(الصدر) و (صدام) ... ما ابعد النهايات
في مقالة: (صدام والصدر..الإنسانية في مواجهة الهمجية) كان الأستاذ (نبيل عبد الهادي) قد أشار في كتاب
(محمد باقر الصدر دراسات في حياته وفكره) الى التناقض الصارخ بين شخصيتي (الصدر) و (صدام) لا لكونهما شخصيتين قابلتين للمقارنة فما اشد البعد بينهما.. بُعد علي (ع) عن معاوية ولكن الضد - كما تقول العرب- يظهر حسنة الضد.
ففي الوقت الذي آمن (صدام) بعبودية الإنسان وإمكانية إذلاله وامتهانه ..
آمن (الصدر) بإنسانية الإنسان وبقواه الكامنة الخيرة وبعبوديته الوحيدة لله سبحانه تعالى...
وفي حين رأى (صدام) أن تحقيق ذاته ومصالحه الخاصة مبدأ لا يحيد عنه وإن أدى الى خراب البلاد وهلاك العباد..
آمن (الصدر) بأخلاقية الإنسان العامل المستعد للتضحية بالمصلحة الصغيرة في سبيل المصلحة الكبيرة!
وإذ صاغ (صدام) الهمجية قوانين وممارسات ..
ظل (الصدر) يتسامى بذاته لجعلها النموذج الفدائي الذي يسعى لإسعاد البشرية كلها وليس المجتمع العراقي فحسب..
إن اسم (صدام) سوف لن يمحى من ذاكرة التأريخ واسم (الصدر) سيبقى عالقاً في سماء التأريخ, ولكن شتان بين (وصمة عار) في جبين التأريخ الإنساني, وبين (إكليل غار) يرفع فوق هذا الجبين ليرتفع به هذا الجبين !!وفي النهايتين تتجلى المفارقة.
هذه العبرة .. وهذا الدرس.. وسواء اُعدم صدام أو شنق نفسه أو دس إليه السم أو انتهى بالموت, فإن الدرس الأكبر هو كم نحن بحاجة الى (أمثال) الصدر لتعمر بهم الحياة وترتفع قامة الإنسان ويتفجر أنبل مافية في طريق الله والإنسانية.. وكم علينا أن نطرد (أمثال) صدام .. الذين يشوهون إنسانية الإنسان ويفجرون أخس مافية في طريق الجريمة والعدوان.
وصدق الله العظيم إذ يقول ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ))
اعدلوا... فإنكم تعيبون على قوم أنهم لايعدلون