 |
-
[align=center][align=center]
في خطبة الجمعة الاخيرة لسماحة العلامة المرجع فضل الله
23 ربيع الثاني 1425 هـ / 11-6-2004م
[/align][/align]
[frame="7 80"]
[align=center][glint]العراق: وهم السيادة[/glint][/align]
[align=center] [/align]
لا يزال العراق الجرح الكبير في حياة شعبه وفي جسد الأمة كلها، من حيث تطلّعه إلى الحرية والسيادة والاستقلال وإرادته في تقرير المصير.. ولكن المشكلة هي أن أمريكا لا تزال تملك الوضع الأمني كله كقائدة للقوات المتعددة الجنسيات، التي تحولت من قوات احتلال إلى قوات "شرعية" بفعل قرار مجلس الأمن، على أساس معاهدة مع الحكومة العراقية الجديدة التي لا تملك أية شرعية وطنية، لأنها لم تُنتخب من الشعب بل عُيّنت من الإدارة الأمريكية، بمساعدة المندوب الاستشاري للأمين العام للأمم المتحدة، في التحضير لدور سياديّ لا يملك أية قوة عسكرية وأمنية وإدارية ذاتية، بل الأمر كله بيد الدولة القائدة في فرض الأمن، واختيار مواقعه بكل حرية في خطوط مصالحها الاستراتيجية في العراق والمنطقة، بعيداً عن أيّ اعتراض أو رفض سيادي من الحكومة العراقية في اختيار المواقع والساحات والوسائل، بل هو التشاور الذي لا يملك أحد طرفيه أية قوة فاعلة..
إنَّ هناك أكثر من بند في القرار الجماعي في مجلس الأمن قد يصفّق له الكثيرون في دلالاته التي تحمل أكثر من تفسير للموالين والمعارضين، من خلال غموضه النظري والتطبيقي، لأن الصياغة الضبابية كانت تريد إرضاء المعترضين من الدول ليكون القرار إجماعياً يخدم موقع الرئيس الأمريكي في الانتخابات الرئاسية القادمة..
إننا نتطلّع ـ مع كلِّ الذين يعيشون الاهتمام بقضية هذا الشعب المنكوب ـ إلى أن يصبح العراق في المستقبل حراً سيّداً مستقلاً آمناً، يملك قراره في تقرير مصيره وفي علاقاته الدولية، ولكن لا بد له من أن يواجه الموقف بأعمق حالات الحذر..
إننا نخشى من أن تخطط الدول الاستكبارية ليكون العراق على صورة مصالحها وعلى هامش مصالحها، الأمر الذي يفرض الوعي الدقيق لكل الخطوط الدولية والإقليمية التي حوّلته إلى ساحة متنوّعة للحرب ضد ما يسمّى الإرهاب، أو لترتيب المنطقة من خلال ذلك..
والسؤال: كيف ينظر العراقيون إلى التجربة الجديدة التي قد تتحوّل إلى تجربة دائمة في الأشخاص والأوضاع والقرارات؟ وكيف هو شكل السيادة "الحزيرانية" من دون قوة ذاتية فاعلة؟ والجواب لدى المستقبل الذي نرجو أن يحفل بالتفاؤل، لا أن يبقى بين التشاؤم والتفاؤل، كما هي قضايا المنطقة التي تضج بالاهتزازات والمتغيّرات القادمة، في أحاديث الإصلاح والتطوير والحريات وحقوق الإنسان، من خلال تخطيط الآخرين الذين يملكون القرار كله للشرق الأوسط، في لعبة الشطرنج السياسي الذي تخضع له أكثر الأنظمة من خلال مسؤوليها، ولكن باسم أنهم هم الذين يغيّرون من الداخل المفتوح على أكثر من ثغرة في الخارج..
وهذا ما لاحظناه في قمة الثماني التي تحدثت عن الشراكة بيننا وبينهم، وعن عناوين استهلاكية كثيرة يجذبنا بريقها، وتخدّرنا عناوينها، ويفترسنا كل الواقع الذي يختفي في داخلها، ولا سيما أنهم يحدثوننا عن الصراع العربي ـ الإسرائيلي الذي يلعبون فيه بكل مستقبل الشعب الفلسطيني لحساب إسرائيل، من دون أن يتقدّموا خطوةً واحدة نحو خريطة الطريق التي تحوّلت حبراً باهتاً على ورق ممزّق، لأن الانتخابات الأمريكية تمنع الرئيس المرشّح وإدارته من أيّ عمل فاعل.. إن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، فما بالنا نضع أصابعنا في الجحر الذي لُدغنا منه آلاف المرات بكل قضايانا؟؟[/frame]
http://www.bayynat.org/www/arabic/Khotbat/kh11062004.htm
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |