[line]-[/line]بقلم: عبد الصاحب الناصر
الحج الى السعودية تشويش متعمد على اعتراضات تزوير الانتخابات . [line]-[/line]
[align=justify]
انه لوقت ملعون حين يلتجىء من يدعي الديمقراطية الى بلاد لا تؤمن بالديمقراطية . وانه عصر الكلاب هذا الذي يمر على العراق و اهله . ماذا وراء هذه الزيارت الكثيرة و المكثفة الى حامي الحرمين . ماذا يدور وراء الكواليس في الحقيقة ؟ لماذا لا يصرح ابطال الزيارات عن نتائج لقاتهم وعن ما دار بينهم ان كانوا احرار كما يدعون . وهل تلك الزيارات هي للاستئناس بالخبرة التقدمية المثالية و التراث الديمقراطي للملكة ام هي لتسلم الالقاب و النياشين كثمن للخنوع و الذل . وملعونة هي الاقدار حين تسلم امور العراق بيد بلد متأصلة به الجهالة و الرجعية العلمية و الدينية و معادات كل ما هو ديمقراطي متحرر .
او ربما يتخيل بعض الحجاج ان الاربعة سنوات القادمة ستمتد مدى الدهر و سينسى هذا الشعب الذي انتخبهم فخذلوه و باعوه للجيران . متى وقفت السعودية مع العراق من ايام حرب الكويت الى هذا اليوم .
ليس من الصعب على المراقب الواعي ان يستنتج اسباب هذه الزيارات المفاجئة المكثفة المتقاربة ليعرف الاسباب الحقيقة لها و من هم ورائها وما هي الاهداف .
انها للتغطية الكاملة لحالة الفوران الشعبي والاعتراضات التي قدمتها احزاب لها عمق عراقي وطني اعمق من كل ابار المملكة ولها حس الاحرار الذين لن تشترى بكل اموال السعودية . تشويش متعمد و هدايا و لتبويس اللحى كلها لتصليط الاضواء على اخلاص المملكة للشعب الراقي في الظاهر و في واقع الحال هو لانقاذ نرفزة و عدم حيادية الحيدري بعدما قدمت الاعتراضات الى الهيئة القضائية .
وهي لتسقيط المالكي و عزله بهذه الكثافة من قبل السعودية و الاهتمام بكل من هب ودب الا هذا الرجل . تقابله من الطرلف الثاني عفة المالكي وعزة نفسه دفاعا و نيابة عن العراق و عن عفة نفس شعبه .
تركيز الاخبار عن الزيارات و تجميلها بهذا الحب المفاجىء للسياسين العراقين من قبل امام الجاهلية لتغطي عن التزوير المقنن في الانتخابات الاخيرة في العراق لتقليل من اهميتة و التمويه عليه بالتالي . لقد كلفت الانتخابات المملكة السعودية كذا اموال طائلة فيجب استلام ريعها اليوم .
شراء الذمم وبهذا الرخص هو في الواقع تجريح لشعور هذا الشعب و سياسيه التهميش لكرامتهم و اعتزازهم ببلدهم فهو اول الغيث وسيتبعه تهميش لكل العراق و تاريخه .
ادت تلك الزيارات الى كشف هشاشة الشعارات الوطنية التي يتغنى بها بعض السياسون العراقيون و تسابقهم بالتالي كمرتزقة يلهثون وراء المال و الاوسمة و المناصب ولتذكرهم بتلك المواقف التي اتخذوها لاصطفافهم مع الطاغية صدام ايام المقاطعة و التجويع و المقابر الجماعية و انفالها .
ويتوقعون من هذه الزيارات اضهار المملكة السعودية كمحب للخير و حلال المشاكل في الشرق الاوسط و ليس كمصدر للارهاب الظلامي السلفي الوهابي و مستنقع لتمويل القاعدة و الارهاب . ولتسيلم السعودية مفاتيح الشرق الاوسط نيابة عن الرجعية العالمية و رجال البنتاغون ملوك الحروب و صناعات الدمار .
اشارة واضحة لبعض الحكومات الغربية التي مازالت تتطلع لنشر الديمقراطية في الشرق الوسط كبديل عن التعصب الديني و الارهاب و التعنت السلفي ، اشارة ان هذه الشعوب غير مستعدة بعد للحياة النيابية و احترام حقوق الانسان .
تاكيد لتسلم المملكة زمام امور العرب بعد فشل مصر في قيادة العرب الامر الذي سيؤدي مع اهمية النفط كطاقة مهمة للغرب سيؤدي الى اعلاء شأن المملكة دوليا كحام و مدافع عن الديمقراطيات الهشة في المنطقة .
يثبت من كل ما جاء اعلاه ان المال يلعب في نفوس العرب و السياسين على السواء يلعب الدور الاهم في حياة هذه الامة و به يمكن شراء كل الذمم و هنا تكمن اسباب التخلف .
لقد انتظرنا اربعة عقود لنيل حريتنا و يمكن ان ننتظر اكثر بدون ان نبيع حريتنا و كرامة شعبنا و تطلعنا للديمقراطية ولن نبيع كرامتنا لمملكة الظلام و دلاليها من المرتزقة من العراقيين ، الذين يدينون لبريق الدولار اكثر من كل ايمانهم ومن الحس الوطني المتناقص .
سنبقى نقف مع الرجال لاننا لسنا مستعدون ان نباع في سوق الرقيق السعودي . وباقون نحن معهم نحترم العراق بلا قيود و غير مستباح من بشر من هذه الفصائل و لاننا نحترم تاريخ العراق كمؤسس لاقدم الحضارات و نحترم مع كل العالم المتعلم نحترم منابع العلم التي اسسها العراقيون لخير كل البشرية.
انه لعار على من تنصل عن فكرة زرع الديمقراطية في الشرق الاوسط و تنميتها و تحرير شعوبها بالتالي لمصالح العالم المتحضر لا لمصلحة الجهلة الملتحفون بدفاتر الدولارات .
ليذهب ويزور من يشاء كل بلدان العالم و ليعود ويحدثنا بما جنى حقا لمصلحة شعب العراق و ليقولها بملىء فمه انه مازال ابن العراق و الا فنحن افهم بما يدور بين جدران الظلام و لن تعبر على هذا الشعب كل الشعرات المزيفة لانها لم تعبر على هذا الشعب من قبل كل شعارات الطاغية قبلهم فصمد هذا الشعب متسلح بالصمت الدفين و لن تحميهم السعودية كما لم تحم الطاغية من قبلهم .
سافتخر اليوم بعد كل الصمت و الظلم و النفاق الذي فرض علينا لاربعة عقود مضت باني عراقي ولي قيادة عراقية تنبع من بيننا حرة لا تشترى ، لها ما لنا من عزة النفس و حب للحرية و الديمقراطية ما لا يتمكن من مباهاتي به كثيرون اخرون .
هم من سرق البسمة من افواه اطفال العراق واهلهم يوم الانتخابات و اعلنوها سرقة مباحة صلفة يوم سرقوا اصوات رجال من العراق تعترف كل النفوس الحرة بوطنيتهم و صلابة ارادتهم ، يوم سرقوا اصوات من تجمع دولة القانون و تجمع اتحاد الشعب و تجمع احرار اخرون .
واسف على ايام تمر على هذا الشعب حين يعتلي المنصة الجهلاء الذين يبيعون العراق باثمان بخسة في لبلدان متخلفة تستقبلهم كاطفال تهزهم و تغريهم ببريق الدولار . ستؤرق الايام مضاجعهم لو كانت بضمائرهم لمسه من الحس الوطني .
ليعموا ما في قدرتهم من تغيير للعواقع العراقي . وسيصمد هذا الشعب و يترفع عن الاعيبهم و سيقف مع رجال العراق المخلصون .
كلمة اخيرة ، لقد كتبت عن الاقلام التي باعت انفسها للمال السعودي و اعترض و احتج علي كثيرون و احترم احتجاجهم ، الا انني قرأت تلك الاشارات قبل من اعترض علي و اعرف الاثمان التي دفعت قبل الانتخابات باشهر كثيرة و عن الاغراءات التي قدمت من الصحف السعودية و العربية الرجعية و من صفحات الانترنت لكتاب تلك المقالات ففرحت يوم امتدح حسن العلوي الملك السعودي و مملكة الشر بهذه الصفاقة . لقد عشنا بين الغرب و بين الشرق في مجالات اعمالنا و نعرف عن بريق الاموال و تلهف الكثير الكثير من هولاء للمال . لانهم لم يتمكنوا من العمل الشريف في بلدان المهجر بل مازالوا يعتاشون على الغش من مؤسسات الضمان الاجتماعي في بلدان مهجرهم . ونعرف عن نفاقهم و نفوسهم الذليلة وصغر حجمهم و تلاشي تفكيرهم من قلة المال و اغراءات الحياة في اوربا و بلدان المهجر عموما . فباعوا اثمن ما يملكون . وساذكر في المستقبل عن هذه الظاهرت الصرطانية في اجساد كتاب المجتمع العربي المتخلف . قلت واقول من جديد باني بعيد كل البعد عن الكتابة و عن الصحافة التي لا اجيدها و لانها ليست مهنتي التي اعتاش بها بكرامة وقناعة ، وقلت اني اكتب لقلة اصحاب الضمائر من كتاب المهجر من اهل العراق و قلت كذلك باني أسف لحالتهم هذه لانهم لم يكونوا السبب في هجرتهم و ترك بلدانهم ومناخ صناعتهم بل اجبروا كما اجبرونا ، الا اننا صبرنا و تحملنا و مارسنا اعمالنا بكل عفة و كرامة .
[/align]
واستعير من الاستاذ الكاتب الكبير الاعسم التذكير بامثال الحكماء
Victor Hugo
All the forces in the world are not so powerful as an idea whose time has come
عبد الصاحب الناصر - مهندس معماري / لندن