النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow نحو نظرية عمل شيعية في العراق00000000000 (شباب ال محمد)

    [align=center][glint]نحو نظريِّة عمل شيعيِّة في العراق

    ماذا نريد وكيف ؟

    ورقة عمل عن أهدافنا الشيعية المستقبلية وآليات العمل [/glint]

    القسم الأوّل - الجزء الأول

    المشكلة بين قوسين



    كتابات - شباب آل محمّد [/align]



    ليس سرّا أن غياب الهدف واضح لدى الشيعة وهي تعيش هذه المرحلة الحسّأسة ، فيما يتحدد الهدف بوضوح لدى الأخوة السنة المتمثل بإعادة النفوذ الضائع ، والاكراد أشد وضوحاً في إصرارهم على الفيدرالية العرقية وفق مقاييس و معايير متفق عليها بينهم .

    الحديث عن حقوق الشيعة أصبح قضية صريحة ، وقد أثار بعض الكتاب الشيعة هذه القضية عبر كراسات صغيرة وكانوا سبّأقين إليها بمنظور نظمي محدّد بمستوى لا بأس به من ا لوضوح ، في حين لم نسمع ولم نقرا عن بقية القوى الشيعية شيئا من هذا القبيل ، وذلك بما فيها أحزاب عريقة ، ولكن هناك كلام عمومي عن هذه الحقوق ، ونحن إذ تقصّينا هذا الكلام لرايناه ينحصر بضرورة مراعاة حقوق الشيعة على صعيد المنسوب الوظيفي ، فالشيعة مظلومون على هذا الصعيد كماّ وكيفا ، وهناك كلام أوسع ، حيث يشير الى المساحة الخدمية للمناطق الشيعية قياسا إلى غيرهم ، فالمدينة الشيعية والقرية الشيعية تعاني الحرمان رغم انّ النفط في المناطق الشيعية ، وشباب آل محمّد يقدرون هذا الطرح ولكنّه طرح ناقص في تصورهم ، ونعتقد ان الطرح الاعمق هو الذي يتجاوز هذه الحقوق ليتصل بنظم شعبي متفاعل ، فليست المسالة هي زيادة في عدد الموظفين الشيعة ، ولا هي الاهتمام الخدمي بالمناطق الشيعية ، بل هناك ما هو أعمق .

    1 : المساحة الوظيفية ، سواء على مستوى الكم أو اكيف .

    2 : المساحة الخدمية .

    3 : المساهمة بصناعة القرار السياسي والادراي للبلد .


    هذه مفردات الحقوق ولكن هي حقوق مطلوبة من الدستور ، من الدولة ، ولكن أتصور يجب ان يتم ذلك في سياق نظمي كياني يشدنا بعضا الى بعض ، لقد كان الأخوة السنة يتمتعون بحقوق إضافية ، بحقوق تفوق حقوق الاخرين ، بل على حساب الأخرين بكل صراحة ، ولكن قوّة اخواننا السنّة ليس بهذه السعة من الحقوق ، وإنّما بإنتظامهم في كيانية سنية مشدودة الآواصر والحبال والمصير ، قد يكون هناك مساحة شيعية كبيرة على صعيد الوظيفة المدنية ، وقد تكون المساحة الخدمية للشيعة متميزة ، ولكن رغم ذلك هم ضعفاء ، بسبب تفرّقهم وتشتتهم ، بسبب توزّعهم على زعامات متنافرة متشتتة ، بسبب توزّعهم على دول جوار ولاء وتبعية .

    هناك ما يتصل بالدستور وقانون الحقوق ، وهناك ما يتصل بنا ، الطرف الاول سياسي دستوري ، من مسؤوليّة الدولة والدستور ، فيما الثاني هو نظمي إجرائي يتوقف علينا ، نريد كيانية شيعية عراقية متراصة الصفوف والوشائج ضمن نظم عصري قوي ، وقد لا نبالغ إذا قلنا بان عدم توفّر هذا النظم يؤدي الى مشاكل بل يعرّض ذات الحقوق الى إنتكاسة حتى اذا حصلنا عليها باقصى درجة من درجات الاستحقاق ... هذا التصور المركّب يحتاج الى تجلية وبيان ، ويبدا بتشريح الجسم الشيعي وتحليل فواعله المفصلية .



    [align=center][glint] المرجعيّة السيستانيّة في الميزان[/glint][/align]


    بعض نقاط القوّة



    تُعتبر مرجعية آية الله العظمى علي السيستاني من أوسع هذه المفردات ، بل أن المفردا ت الاخرى لا تعتبر ذات وزن ، وهي من مفاخر الشيعة ، وقد أثبت الأحداث تميّزها بقدر كبير من الحكمة والوعي ، فقد ساهمت مساهمة كبيرة في حفظ السلام الأجتماعي ، وقد بيّنت قدرتها على التاثير في عمق القرار السياسي ، وقد اتخذت مواقف حاسمة أزاء الكثير من القضايا حازت بسببها إحترام الراي العام الوطني والاقليمي وا لعالمي ، ومن أبرز ما يميز هذه المرجعية ما يلي : ــ

    1 : حسمها للعلاقة بين رجال الدين والسياسة ، فقد اعلنت بان الحوزة لا شان لها بالشأن السياسي التفصيلي وليس من شأن رجل الدين التدخل بالشؤون الادارية والسياسية للبلد ، ولا تتدخل بالجزئيات . وهذا الموقف أكسبها شعبية واسعة حتى خارج العراق ، فالشارع الايراني يلتف الان حول السيّد السيستاني لانه ينحى هذا المنحى ، خاصة وقد طلب منه الاصلاحيون في إيران التدخل لتغيير مسار الأوضاع باتجاه الديمقراطية .

    2 : تأكيدها على وحدة ا لتراب العراقي وعدم التفريط بشبر واحد بهذا التراب المقدس ، وهي القضية التي تشغل بال كل عراقي شريف ، بل هي القضية التي تقلق النظام الأقليمي كله ، وبذلك تكون المرجعية السيستانية قد برهنت على أصالتها من هذه الناحية .

    3 : رفضها للعنف والعنف المضاد ، وتأكيدها على السلام كهدف وآلية في آن واحد ، والسيستانيّة تفترق بذك عن كثير من الطروحا ت ذات النزعة الدموية ، ويبدو ان السيستانية تنتهج هذا النهج تحت تأثير المسالمة الدينية وتقديرات الظرف العراقي وتعقيداته بل وربما النتائج الخطيرة التي يمكن ان تترتب علي العمل المسلح ولا نستبعد دراسته للتجربة الإيرانية لها دور في مثل هذه الاستنتاجات .



    4 : تأكيدها على أهمية الاديان والاعراف في سن الدستور وعدم الاكتفاء بالاسلام كمصدر وحيد ، فقد أكدت السيستانية علنا وبتصريحات لا غموض فيها على ضرورة أخذ الاخلاق والقيم والاديان كمصادر ومنابع في سن دستور البلاد .

    5 : دعوتها الى نزع السلاح المدني وضرورة إيكال الأمن الى الا جهزة الوطنية .

    6 : تحترم السيستانية المؤسسات السياسية العالمية النابعة من الضمير العالمي وعلى راسها الامم المتحدة ولو في حدود ، ولعل إيكال قضيّة الانتخابات في شطر من شؤونها الى الامم المتحدة دليل على ذلك .

    7 : إعتبارها الاحتلال قضية مؤقتة .

    8 : التأكيد على دور الامم المتحدة .

    9 : إحترامها لكل شرائح وقوميات وأديان ومذاهب الشعب العراقي .

    10 : زهدها الشخصي الذي عرفت به .

    وفي الحقيقة هناك عوامل أخرى ساهمت في بسط مرجعية أية الله العظمى السيستاني منها انها الوحيدة في النجف الأشرف على مستوى المرجعيات التقليدية ، وهذه نقطة مهمة للغاية ، فالسيستاني حفظه الله هو وريث الخوئي والحكيم والشاهرودي ، فيما المرجعيات الا خرى لا تملك مثل هذا الرصيد التاريخي الأرثي المهم .



    بعض نقاط الضعف



    ولكن السؤال المطروح هنا ... تُرى هل تخلو المرجعية السيستانية من نقاط ضعف ؟ بطبيعة الحال لا ، ذلك ان الكمال لله وحده ، ولكن ما هي هذه ا لنقاط ؟

    أولا : التاريخ السكوني للسيستانية كما يسميه بعضهم ، وحساسيّة هذه النقطة تكمن بإمكان إثارتها في سياق الصراع وتفسيرها باتجاهات مضادة وتشهيرية ونقدية سالبة ، وذلك حتى إذا كانت سياسة حكيمة في وقتها ، لانّ لغة الصراع تتسم باللعنة في كثير من الاحيان .

    ثانيا : ما تنقله بعض الاوساط عن السلوك المتّسم بالثراء والاسراف بالنسبة لبعض المحسوبين عليه ، هذه النقطة ستكون مثار حديث ونقاش وتشكيك في أقرب فرصة صراعيّة إ ذا صحّ التعبير ، وهي وإن كانت ليست بدعة في مجال الوسط المرجعي بشكل عام ، ولكن لغة الصراع لعينة كما قلت قبل قليل .

    ثالثا : أيرانيّة السيّد السيستاني ، وهي وإن كانت نقطة عرضية بالنسبة لشيعة العراق والعرب بشكل عام ، ولكنّها دخلت مرحلة الحساسيّة في السنين الاخيرة للاسف الشديد ، والسبب ا لرئيسي في هذه الهفوة هو سلوك الايرانيين تجاه العرب العراقيين في ايران ، وخاصّة من علماء الدين هناك ، وهي احدى نقاط الخرق التي سببتها ايران في الجسم الشيعي .

    رابعا : عدم تمتع المرجعية السيستانية بوكلاء من ذوي الخطاب السياسي والشعبي الناجح ، وقد اثبت خطاب الحوزة الدينية بما فيه الخطاب المحسوب على السيّد السيستاني سذاجته البيانية والتحليلية ، نعم ، هناك أفراد قليلون جدا على هذا الصعيد ، وللعلم ان بعض الفضائيات راحت تتعمد مقابلة هؤلاء من أجل إظهار هذا النقص الفاضح ، وبسببه صار هذا الخطاب محلا للتندر .

    خامسا : كان الخطاب السيستاني في الخارج هو الاخر ضعيفا ، ومن نماذج هذا الخطاب ما يتحمل مسؤوليته بعضهم في الكويت وبعضهم في بيروت ، وبعضهم في الكاظمية.

    سادسا : عدم وجود نظم سيستاني محكم على صعيد الجمهور المقلِّد ، وهي نقطة كاسرة تحيد بالقوة الى الضعف وتمزق الممكنات بتفريقها وتعويمها هنا وهناك .

    سابعا : إفتقار السيستانية الى موكب ضخم من الأختصاصات السياسية والاعلامية والمالية ، وهي نقطة ضعف اخرى ، ونحن نعتقد ان بعض الحواشي والمعممين لا يرتاحون لمثل هذه الاختصاصات ، ويمكن تعمل على محاربتها ، وسوف يثبت التاريخ الحاجة اليها ولكن ربما بعد فوات الاوان .

    ثامنا : من نقاط الضعف التي سوف تثار مستقبلا ، الموقف البارد أزاء ما يفعله الأيرانيون في العراق بحجة الزياة وغيرها ، ربما يتصور البعض ان هذه نقاط بسيطة ساذجة ، ولكن هذا المعترض لا يفهم لغة الصراع وكيفية توظيف ابسط الاشياء في خلق أخطر النتائج .



    [glint][align=center]تحديات صعبة [/align][/glint]



    تواجه المرجعيّة السيستانية مصفوفة تحدّيات ليست بالسهلة ، وهي حقا تحديات تحتاج الى طاقم عمل كبير ومتخصص ، في العمل السياسي والاجتماعي ، بل حتى الى متخصصين في العمل الاعلامي والمالي ، وهو الأمر الذي يصطدم بمجمل الوضع المحيط بالسيد الكريم ، والمهم ان ابرز هذه التحديات هي ما يلي في تصورنا .

    التحدي الاول : كيفية إدارة دفّة الصراع مع التحالف ، ومع الوضع العراقي بشكل عام ، فانه التحدي الاكبر الذي يواجه السيّد ، ما هي خططه ؟ وهل يمكن الاعتماد على الشعب العراقي لاخر نفس ؟ وهل سوف يتجاوب معه الاكراد والسنة ؟ وما هي آلياته ؟ والى اي مدى يمكن ان يستمر ؟

    التحدي الثاني : الدولة الايرانية ، فهي تحدي خطير ، لان ايران لا تريد لاي مرجع خارج جغرافيتها بالصعود والتالق ، تستخدم التهديد والقتل والسم والتشهير والتضييق ، ليس ذلك بامر من خامنئ او غيره من العلماء ، ذلك امر مستبعد بل هو مستحيل ، بل من الحرس والسباه والقوى الخفية العاملة في السر .

    التحدي الثالث : ملل الشعب العراقي ، فانه شعب ملول يريد الانجاز ا لسريع بسبب ما تعرض له من محن وحرمان وديكتاتورية غاشمة ، وهي طبيعة ليست تخص الشعب العراقي وحده بل كل الشعوب ، وهذا هو الشعب الايراني يشي بشكل صريح عن ملله وغضبه على رجال الدين .

    التحدي الرابع : ا لقوى ا لا قليمية هي ضد السيستاني ، هي قوى شريرة تريد بالشيعة الموت والحرمان والنفي ، وبالتالي ، فان ذلك ينصرف بتبعاته على السيستانية بشكل واخر .

    التحدي الخامس : إنقسامات الجسم الشيعي وتشرذمه ، وليس سرا ان بعض هذه القوى ذات سند خارجي ، فهذه قوى من الصعب التوفيق بينها ، فضلا عن المطامع الشخصية والحزبية لهذه القوى .

    التحدي السادس : تقلّص مساحة المدّ الديني الشارعي في العراق ، هذا تحدي مهم ربما لم ينتبه اليه المتدينون لكونهم مصابين بمرض الإنبهار بالظاهر ، وقد بدأت بعض البوادر على هذا الصعيد ولنا عودة مركزية لهذه النقطة بالذات .

    التحدي السابع : الخط العلماني الشيعي ، فهو خط بدا يسترجع قواه وله ثقله في الشارع ، وسوف يقوى بالمستقبل بفعل تصرفات بعض رجال الدين وبعض الحزبيين الدينيين ، وسوف نتحدث اكثر في ذلك .

    التحدي الثامن : رفض الامم المتحدة للانتخابات وهو تحدي ممكن ، وهو تحدي خطير ومهلك .

    التحدي التاسع : وجودات صغيرة ولكنّها مؤلمة تزيد من المشكلة وتخلق العراقيل ، صبيانية التفكير والتصرف ومن اهم

    هذه بعض التحديات التي تواجه المرجعيّة السيستانية ، كيف ستتعامل معها في المستقبل ؟ وهل سوف تخرج بنتيجة مشجعة ؟ ونحن نضع في الاعتبار الاول مصلحة ومصير الشيعة العراقيين ، سوف تأتي بعض التصورات في هذا الصدد .

    ولكن هناك تحديات على الهامش ، هي قد تبدو بعيدة ولكنها تنعكس بشكل واخر ، مثل التشرذم الفكري الشيعي في ايران ، وظهور نزعات فكرية جديدة مقلقة ، ومثل المستقبل الخطر الذي ينتظر مستقبل الشيعة في لبنان ، ارجو ان نحسب لكل ذلك حسابا .



    [align=center][glint]لعبة القط والفأر [/glint][/align]



    امريكا مرتاحة ومنزعجة من الخط السيستاني في آن واحد ، هي مرتاحة لانّ المدرسة السيستانية تقلص وتزاحم مدرسة ولاية الفقيه ، وهي منزعجة لانّه على اي حال هو مصدر إزعاج جماهيري للخطة الامريكية ، ولكن ماذا لو يخرج الامريكان من العراق ؟ او احدثوا فراغاً أمنيّا مصطنعا ؟ هل تستطيع المدرسة السيستانية ان تعالج هذه الثغرة ؟ هل تستطيع ان تكون وجماهيرها ومستقبلها بمأمن من الخطر والتداعيات ؟

    هل هي لعبة القط والفأر ؟

    نعم !

    كلاهما يعرف ما يريد الأخر في هذه الفترة ا لحرجة ، الحرجة لكلا الطرفين ، الامريكان والمرجعية ، وتعتمد اللعبة على مهارة كل منهما .

    الأن هي لعبة ...

    ولكن كيف تكون غدا ؟

    حقاً إن مسؤوليّة المرجعية ثقيلة بشكل مدهش ، وحقاً انّها امام إمتحان صعب عسير ، ساعدها الله على ذلك وسدّد خطاها .



    [align=center][glint]مهمات عاجلة ومستمرة [/glint][/align]



    1 : تعمل المرجعية السيستانية على عولمة مرجعيتها ، هذه حقيقة نابعة من طبيعة المرجعية وطبيعة البشر ، وهو حق مشروع دينيّا بما لا شك فيه وهناك جهاز دقيق يعمل على ذلك ، وقد كسبت الشارع الايراني بالايام الاخيرة ، كسبته عاطفيا ، لان المرجعية الدينية في ايران فقدت هيبتها ، والاتجاه نحو السيستاني بغضا وحربا على الدولة الدينية .

    2 : ان السيستانية تعرف جيداً بإن خروجها من النجف الاشرف يعني نهايتها ، ولذا سوف تعمل على حماية النجف باقصى ما تملكه من قوة وإمكانية .

    3 : وليس من شك ان السيستانية تريد الخروج من الورطة الاخيرة ، أي محنة العراق ، هل تسكت ام تستمر ؟ هل تؤيد خيار الامم المتحدة ام ترفض ؟ هل تواصل طرحها الاسلامي العام ام تنزوي ؟ هل تتواصل مع دول الجوار ام تبقى مقاطعة ؟ حيرة ! لا ا قصد تريد الهروب ، ولكن تريد الادارة والخروج بنتيجة ايجابية بما يخص العراق وشيعة العراق ودين العراق .

    4 : وليس من شك انّ السيستانية تريد مجتمعاً عراقيا مؤمنا ، متدينا ، يلتزم بالاخلاق والقيم ، ولكن كيف سوف تعمل في ظل هذه الظروف ؟ هناك فقر بالكادر الديني ، وهناك نزعات فكرية مخيفة تجتاح ايران ، وهناك مفارقات الوجود السياسي لشيعة لبنان ، وهناك حرب المخدرات الرهيبة التي يشارك به الوهابيون والايرانيون والعراقيون المتجارون بارواح الناس ... كل ذلك متفاعل مع بعضه ، فكيف سوف تضطلع السيستانية بهذه المهمة ؟

    5 : والسيستانية تريد للشيعة العراقيين ان يخرجوا سالمين غانمين في ظل هذه الظروف ، فهل تستطيع ان تعمل شي ؟ وكيف ؟

    6 : والسيستانية تريد صيانة القيم الاسلامية الشيعية ، تريد شيعة مطئمنين آمنين في العراق وفي ايران وفي الخليج وفي كل مكان ، فهل تستطيع ذلك ؟

    سوف نعالج كل هذه النقناط بالتفصيل وعبر حلقات مستمرة بإذن الله تبارك وتعالى ، ولا نريد سوى التسديد منه سبحانه .



    [align=center][glint]حزب الدعوة الاسلامية [/glint][/align]



    تقييم عام



    لا يشك عراقي بل مسلم بإصالة هذا الحزب الا سلامية ، ودوره في تربية الناس ، وهدايتهم ، ولا يشك ولا يمكن أن يشك أحد باخلاصه للاسلام ، ولكن نريد دراسة موقعه من القضية الشيعية العراقية في هذه اللحظة وما يمكن ان يقدم

    في هذه المحنة الصعبة .

    وفي تصوري ان أبرز ما يفتقر له الحزب هو الوعي السياسي الدقيق ، فهو حزب كثيرا ما تفاجئه الأحداث ، لم يستبق الأحداث ، فيما من أهم ما يوصي به علي بن ابي طالب عليه السلام هو إستباق الحدث ( كل شي عُرِفَ في وقته ضاع وقته ) ، هذه نقطة ضعف كبيرة في الحزب ، ولم يفسح المجال لمن له القدرة على ذلك للاسف الشديد ، لانّ العقلية التي تقود الحزب لا تنفعل بالزمن بشكل إيجابي فعّأل ، سكونية ، تفكر بإليات تقليدية ، الامر الذي سبّب له الكثير من المصائب ، ولا اريد هنا التفصيل ، ولكن التاريخ يشهد بذلك بصورة مثيرة ، والحزب يتسع لقواعد واسعة ولكن سرعان ما يفقدها بسبب الأضطهاد وبسبب الجدب السياسي وبسبب الاختلافات بين قياداته ، لا يملك ستراتيجية الحفاظ على قواه وقواعده الشعبية ، هذه مشكلة اخرى يعيشها الحزب ، واليوم يعاود الحزب ليسترجع شعبيته من جديد لاسباب كثيرة ، منها تاريخه ، ومنها جهاده ، ومنها اخلاصه ، ولكن لا أراهن بانه سوف يحتفظ بهذه الجماهيرية ، فربما تتكرر المأساة ـ لا سامح الله ولا قدر ، أضف لذلك يمتلكه بعض الغرور أحيانا.

    في سياق الموضوع الذي نحن بصدده نقول هناك مصفوفة من المشاكل التي يعاني منها الحزب العريق ، ولعل منها ما يلي : ــ

    الأولى : شيخوخة قيادته ، وهي شيخوخة زمنية وفكرية ، وهذه مشكلة كبيرة تمنع الحزب من مواصلة التاريخ وهو بهذه الحركة المثيرة ، ارجو ان لا نتكلم بعاطفة ونذكر عبارات انشائية ، فما اسهلها ، نحن هنا بين يدي تقييم مهم ، لانه يتصل بمصير طائفة بكاملها ، وإلا ّ أين هو عطاء الحزب الفكري المواكب للزمن ، لا ا تحدث عن كراسات تتكلم عن شمولية الاسلام وكونه جامع بين الروح والمادة وغيرها من الكليشهات القديمة المستهلكة ، بل أتحدث عن هذا العالم المتفجر بالفكر ؟ أين هي رؤيته للواقع الذي نحن فيه الان ؟ كيف يعالج الواقع المرير الذي نمر به في هذه الفترة من الزمن الصعب ؟

    الثانية : الحزب لا يملك الان هدفاً محدّدا ، نعم ، هناك معادلات كثيرا ما يرددها ، مثل تربية الناس ، وإقامة حكم الله على الارض ، ونشر الاسلام ، وهي معادلات لا تغني عن جوع ، العراق اليوم معرض لشتى المصائب ، و الشيعة على مفترق طرق بين حياة او موت ، ومثل هذه المعادلات غير قادرة على مواصلة مثل هذه المشاكل الكبيرة .

    الثالثة : الحزب يفتقر الى الكوادر الكثيرة في هذه الفترة ، فيما هناك اقبال جماهيري على الحزب ، إيمانا وتعاطفا ، ورغبة بالعمل في صفوفه ، وهذه المشكلة تعود الى جملة اسباب ، منها ان الحزب ترك الشارع منذ ان قامتْ الحرب الايرانية العراقية ، فقد استوعبته فكرة اسقاط النظام عبر الحرب وبعض العمليات الداخلية، فنسى الشارع ، كما انه تورّط بصراعات مع افراد ! ممّا استنزف الكثير من طاقته ، الجماهير تقبل على الحزب ولكنَّ الحزب ليس جماهيريّا باستيعابه للجماهير ذاتها ، ولا سامح الله ولا قدر ربما يترك الشارع مرّة اخرى بسبب صراعات جانبية أو احلام وردية تعده بقيادة البلد او المحاصصة السياسية المؤثرة .

    الرابعة : أن الحزب كثيراً ما يكون عرضة للاستفزاز المخطّط بغية إشغاله ، وليس هنا مشكلة ، بل المشكلة إستجابته لهذه الاستفزازات المخطّطة ، مثل إيمانه بالمرجعية وولاية الفقيه ، بل وحتى تشيعه ! وقد إنساق الحزب وراء هذه الإستفزازات للاسف الشديد ، فيما كان الاصل ان يعلن موقفه بصراحة ولا ينجر وراء خُطط الالهاء ، وينبغي على الحزب ان يستوعب بالونات الاختبار التي سوف يتعرّض لها ، خاصّة من قبل المخابرات الايرانية وبعض المفردات المحسوبة عليه ، وأن لا يعيرها أهتماما اكثر من اللازم .

    الخامسة : الحزب لا يمتلك الجرأة في مواجهة السطوة الشعبية لبعض الرموز الدينية ولذلك يعاملها بمنطق المساومة بعض الاحيان ، وهو بذلك يخسر الكثير من الزمن ، بل ويساهم في تعطيل الكثير من المكاسب المهمة . فنحن نعلم ان الحزب كان ضد الانتخابات مثلا ، ولكنّه خوفا من سطوة القوة الشعبية للسيد السيستاني تراجع ، وأنا اعلم ان بعض الدعاة سوف ينكرون مثل هذه الظاهرة ، ولكن هي الحقيقة .

    وقد ابتلى الحزب بايران ، فايران تعتبره عائقا دون أطماعها القومية وتعتبره من عوائق استئثارها بقيادة الشيعة في العالم ، وتتهمه بالعروبية والعراقية ، وهذه من المشاكل المستعصية بين ايران و الحزب بشكل خفي .

    حزب الدعوة كبير وعريق ومعطاء ، وكان من الواجب ان تكون هذه المقتربات من أسباب استيعابه للاخرين ، ولكن للاسف الشديد كانت تعمل في لاشعوره كمستحقات قيادية فوقية ، وقد كلّفه ذلك كثيرا ، وسوف يكلّفه اكثر إذا لم يتحرر من هذه العقدة .

    أيران اليوم لا تفرّط بحزب الدعوة لظروف طارئة ، ولكن سوف تعمل على تفليشه في اقرب فرصة سانحة فيما اذا أُفتقدت الحاجة اليه من قبلها ، وما أكثر ما فعلت ايران ذلك .



    [align=center][glint]الحزب اليوم [/glint][/align]



    الدائر على الالسن أن الحزب اليوم ثلاث ( شاخات ) كما يقول الايرانيون ، التنظيم الام الذي يُعد التيار الغالب ، وهناك ( شاخة ) أخرى أُختلقت بجهود الاطلاعات الإيرانية ، مخترقة من هناك ، وهناك تيار شخصي ضعيف يؤمن بمبدأ البراغماتية في علاقاته وممارساته ، ولكن بكل اسف ، هناك ظاهرة التمحور الشخصي ، وظاهرة التمحور المناطقي ، وهناك دعوة الداخل ودعوة الخارج ، وليس سرّا ان هناك تجاذبات غير مسرّة بين هذه ( الشاخات ) ، وهي تجاذبات سوف تؤدي إلى إهمال الشارع ، سوف تقود إلى الجدب الجماهيري ، سوف تبخّرالطاقة الكامنة للحزب ، طاقته الروحية والجماهيرية والهدفية . ولا أعتقد ان ذلك سوف يتطلب الوقت الكثير ، من مشاكل الحزب انّه ( يغترّ ) بسرعة بالمد الجماهيري ، ولكنّه لم يتعلم لحد هذه اللحظة انّ للمد الجماهيري استحقاقاته الصعبة ، ولم ينتبه الحزب في فكره الاستراتيجي لهذه الحقيقة الخطيرة ، ينسى المد الجماهيري الذي هو نعمة من الله تبارك وتعالى وينصرف الى حراك داخلي مزعج ، ينصرف الى قضايا جزئية .

    تواجه الحزب بطبيعة الحال تحديات من خارجه ، منها تحديات الوجودات الصغيرة التي تتفنّن المخابرات الايرانية بصنعها ، ومثل هذه الجماعات وان كانت صغيرة ولكنّها تضم منتفعين من الدرجة الفائقة وتخلق الكثير من المشاكل ، وهناك تحدي رجل الدين بشكل عام ، ورجل الدين العراقي على العموم دون رجل الدين الأيراني قدرة على فهم الواقع وحركة الواقع السياسي ، وذلك بحكم التجربة ، كما ان رجل الدين العراقي له سلطة روحيّة كبيرة على ( عوام ) الناس ، كما أنّ هناك تحدي مهم خطير للغاية ، هو غياب الثقافة الاسلامية في الشارع العراقي ، هناك شعارات فضفاضة وحضور عاطفي للصلاة في المساجد ، ولكن نفس هذا الحضور لانّه ساذج قد يتحوّل الى مشكلة وليس الى حل ، وهناك تحدي اخر هو موقف الدول الا قليمية من الحزب ، وهناك تحدي مضاف آخر هو المجلس الاعلى ، ، وهناك تحدي الفراغ السياسي التي تعانيه الجماهير ، وهناك تحدي العالم الديني العراقي المناطقي الذي يحمل بعض من الثقافة وله شي من التاريخ والجذور القيادية في منطقته ، وهناك التحدي العلماني ، فقد بدأت الأحزاب العلمانية تستعيد عافيتها بالشارع العراقي ، وأخراً وليس أخيراً هناك تحدي العراق بكل وضعه المعقّد .

    ماذا يجب ان يعمل الحزب ؟

    وكيف يعمل ؟

    وما هي آلياته ؟

    أسئلة واسئلة اشك ان القيادات تعكف على دراستها وتحليلها ، لانّ هناك حراك داخلي مزعج وليس حراك داخلي بناء ، باتجاه الخارج المضطرب المخيف .



    [align=center][glint]الآن وليس غداً[/glint][/align]



    تلوح في الأفق القريب مهمّأت يجب على الحزب إنجازها على وجه السرعة ، واي تساهل بهذه المهمات سوف تجعل الحزب في مهبّ الريح على المدى المتوسط ، هذه المهمات عاجلة وفي غاية الأهميّة ، منها على وجه الخصوص : ــ

    الأولى : الإسراع في إحكام عمليّة تنظيم داخلي حي ، تدعيم الجبهة الداخلية للحزب وفق علم التنظيم العصري الذي ياخذ بنظر الإعتبار مستجدات التنظيم الحزبي في التنظيم الحديث ، وعلاقة ذلك بتطورات الفكر على الصعيد السياسي والحركي .هذه مهمّة مصيريّة ويجب ان لا تخضع للمزاج الشخصي بل توضع له نظرية نظمية علمية ، تستفيد من التجارب البشرية وتجربة الحزب بالذات .

    الثانية : الإسراع في إحكام عمليّة تنظيم خارجي فاعل ، لا يقوم على تقديم الأمنيات بل يقوم على اساس الولاء للفكر والتجربة .

    الثالثة : تهيئة ثقافة إسلامية مبسّطة تعتمد النص السريع والافكار الألتزامية البسيطة والقيم المعروفة ونشرها في الاوساط العامة للامة ، ان التفصيل بالفكر اليوم بطر ، ومضيعة للوقت ، وخسارة للجماهير ، نعم من واجب الكادر الحزبي الإيغال بالفكر العميق ، ولكن للثقافة الشخصية الان .

    الرابعة : التحلل من كل إتكاء خارجي ، واقصد هنا حزب الدعوة ( شاخة ايران ) ، فان مثل هذا الاتكاء خطر على الحزب وهذه ( الشاخة ) تتحمّل مسؤولية إخلاقية ودينية ووطنية ، وهي تعرف جيدا أن مثل هذا الاتكاء يمزق الشعب العراقي ويدمر شبابنا .

    الخامسة : من هذه اللحظة تعمل الدعوة على تشكيل لجنة سياسية واعية ضليعة للاتصال بدول الجوار وإطّلاعها على سياسةالحزب ا لوطنية والمسالمة ، وإيمان الحزب بالنظام البرلماني التعددي ، ورفضه لكل اشكال العنف ، وتأكيده على الهويّة الوطنية للحزب ، ووحدة العراق الشعبية والترابية والأجتماعية ، ونقترح التواصل مع النظام الاقليمي للتفاهم على كثير من المواقف والتحاور بما يهم العراق وشعب العراق .

    السابعة : تسوية كل الخلافات في حدود أدنى من الاتفاق المشترك ، وهذا الحل لا يجري ولا يتحق إذا لم تُحترم الاردات المختلفة ، وليتبع الحزب فلسفة الإختصاص ، ويجب مباركة كل داعية ينجح في العمل بالمجتمع حتى أذا لم يتفق في كل مواقفه مع الحزب .

    أجزم ان الساحة الشيعيّة يمكن ان تنضبط في أتجاه الإنتاج الكبير والتحصيل العظيم في سياق مركب جامع بين السيستانيّة والدعوة ، على ان تكون للسيستانية مهمة القيادة الروحية والاخلاقية ، وسوف نعود للمزيد في ذلك .



    [align=center][glint]المجلس الاعلى للثورة الإسلامية[/glint][/align]



    قوّة وضعف



    1 : من نقاط الضعف في هذا الحزب كونه تأسس خارج تراب الوطن ، ، ثم هو لم يكن حزباً أو تنظيماً قائماً برأسه ، بل كان مشروعا لتجميع الاحزاب والتيارات الاسلامية العراقية ، فلّما أنفرط هذا التجمع ، خرج موظفوه الاداريون وبعض حواري بيت السيّد الحكيم بتنظيم إتخذ من الاسم المذكور عنوانا ، ولذلك لم يكن المجلس الاعلى شيئا ذا ذكر قبل هذا التجميع بهذا العنوان .

    2 : المجلس معروف بكل تفاصيله لدى الاطلاعات الايرانية ، وهذا شي طبيعي ولا يحتاج الى تفكير عميق ، فهو تأسَّس في ظل ملابسات إيرانية معقدة ، وفي سياق صراع داخل إيران ، وفي ظل حرب مع العراق ، وراتبه من ايران ، وتعاونه االوجسكي والمخابراتي مع ايران ، فالقضية لم تعد سرا ولا هي من الخفايا .

    3 : لا أعتقد بان المجلس يستطيع ان يمارس سياسة مستقلة عن إيران بشكل من الأشكال ، لانّه في الاساس رهان إيراني في سياق العلاقة مع العراق كمشكلة ، وساحة صراع ، وفرصة تغلغل ، وحراك سياسي واقتصادي في المستقبل .

    4 : ولكن للمجلس خبرة قتالية جيدة بسبب وضعه القتالي الذي نشأ في سياقه ، وهو في ذلك قد يتفوق على المليشيات الكردية في شمال العراق ، بل يستطيع ان يمارس عملاً قتالياً متقدما من الناحية .

    5 : لحمته القيادية المسيطرة تكاد تكون عائلية ، وربما يستمد بعض مقوماته من هذا العنصر بالذات ، وهو يخضع لقيادة فردية صارمة من الداخل ، تتمثل برجل روحاني هو الآخر لا يملك قراره مستقلاً بشكل كامل ،.

    6 : لا يملك مقوّمات الاستمرار الذاتي ، وليس سرّا أن الجانب الوظيفي المادي يلعب دوراً كبيرا في الانتماء الى المجلس ، ولذا يطالب المجلس ان يكون جزء من القوات الرسمية العراقية كي يتخلص من هذا العبئ المالي الثقيل .

    7 : حتى عنوان المجلس السياسي غير واضح ، تُرى ماهو المقصود بـ ( الثورة ) ؟ هل المقصود ثورة فكرية في المجتمع ؟ أم المقصود ثورة شعبية ؟



    [align=center][glint] رهانات ليست أكيدة ( ظاهرة اليتم الشيعي العراقي )[/glint][/align]



    ونحن نتحدّث عن مشروع شيعي عراقي ينهض بالشيعة ، ويسعى الى تأمين حقوقهم ، ويرتقي بهم إجتماعيا وسياسيا وفكريا ، لابد ان نستعرض بعض الرهانات التي طالما نسمع بها من بعض الاطراف والقوى .



    · هل يمكن الرهان على رجل العشيرة الشيعية العراقية ؟


    أعتقد أنّ هذا الرهان مبالغ فيه ، فلم تعد العشيرة العراقية ا لشيعية تلك التي كانت على زمن العهد الملكي ، لقد دخلت في معادلة المساومة ، شيخ العشيرة في الغالب يتطلّع إلى دور سياسي وجاهي إقتصادي ، وليس بالضرورة يتعامل مع الإتجاه المذهبي والطائفي كعامل سابق على كل شي ، نعم ، ان العشيرة العراقية السنيّة تتعامل بهذا المقياس قبل كل شي ، أو بدرجة طاغية ، ولذا من الصعب الرهان على زعيم العشيرة العراقية الشيعية ، لا أقول النفي بالمرّة ، ولكن لا أطمئن الى مستوى عال من الاعتماد ، مع العلم أني اتحدث هنا عن الأيام الطويلة ، وليس عن إ يام آتية .

    هل سوف يصمد رئيس العشيرة أمام إغراءات دولة جارة ؟

    هل سوف يصمد أمام محنة قتالية تكلفه الكثير ؟

    لست أدري ، وليس حكمي هنا عام ، ولكن أقول من الصعب المراهنة على رئيس العشيرة ا لشيعية الان وبالمطلق .


    · هل يمكن الرهان على العلماني الشيعي ؟


    نعم في حدود ما ، ولكن العلماني الاديولجي الشيعي العراقي صعب المراس ، ربما العلماني بشكل عام، وليس العلماني المتأدلج ، وهي مفارقة غريبة في التاريخ ، فإن العلماني السني المتأدلج منحاز الى طائفته بشكل صريح .


    · هل يمكن الرهان على إيران ؟



    صعب ، لان ايران تحوّلت الى دولة مصالح ، دولة قوميّة وربما الحكم فيها مخابراتي بدرجة حادّة ، هذا رهان غير مضمون .


    · هل يمكن الرهان على دولة إقليمية ؟


    هو الآخر صعب بطبيعة الحال ، خاصّة نحن شيعة ، والارقام اثبتت ان أنظمة الجوار تكرهنا ، ولا ترتاح لنا ، خرج ذلك بطريقة مفاجئة .


    · هل يمكن الرهان على شيعة العالم ؟


    هو الآخر رهان غير مضمون ، اللّهم الاّ على الصعيد العاطفي بشكل عام ، نعم ، ربما بعض شيعة العالم يتعاطفون معنا ، ولكن ما ذا يمكن ان يقدموا لنا في معركتنا ، ثمّ ، كل أمة منشغلة بحالها هذه الايام .


    · هل يمكن الرهان على شخصيّة شيعية مدنيّة كارزميّة ؟


    ليس الآن ، هناك جدب شيعي على صعيد الشخصيّة الكارزميّة ، بل هناك جدب عراقي في الوقت الحاضر ، فصدام لم يدع مجالاً لمثل هذا الاحتمال .

    لستُ متشائما ، ولكني اقول ان شيعة العراق ليس لهم إلاّ شيعة العراق ، ودول الجوار مع الاخوة السنّة ، وفي الحقيقة ممّا يثير الإنتباه بالنسبة لعلاقة دول الجوار بالسنة كونها علاقة ستراتيجية ، تتقوّم بإعادة النفوذ السني على ما كان عليه في زمن صدام حسين ، بل على ما كان عليه لعقود من الزمن ، وهو علاقة يسودها حب واحترم وتأصر ، فيما علاقة إيران بالشيعة العراقيين هي علاقة إ ستغلال ستراتيجي ، يصبّ في المصلحة القومية الإيرانية ، فايران تريد تحويل الجنوب العراقي ارض مواجة وإحراج مع الولايات المتحدة الأمريكية .



    هل شيعة العراق يتامى ؟

    يبدو كذلك !



    في سياق الحديث عن الرهانات ومفارقاتها أذكر مفارقتين تدعونا لدراسة الواقع المرير، وهي حالات بسيطة ولكنّها تكشف عن الكثير من المعاني .

    المفارقة الأ ولى : فوز أخ سني بأمانة نقابة المحامين العراقيين رغم ان عدد المحامين الشيعة اكثر من الاخربن بنسبة عالية ، وكان عدد المرشّحين من الشيعة لهذا الموقع عشرة !ّ

    المفارقة الثانية : فور أخ سني بإمانة نقابة المهندسين العراقيين مع التفوّق العددي للمهندسين الشيعة !



    [align=center][glint]هيَّا إلى السلاح / ولمحة عن السا حة [/glint][/align]



    في لقطة تلفزيونيّة مثيرة ، تفنّن مراسل الجزيرة الاردني بإظهارها وتبريزها ، يطلع علينا رجل دين معمّم ، يقول بثقة رهيبة : سوف نحمل السلاح لنقاتل الامريكان ، وفي لقطة ثانية لمعمّم من اهل الثورة تفنّن مراسل العربية بإظهارها ، يقول : سوف لا نسمح للامريكان الارجاس الانجاس بالدخول الى المدينة ، مدينة الصدر المنوّرة ! وفي تصريح لشيخ كربلائي يهدد بالاصطادمات والاحتجاجات المسلّحة إذا إقتضى الامر !

    لست ادري اين مثل هذه الشجاعة زمن صدام حسين ؟

    لو أنّ صدام حسين عاد الى السلطلة هل سوف ينطق الشيخ الكربلائي ببنت شفة ؟

    لا علينا ... الكلام سهل ... ولكن لنتساءل بعمق : ــ

    هل سوف نقاتل حقا ؟

    نقاتل من ؟

    الأمريكان ؟

    تنهال المساعدات المادية والمالية على الاخوة السنّة من دول الجوار ، رواتب مجزية ، ومساعدات خيالية من الممكنات ، وكثير من شيعة العراق لا يملكون ما يسدّ جوعة بطنهم ؟

    المناطق السنيّة خالية من المخدرات والحشيش وهناك تعاضد شعبي حدودي على مواجهة هذه الظاهرة الخطرة ، فيما مناطق الشيعة مزروعة بالمخدرات والحشيش ، ويتعاون على ذلك ثلاثة عناصر أو ثلاثة مصادر رهيبة : ـ

    المصدر الأول : الأيرانيون .

    المصدر الثاني : الوهابيون .

    المصدر الثالث : تجار الموت .

    تتمتّع الجبهة السنيّة بشي ملموس من وحدة الخطاب والفكرة والإتجاه ، فيما ا لجبهة الشيعية يسودها الخلاف في الهدف والوسيلة والفكر ، من ولاية الفقيه الى عدم تدخل رجل الدين بالسياسة ، وولي الفقيه من خارج ايران ، يتردد بين كاظم الحائري المفتون بإصدار فتاوى الموت ألى الخامنئي الذي ليس له من السلطان على ايران سوى القبض بيد من حديد على الامن والمخابرات !

    هيّا الى السلاح !

    سوف نقوم باحتجاجات وربما مسلّحة !

    ولكن لَّما حصلت المأساة في الصحن الكربلائي المصون إستنجدوا بالقوات ( الضالَّة ) لحماية الناس من الرصاص والقتل والنهب وا لسلب .

    هيّا الى السلاح !

    نعم

    ولكن كيف سوف نسيطر على ( الفرهود ) ، وعلى ( الثارات الشخصيّة ) ، وعلى فرصّة ( بعض العشائر ) ، وعلى إندساس الوهابيين الذين يخططون لحرب طائفية دامية ، قد أحرزوا بها النصر بشكل و اخر مسبقا ، وهل يقدم الوهابيون على مثل هذه المغامرة لولا ضمانات ؟

    هيا الى السلاح !

    ولكن ماذا لو إشتعلت شرارة بالصدفة او بالتخطيط داخل المدينة المقدّسة، او القرية الشيعية ؟ أو المسجد الشيعي ؟

    كلام غير مسؤول .

    التخطيط من الجانب الآخر قائم على قدم وساق ، والمتدينون الشيعة في البصرة يفرضون الحجاب على الناس ويحرقون البارات ممّا أرعب الناس ، بحجة الامر بالمعروف وا لنهي عن المنكر .

    هيّا الى السلاح !

    ولكن لمّا تحركّت الدبابات صوب مدينة ( الصدر المنوّرة ) عندما أعلن شيخ معمّم رفضه لكل وجود امريكي تطايرت الجماهير تفتش عن مأوى لان منظر أرتال الدبابات كان مخيفا .

    !

    ليست القوّة بوجود مليشيات ، ولا بالسيول البشرية ، وإنّما القوّة بالنظم ، ووحدة الهدف ، ومرونة الحركة ، وتنظيم العمل .

    [align=center]هيّا الى السلا ح ![/align]


    [align=center]
    [glint] خرافات سياسيّة[/glint][/align]



    ونحن نسال ماذا نريد وكيف يُراد لنا تسليط ا لأضواء على مصفوفة من الخرافات السياسية التي ما زالت تحتل مكانة كبيرة في تصورات الكثير من مفكريّينا ومثقفينا بل وبعض علمائنا .

    الخرافة الاولى : الوحدة الاسلامية ، أي التوافق ( المطلق) بين الأفكار والمصالح والاهداف والآليات ، هناك صراع وسوف يبقى ، ولكن تختلف درجاته من زمن لآخر .

    الخرافة الثانية : الدولة الإسلامية ( لا أقصد من حيث المبدأ ، بل على صعيد معطيات الواقع الحالي في العراق والمنطقة والعالم ) .

    الخرافة الثالثة : الوحدة او التحالف الشيعي الكردي لأماد طويلة أم أماد متوسطة .

    الخرافة الرابعة : الثبات السني على المقاومة حتى إخراج الامريكان من العراق ، فإن كل المحتملات واردة .

    الخرافة الخامسة : الإتكاء على الضمانات الامريكية بأطمئنان .



    [align=center][glint]مطلب عاجل من المرجعية الدينية [/glint][/align]



    يراهن كثير من الأعداء على نخر الكيان الشيعي من الداخل ، وهذا النخر يتجه الى البنية الشيعية ككل ، أي لا يتناول النواة الشيعية المتمثلة في المرجعية او الحزب أو المسجد الشيعي ، بل يتناول بنية الكيان الشيعي متجسّدا بمضمونه البشري بشكل عام ، تحويله إلى كيان عاجز ، مُستهلك ، خائب ، مكسور الجناح ، لا يفكر بهدف او غاية .

    هناك مؤامرة خبيثة على تمييع الشيعة في العراق ، وأعتقد ان معالمها بدأت واضحة ، وما إغراق المناطق الشيعية بالمخدرات وبنات الهوى الا مقدمة لذلك ، بل ذلك لب الخطة ، والسؤال الذي يفرض نفسه عاجلا : أين المرجعية الدينية من كل هذا ؟

    نعتقد وبكل صراحة ، قبل ان نفكر بما نريد وكيف نعمل على تحقيق ما نريد هو ان نفكر جديّأ بإنقاذ الجسم الشيعي من هذا الخطر الفتاك ، نريد فتاوى فورية تحرم بيع وشراء وترويج هذه المادة السامة ، نريد نداء الى ايران لضبط حدودها في هذه الخصوص ، نريد تشكيل جمعيات تحت إشراف المرجعية وبالتعاون مع السلطات المحلية لتعقب المجرمين الذين يبيعون ويروجون هذه المواد القاتلة والمقصود بها قتل الشيعة التشيع ، نريد بيانات من المرجعية توجه الناس الى الاخبار عن هؤلاء القتلة ، نريد من المرجعية السيستانية حفظها الله ورعاها أن تتابع هذه القضية بدقة ، فكونوا على ثقة ان هناك مؤامرة يشترك بها الأعداء وتجار الموت لأماتة الشيعة ، شباب الشيعة ، فهل كل ذلك لا يهز المرجعية الدينية من ان تلعب دورها المهم في هذه القضية الخطيرة ؟ ليس خطوة او خطوتين ، وإنما خطة مرمجة يشرف عليها المرجع الكبير بنفسه ، وهل تنفعنا مليشيات مسلحة وشبابنا مخدّر ؟ وهل تنفعنا هذه الصلوات الا لفية وشبابنا مخدّر ؟ الغوث ...الغوث ...الغوث


    [align=center][glint]ماهو تقييمك؟[/glint][/align]




    وفي الحلقة الثانية جواب على السؤال المصيري : ماذا نريد ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]نحو نظريِّة عمل شيعيِّة في العراق

    ماذا نريد وكيف ؟

    ورقة عمل عن أهدافنا الشيعية المستقبلية وآليات العمل


    الجزء الثاني



    [align=center][glint] تحليل أولي للقوّة الشيعيِّة [/glint][/align][/align]



    كتابات - شباب آل محمّد

    [glint]الشيعة قوّة ! [/glint]


    أقصد شيعة العراق هنا ، هكذا يقول الشيعة وبعض المحللين ، ولكن أين مكمن هذه القوّة يا تُرى ؟ سؤال مشروع في تصوري ، وطالما نطالع الاجوبة التالية : ــ

    · هم قوّة عدديّة ، فنسبتهم تبلغ ستين بالمائة أو أكثر .

    · في أرضهم تكمن الثروة النفطية .

    · عشائرهم مسلّحة .

    · ايران الى جانبهم .

    · لهم مليشياتهم الخاصّة .

    · لديهم مرجعية دينية ممّأ يميزهم عن أخوانهم السنة .

    · أصحاب مظوميّة .

    · كانوا حربة الجهاد والنضال ضد الظلم الصدامي .

    · تاريخهم يشفع لهم .

    · يملكون موارد عظيمة بسبب المزارات الدينية .

    · يملكون أحزاباً منظّمة .

    القوّة العددية للشيعة مجرد رقم عائم ، لان لم تتوفر لحد الآن طريقة توظيفه ، بل هم على هذا الصعيد القوة التي تنهي نفسها ، فليس سرّاً ان الكثرة الشيعية صارت موضع صراع زعامي قاتل ومدمّر ، كما أن هذه الكثرة تنتشر فيها الامية والفقر والمرض! والحديث عن الثروة النفطية خرافة ولا تحتاج الى نقاش طويل ، فهي ثروة ليست بحوزتهم ، وربما القائل بذلك يشير الى إمكانات المستقبل ولم ينظر الى الواقع الناجز ، والرهان على العشيرة خرافة سياسية في هذه الايام ، لان تأثير الدولار أقوى من الإنتماء للاسف الشديد ، والزعامة العشائرية اليوم سياسية المطامح وليست عقيدية الموقف ، وإيران تتعامل معهم كألية مواجهة ومغامرة وليس كتبني حميمي وصميمي كما يتبنى الخليجيون السنة ، وهل نسينا بان حركة الا خوان المسلمين في الكويت تبريئ محسن عبد الحميد من التصريحات المنسوبة اليه حول الكويت والسعودية ؟ ولك ان تقارن ذلك بموقف ايران من شيعة العراق !!! ثم أي مليشيات هذه ؟منظمة بدر ؟ نحتاج الى مراجعة دقيقة هنا ، والمرجعية قوّة هائلة لانّها تملك قاعدة جماهيرية عريضة ، ولكنّها غير منظمّة ، وبذلك هي قوة واهنة من الداخل بسبب هذه الهلامية النظمية ، وكان بالامكان الاستفادة من المظلومية بشكل كبير ، ولكن الزعامات الشيعية ملتهية بالصراع وبابراز القبضات الملوحّة بالقوة والدم ! ولم يعد التاريخ المشرق قوّة ، ذهبت هذه القيم مع تقادم الزمن ، وإقتصاد المزارات إقتصاد فرد أو أفراد وليس إقتصاد طائفة برمّتها ، والنظم الحزبي بالنسبة للاحزاب الشيعية ساذج ، بل لا يملك نظرية نظمية واضحة ، فضلاً عن طفولية التفكير لدى قياداته .

    عناصر هذه القوة أمّا وهميّة مثل النفط ، أو مبالغ بها ، او هي حقيقية ولكن لم يتم أستثمارها وتوظيفها مثل الوفرة العدديّة والمزارات الدينية والارض الخصبة ، وإما مستندة على رهان غير مضمون مثل العشيرة ومنظمة بدر ، وتبقى المرجعية قوة حقيقية ، ولكن من حيث المبدأ ، أمّا من حيث الفاعلية على الارض فهي قوّة بدائية .

    السنّة وغيرهم من الأطراف المتضرّرة تبالغ بقوّة الشيعة ، تساندهم في ذلك بعض أجهزة الإعلام خاصة من الدول المجاورة ، وليس من شك هناك غاية مرسومة وراء هذا التهويل المصطمه ، الا وهي تضخيم الوجود الشيعي كخطر ، وبالفعل هناك حديث مبطّن جرى على لسان حكام ووزراء عرب وغير عرب عن الخطر الشيعي العراقي ، وهم عارفون انّه خطر مزيَّف ليس له وجود أو أثر ، ولكن التاريخ الطائفي يبقى يتوارث وجوده عبر مئات الاجيال ، وهو يجدّد فاعليته في ضمير الغالب اكثر من المغلوب ، فهناك يبقى حيويٍّاً متدفقاً بنبرة المنتصر ونشوة المتسلّط ، فيما يجدّد هبّته الوقتية ، حيث سرعان ما يخبو منكسراً يندب حظه ، ينتظر زمن هبّة جديدة لكي تعيد تاريخ الإنكسار الداخلي الرهيب .

    ولكن هل من حقنا نسال : ــ

    تُرى أين هي هذه القوّة عبر مئة سنة من الزمن الصعب ؟

    أين هي ؟

    لو كان هناك قوّة بالمعيار الصحيح لدراسة القوّة لظهر الأثر وبانَ بصورة صارخة صريحة تتحدى كل محاولات التهميش الرهيبة ، هل يمكن القول بانّ القوة موجودة والتهميش دائم ؟ أي معادلة باهتة هذه ؟ وأي قوّة تسخر من نفسها هذه ؟



    [glint] مصير عناصر القوة الشيعية ! [/glint]



    ولنفترض أنّها عناصر قوّة ولكن ماهو مصيرها ؟

    ما هو مصير المرجعية الدينية الشيعية في العراق ؟

    ما هو مصير منظمة بدر ؟

    ما هو مصير العشيرة العراقية الشيعية ؟

    من الحقائق الكبيرة أن المرجعية الدينية الشيعية والأحزاب الشيعية العراقية لم تملك أي دراسة عن مصير عناصر القوة الشيعيّة هذه ( إنْ كانت جميعها عناصر قوّة حقا ) .|

    هل هي بطريقها الى التجذّر والتمترس أم هي بطريقها الى الضعف والهوان ، الى التقلّص والإنكماش ؟

    ما هو مصير الأحزاب الدينية الشيعية ؟

    ما هو مصير السياحة الدينية وأثر ذلك على الجسم الشيعي العراقي ؟

    لا يوجد جواب على هذه الاسئلة ، نعم هناك تهديد من عالم كربلائي بانّه سوف يقيمها ثورة مسلحة ضد الامريكان ! وهو لا يعرف بان حصاراً يستمر لمدّة اسبوع على المدينة يؤدي الى إنهيار المدينة برمّتها !

    ولمّأ كانت الأكثرية هي العنصر المسيطر على أصحاب التقييمات في هذا المجال بودي أن اشير الى انّ عنصر القوّة الشيعيّة هذا سوف يتأثر كثيراً بعوامل ضعف مهمة وجوهريّة منها على سبيل المثال وليس الحصر : ــ

    1 : إمكانيّة التحالف الكردي / العربي / التركماني ـــ السني ، وكثيراً ما لاح في الآفق مثل هذا المقترب ,

    2 : إمكانية التحالف السني مع الأقليات الاخرى ( التركمان ، الايزيدية ، الكلدان ، الاشوريين ، المندائيين ) وهنا عوامل ربما تساعد على مثل هذا التحالف المرتقب ، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي : ــ

    · الخوف المشترك من القوّة الشيعية الموهومة .

    · بعض تصرفات الشيعة الرعنة كما يحصل في البصرة ، حيث يجبر المتدينون البنات السافرات على الحجاب ، ويهدد بعضهم المسحيين ، وقاموا بحرق اكثر من با ر وملهى ، وهي تصرفات قد تكون احيانا مفتعلة ولكنّها محسوبة على الشيعة . وهناك كلام عن تفشي عداء الاقليات بالبصرة تجاه الشيعة فيها .

    · تعضيد الظاهرة من بعض دول الجوار لاغراض سياسية .

    · رفع شعار الحكومة الأسلامية ، وقد ارتكب المجلس ا لاعلى خطا جسيما في هذا المجال ، كما انّ بعض تفرعات حزب الدعوة / مارس ما من شانه تخويف الاقليات .

    3 : إحتمالات التصادم الشيعي ــ الشيعي ، وهو أحتمال قائم ومن الخطأ إستبعاده بكلمات مثالية مطاطة .

    4 : هناك دلائل على إتساع رقعة العلمانية الشيعية ، وربما سوف تزداد هذه الرقعة إتساعا ، خاصّة إذا تحسّن الوضع الاقتصادي ، وخاصّة إذا صدر من رجال الدين ما يشين الى الدين ورجاله .

    إن العشائرية الشيعية لا وجود له بالمعنى النظمي القوي الذي يمكن الرهان عليه ، فهذه العشائر تهتم بالكسب ، وزعماؤها لا يفكرون مذهبيا بل مصلحيّاً ، وهي ذاتها في صراع محلي رهيب على المواقع والمكاسب ، بل هناك من الاخبار ما يؤكد تنافسها على تحصيل المهمات من قوات التحالف .

    الأحزاب الاسلامية الشيعية غارقة فكريّا بالاسلام المجرّد ، وغارقة بصراعتها الداخلية ، وغارقة بصراعاتها المتقابلة ، لا أمل يُرتجى منها كقوّة منظمة يمكنها تجييش الشيعة وتنظيمهم ورص صفوفهم ، هناك فوضى تحكمها على كل صعيد .

    القوّة الشيعية العراقية قوة تنفي نفسها ...



    [glint] الشيعة والأقليات [/glint]



    العراق بلد الأثنيات العرقية والطائفية والدينية ، ومن المستحيل تجاوز هذه الحقيقة ، وبشكل عام أكثر الاقليات كانت تعاني من التهميش بل من الإضطهاد والظلم ، وهم يشاركون الشيعة بهذه المصيبة الكبرى ، فالمندائيون واليزيديون والمسيحيون بشكل عام يُعتبرون مضطهدين ، هذه حقيقة لا يمكن التنكّر لها ، وهم بذلك يشاركون الطائفة الأكبر ، وكان ذلك مدعاة ان يكون الشيعة حاضنين لهذه الأقليات المُضطهدة ، ولكن للاسف الشديد لم يحصل شي من هذا القبيل ، بل هناك خوف اقلياتي من الشيعة ، خاصّة بعد طرح مشروع الدولة الا سلامية من بعض الوجودات الشيعية المتطرفه من مواقف تجاه هذه الاقليات المُضطهدة .

    هل سوف يخسر ا لشيعة هذه الا قليات ؟

    أنّه الارجح ...



    [glint] الشيعة ودوائر الصراع في العراق وعلى العراق [/glint]



    ما هي دوائر الصراع التي تتصل بالعراق بشكل ماشر وشكل غير مباشر ؟

    الدائرة الأولى : الصراع الدولي على العراق ومن نماذجه ( 1 ) الصراع الامريكي الاوربي ( 2 ) الصراع بين أمريكا والأمم المتحدة ( 3 ) الصراع الأمريكي الأقليمي .

    هذا الصراع قوي ومصيري سيكون بالافكار والمخابرات والمال والاعلام ، ولكنّه لا يتحول الى صراع دامي ، سوف لا يكون هناك صراع مسلح بين هذه القوى على ارض العراق ، وسيكون له أجندته داخل العراق ، من العراقيين ، من احزاب وطوائف وقوميات وشخصيّات كبيرة نافذة .

    الدائرة الثانية : الصراع داخل العراق ، ومن نماذجه ( 1 ) الصراع بين سلطة الإحتلال والشعب العراقي بشكل عام ( 2 ) الصراع بين سلطة الأحتلال وما يُسمِّى بالمقاومة وهي على انواع ، بعض فلول النظام السابق ، القاعدة وانصار الاسلام وجند الاسلام وانصار الصحابة ، بعض الفلول ا لقومية ، بعض الوجودات الشيعية خاصّة المتواصلة مع ايران بشكل واخر .

    الصراع بين الشعب وسلطة الأحتلال بشكل عام سيبقى سلميّا ، عن طريق الضغط والمظاهرات ، عن طريق تجييش الراي العام العالمي ، عن طريق النقاش والحوار ، وسوف يستمر لزمن طويل ، امّا الصراع بين قوات الأحتلال وما يسمّى بالمقاومة فسوف يستمر على هذه الشاكلة السائدة الان .

    الدائرة الثالثة : الصراع الداخلي ، اي الصراع بين قوى عراقية عراقية ، ومنها على سبيل المثال ( 1 ) صراع طائفي خفي أو علني نسبيّا ( 2 ) صراع قومي ، عربي / كردي ، كردي / تركماني ، صراع كردي / كردي ، وهناك نماذج اخرى ( 3 ) صراع بين الشعب العراقي بشكل عام وفلول ما يُسمّى ا لمقاومة ( 4 ) صراع بين قوى شيعية / شيعية ( 5 ) صراع بين قوى سنية / سنية ( 6 ) صراع عشائري / عشائري ( 7 ) صراع مناطفي بسبب اختلاف الانتمائات ا لعرقية والمذهبية ( 8 ) صراع اسلامي / علماني ( 9 ) صراع أسلامي / اسلامي ( 10 ) صراع علماني / علماني .

    اعتقد الطابع العام لهذا الصراع سيكون فكرياً سياسياً إعلامياً ، وربما تحصل صدامات مسلحة هنا وهناك ولكن سوف تتطوق ، ويشذّ الوضع هنا على صعيد الصراع بين الحزبين الكرديين الرئيسيين وأنصار الاسلام في شمال العراق ، ولكن دول الجوار تعمل على إذكاء بعض هذه الصراعات بشكل وآخر، كما ان سلطة التحالف سوف تعمل على إشعالها هنا وهناك حسب الحاجة والضرورة .

    الدائرة الرابعة : صراع بين مؤسسات ( 1 ) صراع بين مجلس الحكم وسلطات الإحتلال ( 2 ) صراع داخل مجلس الحكم بالذات .

    هو صراح مصالح ، ، ومن الصعب التنبؤ بنتائج هذا الصراع ، ولكنّه قائم وموجود وفي طريقه للتصاعد اكثر ، ومجلس الحكم يحاول جادّا ان ينتزع مكاسب اكثر من سلطة الإحتلال كما هو معروف .

    هذه صورة مختصرة لدوائر الصراع على العراق وفي العراق ، منها دوائر ساخنة ومنها دوائر باردة ، دوائر سريعة التوتر ودوائر بطيئة التوتر ، والشيعة بما فيهم احزابهم ومرجعيتهم لا يملكون اي تصور عن هذه الصراعات ، نعم ، هناك صراع بينهم على صغائر تثير الشفقة بحق هذه الطائفة المسكينة .

    لستُ أدري ما هو موقف المرجعية السيستانية من هذه الدوائر من الصراع ؟ ولستُ أدري كيف يفكر حزب الدعوة مثلاً ؟ وماهو موقف المجلس الاعلى؟

    حقاً مساكين .

    هل سوف يتحوّل الشيعة الى كيانية موحّدة في خضم هذه الخريطة من الصراعات ؟

    أشك بذلك .

    هل سوف تتحاصص القوى الاقليمية والداخلية الشيعة ؟

    نعم !

    إيران لها حصّتها ، ببعض الوجودات، يأتمرون بامرها ، لا يخالفونها بشيئ ، آليتها في العراق كما هو حزب الله في لبنان مع اختلاف في التفاصيل ، وهناك الذمم التي سوف تشتريها ايران ، وما اكثرهم اليوم ، وهؤلاء سوف يبيعون العراق وشيعته بأبخس الأثمان ! وليس هناك على الطرف المقابل من تشتريه السعودية ، بل هناك على الطرف المقابل منْ تتأزر معه السعودية ، ويتآزر مع السعودية ، هناك تحالف عضوي ، فيما ايران تريد حرق الشيعة من اجل ستراتيجية ايرانية ، ولا نعتقد ان ذلك اصبح من الخفايا .

    تحالفات داخلية ...

    تصادمات داخلية ...

    هل سوف يتحالف بعض الشيعة مع سلطات الإحتلال ؟

    نعم .

    فهم بشر .

    هل سوف تمتد جسور شيعية / سعودية ، شيعية/ كويتية مثلا ؟

    نعم .

    فهم بشر .

    المال والجاه والقوة والسلطة كلها مفاعيل سياسية تعلب أدوارها القوية في تصميم الموقف السياسي في المجتمعات ، خاصّة في العراق الذي خرّبه صدام حسين .

    ولكن هل يمكن أن نخرج بمختصر مفيد من كل هذا الطرح ؟

    هناك نتيجتان خطيرتان موجعتان يمكن أن نخرج بهما من هذا السرد السريع ، أتمنى من الله ان اكون مخطئا فيهما ، وهما على التوالي : ــ

    أولا : صراعهم سوف لا يكون من أجل الشيعة كطائفة وكيان كلي ، بل من أجل جماعات وكيانات ومفردات شيعية ... عشائر ... احزاب ... شخصيات ... هكذا ستكون الخارطة بشكل عام ، وكل مانرجوه أن لا نتورّط بمقاييس عقدية ونحن نحلّل واقعنا ، نعرف انّ بعضهم سوف يشهر بوجهي سلاح العقيدة والإنتماء ، ولكن كل هذه الآليات مُستبعدة الآن على صعيد الطائفة الشيعية، ليس هناك بناء ولا تربية ولا عمل على هذا الصعيد .

    ثانياَ: بشكل عام سوف يكون الشيعة آلية صراح أكثر من كونهم كياناً مُصارِعاً ، لا أنفي أن يكون هناك مفردات شيعية مُصارعة ، ولكن في سياق خاص مغلق ، وليس في سياق وجود كياني عام ، ليس في ضمن كيان شيعي يضم الشيعة جميعهم أو أغلبهم ، هذا حلم ، وهناك ما يمنع مثل هذا الحلم ، وقد أشرنا سابقاً ا لى بعض العاملين على ذلك وعلى راسهم الاطلاعات الايرانية .

    هذه النتيجة ليست غريبة في تاريخ الشيعة بشكل عام ، بل التجارب الحديثة شاهد على أنّها نتيجة طبيعية ، ولنا مثالان على ذلك : ــ

    الاول : شيعة أفغانستان ، فقد كانوا أليات صراع أكثر من كونهم كياناً مُصارعاً ، وقد استخدمتهم ايران آليات وقتية ، كما انّهم تقاتلوا بينهم حتى النخاع .

    الثاني : شيعة لبنان ، فقد كانوا قبل مجيئ ا لسيد موسى الصدر رحمه الله أليات صراع بيد الآخرين ، مقابل مكاسب مادية بسيطة ، بل وحتى الان هناك من بقايا هذه الحالة .

    ولكن هل يعني هذا ينبغي ان يكون شيعة العراق طائفة مُصارِعة ؟

    الصراع سنة الحياة اليومية ، هناك قوى تتصارع ، مصالح تتصارع ، واليوم العراق ساحة صراع ، والذي لا يستعد لهذا الصراع سوف يسحقه الزمن، نعم لابد ان يكون الشيعة كذلك لانّ الواقع كذلك ، اكثر من هذا ، أنّ الشيعة ينتظرهم ما هو أهم واخطر من ذلك ، وسوف ياتي الحديث بهذه النقطة مفصلا .

    هل يمكن أن يتحوّل الشيعة الى كيانية متجانسة الإهداف والمقاصد ، في سياق نظمي متناغم بشكل عام ، يعملون ضمن خطة مستقبلية عمرها خمس سنوات مثلا ؟

    قلناُ أشك في ذلك ...

    ولكنّه ليس مستحيلا ...

    على انّ سؤالا مهماً هنا ...

    [glint]كيف ينبغي ان ندير الصراع ؟ [/glint]

    يأتي الجواب في حدود ما نستطيع عليه ان شاء الله تعالى .


    ماهو تقيمك؟





  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]نحو نظريِّة عمل شيعيِّة في العراق

    [glint]ماذا نريد وكيف ؟[/glint]

    ورقة عمل عن أهدافنا الشيعية المستقبلية وآليات العمل

    الجزء الثالث [/align]

    [align=center][glint]ولكن ماذا نريد نحن ؟ [/glint]

    كتابات - شباب آل محمّد [/align]

    أليس سؤالاً مطروحاً ؟

    نعم ، ولكن شيعة العراق لم يطرحوا هذا السؤال على أنفسهم ، المجلس الا على كما قرات لاحد قياديه يريد دولة إسلامية ، ولكن الخط السيستاني لا يقول بذلك ، ومن خلال تتبعي لمواقف المرجعية الدينية أفهم انّها تريد حكومة عادلة تراعي حقوق الجميع ضمن دستور يحترم القيم الاسلامية والتقاليد الوطنية ، وهو قمة الوعي على هذا الصعيد ، وقد صرّحت المرجعية اكثر من مرّة معارضتها للحكومة الدينية في العراق ورفضت تتدخل رجال الدين بالسياسة ، واصرت على ان موقفها هو التوجيه والإرشاد ، فيما يطرح حزب الدعوة الحكم الدستوري التعددي ، وهو موقف يحترم الزمن ، وخط مقتدى الصدر صرّح علانية بتحكيم الشريعة .

    لا اريد مناقشة هذه الطروحات ، ولكن اقول أنّها عامّة وليست مفصّلة ، ومهما يكن من امر اتصور ان الذي ينبغي ان نطالب به هو عراق حر ديمقراطي تعددي تُحترم به كرامة الانسان ، فدرالية جغرافية ، توزيع عادل للثروة ياخذ بنظر الاعتبار التنوّع الديني والقومي والمذهبي ، إعلام حر غير موجّه ، وأعتقد أنّ من الواقعية أن لا نطالب بان يكون الاسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع ، بل هو مصدر من مصادر التشريع ، ونريد تأصيل الحرية الفردية ، ونريد أن يكون التصويت هو آلية إتخاذ القرار ، ونريد تثبيت فلسلفة الإنتخابات ، ونريد ضمان حرية العبادة والاديان ، فضلاً عن إحترامها وحمايتها من العبث والفوضى .

    هذا بصرف النظر عن التفاصيل

    هذا مجمل ما نريده ...

    نريده من الحكم والدستور والدولة ...

    وهي مطالب الاخرين تقرييا ، فلم نأت بشي جديد ، ولكن سوف يكون الصراع حول التفاصيل ، فليس من شك الشيعة يطالبون بالمحاصصة العادلة في وظائف الدولة والجيش وا لشرطة ، والشيعة يطالبون وبحق إيلاء مناطقهم المدمرة المزيد من الاهتمام لانّهم تحمّلوا المزيد من العنت و الا ضطهاد والدمار ، وهذه تفاصيل سوف لا تمرّ بسلام ...

    وماذا بعد ؟

    هل هناك اضافة ؟

    نعم ...

    هناك اضافة مهمة ...

    نحن نريد ان نكون كياناً قويّاً من الداخل والخارج ، هذه مطالبنا من الخارج ، أمّا مطالبنا من الداخل هو ان نتحوّل إلى نظم قوي متماسك ، فلم يعد الزمان أميناً ، ولم تعد الوعود السياسية صادقة بالضرورة ، ولم يعد العالم سهلاً ، ولم تعد الا حداث منضبطة بقانون الوعد ، بل هناك عالم رهيب ، لا يمكن أن نتوقع المستقبل بسهولة ... لا ندري ماذا سيحدث ... الأحداث تجري بسرعة ... العالم يركض ... رقابنا رخيصة نحن شيعة العراق ... نعم رخيصة على الجميع بما في ذلك الجيران الذين أتخموا اسواقنا بالترياك والحشيش .

    هل هناك إضافة ؟

    نعم ...

    نريد الحفاظ على قيمنا وديننا والتزامنا ، فهذه قضية مصير دنيوي واخروي ، الشيعة كيان عقيدي بشري في ذات الوقت ، ونحن إنّما تعرّضنا لكل هذا الإضطهاد بسبب الإنتماء ، ونعتبره أنتماء رائعاً ، يمثل أحسن فهم للاسلام ، وهو الفهم الذي تركه لنا أهل البيت عليهم السلام .

    هل تدرك المرجعية الدينية ذلك مثلا ؟

    هل يعي المجلس الاعلى ذلك فيراجع نفسه ويراجع برامجه وصلاته وتمويله وما يُراد منه ؟

    هل يفكر حزب الدعوة بهذا الافق الا ستراتيجي وخاصة الحزب ؟

    وأذا كانت المطالب الاولى نتوجّه بها الى الدولة والحكم والدستور ، فإنّ المطلب الداخلي إنما يجب ان نتوجّه به إلى أنفسنا ، بل ربما تفاصيل المطالب الخارجية لا تتحقق إلا بإنجاز المطلب الداخلي المهم ، اي الكيانية الشيعية العراقية .

    أنّ الكيانية الشيعية غاية ووسيلة في آن واحد ، وبدونها لا حقوق ، ولا كرامة ، ولا قوَّة ، ولا شخصية ، ولا مستقبل ، ولا دين ...

    لستُ أدري اي شي أو اي صيغة غير الكيانية الشيعية ؟

    ذلك بالنسة لنا شيعة العراق بهذه الاوضاع المرتبكة المخيفة المتقلبة ، وأنا اعرف جواب بعض رجال الدين ، نحن لا نملك غير الدعاء ، واعرف جواب بعض الحزبيين ، دعنا ندعوا الى الوحدة الاسلامية ، وأعرف جواب البعض، دعونا نتواصل مع الجمهورية الاسلامية ، بل دعونا نذوب بها ، ألم يدع السيد لاريجاني بضرورة تحويل كل ممكنات العالم الاسلامي لايران لانها دولة الا سلام ؟

    [align=center][glint]عناصر الكيانية [/glint][/align]

    لا أعتقد أنّ عناصر الكيانية الشيعية العراقية مجهولة ، هي المرجعية باعتبارها الاب الكبير والاحزاب والتجار والمثقفين وكل منتم ألى هذا المذهب الطاهر ، ضمن النسيج العام للشيعة ، هذه هي الكيانية ، ومن الطبيعي ان تنتظم في برنامج تخصصي من الفكر الى الخطاب الى السياسة الى القوة ، وهي ليست مستحيلة ، يمكن أن نجد لها المسوّغات الشرعية و العقلية والواقعية ، في سياق أهداف واضحة لا تتعدى المطالبة ، بحقوقنا وصيانة إنتمائا العقيدي ، وتمتين علاقاتنا الداخلية ، ومواجهة الاخطار التي تريد بنا شرّا ، وتنظيم علاقاتنا بالخارج ...

    هذه الكيانية سوف تحوّل الشيعة من آلية صراع ألى كيان مُصارِع ، بل سوف تحوّلهم الى ( بيضة القبان ) في المجتمع العراقي ، يعني يتحولون الى قوّة موجّهة ، ليس بقوة السلاح ، بل بقوّة الوجود ، وهيبة الحضور ، ورصانة المواقف . هذه الكيانية سوف تصون إنتمائنا الى الدين والمذهب ، سوف تحررنا من الخوف ، ومن الخجل ، ومن الدونية ، ومن الخرافات ... هذه الكيانية سوف تضطر الدول الاقليمية الى إحترامنا ، ولا تفكر بحرقنا .

    حقاً أن الكيانية هدف ووسيلة ، فهي مطلوبة لذاتها لانّها بحد ذاتها قوة وجمال وحق ، والقران والاسلام والتشيع يدعو الى كل ذلك ، وهي وسيلة لتأمين الوجود ، وتكثيف الحضور ، وإنقاذ العقيدة ، وتوسيع الطيف ، وتوتير الذات تجاه الجماعة .

    [align=center][glint]ولكن ما هي العوائق ؟[/glint][/align]

    اوَّلاً : العزلة المرجعية بشكل عام ، فإن المرجعية يبدو غير مقتنعة بمثل هذه المشاريع ، منصرفة الى النصح العام ، وتخريج العلماء والخطباء ( ولنا في ذلك تعليق مهم ياتي في محله ) ، وتوزيع الصدقات ، وترشيد الناس بلغة وعظية تقليدية ، وبناء المساجد ، وفي تصوري ان كل هذه النشاطات في طريقها الى الإ ضمحلال في تأثيرها ومستحقاتها ، وهي من حقها ان تفكر بهذه الحدود ، ولذلك اسباب كثيرة يطول ا لحديث عنها الان .

    ثانياَ : وجود قوى شيعية متصلة أو متورطة بالانتماء للخارج ، وحتى إذا إنخرطت في كيانية شيعية سوف تجيّرها من الداخل لصالح الا ستراتيجية الخارجية، بشكل واخر ، عن قناعة عقدية او عن مصلحة سياسية.

    ثالثاً : تعدد المرجعيات ، هذه الظاهرة بدل ان تكون سبب قوّة صارت سبب ضعف ، وهي من ألأسباب التي تقف في طريق الكيانية الشيعية ، هناك تنافس وصراع ، تلك هي سنة التاريخ ، دعونا من الكلام العاطفي ، والواقع الذي نعيشه شاهد على ما نقول .

    رابعاً : نزعة القيادة الإستحواذية لدى بعض الاحزاب الاسلامية ، وفقرها في الوقت ذاته على صعيد طرح كل مشروع نظمي يجمع الشيعة .

    خامساً : إختلاف الاهداف ، فان الاحزاب الاسلامية تريد دولة اسلامية ، والمرجعية مثلا لا تومن بذلك .

    والواقع إنّ الظروف الحالية السائدة الظرف لا تسامح كل هؤلاء على صعيد تأسيس الكيانية الشيعية العراقية ، فإن البلد تحت الإحتلال ، والشيعة في خطر سياسي ، وهناك موقف إقليمي بل لا ابالغ شبه عالمي من ان يكون لشيعة العراق موقع قيادي ، بل ان يحصلوا على حقوقهم الطبيعية العادية، و المرجعية في طريقها للضمور الحضوري والتاثيري ، والدولة الاسلامية حلم طوباوي الان ، وايران أُفرغت من كل معلم اسلامي ، بل ا لتشيع هناك معرَّض للخطر الداهم ، فلماذا يعاندون ؟ ولماذا لا يقبلون على هذا المشروع المصيري ؟

    بعضهم عن جهل وعدم وعي ...

    بعضهم عن مصلحة ذاتية عمياء ...

    وبعضهم مأمور من الخارج بشكل وأخر ...

    وبعضهم عن عجز وياس ...

    وإلاّ ما هو السبب ؟

    اليس هناك قيادة روحية ؟

    أليس هناك احزاب ؟

    أليس هناك تجار ؟

    أليس هناك مثقفون ؟

    ثمّ ...

    أليس الخطر داهماً ؟

    [align=center][glint]ملاحظات مهمة [/glint][/align]

    الأولى : لا نطمح بطبيعة الحال الى كيانية شاملة بين شيعة أهل البيت عليهم السلام ، هذا حلم طوبائي ، بل نطمح إلى نظم معقول بالحجم والمساحة والعمق ، بحيث يُظهر الشيعة كقوّة ضاغطة على أقل تقادير ، كقوّة لها وزنها في تقرير المصير وصناعة القرار السياسي ، قوّة قادرة على تحريك الصراع باتجاه الاهداف النبيلة التي نومن بها ، الاهداف التي سبق وأن أمضيناها .

    الأولى : لا يشترط بان يكون كل عناصر الجسم الشيعي في هذه الكيانية ، وفي تصوري أن الظروف الحالية تسمح بدرجة كبيرة على تشكيل نواة هذه ا لكيانية من المرجعية باعتبارها القيادة الروحية وحزب الدعوة الاسلامية ، ومجموعات من المثقفين والتجار ، وبطبيعة الحال القاعدة هي جماهير الشيعة بشكل عام ، وفي تقدير مجرّد ان تتشكل هذه النواة حتى يلتحق بالمشروع الأخرون .

    الثالثة : لتكن البداية متواضعة ، ولتكن البداية مشروعاً للطرح ، ولتكن البداية دعوة ونقاشاً ، ومهما يكن من أمر لا محيص عن الكيانية الشيعية ا لعراقية ، وبدونها سيلفّنا الضياع .

    الرابعة : أن إ دراة الصراع لا تنجح ولا يؤدي دوره ، بل لا معنى له بدون كيانية شيعية ، وممّا نلاحظه حقاً ، ان هناك كياينات طائفية ودينية صامتة ، إلا ّ الشيعة !

    ماهو تقيمك؟


    --------------------
    ----------
    الجزء الرابع : ادارة الصراع





  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]نحو نظريِّة عمل شيعيِّة في العراق

    ماذا نريد وكيف ؟

    ورقة عمل عن أهدافنا الشيعية المستقبلية وآليات العمل


    الجزء الرابع



    [align=center][glint]إدارة الصراع [/glint][/align]



    كتابات - شباب آل محمّد [/align]


    [align=center]
    [glint]تسع مقاربات [/glint][/align]



    1 : الصراع حقيقة ولا ينبغي ان نخدع انفسنا ، وسبق ان حررنا دوائره الرئيسية .

    2 : لا نعني بالصراع العراك المسلّح بطبيعة الحال ، نحن مسالمون، بل هو الحراك السياسي والاعلامي والأجتماعي ، في سياق من التحالفات والتنابذات ، في سياق المساومات والتنازلات ، في سياق الاستباق من أجل القوة والمصلحة .

    3 : وكما قلنا سابقا ، نحن خاسرون مئة بالمئة إذا لم ننطلق في إدراة الصراع من كيانية شيعية واضحة الاهداف والخطة والقواعد والأليات .

    4 : ليس من الصحيح أن نعتمد فكرة الضربة القاضية بالصراع من أجل حقوقنا ، ومن أجل أهدافنا ، بل بالنقاط ، نعم بالنقاط .

    5 : آلياتنا في الصراع ،الحقائق الطبيعية والتاريخية ، والخطاب الموجّه العقلاني ، وا لحوار ، واللقاءات الودية ، والمناورة السياسية ، والتحالفات السلمية ، والمظاهرات ، وغيرها من آليات الصراع السلمية التي تقرها الديقمراطية .

    6 : ينبغي إعتماد نظام خطاب مدروس بالصراع ، وسوف نفصّل بالخطاب المطلوب حاليا بالنسبة لنا كشيعة في هذه الايام .

    7 : لا ينبغي التفريط باي مكسب حتى إذا كان بسيطا ، بل ننطلق منه لتحقيق المكسب الاكبر والأهم .

    8 : التنازل عن مكاسب صغيرة لصالح مكاسب كبيرة فن عظيم ومنطق سياسي واقعي ذرائعي ناجح .

    9 : عدم التورط بمساحات كبيرة من الصراع ، لابد من إجتهاد يعتمد حصر الصراع باصغر مساحة ممكنة .



    [align=center][glint]الموقف من الانظمة المجاورة [/glint][/align]



    الأنظمة المجاورة لا تملك حسن نيّة أزائنا ، وأسباب ذلك تختلف من نظام إلى آخر ، هنا نطرح الاسباب بشكل عام .

    1 : أنّ بعض الانظمة تخاف من تحالف شيعي / شيعي ، اي تخاف تحالفنا مع ايران ، او ان ايران تستخدمنا كألية توسع او مواجهة او تخريب.

    2 : بعض الانظمة تخاف من رفع شعار الدولة الاسلامية ، كما حصل على لسان الصدريين ، وبعض رجال المجلس الاعلى للاسف الشديد .

    3 : بعض الانظمة تخاف ان تنتقل إليها عدوى الظاهرة الثورية التي يلوّح بها الشيعة بشكل وآخر .

    4 : بعض الأنظمة تخاف ان يتحوّل حصول الشيعة على حقوقهم المشروعة الى تحرك شيعي داخل بلدانهم .

    5 : بعض الانظمة تخاف من هذا التحوّل إلى تطلّع شعوبهم الى الديمقراطية .

    تُرى كيف العمل ؟

    ونحن سبب في بعض هذه المواقف ... وإلاّ ماذا يعني تلك الشعارات الطائشة التي نرفعها دائما ، شعارات تهدد السلام الامني الاقليمي بحساب الكثير من الانظمة ؟ وماذا يعني ان يطالب عضو في مجلس الحكم بحقوق إيران بسبب الحرب في وقت يدور جيمس بيكر في العالم لتخفيف الديون عن العراق ( سواء صدقا أو كذبا ) ؟ وماذا يعني ان تزج ايران بمئات بل الاف من الاطلاعات في الجنوب العراقي وتؤسّس الجمعيات والاحزاب المصطنعة وتشتري العمارات والمؤسسات في النجف وكربلاء ؟ وماذا يعني توزيع صور غريبة عن المجتمع العراقي ؟

    السياسة لا تقوم على التفسير ذي النيات الحسنة ، نعم ، هناك خطر شيعي على هذه الانظمة ، فان فتاوي بعض العلماء الداعية الى الجهاد وقتل الناس ، وبعض ممارسات الشباب المتدين بامر رجال المساجد بفرض الحجاب ، وقتل النصارى والمسيحيين الابرياء ... كل ذلك يوضع في الحساب ، وتُدرس مُستحقاته بدقة وموضوعية ،

    لا أبريئ هنا الانظمة المجاورة اساسا ، بل نحن ساهمنا بوضع حجج تبرّر او تشجع على تبرير مواقفها منّا كشيعة .

    ولكن ما العمل ؟

    1 : تقوم المرجعية الكريمة على إصدار البيانات تلو البيانات التي تؤكد على إستقلاليِّة شيعة العراق ، وعدم خضوعهم لاي وصاية خارج العراق .

    2 : تقوم المرجعية الكريمة بارسال الوفود إلى دول الجوار لتأكيد هذه الحقيقة، والطلب منها التعاون في سبيل صيانة وحدة ا لتراب العراقي ووحدة الشعب العراقي .

    3 : يمارس الدور نفسه اعيان الشيعة من مفكرين ومثقفين وعمال وفلاحين ورؤساء عشائر .

    4 : يرفع الشيعة العراقيون شعار العراق للعراقيين ، ويستنكرون هذا التدخل الايراني السافر في شؤون البلد ومصيره بشكل عابث ومدمر ، ونقترح في هذا المجال المظاهرات السلمية ومذكرات الاحتجاج .

    5 : التوكيد على مشروع الشيعة الداعي الى حكم ديمقراطي تعددي نابع من إرادة الشعب العراقي .

    6 : تجسير العلاقة بين تجار الشيعة وتجار الخليج من كويتيين وسعوديين وخليجيين بشكل عام .

    7 : لقاءت بين مثقفي الشيعة في الجنوب ومثقفي الخليج عبر مؤتمرات ثقافية وفنية ورياضية ومسرحية كي يعرفوا مواقفنا الوطنية والعروبية والاسلامية المستقلة ، فان رسل الثقافة لهم دور كبير في رفع الاوهام .

    8 : إ ستثمار المناسابات الدينية لاعلان الاستقلالية الشيعية العراقية ، خاصة من خلال الاختلاط بالزوار وإيصال ذلك لهم ليوصلوه الى شعوبهم وحكامهم .

    9 : توثيق العلائق بين الشيعة برجالهم وأحزابهم وعلمائهم برموز حاكمة في الأنظمة المجاورة ، فأن العلاقات الشخصية في ميدان السياسة الشرق الاوسطية لها تأثيرات كبيرة ، بل مصيرية .

    10 : طرح فكر سياسي يصدر من الا حزاب الشيعية ا لعراقية والشخصيات السياسية الشيعية المرموقة يدعو إلى تدعيم علاقات العراق من الانظمة الا قليمية على اساس الاحترام المتبادل ، وتبادل المصالح .

    لا يحصل إنقلاب على صعيد مواقف هذه الدول بين عشيّة وضحاها ، بل ذلك يحتاج الى زمن وتجربة ومران ، يحتاج الى جهود مكثّفة لا تتقطّع بل مستمرة ، وهي سوف تترواح بين مدّ وجزر ، ولكن تعطي نتائح لا باس بها على المدى المتوسط .

    وهنا نقول شيئا مهما ، ذلك أن العشيرة الشيعية إذا حمل زعماؤها حقا الهمّ الشيعي في نطاق الانتماء الوطني المقدس ، يمكن ان تلعب دوراً بارزاً في معالجة هذه الثغرة الموجِعة لنا نحن شيعة العراق ، فإن للعشيرة مقام ومنزلة سياسية في الاردن والسعودية والكويت ، بل وحتى في سوريا .

    [align=center][glint]مع الاخ النظير (1 )[/glint][/align]

    نعم !

    هو أخ في الدين والوطن والتاريخ ، هو من لحمي ودمي وترابي ، هو حبيبي وصديقي ، هو أخي الذي أحتاج له ويحتاج لي ، ولكنّه ظلمني ، نعم ، ظلمني ، لم يشفع لي عندما كان صدام يقتل أبنائي ، ويخرّب قراي ، ويعدم علمائي ، ويشوّة سمعتي ( الشيعة منحرفون جنسيأ وامهاتهم غير شرعيات ) ، في حين انا وقفت الى جانبه في كل محنه ، هل نذكر الشواهد ؟ لم يسال لماذا يزج بي صدام في حروبه الظالمة ، فيما هو في مأمن من ذلك ، لم يسأل لماذا تمتلا السجون بنا ، فيما هو في بيته آمن او شبه أمن ، لا نريد ان ننكأ الجراح .

    ولكن هل هناك صراع سني / شيعي حقا ؟

    نعم !

    ألم يقل البعض هناك محاولة لتهميش السنة ؟

    أليس هناك كلام صريح عن المحاصصة في مجلس الحكم والوظائف ومجلس النواب وغيرها وغيرها ؟

    أليس هناك دعم كويتي سعودي من الاخوان المسلمين لاخواننا السنة ( فيما هناك مخدرات ايرانية وإطلاعات ايرانية لتخريب الجنوب واستغلاله بهذه الطريقة البشعة ؟

    أليس هناك حديث عن النسبة العددية بين السنة والشيعة حول الاكثر والاقل ؟

    أليس هناك كلام عن إمكانية تحالف سني عربي / سني كردي / سني تركماني ؟
    أليس هناك مخاوف متبادلة ؟

    أليس هناك حديث عن هوية الرئيس الاتي ؟

    ألم يقل مروان المعشر ان الاردن مهتم بالاقلية السنية في العراق ؟

    ألم يصرح حسني مبارك ان الشيعة يشكلون خطرا على الا من القومي العربي ؟
    ألم يلوّح بشكل خفي مجلس الجامعة العربية ، بل بعثة الامم المتحدة إلى مثل ذلك ؟

    هل بعد كل ذلك لا يوجد صراع ؟

    نعم هناك صراع ، والمهم كيف ندير الصراع مع ( الاخ النظير ) ؟

    قبل كل شي لابّد أن نضع نقاطاً على الحروف .

    النقطة الاولى : أنّ الصراع لا ينفي وجود مساحات لقاء عريضة ، بل أن هذه المساحات مصيرية وحيوية وساخنة ، منها وحدة العراق ، والحكم العادل ، ومعالجة قضية الإحتلال ، وقبل كل ذلك هناك اللحمة الروحية الشفافة بينا .

    النقطة الثانية : انّ الصراع موجود ، لا شك في ذلك ، حقيقة صارخة ، ولكن من المستحيل يصل إلى اراقة الدماء وهتك الاعراض ، ذلك مستبعد ويجب استبعاده .

    النقطة الثالثة : أنّ الصراع موجود ، وهو ليس عارضا ، وسوف يبقى ، ولكن تتقدم عليه روح الاخوة والتسامح والتعاون .

    أنّ الصراع في نطاق الإنسجام الروحي والوطني قضية حقيقية راسخة في الاجتماع الانساني ، ليس هناك تناقض أو تضارب ، ولكنّ الجهل هو المسؤول عن إخراج هذا الصراع من هذه الدائرة وإدخاله في دائرة جهنمية تلغي هذا الاطار .

    وبكل صراحة على الاخ النظير أن يرى بعين موضوعية ان تاريخ الصراع سببه الظلم التاريخي الطويل المدى الذي لحق الشيعة ، هل في ذك شك ؟

    والآن ما هي ستراتيجية الصراع في هذا المجال ؟

    التوكيد على حقوقنا ، النابعة من أغلبيتنا السكانية ، ومن الحرمان الذي عانينا منه على صعيد التوظيف والعمران والثروة والممارسة الدينية ، ومن الظلم الذي لحق بنا ، السجون والقتل والتشريد ، ومن إتساع المنطقة الشيعية لاهم الثروات العراقية التي هي النفط ، ومن تشويه سمعتنا الشرفية والدينية ، ومن زج أكبر قدر من الشيعة على جبهات الحروب اللاشرعية ، هذه هي الاستراتيجية ، طرح القضية .

    ولكن ما هي الآليات ؟!

    1 : الحوار البنّاء القائم على الحقائق الرقمية ، محاورة ا لاخ النظير ، بكل صراحة وبكل حب .

    2 : التحالف مع الأقليات التي عانت هي الأخرى من ذات المظالم ، نعم ، وليس في ذلك خرق لدين ولا لشريعة ، نشكل جبهة المستضعفين ، ألم يلحق الكثير من المسيحين ما لحقنا ؟ ألم يشاركنا الصابئة ذات المصائب والظلم والحرمان ؟

    3 : الخطاب العلمي السلمي ، سواء من على المنابر ، او في الصحف ، أو من خلال الندوات ، وسوف نتعرّض للخطاب الشيعي العراقي في هذه المرحلة .

    4 : مفاتحة الدول الاقليمية ذات التأثير على الأخ النظير ، وتقديم كل ما عندنا من حقائق تؤكد موقفنا ومطالبنا وحقوقنا ، وليس في ذلك ضعف أو تنازل مذهبي أو سياسي .

    5 : تثقيف الشيعة على هذه الحقوق ، تثقيفهم وليس تحريضهم ، بالوثائق والمعلومات والحقائق ، وتكوين رأي شيعي شعبي علمي على هذا الصعيد .

    6 : التلويح بالمظاهرات والاحتجاجات السلمية ضمن قواعد اللعبة الديمقراطية وقوانينها المعهودة .

    7 : لا نقاوم الاعتداء بمثله ، بل بالحب والتسامح ، والمثل اخر المراحل .

    8 : مبدأ التاجيل مطلوب حسب الظروف ، ولكن مبدا التعطيل مرفوض .

    9 : محاولة إقناع بعض الرموز الكبيرة من الأخوة بمواقفنا بالدليل والبرهان .

    ونعود للقول بانّ كل ذلك منوط بكيانية شيعية عراقية قوية ، يحكمها نظم علني مرن متحرك ، يمارس المواقف بشجاعة وعملية ، تجيد الحراك الاجتماعي والسياسي ، وسوف يبقى كل جهد لا قيمة له بدون هذه الكيانية المهمة ، ولنا في تجربة موسى الصدر رحمه الله تعالى في لبنان شاهداً قويّاً على ما نقول ، فلم تتحرك مطالبهم على الارض إلاّ بعد أن برزت الكيانية الشيعية ا للبناينة الواعية على الساحة اللبنانية ، ولم يكُّنْ العالم إحترامه لشيعة لبنان إلاّ بعد تحقق مشروع الكيانية الشيعية اللبنانية ، وهي كيانية أعتمدت النظم المرن ، النظم العلني ، وقد حاز هذا النظم على أحترام واقرار واعتراف حتى الانظمة ذات الموقف المعادي او المتجاهل للشيعة ليس في لبنان فقط بل في العراق وا يران وكل العالم الاسلامي .

    [align=center][glint]مع الأخ النظير ( 2 ) [/glint][/align]

    لقد وقف الشيعة إلى جانب الاكراد بدافع الإنتماء الوطني والاسلامي ، فالشيعة مغرمون بالوقوف إلى جانب الأخر ، هذه هي قصّتهم منذ زمان ، ولكن لم يقف معهم أحد ، ويبدو لذلك اسباب موضوعية كثيرة ، منها : انَّ الشيعة بالاساس مشكوك بانتمائهم للاسلام كما يتصور الأخر ، ومن هنا تفترق نقطتان ، الاولى : أن الشيعة في ( بعض ) دوافعهم لنصرة الأخر ربما بدافع خفي يريدون من خلاله إثبات إسلامهم ، فضلاًَ عن وجود بعض الدوافع تنطلق من شعور إسلامي صاف تمام ، الثانية : أن الأخر لا يكلف نفسه بمبادلة هذا الجميل لانّ هناك شكاً في إسلام الشيعة بالاساس ، فلماذا هذه المبادلة بالجميل ؟ ومنها : أن الشيعة ضعفاء ، والضعيف ليس بحاله أحد ، حتى لو أفنى كل ما يملك في سبيل الأخر ، خاصّة إذا كان هذا الاخر قوي ، ومنها : أن المرجعية عوّدت الانسان الشيعي بشكل عام على السكون والخنوع ، وقد زرَّقت الارادة الشيعية بالتقية والمداراة وغيرها من الآليات التي تطبع الشخصية بالضعف والتراجع .

    إدارة الموقف مع الاخوة يمكن ان يمر عبر الامور التالية : ــ

    1 : التوكيد الشعبي على وحدة العراق .

    2 : بيان المخاطر الكبيرة التي تنتظر العراق حال الاستجابة لمشروع الفيدالية العرقية .

    3 : الاستفادة من الوضع الاقليمي في ذلك .

    وأخيراً سلطة الإحتلال

    يدور الصراع مع سلطة الإحتلال حول نقطة جوهرية لا يمكن تأجيلها ، ألى وي هي سيادة العراق ، او بالأحرى إستعادة سيادة العراق ، وذلك على ثلاثة مستويات هي : ــ

    المستوى الأول : سيادة العراق كاملة وفي أسرع وقت .

    المستوى الثاني : سيادة العراق كاملة تدريجّياً .

    المستوى الثالث : تأجيل الموضوع في الوقت الحاضر .

    وانا اتصور بان المستوى المعقول هو الثاني ، يعني نصارع قوات الإحتلال على طريق السيادة العراقية كاملة ولكن بالتدريج ، فأن المستوى الا ول لا تساعد عليه الظروف ولا الممكنات .

    ولكن ما هي الآليات ؟

    أولا : نستمر بطرح ضرورة لعب الامم المتحدة دوراً جوهريا في العراق .

    ثانياً : التنسيق مع أوربا وبقية العالم على اساس المصالح المشتركة .

    ثالثاً : التنسيق مع اليسار العالمي المعارض للهيمنة الامريكية على العالم .

    رابعاً : اللعب على التناقضات الامركية إذا وجدت .

    خامساً : تحريك الشارع العراقي سلمياَ .

    سادساً : التعاون مع الدول الاقليمية .

    سابعاً : من الطبيعي ان ذلك يكون بالتنسيق مع كل قوى الشعب ا لعراقي الرافضة للاحتلال .

    ثامناً : المقاومة السلمية التي تتحدّد أشكالها في وقتها .

    تاسعاً : الإستعانة بالمؤسسات الدولية التي تناهض الهيمنة الامريكية .

    عاشراً : عقد المؤتمرات الوطنية والعربية والعالمية لمعالجة المشكلة .

    أحدى عشر : تحويل القضية الى ثقافة شعبية عريضة .

    إن الصراع من اجل سيادة العراق سوف يطول ، وسوف يأخذ أشكال متعددة بحكم كون القضية معقدة ، ويتطلب الامر صبرا طويلا ، ويستوجب تقنية عالية من فن التكليك واللعب السياسي وافن الاعلامي ، وكل محاولة للدخول في صراع مسلح على طريق تحقيق هذا الهدف سيكون ذا نتائج مخيفة ووخيمة ، ان العصيان المدني ، والخطاب العالمي ، واللعب على المصالح هو السُبُل المتاحة في الظروف الحالية ، ولنتذكر ماندلا ونضاله ، فانه مثل طيب في مثل هذا المجال الصعب .



    ماهو تقيمك؟





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    1,538

    افتراضي

    لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

    (: (: (:

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي

    لماذا دائما" نحبط ونغرق في احباط الاخرين معنا ...
    الواقع مرير نعم
    التحديات جمة نعم
    الالم يعتصر كل غيور...
    ولكن لنكن مع كل سلبيات هذا الواقع المرير ايجابيين في التعاطي معه..
    بغض النظر عن اتفاقي أو أختلافي مع هذة الدراسة لكن أقف اجلالا" لأحيي كل غيور على دينه وأمته يواجه الواقع المر برؤية وتحليل والاهم كل ذلك أعطاء بدائل لهذا الواقع المر...

    كفانا تسقيطا" وتشهيرا" ببعضنا البعض...
    اني و الله لأعجب ممن ينتحل الايمان وقد فقد توازنه لأي خبر كان.. المهم ان ندرس واقعنا ونتلمس نقاط قوتنا ونعرف ماذا نريد وكيف سنحققه ثم نبدأ بالعمل , وما سيأتي الا خيرا"..
    السماء لم تسفط على الأرض لحد الان , ودائما" هنالك متسع لاعادة المحاولة لبناء غد أفضل...
    ويد الله حتما" ستكون مع أيدينا...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]نحو نظريِّة عمل شيعيِّة في العراق

    ماذا نريد وكيف ؟

    ورقة عمل عن أهدافنا الشيعية المستقبلية وآليات العمل

    الجزء الخامس - الأخير

    [glint]عشرة مقاربات في الخطاب الشيعي في هذه المرحلة [/glint]

    كتابات - شباب آل محمّد
    [/align]



    1 : التركيز على قضية الإحتلال ومعالجتها بطرق علمية عقلانية ديمقراطية .

    2 : التركيز باستمرار على فترة الحكم الديكتاتوري وتشريحه علمياّ ، وبحث جميع المستحقات التي ترتبت عليه ، ومواصلة نقد الديكتاتورية .

    3 : التركيز باستمرار على المقابر الجماعية وتحليل الإسباب الكامنة ورائها ، وبيان ما سبّبته من مآسي أجتماعية وروحية للعراق بشكل عام ، وللشيعة بشكل خاص .

    4 : إستذكار للتاريخ الشيعي الدموي عبر مئات الاجيال .

    5 : إظهار مواقف الشيعية البطولية مع الأخرين ، حماية وإسناداً وتعضيداً، وبيان وحدة الشيعة في الميدان وقت تدور عيلهم دوائر الظلم والاطهاد بلا سبب ولا مبرر .

    6 : التصدي للتزييف العقيدي والاخلاقي والمفاهيمي الذي سوف يهجم على ثقافة الامة عبر مئات الوسائل والاساليب .

    7 : التركيز على وحدة العراق تربةً وشعباً .

    8 : الدفاع عن حقوق الشيعة في الثروة والوظيفة والإعمار والقرار السياسي .

    9 : الدفاع عن حقوق الا خرين من أخوة في الدين ومشاركين في الوطن ، خاصّة الاقليات الاثنية والمذهبية .

    10 : وأخيراً وليس آخراً طرح فكرة او مشروع الكيانية ا لشيعية العراقية .

    هذه هي المهمات العريضة للخطاب الشيعي المعاصر ، أي بلحاظ الظروف التي نمرّ بها ، ولكن ينبغي ان يتميّز هذا الخطاب باربع ميزات جوهرية هي : ــ

    الميزة الاولى : الموضوعية المستمدة من الأرقام والوثائق والوقائع .

    الميزة الثانية : الهدوء في الطرح والشفافية بالعرض .

    الميزة الثالثة : خطاب محاججي بالدرجة الاولى .

    الميزة الرابعة : ينبغي توزيع مساحة الخطاب على الفقرات السابقة حسب الاهمية والظروف والممكنات .

    والحمد لله ربّ العامين ويليه القسم الثاني ان شاء الله تعالى .


    [align=center][glint]ماهو تقييمك؟[/glint][/align]





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني