حلم الدولة المدنية يرتبط بعدة رؤى واحلام لم تتحقق لغاية اللحظة كأحترام القانون والمساواة وحرية الطرح والتفكير وسيادة النظام والرُقي الحضاري والابداع الثقافي والفني ...... الخ
منذ نشوء دولة العراق الحديثة في مطلع القرن المنصرم كان الحديث عن المدنية حبر على ورق حتى أن رجال الدين ساهموا في التضييق على اي محاولة لنشوء مدنية حديثة فمقاطعة الانتخابات والتعليم والوظيفة الحكومية في ثلاثينات القرن العشرين كان سبباَ في اضمحلالها التدريجي والقيم الاجتماعية العشائرية البدوية المترسخة كانت النظام السائد حتى أن النظام العشائري في القضاء هو الفيصل في 80 % من مناطق العراق المختلفة رغم ظلمه في اغلب الاحيان وبطلانه في كثير من المواقف ... ساهم النظام العسكري الذي ساد العراق منذ نهاية الخمسينات ولغاية مطلع الالفية الثالثة بالقضاء التدريجي على الدولة المدنية عرفا ومفهوما واصبح المجتمع العراقي متأثراَ بثلاث مؤثرات:
المؤثر الاول الديني والقيادة الدينية
المؤثر الثاني القبلي البدوي الطابع
المؤثر العسكري ونزوعه لخلق مجتمع عسكري يتنافى مع المدنية
هناك بعض الفئات من المجتمع هربت من سطوة مؤثر الى اخر فنزوح الفلاحين من الريف الى المدينة في ظاهره اقتصادي لكن سببه الرئيس هروب من سطوة الشيوخ الى مجتمع اكثر مدنية وهروب العسكريين الى القبيلة هو هروب الى مجتمع مدني سلمي نوعيا يختلف عن العسكرية ....
رغم هذا كانت هناك فئة تهرب من جميع هذه المؤثرات رغم استحالة هذا الامر وتأخذ منطقة محايدة خاصة بها تحكمها الظروف والمتغيرات ..
اما في الوقت الحالي وبعد انهيار النظام العسكري بدأت بوادر الدولة المدنية بالظهور وبتكرار الماضي بمعارضة الشارع الديني والعشائري لكن تغير الوضع الاقتصادي والثقافي اسهم في تقليل تأثير الاثنين ..
ربما سنرى العراق اخيراَ دولة مدنية محترمة.