في يوم الحب نشرت صحيفة نيويورك بوست تقريراً بقلم آني كارني، تحت عنوان نهاية سعيدة للحب والحرب. وقالت إن جندياً أميركياً، ربح أخيراً حرية عروسه العراقية إهداء التي كانت قد رأت لأول مرة الرجل الذي أصبح زوجها في ما بعد، عندما كان عمرها 25 سنة، وتعمل طبيبة في وزارة الصحة ببغداد.
كان ذلك في شهر مايس سنة 2003، وكان العريف شون بلاكويل 27 سنة ضمن الموجة الأولى من جنود الاحتلال الذين دخلوا العاصمة بغداد، فاقتربت إهداء من الجنود الأميركان المنتشرين في أحد الشوارع وطلبت عملاً لمعالجة النساء الجرحى.وتزعم الصحيفة أن الجندي لم يكن يفكر بمغازلة النساء، لكن إهداء كانت كما يقول فاتنة وكثيرة الكلام. أخبرته أنها تريد مزاولة عملها، وتطوير انكليزيتها، وأنها ترى أن الأميركان أبطال!!.ثم تطوّرت العلاقة بين عريف الجيش المحتل والطبيبة العراقية لينتهي الأمر الى تطليق شون لزوجته الأولى. والمشكلة الوحيدة في هذا الزواج –بحسب وصف الصحيفة- أن إهداء مسلمة، فيما زوجها ملحد أو لا ديني!. ويقول شون إنهما خلال خمسة أسابيع، أدركا أنهما وقعا في غرام بعضهما. دعا الحبيب الغازي حبيبته المغزوة الى موعد غرامي، وصفته الصحيفة بأنه رسمي لأنه تم بمعرفة الوحدة العسكرية التي ينتمي إليها الجندي الأميركي، الذي دعا إهداء واثنين من المترجمين الى جولة في القصر الرئاسي. وكانت إهداء تجلب له، وجبة طعام بيتية كلما كان ذلك ممكناً.وتستعيد العاشقة وهي تتحدث الى مراسلة الصحيفة في الولايات المتحدة ذكريات ما حدث بينها وبين شون سنة 2003، قائلة: "كان حلماً، لم أكن لأصدق حدوثه، لم يكن هناك سبب لخداع نفسينا. كل شيء كان فوضوياً". وكانت المرة الأولى التي يلمس فيها شون إهداء عندما انفرد بها في غرفة بالقصر الرئاسي ليقبلها على خدها احتراماً للطقوس الإسلامية. ولم يكن ليتجاسر في الذهاب أبعد من ذلك، كما يقول. وبعد ثلاثة شهور تحوّل شون الى الإسلام. ويقول إنه وجد أن الطريقة المثالية لتحقيق حلم الزواج من حبيبته بالتوافق الديني معها.بعد ذلك طلبها من أخيها، لكن مسؤول كتيبته لم يبارك الزواج، لأنه محظور على الجنود في مناطق الحرب، إذ ربما يساوم الجندي على أسراره العسكرية. فاضطر شون وإهداء الى الزواج سراً خلال مراسم تمت في غضون عشر دقائق. تبادل الزوجان الخاتمين في مطعم بسيط ثم عاد شون الى دوريته.وتقول إهداء – وهي مسلمة سُنّية - إنها تلقت التهديدات من عراقيين معادين للأميركان بقتلها وعريسها. والمشكلة أن الأطباء لم يكونوا قادرين على الحصول على جوازات سفر، بأمر من الحكومة. ثم تطورت الأمور بمساعدة أطراف دولية، فاجتمع العريسان في عمان، وحصل شون فيما بعد على تأشيرة لزوجته، وهما الآن يعيشان في فلوريدا مع طفلتهما نور 3 سنوات، وابنهما كونير 10 شهور. وإهداء الآن تعمل طبيبة في مستشفى، فيما أنهى شون كليته التي فصل منها والتحق بالجيش لمعالجة أموره المالية.