النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي عملاق الإسلام و مفخرة العراق .. الإمام الخالصي !



    بسم الله الرحمن الرحيم

    ينتمي هذا العالم والمجاهد الكبير إلى سلسلة العلماء العاملين الذين وعدهم الله الهداية بقوله (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) ، كان عالماً ربانياً فذاً شحذ همته للدفاع عن حوزة الدين والذب عنه بشجاعة وجرأة قل نظيرها في الوقت الذي ابتلي فيه الكثير من العلماء الذين عاصروه بالراحة والدعة والهدوء التي لم يكن يعرفها وقلبه يعتصر وهو يرى حياض الإسلام وملة دين الله تئن تحت وطأة ضربات الشيوعيين والصليبيين واليهود والغلاة المنحرفين على حد سواء ، فلم يألُ جهداً في دفاع هؤلاء ومحاربتهم والتشهير بهم وتحذير أبناء الأمة من سطوتهم وخبثهم وخطرهم على الدين والملة ، فكان رضي الله عنه وأرضاه من أقطاب الجهاد الذين سعوا إلى تنقية هذا الدين من البدع والخرافات التي تسعى إلى ضرب الإسلام الداخل من جهة ، والوقوف بوجه المد الشيوعي والصليبي وحليفتهما اليهودية العالمية من جهة اخرى . نوجز حياة الإمام الخالصي بما يلي :
    1 _ الإمام الشيخ محمد بن محمد مهدي بن حسين بن عبد العزيز الخالصي الكاظمي الأسدي وينتهي نسبه إلى حبيب بن مظاهر الأسدي شهيد واقعة الطف الكبرى مع الامام الحسين (ع) ، وينتمي إلى قبيلة بني أسد العربية الشهيرة . والده الامام المجاهد الشيخ محمد مهدي الخالصي الكبير قائد حركة الجهاد عام (1914 ) وقائد ثورة عام (1920 ) الاسلامية في العراق ضد الاحتلال والاستعمار البريطاني .
    ولد عام (1888 ) في مدينة الكاظمية وتوفي في 19 رجب 11383هـ الموافق 21 _12 _1963 م في مستشفى الرازي جوار مسجد براثا العظيم في بغداد الكرخ حيث غسل فيه وتم تشييعه محمولاً على الأكتاف تشييعاً مهيباً لا سابق له في العراق إلى مدينة الكاظمية مروراً بمدينة بغداد عبر جسر الصرافية والأعظمية وجسر الأئمة في الكاظمية ودفن في حجرته الخاصة في الصحن الكاظمي المطهر ،وهذه الحجرة كانت محل دراسته أيام بدايات عمره الشريف .
    أنهى دراسته العلمية والفلسفية في مدة قصيرة على يد علماء زمانه وخاصة والده الإمام الخالصي الكبير والميرزا محمد تقي الشيرازي العالم الرباني صاحب الأسفار ، ودرس العلوم الحديثة على يد مدرسين خصوصيين ، إضافة إلى الفلسفة الغربية واللغات الاجنبية ، وكتاب (المعارف المحمدية ) نموذج على نشاطه العلمي المبكر حيث ألفه في بدايات أيام شبابه وطبع في مصر عام (1922 )م وتقرر تدريسه في مدرسة والده آية الله العظمى الخالصي الكبير في الكاظمية .
    شارك في جميع النشاطات السياسية الإسلامية وكانت له مشاركة في الحركة الدستورية الايرانية بالتعاون مع الأخوند الملا كاظم الخراساني ،وكانت له مشاركة فعَّالة في مشاريع إصلاح الدولة العثمانية ومنها مشروع إصدار دستور للدولة .
    كانت له مشاركة فعّالة الى جانب والده في الجهاد الاسلامي ضد هجوم الروس على إيران وهجوم الأيطاليين على طرابلس الغرب ليبيا اليوم .
    شارك شخصيا إلى جانب والده في معارك الجهاد ضد الغزو البريطاني للعراق ، وكانت جبهة الحويزة في جنوب العراق هي التي شهدت جهاده ضد الانكليز . وبعد سقوط بغداد بيد الانكليز عام (1917 ) م اضطر مع المجاهدين إلى الانسحاب إلى الموصل ، وبقي فيها مدة عامين يدير فيها الجهاد ضد الانكليز ويخطط لتحرك جديد ضدهم بالتعاون مع العشائر العراقية وحتى تهيئة الامور لقيام ثورة العشرين .
    عندما قررت قيادة الثورة (ثورة 1920 م ) المتمثلة بالخالصي الكبير والشيرازي الكبير القيام بالثورة عُهِدَ إليه إعلان ذلك وتم الامر في خطابه الشهير التاريخي الذي ألقاه في الاجتماع الحاشد في صحن الامام العباس (ع) في مدينة كربلاء بتاريخ 21_6_1920 الذي ضم إضافة إلى القائدين الكبيرين جموع هائلة من المجاهدين وشيوخ العشائر وغيرهم والخطبة مثبتة بالكامل ضمن وثائق الثورة .
    بعد أن أخفقت الثورة في تحقيق أهدافها عمد الانكليز إلى لعبة سياسية وهي تنصيب الملك فيصل الأول ملكاً على العراق لإضفاء الشرعية على استعمارهم ، ثابر الامام على مخالفة ذلك وجاهد حتى لا يتحقق هذا الأمر مما أثار حفيظة الحاكم السياسي الانكليزي للعراق (برسي كوكس ) فسارع إلى نفيه إلى خارج العراق وتم ذلك في 22 _ 8 _1922 وذلك قبل نفي والده الخالصي الكبير بتسعة أشهر والذي أدى إلى احتجاج المراجع الآخرين ومن ثم نفيهم إلى خارج العراق كالسيد أبو الحسن الأصفهاني والشيخ النائيني وغيرهم . وسبب نفي الإمام الخالصي (الابن) فإنه إضافة إلى مواقفه الجهادية الكبرى من حركة الجهاد إلى الثورة يعود إلى أن الانكليز قرروا إجراء انتخابات عامة لانتخاب مجلس تأسيسي لإقرار المعاهدة البريطانية التي تفرض الانتداب على العراق اعتبره الخالصي الكبير نكثاً بشروط البيعة التي تقضي بأن يحافظ الملك على استقلال البلاد التام وأن ينقطع عن سلطة الأجنبي وأن يكون مقيداً بمجلس نيابي يمثل الأمة ، مما حدا بالخالصي الكبير إلى إصدار فتوى تحرم الانتخابات وأعلن بطلان بيعة الملك فيصل الأول ، وقد اعتبر الانكليز أن الشيخ محمد (الابن) هو المحرك لكل هذه النشاطات مما أدى إلى نفيه قبل والده بـ(9 أشهر) وبعدما تأكد الانكليز من إصرار الخالصي الكبير على مواصلة الجهاد قرروا نفيه إلى الهند ومن ثم إلى عدن والحجاز وبالتالي إلى إيران .
    عندما وصل الخالصي (الابن) إلى طهران رأى أن رضا خان بهلوي وهو في بدايات حكمه قبل أن يصبح ملكاً يعد العدة لإعلان الجمهورية بدعم من الانكليز على غرار جمهورية أتاتورك في تركيا ، فقاوم هذه المخططات مما جعله في مواجهة رضا شاه والانكليز مرة أخرى ، ووقف مواقف مشهودة ومنها قيادته للمسيرة الجماهيرية الكبرى في المسجد الكبير في طهران إلى مجلس النواب الإيرانى لإنقاذ العلماء المجاهدين من يد طغيان رضا شاه ، واصطدامه برضا شاه الطاغية في المجلس مباشرة ، وهذه قصة طويلة مذكورة بتفاصيلها في الكتاب المؤلف عن حياته .
    مكث رضا شاه البهلوي فترة يتحين الفرصة للايقاع بالخالصي (الابن) حتى حدثت قضية مقتل (جون امبري )0القنصل الأمريكي في طهران فما كان من رضا شاه البهلوي إلا أن أسرع لإلقاء تبعة ذلك على الإمام الخالصي (الابن) وتم اعتقاله في سجن طهران ومن ثم نفيه إلى مدينة خواف على حدود أفغانستان واعتقاله في قلعتها الرهيبة ، وأثناء نفيه وسجنه هذا تم تعيين رضا شاه ملكاً على إيران وفي ذلك يقول أحد كتاب إيران آنذاك السيد اسد الله علم في كتابه الموسوم (الخالصي مثال الدين والحرية ) : اذا كان الخالصي موجوداً في طهران فان رضا شاه لا يمكن أبداً أن يصبح ملكاً على إيران .
    بعد أن سيطر رضا شاه على السلطة تنقل الخالصي (الابن ) بعد منفى وسجن خواف إلى سجون ومنافي طهران ونهاوند وملاير وتويسركان وكاشان وطهران مرة أخرى ويزد ومن ثم طهران ، وبقي مدة (27) عاماً متنقلاً في المنافي والسجون .
    سمح له لأول مرة بالعودة إلى العراق الوطن وعاد في 14 _11 _1949 م إلى وطنه ووجد أن هناك اتجاهين في العراق أحدهما متعاون مع الغرب ومتفاعل معه ، وكان هذا الاتجاه ممثلاً بالسلطة الملكية ، وآخر ذا اتجاهات يسارية يلعب الحزب الشيوعي دوراً فيه ، فشمر ساعد الجد ليعيد العراق إلى الاسلام الأصيل محاولاً تجديد روح ثورة العشرين الاسلامية الوطنية في الأمة رافعاً شعار لا شرقية ولا غربية ودام هذا الأمر حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 م .
    بعد تسلط العفالقة على الحكم عام 1963 رأى الامام الخالصي أن من واجبه التصدي للانحراف الجديد المتمثل بالحزب الذي يرتوي من فكر الصليبي المشبوه ميشيل عفلق وأوضح مراراً من على منبر الجمعة أن هذا الاتجاه الاستعماري الجديد ينبغي مقاومته والجهاد ضده وأعلن صرخته قائلاً : (قل اعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ، ومن شر ميشيل عفلق ).
    تصدى الإمام الخالصي بكل شجاعة وفداء لأي انحراف عن الاسلام سواء كان شرقياً أو غربياً أو عقائدياً أو سلوكياً لذلك حارب الغرب والشيوعية وعملائهم والمنحرفين من المتزيين بزي الدين والمروجين للبدع والخرافات والضلالات ، لذلك استقطب أحقاد كل هذه الفئات وإمكانياتها الهائلة التي ما فتئت تستعمل سلاح الاشاعة ضده ،ولكنه وقَفَ بشجاعة فائقة وكان طوداً شامخاً لا يأبه لهذه الترهات والسفاسف . ومثال ذلك الاشاعات التي تقول أنه يحارب الانكليز لأنه واقع تحت تأثير البلاشفة أو تلك التي تفتري بأنه يحارب الشيوعية بدوافع غربية . وتتضخم الاشاعات أكثر فأكثر عندما يدعو إلى نهج ديني اصلاحي وتنزيه الدين من البدع والخرافات والأهواء وإرجاعه إلى أصله الأصيل في كتاب الله وسنة رسوله (ص) . وقد لعب المعممون الجاهلون الذين غَلَبت عليهم صفة التخلف دوراً كبيراً في ترويج الإشاعات الكاذبة .
    كان يعتقد جازماً أن واجب علماء الاسلام هو قيادة الأمة ورعاية شؤونها السياسية والاجتماعية وعدَّ التخلي عن ذلك تخلٍّ عن واجب أساسي من الواجبات الشرعية لعالم الدين وفي سبيل ذلك تحمل السجن والتشريد والنفي مدة (27) عاماً في إيران حتى لا يعطي مع والده تعهداً خطياً للانكليز وفيصل الأول بعدم التدخل في السياسة وعاد إلى وطنه العراق من دون أن يعطي مثل هذا التعهد المذل على خلاف من وقعوا وعادوا ،وبقي مع والده في إيران متحملين العذاب من أجل ألا يتخلوا عن واجبهم الشرعي ، هذا في وقت ركنت الأغلبية من العلماء إلى القعود والانزواء والابتعاد عن تحمل المسؤوليات الشرعية .
    نظراً للتخلف الذي كان سائداً في أجواء الحوزات العلمية فقد بذل جهوداً مكثفة لإصلاح الحوزات العلمية إلى أجواء العصر الحديث داعياً علماء وطلبة الحوزات العلمية إلى تعلم العلوم الحديثة واللغات الأجنبية وقد ألقى خطابين هامين جداً بهذا الخصوص أحدهما في صحن مدينة قم والآخر في المدرسة الفيضية فيها للعلماء وللطلبة وذلك في تاريخ 21 _3 _1943 م ضمنها هذه المقترحات ، هذا إضافة إلى بحوثه ومؤلفاته التي نهج التطور والتحديث ، وعلى هذا الاساس أسس حوزته العلمية في مدينة الكاظمية باسم (جامعة مدينة العلم للامام الخالصي الكبير ) لتخريج علماء دين حضاريين يحملون الاسلام بلباسه الحضاري العظيم ، ولولا كيد الأعداء وجهل الأبناء فإنه كان يرجى دور عظيم لهذه الجامعة لخدمة العالم الاسلامي وحمل الاسلام رسالة عالمية إلى العالم . علماً بأن هذه الجامعة استولى عليها العفالقة وصادروا مكتبتها الثمينة العريقة وبقية محتوياتها وستبقى هذه الجامعة إلى الأبد كما هي حقيقتها صرحاً من صروح الاسلام والوطن باعتبارها قلعة الجهاد والثورة ضد المحتلين الانكليز وضد كل أنواع الانحراف عن الاسلام وأنواع العداء للأمة والوطن وباعتبارها رمزاً للوحدة الإسلامية داخل العراق والعالم الاسلامي لقد استند في دعوته إلى الاسلام وهداية الناس من أجل عودة المسلمين إلى الأصل الأصيل للاسلام الكتاب والسنة وكما أكد ذلك ووضحه أئمة أهل بيت النبي محمد (ص) وكان يرى أن هذا هو الطريق الوحيد لوحدة العالم الاسلامي .
    بذل جهداً كبيراً ومتميزاً في محاربة البدع والخرافات التي ألصقت بالمسلمين عموماً وبأتباع مدرسة أهل البيت (ع) خاصة وجسد براعة ذلك في كتب ومؤلفات وبحوث قيمة وممارسات عملية ، هذا إضافة إلى خطبه وأحاديثه الأخاذة ، وقد أثارت جهوده هذه حفيظة المتخلفين من المتلبسين بلبوس الدين الذين رأوا في هذه الخطوات ضرراً كبيراً بمصالحهم لانهم اتخذوا الدين مهنة و وسيلة للارتزاق تعتمد على هذه الخرافات و البدع.
    كان داعية كبيراً للوحدة الإسلامية دعا اليها بجد وحماس وكان يراها الطريق الوحيد للوقوف بوجه مكائد المستعمرين ، وسعى سعياً حثيثاً لتحقيق الوحدة بين المسلمين كافة ، وبناءً على ذلك فهو يتمتع بمكانة خاصة لدى عامة المسلمين الواعين سنة وشيعة وفي جميع أنحاء العالم الاسلامي .

    تغمده الله برحمته الواسعة ، وعسى أن تأتي جهوده بكامل ثمارها ، إن الله لا يضيع أجر المحسنين .

    أليس الله بكاف عبده ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,609

    افتراضي

    ونعم الامام الخالصي يا أبا الحارث وشكرا على الموضوع
    صيهود لن يوقع ....

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي


    نعم أخي (صيهود) .. نعم الإمام الإمام الخالصي .. و لكن هذا لا يكفي ، فلابد من الإخلاص لهذه الرجل و لجهاده و بعث رسالته و حملها حثيثاً لمواصلة مسيرته التي اختطها نحو الله كي تؤتي ثمارها ، فأنت ترى تسلط الجربان الذين أصبحوا شر خلف لخير سلف ، وحالنا كما وصفه لبيد:

    ذهب الذين يعاش في أكنافهم ***** و بقيت في خلف كجلد الأجرب!

    أين الجهاد الرسالي و المبدأي و تحمل المشاق و التشريد و النفي و السجن في سبيله ، من لثم أعتاب البيت الأبيض!!

    أليس الله بكاف عبده ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    104

    افتراضي

    صح لسانك يا بو الحارث

    ما احوجنا الى السعي وراء طريق عمالقة الاصلاح الخالصي والصدرين وكاشف الغطاء علمائنا العراقيين المخلصين الخالصين الطاهرين من الشوائب

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني