[align=justify]أطنب في مدح المرجع الراحل فضل الله واصفاً إياه بأنه رجل واسع المعرفة وفقيه يؤمن بحقوق المرأة [/align]
روبرت فيسك مقاله الأسبوعي بصحيفة ذي إندبندنت:
CNN أخطأت بحق العملاق فضل الله
وأضحت تتصرف بجبن أكثر الآن حتى أصبح المشاهد لايعيرها اهتماما



فضل الله أثناء لقائه سفيرة بريطانيا لدى بيروت
في أبريل الماضي (الفرنسية-أرشيف)

[line]-[/line]
انتقد صحفي بريطاني بارز شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية لفصلها إحدى صحفياتها المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط لِما أبدته من إعجاب بالمرجع الإسلامي الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله.

وخصص الصحفي روبرت فيسك مقاله الأسبوعي بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية اليوم للحديث عن فضل الله، مشيرا إلى أن شبكة سي إن إن أخطأت بحق الرجل.


وكانت أوكتافيا نصر -محررة شؤون الشرق الأوسط في المحطة الأميركية- نشرت تعليقا على صفحتها في الشبكة الاجتماعية "تويتر" على الإنترنت أبدت فيه إعجابها بفضل الله وحزنها لسماع خبر وفاته، معتبرة إياه واحدا ممن تحترمهم في قيادة حزب الله اللبناني.


وقال فيسك -مراسل صحيفة ذي إندبندنت المتخصص بشؤون الشرق الأوسط- إن القناة الفضائية الأميركية أضحت تتصرف بجبن أكثر الآن, زاعماً أن أحداً لم يعد يعيرها اهتماما.

و أطنب الصحفي البريطاني المقيم في بيروت في مدح فضل الله، ووصفه بأنه أحد العمالقة، ورجل واسع المعرفة وفقيه يؤمن بحقوق المرأة، وماقت "لجرائم الشرف"، وناقد لنظام الحكم الديني في إيران.

وعرج فيسك على ما كتبته سفيرة بريطانيا لدى لبنان فراسيس غاي في مدونتها الشخصية على الإنترنت من إشادة بالمرجع الشيعي الراحل، الذي وصفته بأنه كان "رجلاً محترما" ومن أكثر الذين حازوا إعجابها.

وقال إن غاي أثارت عليها حفيظة وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي أعلن الناطق باسمها أنه سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما تفكر فيه الخارجية البريطانية بشأن تصريحات سفيرتها.


وفي استهزاء ظاهر، سخر فيسك من موقف الخارجية الإسرائيلية بالقول إنه شخصياً سيكون مهتماً أكثر بما تعرفه وزارة الخارجية الإسرائيلية عن جوازات السفر البريطانية التي زورتها حكومتها ليتسنى لها اغتيال رجل في دبي قبل أشهر قليلة مضت، في إشارة منه لمقتل محمود المبحوح القيادي في حركة حماس الفلسطينية على أيدي المخابرات الإسرائيلية (الموساد).
روبرت فيسك: واشنطن حاولت اغتيال فضل الله بمساعدة السعودية

انتقد روبرت فيسك في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية الإجراءات التعسفية التي اتخذتها قناة الـ"سي.إن.إن" الإخبارية ضد أوكتافيا نصر المذيعة بالقناة لأنها تجرأت وعبرت عن احترامها للمرجع آية الله محمد حسين فضل الله الشيعي اللبناني الذي مات منذ أيام، واتهم فيسك القناة والولايات المتحدة بأسرها أنها تجهل من هو فضل الله فعلا، كما أنها تعتم على محاولة اغتياله التي فشلت في الثمانينيات.

وقال فيسك إن فضل الله لم يكن الأب الروحي لحزب الله كما تروج وسائل الإعلام الأمريكية، بل كان عالما وفقيها وحكيما، مؤمنا بحقوق المرأة وكارها لجرائم الشرف، ومنتقدا للحكم الديني الإيراني. وسخر فيسك قائلا إنه يخشى أن يستمر في وصف فضل الله، إذ يمكن أن يتم فصله أو إجباره على الاستقالة، أو حتى ترفع مقالاته كما حدث مع السفيرة البريطانية في لبنان التي لم تسلم مدونتها بسبب تعبيرها عن احترامها -هي الأخرى- للمرجع المتوفى، وتم مسح ما كتبته عنه.

واتهم فيسك قناة سي إن إن بالجبن، وربما لهذا لم يعد أحد يهتم بها أو يتابعها الآن، بينما فضل الله سيظل خالدا على مدار التاريخ. وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية روجت دائما أن فضل الله هو المحرض على التفجير الانتحاري الذي قام به إرهابيون في القاعدة البحرية في بيروت عام 1983 وأسفر عن مقتل 241 جنديا، وقالوا إنه هو الذي بارك الإرهابيين قبل أن يقوموا بفعلتهم. لكن فضل الله أكد لفيسك عندما التقاه أنه لم يكن له أي يد فيما حدث، وقال فيسك إنه يصدقه، كما أن هؤلاء الانتحاريين ليسوا بحاجة لمن يباركهم قبل القيام بعمليتهم الإرهابية، فهم يصدقون أصلا أنهم يقومون بفرض إلهي سيثابون عليه في النهاية!

وأشار فيسك إلى أن واشنطن حاولت اغتيال فضل الله عام 1985 بتمويل سعودي عن طريق تفجير سيارة، لكن المخطط فشل في قتل فضل الله لكنه تسبب في مقتل 80 مدنيا بريئا بدلا منه، فلماذا لا تكشف السي إن إن عن هذا، وتعاقب مذيعة حاولت التعبير عن رأيها؟

ويؤكد روبرت فيسك صراحة أن استقالة المذيعة ورفع مدونة السفيرة كان سببهما غضب وزارة الخارجية الإسرائيلية التي قالت إنها "مهتمة وقلقة" مما كتبته سفيرة بريطانيا على مدونتها الشخصية، موضحا أنه ينبغي على إسرائيل أن تقلق أكثر من جوازات السفر البريطانية التي زورتها الحكومة الإسرائيلية لاغتيال محمود المبحوح في دبي!

وأضاف فيسك أن فضل الله لم يكن الأب الروحي لحزب الله، فقد ساند المقاومة اللبنانية فعلا وقت الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وعارض سياسة واشنطن بشدة في الشرق الأوسط -كما فعل كل العالم وقتها وليس هو فقط- لكنه لم يكن أبا روحيا لحزب الله الشيعي، بل كان حتى يهاجم وبشدة طقوس الشيعة في عاشوراء، ولم يساند الإرهاب أبدا.

في النهاية، شدد فيسك على إنه لا يهتم برأي نائبة رئيس قناة سي إن إن المتعسفة، ولا بوزارة الخارجية الإسرائيلية ولا بالسفارات البريطانية، لكن يجب أن يعرف العالم كله أن فضل الله كان رجلا عظيما، حاول نشر مبادئ الرحمة والروحانية وإعادة رؤية الدين من منظور جديد ليفيد العالم أكثر من كل الخطب الرنانة.