[align=center]كيف ينتهي هذا الدمار[/align][align=justify]ما يحتاجه الشعب العراقي في اللحظة التاريخية الصعبة والمعقدة هذه ، لا يمكن حصره بشيء واحد فليس هناك عصا سحرية تنهي معاناة بلد مثل العراق فيه الانهيارات المركبة ، والتآكل الاجتماعي توغل في اعماق المجتمع العراقي سواء في الداخل او بين الملايين التي هاجرت او هجرت الى الخارج فالنظام الدموي الفاشي الذي حكم العراق اكثر من ثلاثة عقود اوصل المواطن البسيط الى هاوية الفقر والتخلف وقاده لاحقاً الى صحاري الموت عبر حروبه المتواصلة .
المدن العراقية يرثى لها ، والمواطن كذلك فأينما يمشي المرء يشاهد خرائباً وقمامة وابنية لم ترمم منذ عشرات السنين وشوارع مهترئة واعمدة كهرباء بائدة مصانع مقفلة او محترقة ومؤسسات تعيش فوضى ادارية ومالية وتنظيمية باختصار العراق كله مدنه وقراه بحاجة الى ترميم وانشاء وعلاج سواء كان مادياً او روحياً.
اجل ان الشعب العراقي بحاجة الى ماء نظيف وكهرباء ومدارس ومستشفيات وتكنولوجيا ، عمل ومصانع وثقافة وديمقراطية وسلام يمتد على الاقل عدة عقود وتلك احتياجات لايمكن تلبيتها بسهولة خاصة وان البلد شبه مخرب وينبغي الابتداء من الصفر في كثير من الحقول ، المعجزات اليوم صعبة التحقيق التحقق ، لامن قبل الحكومة العراقية الجديدة ولا من قبل الاميركان بأعتبارهم محتلين يتحملون مسؤولية بلد يرتفع من الحضيض والبؤس بعد اطاحة نظام متخلف لم يدافع عنه احد.
هناك تمارين شاقة لابد للشعب العراقي ان يتعلمها ويعتاد عليها بعد القمع الرهيب الذي عاناه والانفلاش الطائفي والقومي والطبقي ، الا وهي سماع الرأي الآخر ونبذ العنف والبحث عن وسائل جديدة للمطالبة بالحقوق والوصول الى الاهداف والغايات أي بأختصار تعلم لعبة الديمقراطية والحكم ، ولا بأس من الاستفادة من المجتمعات الغربية التي سبقتنا في هذا المجال فعدا التجربة الحزبية والانتخابية هناك منظمات مدنية ينبغي ان تؤسس ويكون لها اليد الطولى في الدفاع عن حقوق الانسان.
جمعيات يفترض ان لا ترتبط بهذا الحزب او ذاك ولا تعتمد على الحكومة الرسمية في تمويل نفيها وادامة نشاطاتها ، منظمات تدافع عن حقوق المرأة واخرى للادباء والكتاب والفانين ومنظمات لمعوقي الحرب الماضية ولحماية الطفولة والعجزة والاقليات والمرضى النفسيين وهكذا ، ومتى ما شارك قسم كبير من المواطنين في كل مدن العراق بنشاط هذه المنظمات اللاعنفي ونقصد به الاحتجاجات والمظاهرات السلمية والاجتماعات والنشاطات الفكرية والثقافية وغيرها يقترب المجتمع العراقي برمته من مرحلة ما يسمى بالمجتمع المدني المجتمع الذي يسير شؤونه عبر مؤسسات منتخبة وحرة وديمقراطية تكون الاساس لحكم حضاري يستبعد أي اسلوب قمعي او عسكري لتصريف شؤون البلد . [/align]