 |
-
نظرة الوداع على الجثمان الطاهر للفقيد الكبير
قدس سره الشريف

-
[align=justify]
أعظم الله لكم جميعا الأجر في هذا المصاب الجلل .
وعلى مثل فضل الله فليحزن المحبون ,, وهل يُلام أحد - أيها الأحبة - في رثاء هذا المَعْلم الشامخ ! , وقد فضله الله سبحانه وتعالى حيث قال : ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً ) ,, وجهاد فضل الله هوية وانتماء ,, كيف لا يأخذنا هول الصدمة أمام فقدان أسمى انسان رسالي في هذا العصر ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً ) ,, ما كان يخشى أحداً في تبليغ أحكام ربه ومفاهيم الاسلام .
اُنبيك فضل الله أن الحزن يؤرقنا ,, اُنبيك فضل الله أن الفراق يؤلمنا ,, اُنبيك أن برحيلك اتشح الفكر بالسواد ,, وبرحيلك اغرورقت أبواب مبرات اليتامى بدموع اليأس ,, برحيلك أضحى الوعي يتيما قد لا يجد مبرة تحتضنه !!
أبا الوعي
نعم , أيها الراحل الحبيب , قد كنت للوعي أباً ,, ولليتامى أماً ,, وللفكر منبعاً وعضيدا .
كنت جريئا ,, بل أجرأ من عليها من الأقران ولم تأخذك في الحق لومة لائم ,, وكنت الأكثر اعتدالاً ,, ولا أدري كيف كان لك هذا الجمع بين الجرأة والاعتدال ؟!
هل هو لغز العظمة والعظماء أيها الراحل المقدام ؟
أحسب أنه كذلك , , إذ لا يكون العظيم عظيما حتى يحار فيه الناس وينقسم فيه القوم سماطين ( محب غال ومبغض قال ) !!
وداعاً ! فأنت الى جوار ربك يا ألق الفقه ,, راضيا مرضيا , ولك عليَّ واجب العودة
[/align]
صيهود لن يوقع ....
-
وداعاً سيدنا...
الى قبر مهدته بجهادك المستكبرين لرقدتك
وفرشته بعلمك وعبادتك وعملك الصالح لضجعتك
الحفرة التي جهزت في مسجد الاماميين الحسنين لتكون قبراً لفقيد العلم والعمل والجهاد والرسالية ووالتقوى
والزهد والتواضع والاخلاق المرجع فضل الله ..ليمر عليها كل من
سيفتقد صلاته ومنبره في كل جماعة وجمعة.
-
صدقت ، أفلت آخر قلاع الفكر و الوعي و الفقاهة ..
فقد الفكر الإسلامي المعاصر اليوم داعية من دعاة الفكر العقلاني ، و منبراً عالياً من منابر الوعي الإسلامي ، و رائداً من رواد الدعوة بالحوار المنفتح على الآخرين ، و مجاهداً حقيقياً من مجاهدي وحدة الصف و لم شمل الأمة ... رجلاً من المؤمنين جسد كل معاني الربانية الصالحة و العمل الدؤوب من أجل نصرة قضية الإسلام متعالياً بها فوق متاهات الطائفية المذهبية ... ذلك هو العالم الرباني محمد حسين فضل الله ، كافل الأيتام و معين المحتاجين و الضعفاء ... مفسر القرآن و معلم الناس الخير ... مربي الأجيال و ناشر الوعي الإسلامي و الروحي و الإنساني بين الناس. كرس الفقيد حياته لتحقيق الشطر الأول من قوله تعالى ((و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) و عمل بكل ما أوتي من قوة و نفوذ على تجسيد المنطلق النبوي السامي في قوله صلى الله عليه و آله و سلم (( خير الناس أنفعهم للناس )) ، تشهد له بذلك مبرات الأيتام و مؤسسات رعاية الفقراء و المعوقين و المستشفيات المدنية في المناطق الفقيرة و غيرها الكثير من النشاطات الإنسانية التي لا تفرق بين الناس على أساس الدين أو المذهب ، أقول هذا كشاهدٍ فعلي على نشاطات الفقيد التي أنقذت آلاف العوائل من الضياع و الحرمان. و لأن الأشياء تُعرفُ بأضدادها ، و لأن قيمة المرء تبرز من خلال ثمار عمله في بيئته و محيطه و ثقافته ، فإن فضل الله لا يقارن بغيره و لا يساوى به من يشاركونه الأنساب و الألقاب ، و لا يستوي الأعمى و البصير ، و لا الظلمات و لا النور ، و لا الأموات و لا الأحياء ، و لا الكهنة و لا العلماء! و أين الثرى من الثريا ..؟ لم يكن فضل الله شبحاً أو مجموعة القاب جوفاء .. بل كان إماماً حقيقياً من أئمة الهدى ، يعيش بين الناس أوضاعهم و معاشهم و همومهم ، يراهم و يرونه ، يزورهم و يزورونه ، يسمعهم و يسمعونه ، يرد على سائلهم و يساعد محتاجهم و يعلمهم الخير و يرشدهم إلى الصواب ، بشحمه و لحمه بلا واسطة أو متحدث بلسانه من خلف الٌأقبية و الأستار ، و كان لا يدع حدثاً إلا و له فيه رأي سديد. كان غزير الإنتاج ، موسوعي البحث ، متجدد الفكرة ، عذب المنطق متمكن من بلاغة اللغة ، كرس شطراً كبيراً من بحوثه للقرآن و علومه الذي كان قريب الصلة به و النهل منه ، كان عقلاً نيراً و مرشداً و ناصحاً لكل الحركات الإسلامية الواعية. وقف فضل الله بحزم في وجه المد العقائدي المتخلف ، و بذل جهداً حثيثاً لتصحيح المفاهيم و المخلفات البالية. و كردة فعل طبيعية لحركة كل مصلح ، فقد تعرض بسبب و قفته تلك لحملة تسقيط شعواء من الحساد وجلاوزتهم و المستغفلين معهم الذين ألفوا الكتب و أسسوا المواقع للطعن و التشكيك فيه.
رحل فضل الله و ترك وراءه ثغراً طالما أحكم رباطهُ و خٌلةً يصعب سدها ، و غدت الساحة من بعده قاعاً صفصفاً ، و نشهد و الله أنه بلّغ ناصحاً و عمل جاهداً و بذل سخياً ، فنسأل الله أن يتقبله من الصالحين ، و إنا لله و إنا إليه راجعون.
أليس الله بكاف عبده ؟
-
[align=justify]
شكرا لكم ايها الاعزاء والشكر للاخ العزيز ابو الحارث
فضل الله , سنبكيك بالفكر الخصيب وبالوعي ,, سنبكيك خطاً كما بكيناك شخصاً ,, افتقدناك الشخص والجسد ولكننا لم ولن نفتقدك الخط والفكرة ,, علمتنا في أن يكون الولاء للرمز الفكري ,, علمتنا بأن الولاء للخط والفكرة لا للشخص الرمز فأحببناك رمزا شخصا وخطاً ! ,, يا من عشت حياتك كلها للفكر والخط ولم تعش ولا لحظة واحدة للشخص والحاشية رغم تعرض شخصك لما لم يتعرض له أحد قبلك في الاقران ولا بعدك ! ,, لك منا عهد وفاء أن نسير على ذات الخط وذات الفكر الذي استوعبك واستوعبته ففاض عبقاً وعطاء ولاشك أنه سيكون نماءً خيّراً يسلكه من تحرروا من عبودية الذوات وعبودية التقديس لغير المقدسات ! ,, سوف لا تُنسى والخلود سيكون لك قرينا من خلال خلود الافكار الاصيلة التي نذرت نفسك لأجلها ! ,, وهنا سر العظمة أيها العظيم ,, أيها الممتد من العراق الى لبنان ومن الخليج الى الشام , ومن فلسطين الى افغانستان وفي كل بقاع المهجر ,, حاصروك بكل ما أوتوا من قوة ولكن الله أبى ذلك فقد نما ما كان لله نمواً مؤصلاً ,, لك منا أن نحافظ على ما غرست ونسقي غرسك اليانع حتى يكتمل ويجني ثماره ابناء هذه الأمة المتخبطة ! .
سيبقى فكرك الخصيب فينا فإنه عمل صالح يرفعه الله ,, سيبقى خطك الأصيل فينا وبهذا سنعيشك وتعيشنا ,, ومن هنا لم يبق للموت والرحيل معنى ! فستكون حاضراً دوما بفكرك وعلمك وفقهك وجهدك وجهادك وهو ما سيكون ارثك الذي لا ينضب .
كذب الموت , لا زلت ولم تزل فينا وهجٌ وقّاد ,, ستكون حاضراً ما دام نقيضك الظلام ,, أيها الراحل المهيب الى عليين : لن يطفؤوك وإن غيّب جسدك الموت الذي لابد منه ,, بل سترميهم سهام فكرك وتلاحقهم رماح وعيك ,, وها أنا أيها الراحل العزيز استفيق ! ووجدت أنك لم تمت بل انبعثت من جديد خطاً وفكرا ووعيا وفقاهة وعملاً صالحا رفعه الله وسيبقى مرفوعاً بإذنه ,, وعذرا أيها الراحل العظيم , عذرا أني قلت وداعا ,, وآن لي أن أصحح وأقول : سلاما فضل الله ... سلام عليك يوم ولدت ويوم عشت مكافحا مجاهدا عالما مفكرا مظلوما مسامحا متسامحا ويوم رحلت الى ربك الكريم ويوم تُبعث حياً مع الاولياء والعلماء العاملين والمخلصين الصالحين .
[/align]
صيهود لن يوقع ....
-
وداعا يا آخر قلاع الفكر و الوعي و الفقاهة
سيبقى فكرك المعطاء يرفد الاجيال القادمة لتنهل من معينه و ذلك سر خلود العظماء
و كم ستعجب منا هذه الاجيال أن فرطنا في هذا العظيم و لم نعطه حقه و لكن حسبك ان التاريخ سينصفك
وداعا ابا الايتام فاليوم قد تيتموا مرة اخرى
السلام عليك يا ابا عبدالله
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة منازار في المنتدى واحة الصور
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 09-06-2009, 22:39
-
بواسطة احساس في المنتدى واحة الصور
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 19-01-2009, 21:07
-
بواسطة بنت الشهيد في المنتدى واحة التربية والتعليم والاسرة
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 28-06-2008, 19:06
-
بواسطة ابن القطيف في المنتدى منتدى الوثائق وحقوق الانسان
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 30-10-2005, 20:52
-
بواسطة المخازن في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 16-09-2005, 09:30
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |