطلاق 115 الف درجة وظيفية، واصفا الذين يعرقلون عمل حكومته بأنهم يقومون بأمر «لا يقل خطورة عن منهج البعث». وتساءل «لماذا تم تعطيل 115 ألف فرصة عمل أي أن 115 ألف عائلة حرمت من ذلك، خشية أن تذكر الحكومة بأنها أنجزت وبهذا فإنها ستفوز بالإنتخابات.. عمل هؤلاء هو منهج لايقل خطورة عن منهج البعث».
وقال الاديب في مقابلة مع «العالم» امس ان «كتلا برلمانية كانت تدفع خلال جلسات البرلمان الاخيرة والنقاش حول الموازنة الاتحادية الى تأجيل اطلاق الوظائف بدعوى ان آلية التوظيف غير واضحة وان مجلس الخدمة المدني لم يشكل بعد»، مضيفا ان «تلك الكتل استهدفت الحكومة بشكل مباشر من خلال تجميد اكثر من 115 الف وظيفة لانها تعتقد ان تلك الوظائف لو اطلقت ستكون انجازا حكوميا مئة بالمئة». وزاد «للاسف فان تلك الاطراف كانت مخطئة في حسابتها وفضلت المصلحة الشخصية على المصلحة العامة».
القيادي في حزب الدعوة الاسلامية (جناح المالكي) ذكر ان «رئيس الوزراء بتصريحاته لم يقصد جهة او تيارا معينا، وكلامه كان يقع ضمن النقد الواضح لبعض سلوكيات الكتل السياسية المشاركة في الحكومة والعملية السياسية». لكنه اقر بان «المرحلة الحالية هي مرحلة انتخابات والكل معبأ لجذب انظار الناخبين من خلال التركيز على القضايا التي تمس الفئات الشعبية وموضوع التعيينات وايجاد فرص العمل هي من بين تلك القضايا المهمة».
وعن قراءته لمستقبل الائتلافات والتحالفات بعد الانتخابات، لاسيما بعد تلميح الكتلة الصدرية الى امكانية انسحابها من كتلة الائتلاف الوطني العراقي، قال الاديب ان «الائتلافات القائمة الآن تطغى عليها المصالح الفئوية وبالتالي فان أي منعطف يستهدف تلك المصالح يجعل تلك التحالفات على المحك وتكون الانشقاقات هي الحلول الشائعة والمتوقعة».
من جهته استغرب رئيس كتلة الائتلاف الوطني في البرلمان الشيخ جلال الدين الصغير تصريحات المالكي بشأن عرقلة بعض الاطراف السياسية موضوع التعيينات.
الصغير قال في تصريحات خص بها «العالم» امس ان «من المؤسف ان تكون اجواء الانتخابات اعلى من أي شي آخر في هذه المرحلة، كما ان عدم توضيح الحقائق لابناء الشعب العراقي امر محزن»، مضيفا ان «موضوع التعيينات لم يكن يستهدف الحكومة او غيرها لان تلك الوظائف غالبيتها محسومة لابناء الصحوات وبالتالي فان الحديث عن حرمان العاطلين من فرص العمل امر غير صحيح».
واشار القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى الى ان «كتلته لم تقف بوجه التعيينات بل كانت من المطالبين بايجاد فرص عمل للعاطلين وان مطالبها في هذا الشأن كانت تهدف الى تحقيق العدالة في منح فرص العمل».
وتابع ان «مطالب المجلس الاسلامي الاعلى كانت تهدف الى القضاء على المحسوبية والمنسوبية في منح الدرجات الوظيفية وان لاتكون تلك العملية خاضعة للبيع والشراء».
وبشأن امكانية حصول انشقاقات داخل الكتل السياسية بعد الانتخابات، لاسيما الائتلاف الوطني العراقي، قال «لا توجد اية بوادر للانشقاق داخل الائتلاف الوطني العراقي»، مؤكدا ان «الجميع مقتنع بالبرنامج الذي وضعه الائتلاف كما ان الكتلة الصدرية من ابرز الكتل التي لديها قناعة تامة بذلك البرنامج».
واضاف ان «كل التوقعات محتملة بشأن التحالفات الأخرى وجميع الامور واردة لاسيما وان التحالفات لاتحكمها النصوص القانونية والشي الوحيد الذي يحكمها هو الالتزام الاخلاقي فقط».
وكان القيادي في الكتلة الصدرية البرلمانية بهاء الاعرجي اشار الى امكانية انسحاب كتلته من الائتلاف العراقي بعد الانتخابات التشريعية المقررة في السابع من آذار (مارس) القادم.
وقال الاعرجي في تصريحات نقلتها «السومرية نيوز» امس ان الكتلة الصدرية «يمكن أن تنسحب من الائتلاف الوطني العراقي عقب الانتخابات، ما لم يتم التوافق بين مكوناتها حول برنامج سياسي وسياقات عمل واضحة يقبل بها الصدريون».
وتعليقا على ذلك أكد القيادي في ائتلاف دولة القانون النائب سامي العسكري أن «الصدريين سيسيطرون على قائمة الائتلاف الوطني العراقي بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأن التوقعات تفيد بأن ثلاثة أرباع الائتلاف ستكون من حصة الصدريين»، حسب تعبيره.
ويرى المحلل المحلل السياسي عباس الياسري ان «ما يصدر الآن من تصريحات يمثل صراعا انتخابيا مفتوحا على كل الاحتمالات». الياسري قال في حديث لـ»العالم» ان «من غير الممكن ان نسمي هذا، صراعا شيعيا شيعيا»، مضيفا ان «المرحلة الآن هي معركة انتخابية بكل معنى الكلمة، وكل الاساليب المستخدمة حتى الان هي اساليب مشروعة، بحسب المقاييس المعروفة».
وبشأن مستقبل التحالفات السياسية بعد الانتخابات يقول الياسري ان «بعض التحالفات لن تدوم طويلا، لا سيما الائتلاف الوطني العراقي والقائمة العراقية». واضاف ان «الكتلة الصدرية وحزب الفضيلة من ابرز المكونات التي قد تنشق عن الائتلاف، لأن المعروف عن هذه الاطراف تبنيها مواقف فردية ولا تلتزم دائما بما يطرح داخل الكتلة التي تنتمي لها». وتابع «اما فيما يخص العراقية فان اغلب مكوناتها الرئيسية تسعى الى الحصول على منصب رئاسة الوزراء وبالتالي فان تلك المكونات ستتصارع فيما بينها وتكون الانشقاقات محتومة».
http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=2346