صدام سجل اعترافات معدلها 312 ساعة وتضم رشواته لرؤساء دول وزعماء احزاب في دول عربية واجنبية

الرافـــدين" قالت مصادر دبلوماسية عراقية ان وزارة الدفاع الامريكية تحتفظ الان باكثر من 150 تسجيلا بالصوت والصورة لاعترافات صدام حسين وانها تمتد جميعا الى 312 ساعة من المعلومات المثيرة والمناقشات السياسية والفكرية.واكدت هذه المصادر لـ (الرافدين) ان اعترافات صدام بصدد رشواته لرؤساء دول وزعماء احزاب في دول عربية واجنبية هي الاكثر اثارة في هذه الاعترافات، وان البنتاغون يدرس الان امكانية عرض بعض هذه الاعترافات وبخاصة في ما يتعلق بتصفية شخصيات سياسية عراقية باوامر مباشرة منه وبلغت حوالي مائتي شخصية من معارضين وبعثيين وعسكريين. وقالت هذه المصادر ان الذين اطلعوا على المناقشات السياسية التي جرت بين صدام حسين ومستشارين سياسيين في وزارة الدفاع الامريكية اكتشفوا ضحالة افكار صدام وجهله وتفاهة اسلوبه مما يثير تساؤلا عمن كان يدبج خطاباته وكلماته التي كان يلقيها على مهل وكانهم لقنوها له. واضافت ان ثمة الكثير من المعلومات المثيرة جاءت في اعترافات صدام وبخاصة فيما يتعلق بمنشقين عن حزب البعث، صحفيين وعسكريين، كانوا في الواقع مكلفين في مهمات من قبل صدام نفسه كي يلعبوا هذا الدور، وهذا هو السبب في تخلي الامريكان عنهم وعدم ضمهم الى اطر النظام الجديد.


من جهة اخرى اعلن محام الجمعة ان حقوقيا اميركيا على رأس فريق من المحققين مكلف اعداد الاتهامات المتعلقة بجرائم الحرب ضد صدام حسين تمهيدا لمحاكمته، سيبدأ العمل في العراق قبل نهاية ايار - مايو الجاري.

وقال غريغ كيهو الذي يعمل في مكتب للمحاماة في تامبا (فلوريدا. جنوب شرق) وكان مدعيا عاما في الماضي، انه سيقود مجموعة تضم "بين خمسين وستين محققا" بين حقوقيين وخبراء معظمهم من الاميركيين وقد يساعدهم بريطانيون واستراليون وكويتيون.

واوضح انه يعتزم التوجه الى بغداد خلال اسبوعين.

وتابع ان هذا الفريق سيعمل على جمع الادلة التي تسمح باثبات الاتهامات الموجهة للرئيس العراقي السابق المسجون منذ 13 كانون الاول - ديسمبر في شمال العراق، وتلك الموجهة الى عشرات من رجال نظامه.

ويفترض ان يحاكم هؤلاء امام محكمة جزائية عراقية انشأها مجلس الحكم الانقتالي في العراق.

وقال كيهو ان اي موعد لم يحدد لهذه المحاكمة ( لذلك علينا ان نعمل بسرعة لجمع ادلة محددة ) لوضعها بتصرف هيئة الاتهام في اسرع وقت ممكن.

ومن الاهداف التي تحتل اولوية لدى المحققين تحديد عدد ضحايا النظام السابق وخصوصا الجثث التي عثر عليها في قبور جماعية في الاشهر الاخيرة.

واوضح كيهو ان (الارقام التي تطلعت عليها تقدر عددهم بحوالي 300 الف لكننا لن نعرف على الارجح عددهم بدقة)

واضاف ان ( هناك ايضا بين 3،1 و5،1 مليون عراقي مفقودون منذ بداية الحرب بين العراق وايران حتي نهاية الثمانينات. كم قتل منهم وما هو عدد الذين توجهوا الي دول مجاورة او الذين فروا كلها اسئلة علينا الاجابة عليها باكبر قدر ممكن من الدقة)

وكيهو (49 عاما) خبير في الملفات القضائية الدولية بعد ان عمل مدعيا في محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة وخصوصا في محاكمة الجنرال الكرواتي تيهومير بلاسكيتش الذي حكم عليها في العام 2000 بالسجن 54 عاما لارتكابه جرائم ضد الانسانية.