أقيم في محافظة القطيف - شرق المملكة العربية السعودية - مساء الأربعاء الماضي حفلا تأبينيا كبيرا للمرجع الراحل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .
ووفقاً لشبكة التوافق الإخبارية فقد شارك في الحفل الذي أقيم في مجلس المبارك العشرات من أبرز رجال الدين في القطيف والأحساء والمدينة المنورة بالإضافة إلى مشاركة علمائية من الكويت والبحرين , وحشد كبير من أبناء المنطقة .
وكانت بداية الحفل من خلال عرض كلمة وجدانية مسجلة بالفيديو للعلامة السيد جعفر فضل الله نجل المرجع الرحل , حيث استهلها بالقول (انه من الصعب أن يؤبن الابن والده وان هذا لصعب المنال ولكن حسبنا هو رسول الله (ص) الذي وصفه القرآن الكريم ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين ﴾ فقد كان رسول الله قدوته ونهجه في حياته فكلما تكابدت عليه الأزمات كانت كلماته " إني ظلمت كما لم يظلم احد , ولكني أحبهم لأني ربيتهم , واشعر بأبوتي لهم جميعا ".
وأضاف السيد جعفر فضل الله مخاطبا والده " ان التواضع كان عنوانا من عناوينك الكثيرة , وقربك من الناس وخدمتهم حتى وأنت ترتقي بهم في روحانيتك فهانحن نكتشفها اليوم أكثر , فأنت لا تشعر في نفسك إلا أفقر الفقراء إلى الله" .
وفي كلمةٍ ألقاها عنه الشيخ حسين المصطفى أكد آية الله الشيخ محمد علي التسخيري -مستشار قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي - أن المرجع فضل الله كان من الرجال الأفذاذ الذين اثروا برحيلهم في نفسه كالإمام الخميني والإمام الصدر والشهيد مطهري .
واستعرض شخصية السيد فضل الله (رحمه الله) في عدة أوجه منها : عطاءه على الصعيد الفقهي حيث أجاز التبعيض في التقليد , واعتمد قاعدة مساواة المرأة للرجل في الحقوق والواجبات , وأفتى بطهارة الإنسان عموما , وحرم العادات المبتدعة في مراسم العزاء , واعتمد الحسابات الفلكية لتحديد بدايات الأشهر القمرية .
وعلى الصعيد الفكري أكد آية الله التسخيري أن السيد فضل الله آمن بقضية الحوار ودعا للحوار مع الغير – مهما كان – ولكنه حوار واع لا يفسح المجال للاستغلال مما ينحرف به عن دوره الأساس .
بدوره تحدث ابرز علماء الأحساء آية الله العلامة الشيخ حسين الراضي في كلمته التي ألقاها في الحفل" ان المرجع الراحل كان يمثل الفكر النابض للعصر الحاضر , مضيفا ان همه وفكره وحركته كان دائما هو الإسلام" .
واضاف " ان الطائفية والعصبية لم تكن في حركته أو في لسانه , بل كان الإسلام هو مايختزل فكر ونهج سماحته " .
واستشهد الشيخ الراضي بقصة له مع المرجع فضل الله قبيل وفاته بفترة , قائلا " قلت له سيدنا ان المستقبل هو للفكر الذي تطرحونه , لكن كان جواب السيد هو المستقبل للإسلام وليس لنا" .
وتطرق الراضي للقرآن الكريم في فكر السيد فكان تفسير (من وحي القرآن) الذي ألفه وكان يربط بين آياته وبين الأحداث التي تحصل في عصرنا الحاضر بشكل سلس ومبسط لكل الناس , مضيفا ان السيد كان يرى ان القرآن هو من يحكم السنة وليست السنة هي التي تحكم القرآن .
وتطرق الشيخ الراضي لموضوع الوحدة الإسلامية في فكر السيد فضل الله مؤكدا ان السيد كان يركز على المساحة المشتركة بين المسلمين سواء كانت فقهية أو عقائدية أو جهادية وليست تكتيكا وقتيا كما يفعل البعض .
ثم ألقى العلامة الشيخ علي حسن غلوم من دولة الكويت كلمة بهذه المناسبة تطرق من خلالها على أهمية تفسير (من وحي القرآن) للسيد وكيف كان يربطه بالإحداث الحاصلة الآن , مؤكدا ان السيد الراحل كان يقدم من خلال مرجعيته إجابات عملية وواقعية في الطرح , بعيدا عن التعقيد الذي قد يصعب على الناس حياتهم العملية دون دليل شرعي واضح .
بعد ذلك تحدث أبرز علماء الشيعة في المدينة المنورة ووكيل السيد السيستاني العلامة الشيخ كاظم العمري عن مفهوم الوحدة الإسلامية في نهج المرجع فضل الله , مبينا انه كان يقتدي بأجداده الأئمة عليهم السلام وذالك في مواجهتهم لمختلف المشاكل والخلافات .
بدوره أشاد الشيخ حسن الصفار في كلمة مسجلة بالفيديو ان السيد الراحل كرس حياته لجمع كلمة المسلمين ووحدتهم , مضيفا ان فكر أهل البيت عليهم السلام كان له أثرا كبيرا في فكر السيد فضل الله ونهجه من خلال تحسسه لأوضاع المسلمين خصوصا في الأقطار التي تعرضت للاحتلال والظلم كالعراق وفلسطين وباكستان .
كما أشاد وكيل آية الله المرجع السيد محمد تقي المدرسي في القطيف العلامة الشيخ محمد حسن الحبيب بمزايا المرجع الراحل فضل الله الفقهية والجهادية والسياسية .
وتخلل الحفل عدة كلمات عبر شاشة العرض لكل من آية الله الشيخ محمد هادي معرفت وآية الله السيد عبد الله الغريفي والدكتور محمود المظفر وكلمة لرئيس الوقف الشيعي في العراق الشيخ صالح الحيدري تطرقت لمزايا وتاريخ المرجع فضل الله .
كما ألقى الشاعران جاسم الصحيح وحبيب المعاتيق قصيدتان بهذه المناسبة تناولت سيرة السيد ومزاياه على مدى مراحل حياته الكبيرة .
وتخلل الحفل التأبيني نعي بصوت الرادود جعفر الدرازي .