لنتعرّف على نبيّ الإسلام
مُحَمَّد
صلّى الله عليه وسلّم
(1-50)
النبوات على طريق بناء الحضارات
إنّ دليل المستوى الحضاري لأية اُمّة من الاُمم قائم على ملاحظة أساسين تقوم عليهما تلكم الحضارات.
الأساس الأوّل: المادي، بما يمثّل من ألوان وسائل الترفيه، والعمران، وتهيئة أسباب القوة والمنعة، والإستفادة من عطاءات الطبيعة، وإكتشاف مافيها من ذخائر وكنوز، وتطوير التجارب العلمية على مختلف الأصعدة.
الأساس الثاني: المعنوي أو الروحي أو الأخلاقي، وهذا الأساس هو الذي يؤسّس لبقاء المادة ويوجّهها الوجهة التي تخدم الإنسان، ويمنع من إنفلاتها وهذيانها.
ولقد تكفّلت حركة النبوات عبر تأريخ الإنسانية الطويل تزويد الحياة بهذا العطاء الأخلاقي، قتجد المبادئ الروحية التي مرّ ت عليها آلاف من السنين هي حيّة نابضة بالحياة ، فكما هي غذاء ذاك الإنسان الذي تفتقد حياته الى أدنى مظهر مدني هي كذلك غذاء هذه الحداثة والمدنية الهائلة التي نعيش.
وأدنى نظرة الى المدنيات التي بادت والقرى التي ظلمت فهوت إلاّ بسبب فقدانها البعد الروحي والأخلاقي ( فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطّلة وقصر مشيد).