لماذا انسحب المجاهدون من النجف وكربلاء؟؟ - الى أنظار السيد القائد
كتابات - باسم السعيدي
بواقعية وأمانة وبدون مبالغات أو ليّ للحقائق أنقل (عن ثقاة) أسباب انسحاب مجاهدي (الفلوجة) و الانبار من صفوف المواجهة في النجف و كربلاء .
تتلخص بثلاثة أسباب تحديداً (والعهدة على الراوي كما يقال):-
الأول - حين حمل إخوانكم مجاهدو الفلوجة أرواحهم على أكفِّهم غير مبالين بالموت ،أنزل بهم أم نزلوا هم عليه ، كانوا يلبسون القلوب دروعاً ،حافزهم واحد لا غير ، الجهاد في سبيل الله ، وأن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه ، وكانت أرض النجف وكربلاء المقدستين مسرحاً لبطولات المجاهدين ، ولم يكن مجاهدو الفلوجة ليُفَوِّتوا الفرصة (ليغرسوا غرساً للآخرة) فقرروا مشاركة إخوانهم (ساحة الشرف ساحة الجهاد لتتعمد أخوّتهم بالدم) ولم ينتظروا الدعوة ولا الإذن ،
(لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى *** حتى يراق على جوانبه الدم )
إن ما أحرج أسود الإسلام هو وجود مندسّين في صفوف إخوانهم ممن لا دين له ، ما جرى هو عند احمرار البأس واشتداد القعقعة ترى ، هؤلاء المندسّين في شاغل عن الدفاع عن حياض الدين والعقيدة بل في بحث عما غلا في أعين أهل الدنيا ورخص عند طلاب الآخرة والشهادة ،بل يطلبون ما حرم الله (المسلم على المسلم حرام .. دمه وماله وعرضه ) ولسنا ممن يريد أن تُدنس سمعته فضلا عن أن يدخل السحت جيبه .
الثاني - إن تجربة الجهاد في الفلوجّة كانت صورة لتناغم فعاليات المجاهدين في سبيل الله ،وأروع ما فيها أن تسابق المجاهدون لنيل الدرجة الرفيعة في جنان الخلد ، لكن ذلك كان مع رشد القيادة للمجاهدين وحسن أداء المهام للمجاهدين ، فلا إفراط (بالموت بلا طائل ودون الإثخان في العدو) ولا تفريط ( بفرص اللقاء التي أعز الله من طلبها ويطلبها الى يوم الدين) ، وبين اللا إفراط و اللا تفريط صال أسود الإسلاميين المحمديين وجالوا وجندلوا كتائب الكفر والدعاة الى (العهر) في بلادنا التي شرفها الله بالإسلام ، فكانت التجربة في المدينتين المجاهدتين (النجف وكربلاء) في غياب صمام أمان كل كتلة عسكرية الا وهي القيادة والتنسيق في التعرّض والكرّ والفرّ وقال رسول الله (ص) (أمِّروا أحدكم) ، إن القتال بلا رويَّة كالموت بلا هدف ، وعدونا من تعرفون مكره وغدره وتفوقه العسكري ، لكننا نتفوق عليه بـ(لا اله الا الله) وبأننا نجاهد على أرضنا دون العرض والأرض والدين ، لكننا إن واجهناه بلا تقيُّد ؟؟ كانت له الغلبة ، وإصطادنا الواحد تلو الآخر ، لا والله لا نمكنه من أنفسنا دون أن نعدو على شراذمه فنذيقها من الحميم في الدنيا قبل الآخرة ، فيا اخوة الدين والوطن من لا تتوحد صفوفه لا تقوم له قائمة أعاذنا الله وإياكم من التشرذم وغياب الإمرة .
الثالث - اثناء تواجد مجاهدينا في المدن المقدسة (أعزها الله) ليضعوا مساميرهم في نعوش الكفار ومحتلي ارض الإسلام ، لاحظنا رفض الأهالي لتواجدنا هناك فكانوا يقابلوننا بالشك والريبة ، وبالتذمّر من مقاتلتنا الى جانب مجاهدي المدن المقدسة ، ثم اكتشفنا أن بعض الناس من يرمينا من خلف ظهورنا (بالحصى و الطابوق) رفضا لوجودنا وللجهاد الذي اخترناه طريقا ، وبالأمس شددت هيئة علماء المسلمين على توحيد الصف في تلك المدن المقدسة وأشارت الى وجود الخلاف عند الناس بين تأييد أو رفض المقاومة ، لكننا لا نستطيع أن نضع مجاهدينا بين حجري رحا ،خصوصا اذا كان الرفض أو الشك هو ما نواجه به .
أعاننا الله وإياكم على المحنة ، وسدد الله رمية أسودنا ، وتغمد الله شهداءنا في عليين ،وألحقنا الله بهم على الهدى .
إن هذه الرؤية هي أمانة في عنقي ان أوصلها الى من يهمه الأمر ، وأظنني أعذرت في ذلك ،
ملاحظة – ما ورد أعلاه لا يعني تأييدي من عدمه لبعض أو كل ما ورد .
بغداد
basim_alsaeedi@yahoo.com
هل من تعليق