وزير الخارجية الفرنسي كوشنير:كرازي فاسد لكنه رجلنا
تاريخ النشر : 2009-11-17
القراءة : 3356
غزة-دنيا الوطن
[warning]بصراحته المعهودة قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قبل أيام من توليه منصبه رسمياً لولاية جديدة "كرازي فاسد، حسنا، لكنه رجلنا".[/warning]
وتراجعت شعبية الرئيس الأفغاني الذي وافق الشهر الفائت على إجراء دورة ثانية من الإنتخابات الرئاسية بعد الحديث عن عمليات تزوير لصالحه في الدورة الأولى. هذا وتدهور الوضع في أفغانستان بشكل ملحوظ مع تزايد هجمات حركة طالبان وتفشي الفساد في الحكومة.
كابول: بعد ثمانية أعوام على توليه الرئاسة، تراجعت شعبية الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بعد ان كان الابن المدلل للغرب وبات يعتبر منبوذا، قبل ايام من توليه منصبه رسميا لولاية جديدة مدتها خمسة اعوام. وفي حزيران/يونيو 2006 كان كرزاي لا يزال "الاكثر احتراما وتقديرا من قبل الاسرة الدولية"، بحسب وزيرة الخارجية الاميركية انذاك كوندوليزا رايس.
والشهر الماضي، وافق كرزاي بلا حماس وقد علا وجهه الشحوب وأحاط به السناتور الاميركي جون كيري وممثل الامم المتحدة كاي ايدي على اجراء دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية بعد ان شاب الدورة الاولى عمليات تزوير واسعة لصالحه. وفي الوقت نفسه تدهور الوضع في أفغانستان بشكل ملحوظ مع تزايد هجمات حركة طالبان وتفشي الفساد حتى اعلى المناصب في الحكومة.
وقبل ايام اختصر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الوضع بصراحته المعهودة "كرزاي فاسد، حسنا، لكنه رجلنا". واعتبر وحيد مجدي وهو محلل سياسي أفغاني ان كرزاي "لم يتغير فعلا، فهو لا يزال كرزاي نفسه كما عهدناه. الفرق هو ان الغرب بات يعرفه".
وقال نصر الله ستانيزاي وهو طالب جامعي ان "كرزاي كان يتمتع في البداية بشعبية واسعة وكان مختلفا عن الزعماء السابقين المتورطين في الحرب الاهلية، فهو ابن رجل قوي يحظى بالاحترام كما يتمتع بدعم الغرب. وتابع "بعد ذلك، توالت أخطاء الولايات المتحدة في أفغانستان وحاولت تبريرها باتهام كرازي الذي كانت لديه جراة الوقوف في وجههم".
واذا كان كرزاي يقيم علاقات مميزة مع ادارتي بوش وبلير (حيث منحته الملكة اليزابيث لقب فارس في العام 2003)، فإن علاقاته كانت متوترة مع زعماء الحرب في أفغانستان. ولم يتوان منتقدو كرزاي عن اطلاق لقب "عمدة كابول" عليه مشيرين الى انه لا يتمتع بالثقل السياسي ازاء الزعماء الاقطاعيين.
واعتبر مسؤول دولي رفض الكشف عن هويته "اعيد انتخاب كرزاي لولاية جديدة واعلنت الاسرة الدولية عن توقعاتها بوضوح. والبوادر الاولى ليست جيدة مثل ظهوره بالقرب من خليلي وفهيم". وكريم خليلي ومحمد قاسم فهيم زعيمان سابقان من الحرب الاهلية هما ايضا نائبا الرئيس ويشتبه في تورط الاخير في جرائم حرب وتهريب المخدرات والفساد.
واضاف المسؤول "يجب ان يدرك كرزاي انه لا يمكن ان يستمر كالسابق. فدعم الاسرة الدولية ليس مضمونا الى الابد". الا ان الباحث انتوني بوبالي يعتبر ان كرزاي ضحية تطلعات الغرب التي لم تكن في محلها. وقال في مقال نشرته "ذي استراليان" انه "علقنا امالا كبيرة على كرزاي بان يبني دولة مستقرة وديمقراطية من لا شيء. ثم تلاشت اوهامنا وها نحن نتهم ادارته الفاسدة".
الا ان زعماء الحرب الذين يعتمد عليهم فهم ايضا حلفاء الغرب في مواجهة طالبان و"من بينهم اشخاص كانوا يضطهدونه في السابق". واضاف "
لكن لا خيار امام كرزاي ازاء وعود المساعدات العسكرية والاقتصادية التي لم يف بها الغرب".
حامد كرزاي.. رئيس يحكم بأمر واشنطن كابول- فاضل عبد العظيم:عندما قاد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش جيوشه الجرارة بعد أن جمع من الحلفاء والأتباع ما جمع واتجه إلى افغانستان غازيا يثأر ممن يسميهم بـ"الإرهابيين" الذين طعنوا كبرياءه في هجمتي نيويورك وواشنطن، كانت كل التوقعات تشير إلى أن هذا البلد سيمحق عن بكرة أبيه، وسيخضع صاغرا أمام هذه القوة الجبارة.
ومن الوهلة الأولى تم الكثير من ذلك، فنظام طالبان الذي سيطر على كابل منذ 1996 سقط في غضون أيام وتفرق من نجا من مقاتليه إلى شعاب الجبال، كل ذلك لم يكن فيه أي مفاجأة، وإنما المفاجأة كانت في النظام "الديمقراطي" الذي نصبه الغزاة وأصبح في أسابيع صنوا للديمقراطيات الكبرى، وأصبح رئيس هذا النظام الذي أخرجه الغازي الأمريكي من حقيبة مفاجآته، شخصية يفرش لها السجاد الأحمر في البيت الأبيض ولندن وروما ومدريد، وغيرها من العواصم.
الإشارة إلى هذه الشخصية أفصح من التعبير عنها، إنها ببساطة حامد كرزاي وما أدراك ما كرازاي؟، هذا الرجل الذي كان قبل الغزو شخصية غير معروفة، وأصبح بقدرة قادر رجل البلاد الأول وعنوان الانفتاح والديمقراطية والوسطية وغيرها من هذه التوصيفات الركيكة، وقد أسبغ عليها غزاة بلاده من المزايا والعطايا وتلميع الصورة ما جعله يحضر في أي منتدى للقوى الكبرى شأنه شأن رئيس روسيا والصين وفرنسا.
[warning]
بل إن آلة الدعاية الأمريكية بدأت تروج أن كل زعماء الشرق الأوسط من غرب القارة الأفريقية إلى شرقي آسيا لا يرقون إلى كعبه، حتى أنه بات وسيلة تهديد لأكثر من بلد، حين أصبحت الولايات المتحدة تفكر في انتاج المزيد من "الكرزايات" لزرعها في أي بلد ترغب في احتلاله، غير أن ما نسيته إدارة جورج بوش أن "كرزاياتها" غير قابلة للتسويق، وتنتهي صلاحيتها مع انتهاء فترة الاحتلال، ولذلك فبعد رحيل إدارة بوش عن الوجود، بقي هذا "الكرزاي" يتيما بين ملايين الأفغان الذين لم يستطيعوا إلى الآن استساغته حاكما لهم.
[/warning]
وجدت الإدارة الأمريكية في كرزاي الشخص المناسب الذي يمكنه أن يحقق جزءا مهما من مخططها لإسقاط نظام طالبان، فهو من جهة زعيم قبلي بشتوني وله خبرة بأساليب القتال على الأرض الأفغانية الوعرة، ومن جهة أخرى له مع حركة طالبان عداء شخصي شديد وعنده رغبة جامحة في الانتقام والثأر لوالده حيث يتهمها باغتياله، يضاف إلى ذلك تلبية طموحاته السياسية التي لا تتعارض مع الرؤية الأمريكية لشكل الحياة السياسية في أفغانستان بعد طالبان، وقد ازدادت أهمية كرزاي لدى الإدارة الأمريكية بعد إعدام القائد البشتوني عبد الحق عقب أسره من قبل حركة طالبان.
وقاد كرزاي حوالي أربعة آلاف مقاتل من البشتون المعارضين لحركة طالبان في أكتوبر 2001 في محاولة منه لإنهاء سيطرتها على ولاية قندهار آخر معاقلها بعد الانسحاب المتوالي والسريع منذ بدء الهجوم الأمريكي على أفغانستان في السابع من أكتوبر 2001.
مخطئ من يظن أن الشعب الأفغاني مثلا، يرى في كرزاي زعيما وطنيا ورجل الدولة الذي يضمن مستقبلهم، إنه غير ذلك عند غالبية الشعب، أما عند حركة طالبان المعارضة فرأسه مطلوب عاجلا أم آجلا، لأنه حسب تقاليد الباشتون، القبيلة التي ينحدر منها كرزاي وتشكل غالبية الطالبانيين، فهو خارج على الملة والعرف، وعار يجب أن يغسل بالدم.
وقد تعرض كرزاي لأربع محاولات اغتيال كبيرة، دون احتساب عشرات المحاولات الأخرى التي أجهضت في المهد، وكانت آخر محاولة تلك التي جرت قبل عامين، عندما استهدفه انفجار وهو يستعرض وحدات من قوات جيشه.
وكان كرازي قد تعرض في سبتمبر 2002 لمحاولة اغتيال أثناء زيارة له لولاية قندهار وتبادل حراسه إطلاق النار مع مسلحين كانوا ينوون قتله وقد أصيب فى المحاولة حاكم الولاية جل آغا وبعض المرافقين له .
وفي مايو 2004 قام مسلحون بإطلاق النار على كرزاي قبل أن ينجح حراسه وقوات الشرطة الأفغانية بمساعدة القوات الأمريكية فى قتل المسلحين من خلال اطلاق النار عليهم قبل أن ينجحوا فى الوصول إلى كرزاي الذى كان يحضر حفلا ليوم الجيش الأفغاني .
وفي يونيو 2005 كشفت الشرطة الأفغانية عن إحباط محاولة اغتيال كان يخطط لها مسلحون من خلال عملية انتحارية كانت ستستهدف موكبه، وجميع المحاولات الفاشلة التي كانت ضد كرزاي كان المسئول عنها دائما حركة طالبان.
وقد أصبح حامد كرزاي حاكما على أفغانستان بعد سقوط حركة طالبان على يد القوات الأمريكية وبمساعدة قوات التحالف الشمالي، وينتمي حامد كرزاي إلى البشتون كبرى العرقيات الموجودة في أفغانستان، ويتزعم قبيلة بوبلزي أهم بطون قبيلة دراني التي ينحدر منها أحمد شاه أبدالي مؤسس أفغانستان الحديثة عام 1747 ومعظم ملوك أفغانستان .
عاش كرزاي في المنفى في ظل الاحتلال السوفياتي"1979- 1989"
وتولى منصب نائب وزير الخارجية بين عامي 1992 و1994 في الحكومة التي شكلها برهان الدين رباني بعد سقوط النظام الموالي للسوفيات.
عاد سرا الى البلاد في أكتوبر 2001 وانتخب رئيسا "انتقاليا" في ديسمبر 2001 من أعضاء اللويا جيرغا "المجلس الكبير" الذي ضم الأعيان وزعماء القبائل في أفغانستان.
ولد حامد كرزاي في قندهار عاصمة الجنوب الأفغاني في شهر ديسمبر عام 1957، وكان أبوه عضواً في البرلمان الأفغاني عن ولاية قندهار خلال عهد الملك محمد ظاهر شاه، ويمكن القول إن كرزاي ورث احترام قبيلة بوبلزي لأبيه المُتنفذ عشائرياً، وصاحب الأملاك التي هيئت للابن حامد أن يكمل دراسته التي أنهى مرحلتها الأساسية في مدارس قندهار ثم في مدراس العاصمة الأفغانية كابل، ليرسله الأب بعد ذلك إلى الهند فيحصل عام 1983 على درجة بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة هيمشال براديش في الهند.
وفور انتهاء دراسته عاد الابن إلى باكستان حيث العائلة التي نزحت بسبب الغزو السوفياتي لأفغانستان، وبدأ كرزاي حياته السياسية بجمع وإيصال الدعم المالي والعسكري للمجاهدين الأفغان، وتردد الكثير في انضمامه لحزب السيد جيلاني "كبير الطريقة الصوفية الجيلانية في أفغانستان"، لكن الثابت أنه كان يشهر دعمه للملك المخلوع محمد ظاهر شاه رغم معارضة غالبية أحزاب المجاهدين لعودة الملك إلى أفغانستان.
رأى كرزاي مساندة حركة طالبان التي بدأ نجمها يظهر مع منتصف عام 1994 في مسقط رأسه قندهار، ولم يكن كرزاي غريبا عن حركة طالبان فقد كان يعرف الكثير من قادتهم أثناء فترة الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي. غير أن الاتفاق مع طالبان لم يدم طويلا بسبب عدم رضائه عن علاقاتها مع باكستان، ثم كانت حادثة اغتيال والده أمام أحد مساجد مدينة كويتا الباكستانية نقطة التحول الخطيرة في علاقته بطالبان، فقد اتهمها كرزاي بالضلوع في تلك الحادثة وأصر على اتهامه رغم نفي طالبان أي صلة لها بالحادث وقرر منذ ذلك الوقت العمل على إسقاط هذا النظام وقد تسنى له ذلك بمساعدة القوات الأمريكية عام 2001.
ويعتبر حامد كرزاي واحدا من أشد القادة الأفغان كراهية للأفغان العرب، حيث كان يدعو دائما إلى طردهم من أفغانستان ويتهمهم بقتل مدنيين أفغان، ويحملهم جزءا من المسئولية فيما آلت إليه الأوضاع السياسية في أفغانستان.
وقد نشأ كرازاي في عائلة لها باع في العمل السياسي، حيث كان جده عبد الأحد كرزاي رئيسا للمجلس الوطني "البرلمان" في عهد الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر، وظلت قبيلة بوبلزي على ولائها له حتى بعد خروجه من السلطة إثر الانقلاب الذي قاده صهره محمد داوود عام 1973 ولم تنقطع صلتها به طوال فترة بقائه في المنفى. وقد تولى كرزاي زعامة القبيلة بعد اغتيال أبيه عام 1999، وهويحمل درجة الماجستير في العلوم السياسية من إحدى جامعات الهند.
يجيد عدة لغات منها البشتو والداري "الفارسية" والإنجليزية التي أتقنها خلال إقامته في الولايات المتحدة، ويجمع بين الزعامة القبلية التقليدية والحياة العصرية، فهو أحيانا يرتدي اللباس الأفغاني بعمامته المشهورة وأحيانا أخرى يرتدي الزي الغربي بربطة العنق الأنيقة.
[warning]
ومن المعروف أن جهاز المخابرات المركزية الأمريكية كان له صلة بالمجاهدين الأفغان خلال الحرب الباردة، وكان كرزاي أحد همزات الوصل بين دوائر صنع القرار في واشنطن، وبعض زعامات الجهاد الأفغاني، و يرجع البعض ذلك إلى علاقات قوية ربطت أحد إخوته الستة بمتنفذين داخل أجهزة الإدارة الأمريكية، خلال دراسة حامد في الهند، ولهذا هاجر الأخوة جميعاً إلى الولايات المتحدة خلال الثمانينات وأسسوا هناك سلسلة مطاعم، بينما بقي حامد متنقلاً بين إسلام آباد وكويتا في باكستان، ليدخل كابل مع المجاهدين الذين أسقطوا حكومة الرئيس نجيب الله الشيوعية عام 1992.
[/warning]
تمت مكافأة الشاب الطموح بتعيينه وكيلاً لوزير خارجية حكومة المجاهدين الدكتور عبد الله عبد الله، والذي أصبح أيضا وزيراً للخارجية في السنوات الأولى من تولي كرزاي الرئاسة.
نأى حامد كرزاي بنفسه عن حمامات الدم التي سالت بين المجاهدين وسافر إلى روما ليلتقي بالملك، ويعود بعدها إلى باكستان كأحد ممثلي الملك، والداعين إلى عودته باعتباره الملاذ الآمن من الحرب الأهلية، والذي ستتوحد حوله العرقيات الأفغانية، ومن المؤكد أن "كرزاي" كان أحد الموقعين على وثيقة تدعم حركة طالبان عند ظهورها في قندهار، وانضم إليهم خاصة أن بياناتهم الأولى لم تشر من قريب أو بعيد إلى طمعهم في الحكم، بل إلى وقف الاقتتال الداخلي.
وحاول كرزاي أن يقنعهم بتبني فكرة شورى القبائل "لويا جركا" التي تعيد الملك المخلوع إلى كابل، لكن المخابرات الباكستانية كانت سيطرت بالفعل على الحركة ودفعتها للحكم، فعارض كرزاي الحركة وجاهر بمعارضة التدخل الباكستاني فاغتيل والده عبد الأحد كرزاي بالرصاص أثناء خروجه من مسجد في كويتا، وطلب من الابن حامد مغادرة الأراضي الباكستانية خلال 48 ساعة في يوليو 1999م، فلحق الابن بإخوته في الولايات المتحدة.
ذكر مايكل مور في فيلمه الوثائقي فهرنهايت11/9 أن حامد كرزاي عمل كمستشار في شركة "يونوكال" العملاقة، وأشارت "اللوموند" الفرنسية إلى ذلك، لكن "يونوكال" و"كرزاي" مازالا ينفيان ذلك، لما يمكن أن يُفهم من عمله في الشركة وعلاقته برموز إدارة بوش. سواء عمل كرزاي مع يونوكال أم لا، فلم يثبت أنه حصل على الجنسية الأمريكية، ويمكن أن يكون قد حصل على "الجرين كارد" خلال إقامته هناك والتي قُطعت بسبب أحداث سبتمبر التي كانت بمثابة موجة اعتلاها كرزاي.
انهمك القادة الأفغان الكبار أعداء طالبان بعقد تحالفات ومباحثات حول كيفية الاستفادة من الوضع الراهن للتحالف مع القوات الدولية في إسقاط طالبان، وبدأوا في تقسيم كعكة الحكم ربما قبل أن تنطلق رصاصة واحدة، لكن كرزاي كان قد وصل إلى كويتا وبدأ العمل الميداني في جمع العشائر البشتونية الموالية له، أو التي تضررت من طالبان.
ونقلت الصور في ذلك الوقت كرزاي يتحدث في هاتف الثريا عبر الأقمار الاصطناعية ويتنقل بين المناطق لتأليب البشتون على طالبان، وأثناء الحرب حوصر كرزاي داخل أفغانستان وكادت طالبان أن تفتك به، لكن غارة أمريكية دقيقة وسريعة أنقذته ومن معه، وفي تلك الأثناء وبينما كان الأخضر الإبراهيمي ممثل الأمم المتحدة الخاص لأفغانستان يعقد اجتماعا للقادة الأفغان في مؤتمر بون لبحث مستقبل البلد، كان كرزاي في الميدان، رغم أنه لم يحمل السلاح في حياته، وعندما مل الإبراهيمي خلافات القادة الأفغان، أسمعهم حديثا هاتفيا مع كرزاي ليُعرفهم على من يقود الحرب ضد طالبان في قندهار معقل الحركة.
[warning]
وببساطة فقد تحول حامد كرازي إلى ظاهرة جديدة، وأصبح نموذجا لمشاريع الحكم التي ترغب واشنطن في فرضها على العالم الإسلامي، حتى يتسنى لها إعادة كتابة تاريخ المنطقة وتسويق مشاريعها السياسية..
[/warning]
ربما يجادل البعض بالتأكيد أن كرازي كان أفضل الحلول لاستقرار افغانستان بالنسبة لأمريكا لأنها لم تجد شخصا غيره يمكن أن يخرج أفغانستان من سيطرة حركة طالبان المدعومة من تنظيم القاعدة، كما أن هناك من يقول إن ما دفع كرزاي للعب هذا الدور هو "غيرته" على افغانستان ويستدلون على ذلك بأنه دأب خصوصا في الفترة الأخيرة على انتقاد الغرب واتهامه بتخريب الديمقراطية، ردا على الاتهام الموجه إليه بالفشل في محاربة الفساد.