البصرة – العالم : المجلس الاعلى: طرح فدرالية البصرة ناتج عن «تضرر» حزب الدعوة في الانتخابات
قال ممثل المجلس الاسلامي الاعلى في مجلس محافظة البصرة ان الدعوة التي اطلقها حلفاء رئيس الوزراء نوري المالكي أخيرا لاحياء مشروع اقليم مستقل لهذه المدينة، جاءت بعدما "تضررت" المصالح السياسية لتلك الاطراف في الانتخابات.
وتشير هذه التصريحات الى مواقف رئيس مجلس محافظة البصرة جبار أمين جابر اللطيف الذي ينتمي الى ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، حيث اكد اللطيف في تصريحات متلفزة الاسبوع الماضي، ان ائتلافه بصدد احياء مشروع اقليم البصرة.
وفي حوار مع "العالم" قال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة الشيخ احمد السليطي أنه يقف الى جانب فيدرالية الـ9 محافظات (الشيعية)، لكنه يرفض "تقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي"، مضيفا أن "الفيدرالية لاتعني التقسيم وكذلك نحن لانقبل الاملاءات والأفكار المستوردة".
وتابع القول ان "من حقنا ان نطبق افكارنا وثقافتنا وتقاليدنا ونستخدم حقنا الدستوري في تحقيق الفيدرالية مع بقاء العاصمة بغداد أقليما مستقلا وتنال وضعا خاصا".
وكان رئيس مجلس محافظة البصرة جبار أمين جابر اللطيف اعلن مؤخرا ان المجلس "سيتبنى إطلاق تشكيل إقليم البصرة بعد أن أدركت الجماهير إن تشكيل الإقليم هو الحل لمشاكل البطالة والخدمات".
واضاف اللطيف ان اعلان محافظة البصرة اقليما "يضمن انتعاش المدينة إقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وفكرياً"، مؤكدا ان "البصرة تتمتع بعمق تاريخي وموقع ستراتيجي وثروات طبيعية ومياه ومساحات زراعية وهذه جميعاً تشكل مقومات نجاح الإقليم الذي سوف نطلقه صرخةّ لإنقاذ البصرة".
وقال سنسلك "الطرق القانونية بعرض المشروع على البرلمان وتهيئة الجماهير للإستفتاء عليه إيماناً منا إن البصرة لا يمكن أن تحل جميع مشاكلها إلا من خلال إقامة الإقليم".
لماذا رفضوا التسعة اذن
وعلق السليطي على هذه الدعوة بالقول "يزعجني هذا الموضوع ويقلقني وهو مع الاسف يحصر التفكير في هذا المشروع الاستراتيجي، أي الفيدرالية، لصالح الاحزاب وليس لصالح الشعب".
واضاف "هناك طروحات قدمت من البداية للنهوض بالمحافظات الـ9 التي لم تاخذ حقوقها وهو ما لا يتم إلا من خلال الفيدرالية وقد اعترضت بعض الاطراف وقالت ان هناك مصالح للمطالبين بذلك، واليوم عندما تضررت مصالح الرافضين أنفسهم تعالت أصواتهم بالمطالبة بفيدرالية الـ9 محافظات".
وزاد "اذا كانت مصالح الشعب تدور في أفلاك الاحزاب ومصالحها فهذه كارثة تحدق بمصالح الشعب". ومضى يقول "لقد قلنا منذ البداية ان الفيدرالية صمام أمان ضد التسلط ولابد من تحصين انفسنا وحتى لا نعود الى المربع الاول".
كروش جديدة
ورغم ان المجلس الاعلى توقف عن الدعوة علنا الى فيدرالية المحافظات التسع، الا ان السليطي يؤكد ان حزبه يدعو الى "فيدرالية الـ 9 محافظات وليس فيدرالية المحافظة الواحدة غير المجدية حيث ستهلك الميزانية التي تخصص ببناء وتجهيز الوزارات والعاملين فيها من حمايات وموظفين وسوف تصرف معظم التخصيصات على مثل هذه الأمور ونأتي بكروش جديدة على حساب مصالح الشعب".
واضاف "نتوجس ايضا من ارتباط المحافظات بأجندة معينة تدمر الطاقات وتضعف المواقف ففدرالية المحافظات تعطي الفرصة لتعدد القرار والاصوات".
نتائج الانقسام الشيعي
وعن النسبة التي حققها الائتلاف الوطني العراقي في الانتخابات البرلمانية ومدى تمثيلها لطموحات المجلس الاعلى، قال السليطي ان "مؤامرة كبيرة نفذت ضد البلد من خلال الانتخابات البرلمانية وللاسف الشديد هناك من ساهم في انجاح تلك المؤامرات". وتابع ان "ما رأيناه في هذه الانتخابات وهي الثالثة التي تجري في البلاد بعد انتخابات الجمعية الوطنية والانتخابات البرلمانية السابقة، اكد ان المرشحين الذين تفرزهم هذه الانتخابات هم من لون واحد ومعظمهم من عمل على تمزيق الجمهور وتشتيته ضمن توجيهات واجندات خارجية ووقعوا في فخ هذه الاجندات".
ويقول السليطي "بدل من ان تقف هذه القوى معهم كما وعدتهم وقفت مع خصومهم وأوقعتهم في فخاخ متعددة وشتتت القوائم الوطنية، بدءاً من طرح قضية أجتثاث البعثيين حيث استنفرت هؤلاء وجعلت منهم واجهة قوية لمواجهة الخط الوطني من خلال صناديق الانتخابات".
وأضاف "بعدما كنا الاغلبية المطلقة عدنا لنبحث عن الأغلبية ولم نصل اليها بعد جمع الائتلافين حيث يصل عدد المقاعد الى 159 وعدم حصولنا على الاغلبية كارثة".
رابط الخبر : http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=5888