صفحة 22 من 23 الأولىالأولى ... 1220212223 الأخيرةالأخيرة
النتائج 316 إلى 330 من 339
  1. #316
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,937

    افتراضي

    أسابيع ثلاثة..
    بقلم :السيد جعفر فضل الله

    (2010-07-26م)




    تكاد تكتمل أسابيع ثلاثة لسفرك الأبديّ عن هذه الدّنيا، إلى عالَمٍ مليء بالنّور الذي لا يشوبه ظلامُ الجهل والعصبيّة، والحسد والحقد، والأنانيّة والهوى... عالمٍ يعيش فيه الإنسان مع صورته التي شكّلتها معاناة إيمانه في الارتقاء والسموّ عن كلّ ما هو زائلٌ، فانسلخت بروحها عن الأرض ومثبّطاتها، وعالجت هموم الحياة ومشاكلها من فوق، بما يعنيه الفوق من طهارة وقدسيّة، تروّح الإنسان في عالم الإنس حتّى كأنّه غير محسوس، وتؤنسنُ كلّ عناصر السموّ الرّوحيّ والأخلاقيّ، حتّى تخال صاحبها مغرقاً في السّذاجة التي تبتعد به عن الإحساس بالانتصار للذّات في عمق الإحساس بالظّلم، وبالصّراخ في وجه الخصوم في أشدّ حالات الألم..

    وهكذا مضى عنّا أبو الأمّة، بكلّ آمالها وآلامها وأحلامها وتطلّعاتها، نقيّاً من كلّ حقد، طاهراً من كلّ ضغينة، مترفّعاً عن الأنا وذاتيّاتها، وارتاح من همّ الدّنيا وغمّها، وتركنا نموج في غمٍّ نصنعه بأيدينا، وهمٍّ تُورّثناه أعمالنا، وضيقٍ يحدّده إخلادنا إلى الأرض وابتعادنا عن آفاق السّماء، وحقدٍ تقدّسه عصبيّاتنا، وسوء سريرةٍ تلوّنها غرائزنا..

    ... ويثور الإحساس بفقدك، ونحن نرصد الغيوم السّوداء الزّاحفة إلينا مع صفحة الأرض.. ويُشعرنا بالغربة تساؤلنا: إلى أيّ مدى ما نزال مخلصين للرّسالة التي حملْتَ، وللقضايا التي بها آمنْتَ، وللمنهج الذي خطّيت؟... ونبقى نسأل عن الخطوط الحمراء في واقعنا المليء بالفتن والتحدّيات:

    «الحالة الإسلاميّة» التي صنتَها بعصارة الفكر، وجهد العمر، وتعب الجسد، ونزف الألم، وكنْتَ لها أبا حانياً، تكبر أمام عينيك المليئتين رحمةً ورقّة رساليّة، حتّى إذا اكتملت عناصر رشدها، لم تكن إلا حامياً لها، ومدافعاً عنها، ومسدّداً مسيرتها، ومصوّباً اتّجاهها.. لم تمالئ في ذلك صديقاً، ولم تهادن عدوّاً..

    «الدّولة الإسلاميّة»؛ طموح الرّساليّين، وهدف الحركيّين؛ دافعتَ عن أخطائها عندما كان الحديث عن الأخطاء يغري أعداء الخارج، ولم يمنعك ذلك من النقد لتجربتها الحركيّة، من أجل تكاملها وانطلاقها إلى أبعد مدى في تمثيل الإسلام روحاً ومضموناً ومنهجاً.. وكان العنوان الإسلاميّ لأيّ دولةٍ، يجعلك معنيّاً بحمايتها وتسديدها وترشيدها..

    «فلسطين»، القضيّة الرّمز، ومركزيّة الصّراع في هذا العصر، ومحور القضايا في حركة الواقع؛ فأخلصت للقضيّة من المهد إلى اللّحد، حتى ارتفعت كلّ مقاومةٍ عنوانها فلسطين إلى مستوى القداسة، ولو في العنوان العريض؛ لأنّ البديل من المقاومة لعدوّ الأمّة، هو الذلّ والاستسلام لكلّ خطط المستكبرين والصّهاينة، التي لن تكتفي بالمسلمين، وإنّما ستقضي على إسلامهم فكراً وقيماً ومنهج حياة..

    وأخيراً، كان همّك المؤمن المثقّف بإيمانه، الذي يعرف موقع إيمانه من كلّ مفردات حياته؛ فلا يعيش الإيمان حالةً ساذجةً من الاتّباع الأعمى، ولا حالةً من المظاهر الزائفة؛ بل ينطلق ليبني العلاقة مع الله من خلال الدّليل إليه، ومن خلال الاتّصال به، في كلّ ما أمر من عبادات وصلات، ومن خلال مراقبته في حركة التّقوى في الحياة؛ وقد قلت في أواخر أيّامك، إنّ التقوى ليست في الأمور الفرديّة فحسب، وإنّما في الأمور التي تتّصل بحركة الدّول والجماعات وغيرها..

    هذا بعضُ ما تحرّك به القلم، تعبيراً عن حسّ المسؤوليّة في الآتي من الأيّام، والمُختزن من تحدّيات الواقع؛ ويبقى للأيّام أن تحتضن حركة هذه المسؤوليّة على أرض الواقع؛ والله من وراء القصد.





  2. #317
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

  3. #318
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    لازلت فضل الله تسمو للعلا تهدى الورى للدين فقهآ أمثلا ...
    مهما يقولون ومهما أضرموا ناراً فعمر الحق يبقى أطولا ...
    باقون على فكرك يا فضل الله الى قيام يوم الدين موئلا ...
    والى جنان الخلد والنعيم يا سيد الوعي والمرجعية يامنورا ...



  4. #319
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    المرجعيّة وشؤونها بعد رحيل سماحة المرجع فضل الله - الشّيخ حسين الخشن


    مقابلة مع الشيخ الخشن:

    واقع المرجعيّة وشؤونها بعد رحيل سماحة المرجع السيد فضل الله (رض)








    أجرت جريدة اللّواء اللبنانيّة مقابلةً مع سماحة الشّيخ حسين الخشن حول قضايا تتعلّق بالمرجعيّة، ووضعها الحاضر بعد رحيل العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله، وهذا نصّ الحوار:

    نشأة المرجعيَّة

    س: ما هو أساس نشأة المرجعيَّة في الواقع الشّيعيّ؟

    ج: إنّ المرجعيّة، بمعنى مرجعيّة الإفتاء، ورجوع الجاهل في قضايا الدّين إلى العالِم، ليست مسألةً شيعيّةً خاصّة، بل ولا حتى إسلاميّة النّشأة فقط، فقد عرفت هذه الظّاهرة لدى أتباع كلّ الدّيانات، وأمّا بداياتها الإسلاميّة، فترجع إلى عصر النبيّ(ص)، فقد كان النّاس يرجعون إليه(ص)، أو إلى بعض فقهاء صحابته، للاستفسار عن شؤون دينهم، بل إنّه(ص) كان ينتدب الرّسل من صحابته بهدف تعليم النّاس أحكام دينهم، فقد أكّد القرآن الكريم ضرورة تشكّل هذا النّحو من المرجعيّة، في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[التّوبة: 122].


    وقد استمرّت هذه السّيرة في عصر الصّحابة والتّابعين، وجرى عليها الأئمّة من أهل البيت(ع)، حيث عملوا على تربية جيلٍ مثقّفٍ إسلاميّاً في شتى المعارف الإسلاميّة؛ من الفقه والكلام والتّفسير وغير ذلك، وقد نظّموا وأشرفوا على رعاية التخصّصات في هذا المجال، فشجّعوا بعض صحابتهم على القيام بمهمّة الإفتاء دون الخوض في القضايا الكلاميّة، لأنهم لا يحسنون ذلك، وشجّعوا البعض الآخر على العكس أيضاً...

    وهكذا، فقد كان من الطبيعيّ أن تتعمّق هذه الظّاهرة بعد عصر الغيبة أكثر، وتتجذّر في وعي المسلمين الشّيعة أكثر، لأنّ الفقيه غدا يرمز إلى الإمام باعتباره نائباً، واستناداً إلى ما ورد في التّوقيع المعروف عن الإمام المهدي(عج): "أما الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا (وهم الفقهاء)، فإنهم حجّة عليكم، وأنا حجّة الله".

    ولعلّ ما ميّز مدرسة أهل البيت(ع) وأتباعهم، هو بقاء باب الاجتهاد لديهم مفتوحاً، خلافاً لما حصل عند عامّة المذاهب الإسلاميّة، الأمر الّذي خلق حيويّةً فقهيّةً مستمرّةً، ساهمت في إعلاء شأن الفقيه، ومع مرور الزّمن، شكّلت مرجعيّة الفقيه، ولا سيّما في ظلّ الاستقلالية الماليّة، استناداً إلى نظام الخمس، مركز استقطابٍ كبيرٍ، ما مكّنها من لعب أدوارٍ هامّة على المستوى السياسيّ والاجتماعيّ، فقد قادت هذه المرجعيّة حركة الثّورة والمطالبة باستقلال بلاد المسلمين من المستعمر الإنكليزي والفرنسي، كما حصل في ثورة العشرين في العراق.


    مفهوم التّقليد

    س: هل يجب على كلّ إنسانٍ أن يكون مقلِّداً؟

    ج: من الطّبيعيّ أنّ على كلّ مسلمٍ لا يملك ثقافةً فقهيّةً تمكّنه من معرفة الحكم الشّرعيّ من مصادره، أن يرجع إلى من يملك هذه الثّقافة، فيتمكّن هذا المسلم من المواءمة بين سلوكه العمليّ وانتمائه إلى الإسلام، وهذا ما يجعل من ظاهرة التّقليد ظاهرةً طبيعيّةً وعقلائيّة، ولذا كانت مسيرة العقلاء القاضية برجوع الجاهل إلى العالم، هي المستند الأهمّ في تبرير ظاهرة التّقليد. إنَّ هذا ما يعنيه التّقليد، وهو لا يعني أبداً ـ كما يخيَّل إلى البعض ـ الانقياد الأعمى للفقيه في كلّ ما يقوله أو يفعله، ولا سيّما في المواقف التي يتّخذها في الشّأن العام، أو في تحديد الموضوعات أو تقييم الأفراد، فإنّ الفقيه ليس معصوماً، ولا مانع من مناقشته أو نقده ممن يملك ثقافة ذلك، وقد تعلّمنا في مدرسة رسول الله(ص)، أن نبقي عقولنا مفتوحةً ولا نؤجّرها لأحد، وقد قالها الإمام عليّ(ع) وهو يحرّض صحابته على التّفكير النقديّ: "فلا تكفّوا عن مقالةٍ بحقّ، أو مشورةٍ بعدل".


    شروط المرجعيّة

    س: هل كلّ مجتهد مرجع؟

    ج: ليس كلّ مجتهد مرجعاً بالضّرورة. أجل، إنّ للمجتهد حقّ العمل بآرائه، كما أنّه مشروع مرجع، وإنما يتحوّل إلى مرجع فعليّ، إذا اقتنعت به الأمّة، وأثبت حضوره في وسطها العلميّ، ويرى بعضهم أنّه لا بدّ من أن يترقّى في مستواه العلميّ ليصبح أعلم الفقهاء، وإلا فلا يجوز تقليده. لكن في مقابل هذه النظرية المعروفة، هناك نظرية أخرى لا تشترط الأعلميّة في مرجع التقليد، وتكتفي باجتهاده وفقاهته، وممن يرى هذا الرّأي، المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، بل إنّ السيّد محسن الأمين قد نسب هذا الرّأي في كتابه (أعيان الشّيعة) إلى مشهور الفقهاء.


    المرجعيّة في لبنان

    س: هل لدينا مرجعيّات في لبنان؟

    ج: عرف جبل عامل في تاريخه العلميّ الحافل العديد من المرجعيّات الكبيرة التي لعبت دوراً هاماً في إثراء الثقافة الإسلاميّة وتطوير الفقه الإسلاميّ، ولا تزال آثارهم الفقهيّة تُدرَّس إلى اليوم في الحوزات العلميّة، وبعض تلك الشخصيّات أقامت في لبنان، والبعض الآخر اضطرّتهم الظّروف السياسيّة والأمنيّة الضّاغطة للهجرة إلى العراق أو إيران، ووصل بعضهم في بلاد الهجرة تلك إلى أعلى المراكز العلميّة، ولعبوا أدواراً سياسيّةً هامّة، من قبيل المحقّق الكركي، والشّيخ البهائي، ووالده الشّيخ حسين بن عبد الصّمد الجبعي، وغيرهم.


    وقد استمرّ هذا الجيل العامليّ في حيويّته المعهودة، وحراكه الفقهيّ والأدبيّ، وحتى العلميّ، وهذه آثار الشّيخ بهاء الدين العاملي الهندسيّة لا تزال شاخصةً إلى اليوم، منذ ما يقرب من أربعمائة عام في مدينة أصفهان الإيرانية.

    وقد تميّزت مدرسة جبل عامل بحيويّتها الاجتهاديّة الّتي تطلّ على كلّ قضايا العصر ومستجدّاته، وبرفضها للجمود والتحجّر، وبانفتاحها على التجديد الفقهيّ، وكذلك على المذاهب الإسلاميّة الأخرى، حيث نلاحظ أنّ الفقيهين:

    الشّهيد الأول والشّهيد الثاني، درساً على أئمّة المذاهب الأخرى، كما درّس الشّهيد الثاني على المذاهب الخمسة في المدرسة النوريّة في بعلبك.

    إنّ هذه الخصائص لمدرسة جبل عامل استمرّت إلى عصرنا الحاضر، ومثّلها العديد من الشّخصيّات العلميّة، وكان من أبرزهم العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رحمه الله)، الذي كان بحقّ فقيهاً مجدّداً ومفكّراً إصلاحيّاً، وقد عرف القرن الماضي شخصيّةً إصلاحيّةً معروفة، هو السيد محسن الأمين، صاحب رسالة التنـزيه التي دعا فيها إلى إصلاح الشّعائر الحسينيّة من الممارسة الشاذّة والدّخيلة.


    مصير المرجعيّة بعد فضل الله

    س: ما هو مصير المرجعيّة بعد رحيل سماحة السيّد؟

    ج: الحقيقة أنّ المرجعيّة لا ترتبط بمكانٍ جغرافيّ معيّن، وإنما تخضع لشروطٍ أهمها الفقاهة والورع، فإذا توفّرت تلك الشّروط في إنسانٍ معيّن، كان من حقّه أن يتصدّى للإفتاء وشؤون المرجعيّة، بصرف النظر عن موطنه ومقرّ إقامته، وقد كان سماحة السيّد (رحمه الله)، وقبل تصدّيه للمرجعيّة، يتبنى مرجعيّة السيّد الخوئي في النّجف، ومن ثمّ مرجعيّة السيّد الكلبيكاني في مدينة قمّ، ثم إنّه، ومع رحيل سماحة السيّد فضل الله، فإنّنا لا نجد في لبنان مرجعيّةً دينيّةً يمكن أن تملأ الفراغ الّذي تركه، ولا سيّما أنّه مثّل تجربةً رائدةً في مرجعيّته الحركيّة والحاضرة في شتّى الميادين الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة والفقهيّة، كما ومثّل ظاهرةً إنسانيّةً فريدةً في علماء الدّين، انعكست ليس على سلوكه فحسب، بل على فكره وفقهه، ومن هنا جاءت فتاواه الإنسانية، إذا صحّ التعبير، من قبل فتواه بطهارة الإنسان، وأنّ الله لم يخلق إنساناً نجساً، وإنما الإنسان هو الّذي يلوّث نفسه وفكره وروحه بالقذارات الفكريّة والمادّيّة..

    إلا أنّ ثمة جيلاً واعداً من العلماء اللّبنانيّين، وبينهم الكثير من تلامذة سماحة السيّد، من الممكن أن يكونوا في المستقبل فقهاء بارزين، ويستمرّوا في خطّ الوعي والتّجديد الذي خطّه سماحة السيّد، بما يرفع من مستوى الأمّة الثّقافيّ، ويخفّف من شطحات المغالين والمتعصّبين.


    جريدة اللواء اللبنانيّة
    التاريخ: 15شعبان 1431 ه الموافق: 27/07/2010 م

  5. #320
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    لتمّوز معك أكثر من ذكرى وموقف







    - السيّد جعفر فضل الله

    تعود الذِّكريات بنا هذه الأيَّام أربع سنين إلى الوراء، حيث أطبقت السَّماء على الأرض، وزلزلت مواقع الأقدام، وأحسسنا بأنَّنا أمام منعطفٍ خطير، يُنذر بإعادة عقارب السَّاعة ربع قرنٍ إلى الوراء، إلى زمن الاجتياح الإسرائيليّ مطلع الثّمانينات..


    كانت البداية مع الموقف ـ التَّهنئة، الّذي هنَّأ فيه السيِّد فضل الله(رض) المجاهدين على انتصارهم بأسر الجنديَّين بعد ساعاتٍ قليلةٍ على الإعلان عن النّبأ، والصّمت مخيّم على كلّ الواقع. وقد رأى الكثيرون في هذا الموقف، الغطاء الأوّل الّذي فوّت الفرصة الذّهبيّة على إيجاد رأيٍ عامّ من قلب الطّائفة ـ التي ينتمي المقاومون إلى مجالها الاجتماعيّ والدّيني ـ ضدّ المقاومة في الآتي من الخطّة المرسومة في الخفاء، فتنكشف اجتماعيّاً، وربّما دينيّاً..

    هل تذكرون الأصوات التي حمّلت المقاومة المسؤوليّة عمّا جرى للنّاس، وحاولت أن تقيس الأرباح والخسائر بحجم الدَّمار والقتلى هنا وهناك؟! هي أصواتٌ نشازٌ، ما كانت لتكون نشازاً إلا عندما أفرد السيِّد (رض) عباءته ـ المفردة دائماً ـ على كلِّ المدى المقاوِم...


    وكما عهدته السَّاحة؛ يحدِّد المسار قبل مجيء وقته، وكما قال بعض الصحافيِّين المرموقين: «يضبط إيقاع خطاب الحركة الإسلاميَّة» في المرحلة الصَّعبة؛ لذا، أعلن أنَّ أيَّ قوّةٍ أجبيّةٍ تأتي تحت البند السّابع، ستعامل كقوّات احتلال.. ويأتيه من يقول له إنّك أدخلت المرجعيّة في اللّعبة السياسيّة، وهذا لا يناسب مقامها الّذي ينبغي أن يكون على درجةٍ عاليةٍ من الدبلوماسيّة في التّعبير، والعموميّات في المفردات، وكأنّهم يقولون إنّ المرجعية تفرض أن يكون الكلام بلا لون ولا طعم ولا رائحة؛ إنّه الموقف اللاموقف، والمبدأ المائع مع خطوط توازنات الواقع.

    لم يكن السيّد بحاجةٍ إلى أن يفكّر طويلاً ليجيب المتحدّثين بهذا المنطق؛ «هذه المرجعيّة التي تتحدّث عنها لا تساوي قطرةً من دماء الشّهداء... أنا داعية إلى الإسلام»؛ والدّاعية عليه أن يقف الموقف الّذي يُسأل عنه بين يدي الله، لا الموقف الّذي يخضع للاعتبارات الجوفاء، التي تأخذ من الإسلام عنوانه، وتنسف بكلّ مبادئه عرض الجدر الإقليميّة والدّوليّة... والمحلّية، وترى الإسلام ترفاً فكريّاً في الصالونات العامّة، ولا ترصده على أرض الواقع، في الكلمة والموقف والسّلوك..


    نستذكرك يا سيِّدي ـ وقد افتقدك منبر مسجدك ـ عندما أصرّيت على أن تؤدّي الجمعة وطائرات العدوّ فوق سماء الضَّاحية، وقد أعطيت للنّاس من عزمك عزماً، ومن روحك روحاً، ومن صمودك أفقاً نحو النّصر الّذي كنت مطمئنّاً إلى مجيئه حتّى في أقسى حالات الشدّة..

    ولا ينسى المقاوِمون نداءَك ـ الّذي سخر منه بعض أصحاب العمائم ـ وهو يعيد لحركة الحاضر رمزيّة حركة النبوّة في انطلاقتها المتحدّية لموازين القوى، والمتمثّلة آنذاك بقريش التي «ما ذلّت منذ عزّت»، والمتمثّلة اليوم بكيان الغصب والإجراء المسمّى «إسرائيل»..


    وتبقى سكينتك المستمدّة أبداً من سكينة رسول الله في الغار، غمامةً فوق كلّ الاهتزازات والتحدّيات؛ ليُنزل الله سكينته علينا، ويؤيّدنا بجندٍ لا نراها، لنحقّق للإسلام نصراً جديداً؛ والله من وراء القصد.



    جعفر فضل الله
    التاريخ: 19 شعبان 1431 ه الموافق: 31/07/2010 م

  6. #321
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    كيف نكون جمهور الإمام المهدي(عج)؟



    هور الإمام المهدي(عج)؟



    في ذكرى مولد الإمام المهدي(عج) علينا أن نتساءل: هل نحن جمهوره؟ هل نحن صادقون عندما نقول: اللهم أرنا الطلعة الرشيدة؟ هذا ما يجيب عنه سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله (رض)


    في ذكرى مولد الإمام المهدي(عج) علينا أن نتساءل: هل نحن جمهوره؟ هل نحن صادقون عندما نقول: اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة، واجعلنا من أنصاره وأتباعه وجنوده؟ إن جمهوره ـ نقولها في تحليل الجواب ـ هو جمهور الإسلام، لأنه ليس لديه أيّ طرح إلا طرح الإسلام؛ الإسلام في عقيدته في توحيد الله، والإيمان برسالة الله في الرسل كلهم وخاتمهم محمد(ص)، والإيمان بالقرآن كله إيماناً يجعلنا نلتزم القرآن ونعمل به ليكون النور الذي يضيء لنا الطريق في عقولنا وقلوبنا وحياتنا، والإيمان بالشريعة كلها: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. لذا لا بد أن نربي أنفسنا على الإسلام عقلاً ليكون عقلنا إسلامياً، وقلباً ليكون القلب إسلامياً، وحركة ومنهجاً وسلوكاً ليكون كل ذلك إسلامياً، لأنه لا معنى أن نكون من جمهوره ونحن نبتعد عن خطه ودينه، تلك هي المسألة التي لا بد لنا أن نفكر فيها.


    إن قضية الاحتفال بالإمام(عج) في ذكرى مولده ليست قضية عاطفة نقدّمها إليه، وليست مجرد تمنيات نتمناها، ولكنها الطريق المستقيم الذي نلتزمه استجابةً لله عندما نقول له: {إهدنا الصراط المستقيم}، ليقول لنا في آية أخرى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله}. إن علينا أن نربي أنفسنا على أن نكون جمهوره وأتباعه وجنده، لنتحرك في ما تحرك فيه، ولعل أبلغ تعبير هو ما جاء في دعاء الافتتاح:

    "اللهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة"، أن ندعو الله أن يوفقنا لنكون في دولته ـ دولة الإسلام ـ هذه الدولة التي ينطلق فيها الإسلام ليكون في موقع العزة الكبرى، وليسقط فيها النفاق ـ كل نفاق ـ ليكون له الذلة، ويكون كل واحد منا في شخصيته وإحساسه وشعوره وحركته من الدعاة إلى الله، وأن نتحمّل مسؤولية هذه الدعوة؛ بأن نكون من الدعاة إلى الله في بيوتنا، لندعو أهلنا والناس من حولنا إلى طاعة الله، وأن نكون مشروع قائد، لأن الله يريد لكل مسلم ومؤمن أن يربي عقله وقلبه وطاقاته ليكون العقل القائد، والقلب القائد، والحركة القائدة، حتى إذا سقط قائد في الساحة كنت أنت القائد في غيابه.. أن تنطلق الأمة لتربي كل نسائها ورجالها على أن يكونوا مشاريع قيادة بديلة. لنعمل على أساس صنع القيادات الإسلامية على جميع المستويات، سواء كانت قيادات فقهية أو سياسية أو فكرية، لأن الله تعالى حمّلنا مسؤولية الإسلام في بعده الفقهي والجهادي والسياسي والاقتصادي، حتى نستطيع أن نكون في موقع قيادة العالم.


    لماذا نفسح للآخرين أن يقودوا العالم في الغرب والشرق، ونكون نحن الأتباع لكل قيادة ظالمة أو كافرة؟ ثم، إن المسألة أن الإمام(عج) إذا كان الله تعالى قد أعدّه من أجل أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، فعلينا أن نكون العادلين في أنفسنا فلا نظلمها، وأن نكون العادلين في بيوتنا فلا نظلم أهلنا، وأن نكون العادلين في كل مجتمعنا، ليكون كل واحد منا الإنسان العادل الذي يعدل مع المسلم والكافر، ومع القوي والضعيف.


    الانتظار الإيجابي:

    إن الذكرى تحمّلنا المسؤولية أن نتطلّع إلى تلك المرحلة التي يظهر فيها الإمام(ع)، لنعرف أننا إذا بلغناها فما هو دورنا، هل نكون مع أعدائه أم نكون مع مواليه ومحبيه؟ إن الحب لا يكفي لأن نكون من أنصاره، فنحن نقرأ في سيرة الإمام الحسين(ع) في كربلاء، أنه سأل الفرزدق الشاعر عن خبر الناس بالكوفة، فقال له: "قلوبهم معك وسيوفهم عليك"، لأن سيوفهم ليست في خدمة دينهم وعقيدتهم، ولكنها في خدمة أطماعهم وأموالهم، ونقرأ في سيرته(ع) أن بعض جند بني أمية كانوا يسلبون الأطفال ما عليهم وهم يبكون، وكانت طفلة تسأل ذلك السالب: كيف تبكي وأنت تسلبنا؟ فقال: أخاف أن يسلبك غيري.. وقد قال الإمام الحسين(ع): "الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون".


    لذلك، علينا أن نستعد لنكون من المنتظرين الإيجابيين، أن تجلس مع نفسك وتسألها: هل أنا مع رسالته وخطه ومع العدل كله أم لا؟ فإذا رأيت في نفسك ضعفاً في الرسالة الإسلامية وفي الالتزام والأخذ بأسباب العدل، فحاول أن تقوّي نفسك، حتى إذا جاء(عج) وجدت نفسك جندياً من جنوده.

    ذكرى مولده(عج) هي مناسبة للتأمل والتفكير ومحاسبة النفس: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا". اللهم اجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.

  7. #322
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    تشرق فينا سيرةً وحركةً وخطّ حياة





    أنت فينـا ولستُ أعلـمُ حقّاً *** من يُعـزّى بأهلـه يا أبانا

    أنت فينا النبي والنـّاسُ آذتـه *** اتّـهامـاً وأوسعتـه طِعانا

    أنت فينا الإسلامُ، والغربُ يحـ *** ـدونا اغتراباً ويعترينا لسانا

    أنت فينا الإنسانُ والوحشُ يُقـ *** ـصيه امتهاناً وينتضيه سنانا






    الآن أقف بين يديك.. سيّدي راثياً، أستعير من وهج كلماتك ما يخفّف وطء الخسارة، متسائلاً: هل نحن هنا لنكرّمك؟.. يا من كرّمت الأمّة من طنجا إلى جاكرتا.. يا من كرّمت الإنسانيّة بفكرك وسيرتك اللّذيْن تلازما حتى لا انفكاك بينهما ولا فواصل..


    أفبلساني هذا الكالّ أقوى على نسج كلمات التّكريم.. يا من تختفي خلف كلّ لفظةٍ وفكرة ومفردة.. أشهد أيّها الوالد، الأب، المربّي، الحاضن، أنّك كنت عنوان التّكريم الأكبر حيّاً، كما أنت اليوم في طوافك الأبديّ المهيب..


    ما بعد يومِك في الحياة مثـالُ *** عقَم الزّمانُ وشاخت الأجيالُ
    بلغ الولوعُ بك المدى فلو أنّه *** مقـدارُ أنملـةٍ ربـا فضلالُ


    لقد كنت أتطلّع إليك في تلك المراحل الصّعبة، المثخنة بجراحات الآخرين، وكأنّك عليٌّ الذي توسّد فراش رسول الله، وسيوف القبائل مشرعة إليه في اللّيل الأليل.. ووميض الحقيقة في عينيه أقوى من سيوفهم وظلامهم.


    ثم أعود إلى خطوات المسيرة كلّها التي كان عنوانها كلماتك الخالدة: منذ أكثر من خمسين سنة وأنا أحمل خشبة الإسلام على ظهري لأجد من يصلبني عليها.. وأتساءل: كيف تجرّأ هؤلاء على الهامة المتسامية علماً وعطاءً وحبّاً ودعاءً.. ألقاً وبكاءً.. فكراً وسناءً.. ولكنّني كنت ألمح في طول الطّريق مسحة التّواضع الكبرى، ووداعة الحبّ الفضلى، حتى لأولئك الذين تجرّؤوا ورجموا ومرّوا مرور السّهم في منعرجات المسيرة، فكتبوا الخمود، وكتبت الخلود.. أشاروا إلى ماضٍ لم يفهموه، وأشرت إلى مستقبلٍ كرهوه.. كانت البيانات والكتب.. والرّصاصات تأتي من كلّ الاتجاهات والجبهات، وكنت تقول للجميع بلسان عليّ(ع): "أما والله إنّي أعلم ما يصلحكم، ولكن لا أرى صلاحكم بفساد نفسي".. وكنت تقول لي في آخر الأيّام معك، إنّك جسّدت كلمات عليّ هذه في كلّ حياتك.. أمّا أولئك الّذين أخذتهم الرّجفة، وأصبحوا أمام مشهد الحقيقة الدّامغة في يوم الرّحيل، فكان لسان حالك يقول لهم: .. "وإنما كنت جاراً لكم، جاوركم بدني أيّاماً.. غداً ترون أيّامي، ويُكشف لكم عن سرائري، وتعرفونني بعد خلوّ مكاني وقيام غيري مقامي..".


    سيّدي، أنت أعجوبة في كلّ هذا الارتقاء الأخلاقيّ إلى مستوى نكران الذّات، حتى في أبسط حقوق التّعبير عنها، وفي السّموّ الرّوحيّ إلى مستوى الذّوبان في حبّ الله، وفي التواضع الإنساني الكبير الذي جعلك تغيّب نفسك فأمعن الآخرون في تغييبك.. وفي البعد الرّساليّ الّذي جعلك تلغي كلّ خصوصيّاتك لمصلحة الرّسالة ولمصلحة النّاس، لتقول على لسان الشّاعر:

    صرت كأني ذبالة نضبت *** تضيء للنّاس وهي تحترق


    سيّدي، أيّها الحامل لواء الإصلاح على خطّين: الخطّ الإطفائيّ، حيث كنت المصلح الإطفائي الذي يهبّ لإطفاء النائرة بين المسلمين، وبين المتخاصمين.. وكنت حرباً على الفتنة وسيفاً مسلطاً على الباطل، أينما نعر الباطل، وحيث نجم الممزّقون..
    وكنت مصلحاً في الخطّ الإيحائيّ عندما عرفت ببعد البصيرة النّافذة، أنّ إصلاح النفوس يبدأ ـ أوّل ما يبدأ ـ من إصلاح نظرتنا إلى النصوص، ومن طريقة فهمنا للنّصوص، حيث كنت تصرّ على التعامل معها بشكلٍ مباشر، بعيداً عن كلّ الشّروح التي أثقلت كاهل النصوص، وصارت عبئاً على الأمّة ومستقبل أجيالها.. فخرجت من كلاسيكيّة دينيّة، ومن فقه هندسيّ، إلى فضاء الدّين وروحه العابقة بالعلم والتّسامح والتطوّر.. لتصوغ عالماً يضجّ بالإسلام الحركيّ المنفتح، ويتسامى قرآناً عاملاً: فالقرآن لا يفهمه إلا الحركيّون كما كنت تقول..


    سيّدي، أيّها المقدّس في تقديس النّقد.. يا من نزعت الهالة القدسيّة عن رجال الدّين فأعدتهم إلى النّاس.. إلى الأرض.. إلى الواقع.. وُدعاء سُمحاء، كما كنت تتطلّع إلى أولئك الّذين "قرضوا الدّنيا على منهاج المسيح(ع)"..

    سيّدي، يا من رسمت خطّ التّواضع في الاجتماع والعلاقات والسياسة، وكنت تدعو دائماً إلى أخلقة السياسة كما جسّدتها في كلّ سيرتك، ويا من رفعت الصّوت: لا بدّ لكلّ مصلحٍ من أن يكون مستعدّاً لضربات التيّار.. ويا من قلت لنا: "هدِّئوا من روعكم جميعاً، لا تذهبوا صوب الأمكنة التي تُسقط روحيّتكم.. حدّقوا دائماً بالمستقبل"..

    ها نحن نتطلّع إليك، فإمّا تأتي إلينا.. أو نسافر إليك.. وكيف تأتي ثانيةً وأنت لمّا تغادر، وكيف نسافر وفي تهاويل الرّحلة "ما يُتعب الضّحى في المآقي".. وكيف نرنو إليك وأنت في الشّمس توقظ الصّحو في العيون "نوراً يموج في الأحداقِ".


    سيّدي، يا لثقل الخسارة البيضاء في الزّمن الأسود!
    سيّدي، أيّها الملامس للرّوح الكليّة..يا بطل الخطّ.. نلوذ بخطّ البطل.. نعود إليك منك، فلأنت تشرق فينا سيرةً ونهجاً وحركةً وخطّ حياة.. ونردّد معك على مسامع الدّنيا:

    حسبي سموّاً أن أعيش ضراعة الأبـ *** ـرارِ فـي درب الحيـاة الضّاحـي
    أن ألتقـي بهـداك وحيـاً سابحـاً *** بالنّور في وعي الضّمير الصّـاحـي
    أن أستريـح إلـى نعيـم حقيقـةٍ *** أحيا بـها فـي موكـب الأرواحِ
    إنّي أودّع فـي هـداك متاعـبي *** وأذيـب فـي أحـداقِهِ أتراحـي..




    الحاج هاني عبد الله
    التاريخ: 23 شعبان 1431 ه الموافق: 04/08/2010 م

  8. #323
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

    Lightbulb

    حفل تأبينيّ على روح المرجع فضل الله في دمشق:



    إخترق الحجب المذهبيّة والطّائفيّة الضيّقة وإنفتح على الجميع









    بدعوةٍ من السيّد عبد الله نظام، والدّكتور الشّيخ نبيل حلباوي، والجمعيّة المحسنيّة، وجمعية الرابطة الأدبيّة الاجتماعيّة، وجمعيّة الإحسان الإسلاميّة، أقيم في دمشق، حفل تأبينيّ للعلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، وذلك مساء الأحد 20 شعبان 1431هـ / 1-8-2010م، في مقرّ الجمعية المحسنيّة في حيّ الأمين بدمشق.


    حضر الحفلَ عددٌ كبير من العلماء ورجال الدّين في دمشق من مختلف المذاهب، وممثّل عن مكتب مرشد الجهوريّة الإسلاميّة في إيران، آية الله السيّد علي الخامنئي (دام ظلّه)، والمستشار الثقافي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية في دمشق، وعددٌ من أعضاء مجلس الشعب السوري وأساتذة الجامعات وشخصيّات أكاديمية واقتصادية وثقافية وفكرية واجتماعية، وحشد كبير من المعزّين من مختلف الجنسيات..

    وألقي في الاحتفال، العديد من الكلمات والقصائد الشعريّة ، حيث افتتح الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها كانت كلمة المفتي العام للجمهورية العربية السورية،الدكتور أحمد بدر الدّين حسّون، لقاها بالنيابة عنه الدّكتور الشّيخ علاء الدين الزّعتري أمين الفتوى، تناول فيها شخصيّة المرجع الراحل(رض) وسجاياه، وبخاصّةٍ منها دعوته إلى الوحدة الإسلاميّة والعمل لها، واحتضانه للمقاومة والمجاهدين ضدّ "إسرائيل" وأمريكا ، كما تناول اجتهاده الواسع وعلمه الغزير ومؤلّفاته التي أغنت المكتبة الإسلاميّة في الكثير من الجوانب، كما ذكر الإقبال الكبير على مؤلّفاته، لما فيها من مميّزات تجتذب إليها المثقّفين الواعين بأسلوبه الفذّ وطريقته المبتكرة في تناول قضايا الأمّة الإسلاميّة.


    بعدها ألقى الشّيخ حسين شحادة كلمةً تناولت مراحل جهاد السيّد الفقيد، وشموليّة نشاطه في لبنان وسوريا والعراق وإيران، وحتى دول الاغتراب، حيث كان يحضر المؤتمرات في مختلف دول العالم، ليرفدها بعلمه وفكره وجهده ، وذكر أنّه كان دؤوباً على متابعة قضايا الأمّة الإسلاميّة، لا يترك شاردةً ولا واردةً إلا واهتمّ بها، وكانت الوحدة الإسلاميّة همّه الشّاغل، كما كان منفتحاً على الحوار مع المسيحيّين بشكلٍ كبير، ونتيجةً لانفتاحه في الحوار مع المذاهب والأديان الأخرى، فقد نعاه الأزهر كما نعته الكنيسة المسيحيّة، ولأوّل مرّةٍ ينعى الملوك والرؤساء والأمراء فقيهاً شيعيّاً من جبل عامل.


    بعدها ألقى الشّاعر الشّيخ أبو الحسن مارديني، إمام جامع العثمان بدمشق، قصيدةً شعريّةً من وحي المناسبة، ثم ألقى السيّد ماهر الطّاهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، كلمةً ذكر فيها بشكلٍ خاصّ، رعاية المرجع الراحل للثورة الفلسطينية، ودفاعه عن فلسطين، وذكر شواهد عديدة في لقاءاتٍ لقادة فلسطينيّين مع الفقيد الكبير حضرها المتحدّث، وقال إنّه برحيله، فقدت الثّورة الفلسطينيّة سنداً قويّاً، ومجاهداً متمرّساً، ومدافعاً صلباً عن قضية فلسطين...


    بعدها ألقى الدّكتور الشّيخ حسام الفرفور، رئيس قسم الدّراسات التخصّصيّة في معهد الفتح الإسلاميّ، كلمةً أشاد فيها بالفقيد الكبير، قائلاً: لقد عرفته عن قربٍ، واجتمعت به كثيراً، وفي كلّ مرّة ألتقيه، أزداد حبّاً له، حيث وجدت فيه العالم الموسوعيّ، والفقيه المتبحر المنفتح على الرّسالة الإسلاميّة بعقله وفكره وقلبه وروحه، كما وصفه برائد الوحدة الإسلاميّة والمصلح الكبير.

    ثم ألقى الشّاعر فريز حسن سلموني قصيدةً شعريّةً بالمناسبة ، بعد ذلك، ألقى السيد عبد الله نظام كلمةً شرح فيها منهج الرّاحل الكبير في الاجتهاد والتّجديد، وقال إنّه استطاع، وبكلّ جرأة، أن يخترق الحجب المذهبيّة والطّائفيّة الضيّقة وينفتح على الجميع، كما ذكر اهتمامه بالأيتام والمحتاجين، وقال إنّه كان أباً للجميع في فلسطين والعراق ولبنان وسورية وإيران وتركيا، وفي كلّ عالمنا الإسلاميّ، من البوسنة وحتى الصّين، كما ذكر رعايته للمقاومة الإسلاميّة في لبنان منذ ولادتها، حيث رعى المقاومة وظلّل المقاومين بعباءته، وكذلك القوى الفلسطينيّة، وذكر نصرته للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في مختلف المجالات ومختلف المحافل، منذ قيام الثورة هناك وحتى وفاته (رحمه الله)، ومن دون أن يطلب أحد منه ذلك، ووصف فقدانه بأنّه فقدان أمّة.


    أخيراً، ألقى العلامة السيّد علي فضل الله كلمة العائلة، ذكر فيها بعض شمائل الفقيد وعلمه وفكره وجهاده وعبادته، ثم شكر الجميع على الحضور والتّعزية.




    مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
    التاريخ:20 شعبان 1431 هـ الموافق: 01/08/2010 م

  9. #324
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,937

    افتراضي

    مستشار السيد خامني السيد/ ولايتي معزيا عائلة السيد فضل الله برحيل السيد
    [align=right]بسم الله الرّحمن الرّحيم[/align][align=right]


    مكتب سماحة آية الله العظمى التاريخ : 27 شعبـان 1431هـ



    السيد محمد حسين فضل اللهالموافق : 8 آب 2010م


    "المكتب الإعلامي"

    [/align]
    مزيد من المعزّين عند السيّد علي فضل الله
    استقبل العلامة، السيّد علي فضل الله، مزيداً من المعزّين بوفاة والده، سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله، حيث استقبل مستشار الشّؤون الدّوليّة لمرشد الثّورة الإسلاميّة، سماحة السيّد علي خامنئي، علي أكبر ولايتي، الّذي أكّد في معرض تعزيته، أنّ "رحيل سماحة السيّد فضل الله، لم يشكّل صدمةً للبنان واللّبنانيّين فقط، بل لكلّ العالم الإسلاميّ وللعالم بأسره، مشيراً إلى أنّه مثّل القدوة في العطاء العلميّ والفكريّ والتّوجيهي، وفي إصراره على مواقفه الاستراتيجيّة الدّاعمة للجمهوريّة الإسلاميّة وللمقاومة، وفي دفاعه المستميت عن قضايا الأمّة الإسلاميّة في مواجهة الاحتلال".
    كما استقبل السيّد علي فضل الله، سماحة الشّيخ محمد علي التّسخيري، رئيس مجمع التّقريب بين المذاهب الإسلاميّة، الّذي قدّم تعازيه، داعياً للاستمرار على نهج سماحته في حماية الوحدة الإسلاميّة، والحفاظ على المشروع الفكريّ والفقهيّ لسماحته، وعلى المؤسّسات والصّروح التّربويّة والرّعائيّة والصّحيّة والعلميّة الّتي أسّسها.
    كما استقبل السيّد علي فضل الله، وفداً أستراليّاً برئاسة رئيس بلديّة "باراماتا" الأستراليّة، "بول غاراد".
    كما استقبل وفداً رياضيّاً عراقيّاً قدّم التّعازي.













  10. #325
    تاريخ التسجيل
    Feb 2004
    المشاركات
    360

    افتراضي

    نقاء عمامة... محمد الحسيني
    عشيّة استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، عاد صعصعة بن صوحان، وهو أحد أقرب النّاس إليه، فخرج إليه قنبر، فقال له صعصعة: أقرئ عليّاً السّلام، وقل له: رحمك الله يا أبا الحسن، لقد كان الله في صدرك عظيماً. فدخل قنبر على عليّ(ع) وخرج يحمل ردّه: رحمك الله يا صعصعة، لقد كنت كثير المعونة، قليل المؤونة...
    كان ذلك في التّاريخ، وهو اليوم مشهدٌ من مشاهد الحاضر نستعيده ونحن في أجواء رحيل فقيدنا الكبير. أما والله لقد كان الإسلام في صدره عظيماً، مشغولاً به لا بغيره، لا يصرفه عنه نصب أو مرض، وهو القائل دوماً: "أنا موكل بالإسلام أتبعه"، دونما مِنّةٍ أو غرور، وهو المعنيّ بالمسلمين في الشّرق والغرب، تؤرقه مشاكلهم، وما هم عليه من حالٍ سيّئة، وما يواجهونه من تحدّيات.
    هنا أو هناك، رافعاً الصّوت بالدّفاع عن الإسلام وقيمه، مستجيباً لاستغاثة أبنائه قدر استطاعته، فلم يبرّر لنفسه ضعف حالٍ أو عدم لياقة، كما يفعل غيره من البطّالين والمتعبين، وهو الّذي يستذكر دائماً ما كان يواجهه رسول الله(ص) وعليّ(ع)، (ونحن تراب أقدامهم) على حدّ تعبيره، مستهيناً بالاتهامات والشّائعات ومظاهر السّلوك المنحرف الّذي شاع في أوساطٍ تحسب نفسها على الدّين والتديّن، فلم يبادلهم سوءاً بسوء، (فكان زيناً لآل محمّد) كما يتمنّى صادقهم الإمام جعفر بن محمد(ع). ولم يدخل في مواقفه حسابات الرّبح والخسارة كما يفعلون، ولم يعوِّل على ردّ الجميل من هذا أو ذاك، فكان نصير قضايا الإسلام والمسلمين كلّها، من فلسطين إلى أفغانستان، ومن العراق إلى إيران، وإن قابله المحسوبون عليها بالعقوق، فلم يُرد منهم جزاءً ولا شكوراً، لأنّه كما كان يردّد في وصاياه لنا: "كونوا أمّ الولد".
    فقد كانت فلسطين حاضرةً في عقله ووجدانه، وإيران الإسلام، وعراق عليّ والحسين والأئمَّة الأطهار، والمرجعيَّة الدّينيَّة الّتي اعتبرها ثابتاً من ثوابت الاجتماع الدّينيّ الإنسانيّ، وهو يرفض مظاهر الانفلات تجاهها، وخصوصاً تلك التي تمّ التّرويج لها في العراق عقيب سقوط نظام صدّام حسين، في محاولاتٍ للنّيل منها، على خلفيّات الاحتراب الدّاخليّ، مؤشّراً على مكامن الخطر، محذّراً من التّصرّفات الصبيانيّة، فكان له الدّور البارز في درء المفاسد هذه، وتعميق الأخلاق الإسلاميّة في وجدان المؤمنين، وإنْ أصابه حيفٌ من هؤلاء أو هؤلاء، من مرضى العقول والنّفوس، ومن المتمرّدين والقلقين الّذين امتلأ تاريخنا وحاضرنا منهم، لأنّه كان ابن الإسلام ولسانه، ويده ورجله، وهو المعنيّ به، وإن تخلّى عنه من يأكل به وباسمه...
    رحمك الله (يا أبا علي) وأنت تحصد ما زرعت في الدّنيا، من محاسن القول والعمل، وستبقى مؤسّساتك الدّينيّة والعلميّة والتّربويّة والصّحيّة والثّقافيّة مناراتٍ من نور، شدتها بعرق جبينك ودمك وجهدك... وصدق الشّاعر وهو يقول:
    قد مات قومٌ وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في النّاس أموات



    اجمل لعبة متصفح للعب عبر الانترنت اضغط على الرابط


    أو

  11. #326
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,937

    افتراضي

    والد"نصر الله": كان السيد حسن يواظب على دورس العلامة المرجع فضل الله منذ صغره وهو من اقنعني بتزويجه في سن التاسعة عشرة بقوله لي ..عمره العقلي 35 عاما وهو قادر على إدارة بلد أكبر من لبنان وليس أسرة صغيرة !


    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-08-12م)

    قال السيد عبدالكريم نصرالله والد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن ابنه الذي يلقبه بـ "السيد" كان العلامة المرجع السيد فضل الله رضوان الله تعالى عليه هو الذي حمسه لفکرة زواجه وهو في عمر التاسعة عشر وأن السيد حسن كان يواظب على دروس العلامة السيد فضل الله رضوان الله تعالى عليه في المسجد.

    عشية الذكرى الرابعة لحرب لبنان الثانية، نشرت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (ايرنا) تقريراً صحفياً عن حياة السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، تحدث فيه والد السيد نصرالله، في حين جلست والدته الى جانبه مؤكدة أقوال زوجها.

    في بيتهما البسيط في ضاحية بيروت الجنوبية، جلس الوالدان والى جانبهما صورة السيد، وهو الابن البكر، والشقيق التاسع، مرسومة وفي غرفة اخرى صورة للحفيد هادي الذي قتل في معركة مع جنود الجيش الاسرائيلي عام 1997، وبقربها صورة لقائد «حزب الله» الذي اغتيل في دمشق عام 2008 عماد مغنية، الى جانب صورة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي التقاه والد ووالدة حسن نصرالله في زيارتهما الاخيرة الى ايران.

    والد حسن نصرالله، ابن الـ 75 عاماً، قال ان ابنه الذي يلقبه كباقي محبيه، السيد حسن، يزور عائلته مرة واحدة في السنة، اما في الاوقات الاخرى فنشاهده عبر التلفاز، او يتحدثون اليه هاتفيا، نظراً للحدود الامنية للقائه، ناهيك عن الظروف الصعبة لذلك، مؤكداً ان ابنه حسن بات مهدداً منذ الحرب الاسرائيلية الثانية، ويقلل من خروجه خارج البلاد، خوفاً على حياته.

    واضاف ابو حسن «كل ليلة ندعو الله انا ووالدته لنجاته، وان لا تنجح خطط كالتي تخططها اسرائيل، الى جانب ان يديم الله ظله كي يحمينا ويحمي لبنان».

    وتابع الوالد والدموع قد ترقرقت في عينيه، اشتياقاً لابنه البطل على حد تعبيره «منذ بداية طريقه كان ولداً صالحاً، ولم يكن جشعاً أبداً، أحب كرة القدم، واولع بهذه اللعبة المشهورة، كما احب دروس المطالعة والادب والدين الاسلامي».

    واضاف «لقد اكتشفت انه خطيب بليغ منذ نعومة اظفاره، فقد كان يقرأ أكثر من مائة صفحة بشكل متواصل ويحفظها عن ظهر قلب، فقد كان يخاطب كبار السن الذين يذهلون من لغته وبلاغته رغم كونه ابن 14 عاماً فقط».

    وقال والده الذي كان قد عارض مغادرته البلاد لدراسة الشريعة والدين في العراق «اردت ان يكون ابني حسن مهندساً او محامياً».

    وأضاف «عند عودته من العراق في سن الـ 19 عاماً تزوج من أم هادي، رغم انه فاجأني بقراره لأنه لم يملك الاموال لإعالة عائلة، الا ان السيد محمد حسين فضل الله القائد الروحي للشيعة في لبنان رحمه الله، أقنعني، وكان قراره صائباً، فقد ادار شؤون عائلته وكأنه ابن 35 عاما».


    ويضيف السيد عبد الكريم تفاصيل أكثر عن زواج ابنه ، قائلاً : عندما جاء السيد من العراق، کان من الصعب جدا أن يسکن معنا في بيتنا في برج حمود (بسبب الظروف السياسية التي کانت سائدة آن ذاک) وقد رأى أن من الواجب أن يتزوج وکان في التاسعة عشر من عمره لکنّ حالنا لم تکن مرتاحة وقتها، من جهة ولم أکن متحمساً لفکرة أن يتزوج وهو في التاسعة عشر من عمره من جهة ثانية، لکنّ العلامة السيد محمد حسين فضل الله -رحمة الله عليه- والذي کان متوجها معنا إلى منزل الحاجة لعقد القران قال لي: يا سيد، ابنکم السيد حسن عمره الزمني تسعة عشر عاما لکن عمره العقلي هو خمس وثلاثون عاما وهو ليس قادراً على تحمل مسؤولية زوجة وأولاد فحسب إنه أهل لأن يحمل مسؤولية بلد أکبر من لبنان، توجهنا إلى منزل العروس وعقدنا القران ثم تقررا أن يسکنا في مدينة بعلبک، اشترينا غرفة الصالة (وکانت مستعملة يومها) وقمنا بصنع مکتبة ومکث السيد مع عائلته هناک عامين ثم انتقلا إلى منطقة الاوزاعي جنوبي بيروت.

    وحول بدايات السيد وتعلقه بالدراسه وكيف كان يقضي أوقاته أجاب عبد الكريم نصر الله: کان السيد حسن منتسبا إلى مدرسة في فترة ما بعد الظهر وقبل الظهر کان يلعب الکرة أحيانا مع رفاقه، لکن ما کان يواظب عليه هو الاستماع إلى دروس العلامة السيد محمد حسين فضل الله - رحمه الله تعالى – حتى الساعة الثانية ظهراً موعد الاستعداد للذهاب إلى المدرسة.





  12. #327
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,937

    افتراضي

    مراسم تأبين للمرجع الكبير آية الله فضل الله في العاصمة الروسية موسكو

    (شبكة الفجر الثقافية) - (2010-08-08م)



    أقيمت في العاصمة الرّوسيّة مراسم تأبينٍ لسماحة آية الله العظمى، السيّد محمد حسين فضل الله(رض).

    وأفاد مراسل "وكالة أنباء فارس" في موسكو، أنّ هذه المراسم أقيمت بحضور جمعٍ كبيرٍ من الشخصيّات الإسلامية والعربيّة واللبنانيّة، والفاعليات العلميّة والثقافيّة والسياسيّة، ، كما حضرها السفير الايراني في موسكو محمود رضا سجادي.

    وتحدّث في الحفل، عضو مجلس الإفتاء في روسيا الاتحاديّة، نفيع الله عشريف، فأشار إلى بعض جوانب شخصيّة المرجع الراحل(رض) على المستويات السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة.

    وأشاد عشريف بالمرجع الرّاحل(رض)، مشيراً إلى مواقفه الصّلبة في مواجهة الصّهاينة المجرمين، مؤكّداً أنّه كان يعتبر المشعل الّذي يضيء درب المجاهدين للسّير على نهج الإسلام والعرفان والتحلّي بالأخلاق الحميدة لإرواء عطشى العلم والمعرفة من منهله الأصيل.

    وتابع عضو مجلس الإفتاء في روسيا الاتحاديّة قائلاً: إنّ العالم الإسلاميّ والمسلمين في المنطقة، والشّعب اللّبنانيّ، سيواصلون النّهج الّذي رسمه لهم هذا العالم المجاهد، وسيتزوّدون من معين أفكاره الوضّاءة في حياتهم.





  13. #328
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,937

    افتراضي

    أربعينية المرجع فضل الله بحضور
    آية الله السيد عبدالله الغريفي في لبنان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مكتب سماحة آية الله العظمى التاريخ : 29 شعبـان 1431هـ

    السيد محمد حسين فضل الله(قده)الموافق : 9آب 2010م

    "المكتب الإعلامي"
    إحياء أربعينيّة المرجع السيد فضل الله

    أحيا مكتب العلامة الرّاحل، المرجع السيد محمد حسين فضل الله(قده)، وعائلة الفقيد الكبير، ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيله، وذلك بمجلس فاتحةٍ أُقيم في مسجد الإمامين الحسنين(ع)، تخلّله بعد آياتٍ من القرآن الكريم، عرضٌ لفقراتٍ من رؤى سماحته مرئيّةً ومكتوبةً.
    وقد شارك في المجلس التأبيني شخصيّات سياسيّة ودينيّة ودبلوماسية وعسكرية، واجتماعيّة وفكريّة، ووفودٌ علمائيّة وشعبيّة من مختلف المناطق اللّبنانية وخارج لبنان.
    وقد مثّل وفدٌ برئاسة النّائب علي بزّي، دولة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي،
    الرئيس حسين الحسيني، نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، الوزير الدكتور عدنان السيد حسين،الوزير محمد فنيش، الوزير غازي العريضي، الشيخ زياد الصاحب ممثلا لمفتي الجمهورية الدكتور محمد رشيد قباني، النواب: ايوب حميد ،عباس هاشم،عبداللطيف الزين، عبد المجيد صالح، بلال فرحات،السيد حسين الموسوي،وليد سكرية، الحاج علي عمار، السفير الايراني غضنفر ركن ابادي ، السفير العراقي عمر احمد البرزنجي، السفير الكوبي ،رئيس المؤتمر الشعبي كمال شاتيلا،المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ، النائب الكويتي الدكتور يوسف زلزلة،العقيد حسين صالح ممثلا المدير العام للامن الداخلي اللواء اشرف ريفي،علي بركة ممثلا لحركة حماس ،شكيب العينا ممثلا لحركة الجهاد الاسلامي ،اللواء خالد عارف ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
    وفي ختام مجلس الفاتحة، ألقى سماحة السيّد علي فضل الله كلمةً جاء فيها:
    إلى حيث أنت يا مولاي، إلى حيث أنت في عليائك، أحملُ القلبَ على الكفّين أقدّمه لك، وصوب عالمك الّذي يفيض نوارنيّةً وروحانيّة، أُبحر على أجنحة الوجْد والشّوق والحبّ، لألثمَ يديك الطّاهرتين، وأعانق تلك الرّوح التي لم تعرف يوماً إلا التّحليق في الأسمى والأنقى والأطهر.
    يا ارتواء قلوبنا بالخير، بالحقّ، بالعدل...
    يا انتفاضة الآمال الكبرى.. ترتسم فوق نبضِ عقولنا والأحلام...
    يا جداول الزّمن تسري في الأرض تُنبت غلالاً وافرةً من كلّ زوجٍ بهيج..
    يا حبّة القلب.. يا مِحجرَ العين..
    يا نهارنا الّذي أوجد لنا مكاناً تحت الشّمس رغم القهر والخوف والتحدّي...
    يا ملاذاً في ليالي آلامنا، نسكن إلى حنوّك فنمتلئ عزيمةً وإرادات مشرقة..
    يا نور صباحاتنا يُشرق فينا فنتعلّم درس العشق في العزّة والكرامة...
    يا عدل الفقهاء، يا إمام القرآنيّين...
    يا بسمة اليتيم.. يا فرحة الحزين..
    يا خشوع العابدين، يا عيون المحبّين..
    يا أنيس صلاة اللّيل، يا رفيف أجنحة الملائكة تسدّد خطوات الرّساليّين والمجاهدين وكلّ المتطلّعين إلى غدٍ يشرق إنسانيّةً وحقّاً وعدلاً..
    يا زهرة أيّامنا لا تعرف ذبولاً وخموداً, لأنّ سُقياها على الدّوام طيب من طيب الجنّة..
    يا صفاء الصّفاء.. يا مُسدَّداً بعين الله..
    لن أكمل يا سيّدي أكثر من ذلك، فأنا أعرف أنّك لم تكن تحبّ كّل هذا الثّناء، لكنّي أستميحك عذراً، فهذا بعض من فيض روحك.
    يعزّ، والله، عليّ أن أقف بينكم، وعلى مقربةٍ من ضريحه الطّاهر، لأتحدّث عمّن ملأ حياتي وحياتكم وكلّ الحياة من حوله حبّاً وعاطفةً وعلماً وحيويّة، وتجدّداً دائماً وانفتاحاً لا تعرف عنده الآمال حدوداً.
    وبعمق بصيرته، وثاقب فكره، أدرك أنّ الحياة ساحته الّتي زرع فيها وجوده، ضارباً في أعماقها كما الجذور تضربُ في الأعماق، لينتج شجرها أُكُلاً طيّباً كلّ حينٍ بإذن ربّها... وهكذا كان نتاجه وفيراً في الفقه والفكر والأدب.. وهكذا أيضاً في احتضان آمال المتعبين والمستضعفين، فما قرّتْ عينُه إلا وهو يرى مؤسّساته تُبنى مدماكاً مدماكاً، لترتفع بعين الله ملاذاً لكلّ من أتعبتهم الحياة من أيتام ومستضعفين ومعوّقين وغيرهم.
    لم يرضَ أن يخوض غمارَ الحياة كما يخوضها طالبو الراحة.. أو أن يهدأ حيث يهدأ النّاس ويرتاح حيث يرتاحون.. فضّل أن يكون تيّاراً معاكساً قويّاً، عندما كان يرى التيّارات المتنوّعة لا تنطق بالحقيقة، بل تعاديها، وفضّل أن يكون ماءُ تيّاره مما يمكث في الأرض وما ينفع النّاس، لا زبداً رغواً جُفاءً لا يعكس شيئاً من الحقيقة..
    كان يعرف أنّ ذلك سيُتعبه، وأنّ السّير مع التيّار أكثر راحةً وربحاً.. ولكنّه كان يؤمن بأنّ الإنسان ينبغي أن يكون هو نفسه، لا أن يكون ظلاً وصدى لإنسانٍ آخر..
    سرّه في كلّ ذلك، أنّه أخلص لله إخلاصاً مجبولاً بالحبّ كأعلى ما يكونُ الحبّ.. وبحبّ الله أحبَّ رسولَه، وأهلَ بيته الأطهار وكلّ الطيّبين.
    أخذ من رسول الله رحمته بالنّاس، فذاب تواضعاً معهم، عاش بينهم بأخلاقٍ نبويّة..
    وأخذ من عليٍّ شجاعته وصبره في ذات الله، فسالم عندما رأى في السلم تعزيزاً لحضور الإسلام، وواجه متحدّياً عندما اقتضت مصلحة الإسلام ذلك..
    وأخذ من الحسن سعةَ صدره، ومن الحسين استعداده للتّضحية، ومن الباقر علمه، ومن الصّادق انفتاحه على الآخر، ومن الكاظم صبره في مواجهة الاستكبار، ومن الرّضا حكمته.. ومن الأئمّة الجواد والهادي والعسكريّ حسن تخطيطهم لحفظ الواقع الإسلاميّ.. ومن الإمام المهديّ الحرص على إقامة العدل.
    ومن هنا، سعى لأنْ يقدّم للأمّة فكراً صافياً بعيداً عن الغلوّ والخرافة والتطرّف.. وقف مع قضايا الأمّة في فلسطين والعراق رفضاً للاحتلال والاستكبار، ووقف مع المقاومة في لبنان داعماً ومؤيّداً ومسدّداً ومؤمناً أنّ كرامة هذا الوطن بحفظ المقاومة ودعمها والوقوف معها، لأنّ غير ذلك يعني خيانةً للوطن وللأمّة. دعا الأمة إلى أن تفكّر وأن تُطلق فكرها في كلّ شيء، وكانت كلمته الدّائمة "فكّروا معي".. ولم يقل أنا أفكّر، وعليكم أن تستجيبوا.. رغم كل ما يحمل من فكر، ومن آفاق رحبة.
    في الوقت نفسه، لم يرد أن نفكّر بناءً على انفعال أو عصبية، أو أن نخضع للمجاملات أو للأمر الواقع والاستجابة لمتطلّباته.
    دعا إلى تلاقح الأفكار والحوار بين أصحابها، وإلى تواصل الحضارات لا إلى صراعها، وإلى بناء الجسور بين الطوائف والمذاهب.
    ونحن في ذكرى الانتصار نستذكر نداءاته الأبويّة للمقاومين، ومواقفه التاريخيّة، ونصرته يوم عزَّ النّاصر وقلَّ المـُعين.. نستذكر كلّ ذلك، لنؤكّد أنّ حضوره في الساحة يومها، ساهم بصنع هذا النّصر الذي شكّل علامةً فارقةً في تاريخ الأمّة.
    وآمن (رضوان الله عليه)، بأنّ الوحدة الوطنية في لبنان هي المدخل الأساس لبناء العدالة والكرامة وفُرص العيش الكريم لكافّة اللّبنانيّين.. ورأى في الوحدة الإسلاميّة خنقاً للفتنة في مهدها، وقوّةً في وجه المؤامرات والتهديدات والمخطّطات الهادفة للنيل من عزّة هذه الأمّة..
    وأكّد أنّ الشّعار ينبغي أن يكون شعار عليّ: "لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن بها جورٌ إلا عليّ خاصّة".
    وقد انطلق في كلّ ذلك غير خائفٍ في الله لومة لائم، وقد رفع شعاره على الدّوام: "لا يوحشنّك إلا الباطل، ولا يؤنسنّك إلا الحقّ"القويّ العزيز عندي ضعيف ذليل حتى آخذ الحقّ منه، والضّعيف عندي قويّ عزيز حتى آخذ الحقّ له". وقد كلّفه ذلك، وهو يواجه الاستكبار الصّغير والكبير، محاولات اغتيال وتهديدات، ولكنّه بقي بعين الله وحفظه، لم يهنْ ولم يضعف، وكان يؤمن باستمرار أنّ الرّساليّين هم الأعلون..
    هذا هو السيّد.. ولن أجد الكلمات التي تفيه حقّه، والعبارات التي تصوّر بعمق المدى الكبير لشخصيّته.. تتساقط كلّ الكلمات وتضعف كلّ العبارات أمام قامته العلميّة والفكريّة والإنسانيّة.. ولم يكن همّه مديحاً أو ثناءً، كان همّه ونداؤه فينا: الله الله في أيتامكم وفقرائكم ومساكينكم وضعفائكم.. الله الله في وطنكم.. الله الله في مؤسّسات الخير.
    ورحل (رضوان الله عليه)، موقناً كما في حياته، بأنّ هذه المؤسّسات التي أنشأها وأقامها، سنحمل مسؤوليّاتها سويّةً، لأنّه ترك من بعده جمهوراً عريضاً وثق به وبإخلاصه، ولن يكون هذا الجمهور إلاّ وفيّاً، لتبقى رائدةً في كلّ المجالات بإذن الله، مستفيدةً من كونها مؤسّساتٍ، عمقُها فكرُ المؤسّس، لا مؤسّسات أفراد تنتهي بانتهائهم. وقد بعث فيها روحيّة الاستمرار، سواء من داخلها، أو من خلال الّذين يشرفون عليها.. والّذين لن يكونوا إلا مَنْ هم ثقة الأمّة، من علماء واعين رساليّين يحافظون على استمرار هذه المؤسّسات حتى تؤدّي دورها لله وخدمة عباده، ولن تتحوّل بإذن الله إلى إرثٍ شخصيٍّ أو عائليّ، أو تخضع لأيّ منطقٍ يبعدها عن رساليّتها. وثقوا بأنّ السيّد الّذي لم يفكّر في الأطر الضيّقة، لا يمكن أن يترك هذه المؤسّسات تخضع للأطر الفرديّة أو العائليّة أو الحسابات الخاصّة، بل هي للإنسان وللحياة بكلّ آفاقها الرّحبة.
    ولأنّه (رضوان الله عليه) ترك لنا تراثاً ممتلئاً بالحيويّة والحركيّة والرساليّة، فإنّ الفقهاء سيتابعون دراسة فكره الاجتهاديّ، ليوضحوا أبعاد هذا الفكر وعمقه وشموليته، ليكون عنواناً للمرحلة القادمة، وليُخرجوا الفقه من دائرة التّقليد إلى دائرة الاجتهاد، من خلال تقديم صورةٍ متقدّمةٍ للنّصّ القرآنيّ، وما ورد صحيحاً في الأحاديث الشّريفة..
    كما أنّنا على ثقةٍ بأنّ العلماء والمثقّفين ورجال الفكر الّذين واكبوا سماحة السيّد في حياته، سيتابعون مسؤوليّة مسيرة الوعي الفكريّ والثّقافيّ التي أطلقها السيد (رضوان الله عليه) وسار في مقدّمتها، وسيقدّمون بذلك فكره الإسلاميّ الأصيل المنفتح على قضايا العصر وعلى الآخر، وسيكونون روّاداً في الموقع المتقدّم لتقديم الإسلام بصورته المشرقة إلى العالم، ومواجهة كلّ التحدّيات التي توُجّه إليه، وهُم بذلك سيشكّلون مرجعيّةً فكريّةً أصيلةً وثقافيّةً واعيةً منفتحة، وستكون هناك مبادراتٌ قريبةٌ في هذا المجال بإذن الله تعالى...
    كما، وبإذنه تعالى، سيتابع المجاهدون والأحرار مسيرته الجهاديّة، ليرتاح قلبُ السيد الذي لن يرتاح إلاّ أن يرى زوال الاحتلال عن فلسطين والعراق وأفغانستان، وتعود الحياة بإشراقها إلى كلّ الّذين صادر منهم الاستكبار كلّ استقرار وهناء وطُمأنينة.
    ولذلك، فإنّه (رضوان الله عليه)، بإيمانه وصفائه وسموّ خلقه وتواضعه، سيبقى نجمةً ساطعةً في حياتنا، نستهدي نورها في ليالينا ونحن نخوض غمار هذه الحياة.. وسيبقى حضوره قويّاً فينا، لأنّ امتداد حياته بعد وفاته هو من امتداد الرّسالة التي أحبّها وآمن بها وعشقها حتى الرّمق الأخير..
    أيّها الأحبّة
    كلّ الشكر لكم، أنتم أيّها الأوفياء الأعزاء، أنتم الّذين، وبفرحٍ رساليّ، وبحبّ غامر، أتعب السيّد حياته من أجلكم، من أجل محبّتكم وتأييدكم..
    سيبقى حاضراً في قلوبكم وعقولكم ووجدانكم.. سيبقى حاضراً في فقه الفقهاء، وعلم العلماء، وفكر المفكّرين، وجهاد المجاهدين وكلّ الأحرار..
    سيبقى حاضراً مع فرحة اليتيم، وشفاء المريض وأمل الكفيف والمعوّق والمحتاج.. ومع كلّ طالب علمٍ يحتاج إلى العلم..
    أيّها الأحبّة
    أنتم في قلب السيّد ووجدانه.. وهو في قلوبكم ووجدانكم، والمسيرة التي خطّ معالمها ورسم آفاقها، ستبقى بعون الله، وبكم، مسيرة لن تنطفئ جذوتها، ستبقى متّقدةً، تشعّ بالخير، وتنبض بالعطاء، شعارها رضى الله، وخدمة الإنسان.
    في ذكرى الأربعين، كلّ التقدير للّذين كتبوا عن دوره الرّساليّ والوطنيّ والوحدويّ والإنسانيّ.. كنا معهم وكانوا معنا في هذا المصاب الجلل، وكل ّالشكر للذين أقاموا مراسم التّأبين في لبنان وخارجه، وكلّ الّذين عبّروا عن عاطفتهم بالكلمة شعراً ونثراً، وكلّ الّذين أبرزوا معالم فكر السيّد ومضامينه وروحه، وتساميه، والشّكر أيضاً لكلّ الذين أبرقوا وهاتفوا، من أفراد ومؤسّسات وفعاليّات دينيّة وسياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة وأمنيّة، رسميّة وخاصّة، وكلّ الذين يتردّدون على روضة ضريحه، هذه الرّوضة الّتي ستبقى مفتوحةً لهم كما كان عقل السيّد، كما قلب السيّد، كما بيت السيّد.
    شكراً لحضوركم جميعاً أيّها الأوفياء، ومعاً سنكمل درب سيّدنا بكلّ الإخلاص والوفاء، وعهدنا أمام الله، أن نكمل ما بدأه، وأن نرفع شأن ما بناه يداً بيد، عقلاً بعقل، روحاً بروح، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.























  14. #329
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,937

    افتراضي

    مكتب سماحة آية الله السيد عبد الله الغريفي (حفظه الله) يقيم تأبيناً بمناسبة أربعينية المرجع الراحل السيد فضل الله (قدس) في البحرين:










  15. #330
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    6,631

صفحة 22 من 23 الأولىالأولى ... 1220212223 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة حسين سعيد في المنتدى واحة المناسبات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2010, 12:28
  2. انا لله وانا اليه راجعون ....... الارهاب من جديد
    بواسطة محمد من الكوفة في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-04-2008, 18:43
  3. مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-01-2007, 16:15
  4. مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 22-11-2006, 10:44
  5. انا لله وانا اليه راجعون
    بواسطة منتصر في المنتدى واحة الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2005, 23:16

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني