المجلس الاعلى .. الخاسر الاكبر؟
كتابات - رياض رحيم العوادي
قبل اعلان نتائج الانتخابات النيابية ، استطاع المجلس الاعلى الاسلامي، كما هو حال الاحزاب الاخرى، ان يتعرف على حصاده في تلك الانتخابات. وقد فوجئت قيادته بحجم الخسارة التي مني بها المجلس الاعلى. وكانت جسيمة وكارثية بالنسبة له، فقد جاء ترتيبه ثالثا في بعض المحافظات وثانيا في اثنتين منها، ولكن هذا الترتيب لم يكن متقاربا مما حصلت عليه العراقية او دولة القانون. وكان الفرق شاسعا بين دولة القانون التي حصلت على المرتبة الاولى في كثير من المحافظات الوسطى والجنوبية وقد جاء الائتلاف الوطني العراقي الذي جاء ثانيا في بعضها او ثالثا. فقائمة دولة القانون مثلا استحوذت على سبعة مقاعد من اصل عشرة في كربلاء في حين كانت (غنيمة) الائتلاف الوطني العراقي مقعدا واحدا. والفرق شاسع بين السبعة والواحد بالتأكيد. وكذلك هو الحال في المحافظات الاخرى ومن بينها بغداد التي خسر فيها معظم قادة الائتلاف مقاعدهم التي كانوا يتبؤونها في البرلمان السابق.
يبدو ان المجلس الاعلى الاسلامي قد مني بنكسة لن تقوم له قائمة من بعدها، وفوق هذه النكسة فأنه قد تعرض الى خديعة كبرى، اذ ان شركاءه الصدريون قد قسموا المناطق الانتخابية بشكل دقيق والزموا جمهورهم وانصارهم بالتصويت لصالح مرشحيهم في القائمة وليس لصالح القائمة بكاملها. ولما كان الجمهور الصدري ملتزم بأوامر وتعليمات قادته، فقد صوت لاشخاص معينين في القائمة وترك الاخرين وهم في اغلبهم من مرشحي المجلس الاعلى والقوى السياسية الاخرى المنضوية في قائمة الائتلاف الوطني العراقي.. ولا يغرنكم النتائج المعلنة عن ترتيب الائتلاف الوطني حين يأتي ثانيا او ثالثا، فالذين جاءوا بهذه المرتبة هم الصدريون من دون باقي مكونات الائتلاف!
ومن المفارقات هو ان جمهور المجلس الاعلى قد صوت لصالح قائمة الائتلاف ككل، ولم يصوت لشخوص المجلس الاعلى وبذلك استفاد المرشحون الصدريون ايضا مما جعل الفارق في عديد الاصوات التي حصل عليها مرشحوه اكبر من الذي حصل عليه مرشحو المجلس الاعلى وغيره!
يلوم بعض قيادات المجلس الاعلى في هذه الايام قياداتهم العليا جراء هذه الخسارة الفادحة ويحملونها مسؤولية ما حصل، ويرجع المراقبون السياسيون سبب الهزيمة المنكرة هذه الى جملة اسباب، ناهيك عما تعرض له المجلس من مخادعة في التصويت من قبل اتباع التيار الصدري. ومن بين هذه الاسباب هو الاصرار على اعادة ترشيح الشخصيات (المحترقة) مرة اخرى، وقد جاء ذلك بأصرار من القيادات نفسها، وهناك من يقول بأن زعيم الائتلاف السيد عمار الحكيم كان راغبا بأستبدال هذه الوجوه بأخرى مقبولة حتى وان اضطرتهم الحال الى اختيار عناصر مثقفة ونزيهة من خارج المجلس الاعلى.. ولكن قوبل هذا الرأي بالتشدد من قبل ما يسمون بالحرس القديم أو (رجال المغانم) الذين ابوا الا ان يصروا على ترشيح انفسهم لدورة نيابية ثانية، وبذلك يكونوا قد سحبوا المجلس الاعلى الى التهلكة، كما يصفهم بعض قياديي الخط الثاني الغاضبين.
كتابات