النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    1,139

    افتراضي لن ننجر إلى محرقة الفتنة الطائفية

    لن ننجر إلى محرقة الفتنة الطائفية

    كتابات - ضياء الشكرجي

    لطالما جرى الحديث عن كون الشيعة يمثلون الأكثرية في العراق – وهذا يمثل حقيقة لا يمكن إنكارها على أي حال -، ولطالما اختلف ما إذا كانت هذه الأكثرية تمثل 60% فقط أم تمثل 75% أم نسبة بين النسبتين، أم دون الستين بالمئة إلى ما يمثل أكثرية نسبية قد لا تتجاوز الخمسين بالمئة إلا قليلا. ولطالما ارتفعت أصوات بتثبيت حقوق الأكثرية، فقلت فيمن قالوا لسنا مع تثبيت حقوق خاصة للشيعة، بل نحن مع تثبيت حقوق العراقيين جميعا، بحيث لا تضيع حقوق الأقلية التي لا تتعدى الـ 3% أو دون ذلك، وعندها يكون من باب أولى أن تحفظ حقوق الأكثرية. وقلت فيمن قالوا ليس المهم من يكون رئيسا للدولة أو للحكومة، بل المهم أن يكون الحكم الفصل لصناديق الاقتراع وللآليات الديمقراطية، والتطبيق الحقيقي للديمقراطية ونزاهة الانتخابات، فلو شاءت الأكثرية أن تعطي صوتها لمن لا ينتمي إليها، فيكون الرئيس أو رئيس السلطة التنفيذية أو الحكومة ربما – ولو من قبيل الفرض – من غير الأكثرية، ولكن بإرادة الأكثرية، إذا ما أعطت أكثرية الأكثرية مع أكثرية الأقليات الأخرى سوية وبالنتيجة أكثرية الشعب العراقي صوتها لمن هو أو لمن هم من غير الأكثرية. وهكذا يمكن أن تؤول نتيجة الانتخابات لغير مصلحة الأكثرية، ولا أقول ليس من وسطها، لأن ما لا يكون من وسطها لا يجب بالضرورة أن يكون في غير صالحها، وذلك ما إذا تشتت هذه الأكثرية في شتات غير موحد وتحولت من أكثرية إلى أقليات صغيرة، وتوحدت بالعكس أقلية أو قل أكثرية بدرجة ثانية رغم تناقضاتها الداخلية. المهم في كل الأحوال أن تحترم أكثرية الناخبين وليس الأكثرية المذهبية أو الأكثرية القومية أو الأكثرية السياسية. يجب أن نصرّ على أن الديمقراطية وآلياتها وقوانينها وحدها هي التي تحسم الأمر. ثم لطالما قلت لا تدعونا نستغرق في قول من يمثل الأكثرية، الشيعة أم السنة، بل لنطرح الأسئلة المنصفة على أنفسنا، وهي من الذين شكلوا الأكثرية من ضحايا المقابر الجماعية؟ من الذين شكلوا الأكثرية من ضحايا السجون والتعذيب والمشانق؟ من الذين شكلوا الأكثرية من ضحايا التهجير ومصادرة الأموال والأملاك؟ من الذين شكلوا الأكثرية ممن وقفوا بوجه الديكتاتورية الصدامية البعثية الفاشية؟ من الذين شكلوا الأكثرية من الذين اضطروا للهجرة من الوطن إلى مواطن الاغتراب والهجرة بسبب معارضتهم للنظام أو بسبب ملاحقة النظام لهم لأسباب سياسية أو غير سياسية؟ ثم من هم الذين شكلوا الأكثرية من الذين وقفوا مع النظام؟ ومن هم الذين شكلوا الأكثرية من الذين أعلنوا تأييدهم للنظام ولصدام وهتفوا له "بالروح بالدم ..." بعد سقوطهما؟ ومن هم الذين شكلوا الأكثرية من الذين تملكوا الأموال والأملاك المغصوبة من أهلها الشرعيين شراءً أو هدية من النظام بغير حق؟ ثم أو بعد كل ذلك تحاك المؤامرات لتبعيث وطوأفة المؤسسات السياسية والعسكرية والمخابراتية من جديد؟ أقول هذا كله بعيدا عن كل حسّ طائفي، ولكن ابتعادنا عن الحسّ الطائفي لا يعني التفريط بحقوق طائفتنا، إذا ما جرى التآمر عليها، بل لا بد أن نكون يقظين من أجل ألا نذبَح وتذبَح حقوقنا من جديد، وتذبَح أحلامنا، ويذبَح مستقبلنا ومستقبل الأجيال المقبلة، لأننا لا نرضى أن تذبَح حقوق إخواننا في المواطنة من تركمان أو كلدوآشوريين أو صابئة أو إيزيديين وغيرهم، ولا نؤكد على رفض مصادرة حقوق الأكثرية، إلا من موقع أنه إذا ما تم التجرؤ على مصادرة حقوق الأكثرية، كان التجرؤ على مصادرة حقوق الأقليات أيسر، إضافة إلى وجوب الالتزام بالقاعدة الإنسانية العقلائية "الأقربون أولى بالمعروف" وبالتالي أولى بالدفاع عن حقوقهم، مع تأكيد أننا أول المدافعين عن حقوق إخواننا السنة، إذا ما اعتدى عليها معتد، شيعيا كان أو من أي طائفة أو مذهب أو ملة.

    إضافة إلى كل ما مر ذكره لطالما جرت وتجري محاولات جرّ الشيعة إلى محرقة الفتنة الطائفية التي يخطط لها الزرقاويون والصداميون ومن على شاكلتهم. فالقتل البشع الأسبوع الماضي لعدد من الشيعة على أيدي مجرمين سلفيين طائفيين في الفلوجة لا يبرر لنا أن ننجرّ إلى محرقة الفتنة الطائفية، كما إننا رفضنا أن يجرنا البعض منا ومن غيرنا إلى محرقة ما يسمى بمقاومة الاحتلال، ونحن أهل رفض الاحتلال، ونحن أهل النضال من أجل استكمال السيادة الوطنية غير المنقوصة.

    أما إذا قال قائل إنه قد تبينت طائفية أكثر سنة العراق، وكما تبين تعاطف الكثير منهم مع البعث، أو يقول إن هناك تحالفا ثلاثيا أول أقطابه البعثيون صداميون، وثانيها الأصوليون السلفيون، وثالثها الطائفيون من السنة، فأقول إنه من الكفر الوطني أن نعمّم ذلك على جميع سنة العراق. فمعظم سنة العراق معتدلون، طيبون، غير طائفيين في تقديري. ثم حتى لو افترضنا ان أكثرية السنة في العراق طائفيون، معادون للشيعة، متآمرون عليهم، متعاطفون مع صدام ومع السلفية الطائفية، حتى لو لم يكونوا أنفسهم من السلفيين، أقول حتى لو افترضنا صحة هذه الدعوى التي لا أمؤمن شخصيا بدقتها، فإننا غير مسموح لنا أن ننجر لمحرقة الفتنة الطائفية، لأننا لا نريد ان نخسر أخـُوّة إخوانا السنة الطيبين المعتدلين غير الطائفيين، حتى لو افترضنا أنهم يمثلون الأقلية منهم - وهم بالتأكيد لا يمثلون الأقلية -، لأنه مع فرض أنهم يمثلون أقلية، لا تستحق هذه الأقلية المفترَضة أن نخسرها، ولا يستحقون أن نظلمهم بأخذهم بجريرة غيرهم الممثلين على هذا الفرض الأكثرية منهم، نعم حتى لو افترضنا أن هذا الغير يمثل الأكثرية، لا يمكن أن نرضى بأخذ أقلية بريئة طيبة بجريرة أكثرية خبيثة جاهلة، لأن ذلك عين الظلم، والظلم أبغض المبغوضات عند الله تعالى وعند كل إنسان يعي إنسانيته. ثم أؤكد بأني واثق من أن أكثرية السنة ليسوا مع هؤلاء الدمويين. ولكن أعود وأقول، مع فرض ما قد يفرضه البعض، ومن قبيل أن فرض المحال ليس بمحال، ومن قبيل أن ما أفرضه محالا قد لا يفرضه غيري محالا، أو قد لا يكون من الناحية الفعلية والواقعية محالا، تبقى الفتنة الطائفية خطا أحمر مرفوضا رفضا قاطعا.

    هناك ممن التقيتهم قالوا لم نكن طائفيين من قبل، ولكن الواقع الذي عشناه عن قرب في داخل العراق من بعد سقوط الصنم اضطرنا إلى أن يكون لدينا ثمة حس طائفي. فأقول من حقنا أن نقلق على حقوق طائفتنا، ومن حقنا أن نكون حذرين من تمرير المؤامرة على حقوقهم من جديد،ـ ومن حقنا أن نستكنر الفعل الطائفي من فئة من الطائفة الأخرى، ولكن أبدا ثم أبدا ليس من حقنا – كما أرى – أن يكون رد فعلنا على فعل البعض منهم ضدنا جميعا رد فعل طائفيا ضدهم جميعا، طائفييهم ولاطائفييم على حد سواء، بل حتى ضد المقترفين للجرائم الطائفية الذين لا بد من أن نواجههم ونحمي أنفسنا منهم، لا نريد أن نكون طائفيين، بل نواجههم كمجرمين وكإرهابيين، نعم وكطائفيين ولكن ليس كسنة والمعاذ بالله، فهذا برأيي كفر بالثوابت الوطنية، إضافة إلى أنه مما لا يرضاه الإسلام، ولا يرضاه منهج التشيع الذي ربانا عليه أهل البيت عليهم السلام.



    أما دعوات الوحدة بين السنة والشيعة، فهي دعوات تنم عن إحساس عميق بالمسؤولية الوطنية، وعن وعي عميق بالمسؤولية الإسلامية على حد سواء، ولكننا لا نتفاعل مع دعوات وحدة الإرهابيين والمتطرفين والمخربين من الطائفتين، أو وحدة الأصوليين المنغلقين الإقصائيين منهما، بل نريدها وحدة على أساس البر والتقوى، وعلى أساس الاعتدال والوسطية والعقلانية، وعلى أساس قيم الإسلام الإنسانية، وعلى أساس المشترك بيننا وبين كل أطياف أبناء الوطن، سنة وشيعة، علمانيين وإسلاميين، مسلمين ومسيحيين وصابئة ويزيديين، عربا وأكرادا وتركمانا وكلدوآشوريين، ألا هي مشتركات الحرية والديمقراطية، والبناء والتنمية، والاستقلال والسيادة الوطنية، والأمن والسلام.
    =============
    المصدر:
    ================

    http://www.kitabat.com/r21787.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    هل يمكن أن تختفي دولة العراق



    يتحدث مسؤول بارز في مركز ابحاث اميركي محافظ جدا بسخرية مرة عن العراق يقول: "بدأنا عملنا في العراق باجتثاث حزب البعث (Debaathification). والآن عدنا الى الاستعانة بالبعثيين لترتيب اوضاعه (Rebaathification). ماذا يجري؟ لا ادري. نجحنا عسكريا في العراق وفشلنا في التعامل السياسي معه اي في اقامة وضع سياسي مستقر يتوق اليه العراقيون. نحن نقاوم وقاومنا مجموعة من المشردين وخصوصاً في الفلوجة والنجف. كان يجب اقامة حكومة عراقية تتولى هي كل الامور". كيف تتولى حكومة بسيادة اسمية على ما تقولون معالجة كل المشكلات القائمة في العراق؟ سألت. اجاب: "لا سيادة في الموضوعات الامنية والعسكرية. هذا امر نهائي. وستبقى قواتنا في العراق حتى يأتي الوقت المناسب للخروج منه. اما في الموضوعات السياسية فلا شك انه ستكون للحكومة العراقية كلمة اساسية فيها". سئلت اثناء زيارتي الاخيرة لواشنطن اذا كان اتفاق الطائف الذي انهى الحرب في لبنان يناسب العراق. رد المسؤول البارز نفسه: "اعرف ذلك. لكن ما هذا الكلام؟ ما هذا الهراء؟ وفي اي حال الاخضر الابرهيمي موفد الامين العام للامم المتحدة الى العراق ليس الرجل المناسب لحل مشكلات العراق او المساعدة في حلها. الغالبية العراقية شيعية. اكثر من ستين في المئة. ورغم ذلك يأتي الابرهيمي ويقترح رئيس جمهورية سنيا" لكن منصب رئيس الجمهورية على ما هو ظاهر شرفي الى حد كبير، والمنصب الفعلي هو رئاسة الحكومة كما في كثير من الديموقراطيات الحقيقية. اجاب: "لكنه في العراق ليس كذلك. في اي حال يعامل الشيعة في العراق من الابرهيمي وغيره على انهم ثلث الشعب العراقي اي واحد من ثلاثة (الثلثان الاخران هما السنة والاكراد). وهذا ليس معقولا او مقبولا لان عددهم يفوق ستين في المئة من شعب العراق". كيف تحل المشكلة اذا؟ وهل يمكن ان تمشي الحال بعد تسليم السيادة في 30 حزيران واعطاء الأمم المتحدة دوراً لا يشمل القضايا الامنية والعسكرية واخر لاوروبا. سألت. اجاب: "لا يمشي الحال. الاخضر الابرهيمي سني وقومي عربي. وفرنسا والمانيا لن تقبلا دورا في العراق. لماذا تساعدان جورج بوش؟ وموقفهما هذا لن يتغير وان اعطتهما اميركا عقود اعمار وبناء كبيرة في العراق. فهما تريدان بوش ان يقلع شوكه بيديه كما يقال". اذا كان الوضع على هذا النحو واذا كان التعثر الاميركي مستمرا في العراق فلن يكون امام الادارة ورئيسها بوش الا حل واحد هو الاستعانة بقوى اقليمية "مفتاحية" اذا جاز التعبير للمساعدة في اعادة ترتيب الوضع العراقي مثل سوريا او ايران. رد المسؤول البارز نفسه في مركز الابحاث المحافظ جدا: "سوريا لا مجال للاستعانة بها في العراق. وهي لا تستطيع فعل اي شيء هناك او تقديم اي مساعدة. اما ايران فيمكن ان تقدم شيئا".

    ويقول باحث يعرف الشرق الاوسط ويزوره باستمرار في مركز ابحاث في واشنطن: "مشكلة العراق كبيرة. لا شك عندي في ان اميركا ستربح في العراق في النهاية. وهي لا تستطيع ان تخسر. لكن هناك احتمالا ان لا تكون هناك دولة في العراق. وان تقوم بدلا منها كيانات إتنية وقومية وطائفية متناحرة. اما كردستان العراق فيمكن ان تتحول نوعا من شريط حدودي مخفف للصدمات (Buffer zome). وربما ينتهي الحكم الذاتي الذي تتمتع به منذ عام .1991 المشكلة ان الاميركيين لا يعرفون العراق. ولم يدرسوه كفاية. وهذا امر لا يغتفر. والمشكلة الاخرى انهم لم يصرفوا اموالا كافية لتحسين حياة المواطنين ولم يقوموا بالاتصالات اللازمة مع معظم الجماعات العراقية. لا دور لسوريا في العراق، سوريا ضعيفة وعليها الاعتراف بضعفها هذا والتعامل معه كواقع".

    كيف تنظر الجمعيات والمنظمات اليهودية الاميركية الى الوضع في العراق؟

    يؤكد مسؤول مهم في منظمة عملها الاساسي الدفاع عن مصالح اسرائيل في اميركا ان اميركا" لا تستطيع ان تخسر في العراق وانها ارتكبت اخطاء عدة. لكن بالتعاون مع الاخرين قد تستطيع النجاح وان استغرق ذلك وقتاً". وعن العوامل الاقليمية في العراق يقول: "ان ايران تتصرف بذكاء في العراق وعندها الاف من عناصر المخابرات في الجنوب الشيعي العراقي. قد يكون لها دور في العراق ولكن بموافقة اميركية وبالتعاون مع اميركا. اما سوريا فليس لها اي دور. العلاقات بين اميركا وايران لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات واشكالات الموضوع النووي الايراني لا تزال من دون حل وقد تتحول مشكلة او اكثر من مشكلة رغم توقيع ايران ملحق معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية".

    ويقول مسؤول رفيع في الجمعيات والمنظمات اليهودية نفسها: "لعبت ايران دورا سيئا في موضوع مقتدى الصدر والاسلاميين السنة. وهي ربما تحاول وضع بضاعتها على الطاولة لمعرفة الثمن الذي ستقبضه، لن تدفع اميركا. الآن على الاقل. لكن الاوروبيين بدأوا يضغطون عليها. واذا مشى الاوروبيون مع اميركا في الضغط على ايران وسوريا في موضوع اسلحة الدمار الشامل فان امورا كثيرة ستتغير". هل تمارس اميركا سياسة خروج من العراق؟ سألت. اجاب: ماذا تقصد بذلك؟ اذا كنت تقصد الخروج العسكري من العراق فذلك ليس واردا الآن على الاقل. هناك سياسة خروج بعد سنتين على اقل تقدير. ستتم الاستعانة بالامم المتحدة (تم ذلك). لهذا السبب رحب بوش بالاخضر الابرهيمي ودعمه". هل تشارك اوروبا اميركا في عملية اعادة بناء العراق سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا؟ سألت. اجاب: "لن تحظى اوروبا بالمشاركة السياسية والعسكرية التي كانت تطلبها. لكنها تستطيع المشاركة في مجالات اخرى وخصوصا مجال اعادة البناء وفق عقود دسمة".

    كيف ترى الادارة الاميركية الوضع العراقي؟

    سركيس نعوم


    النهار 17 - 6 - 2004
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    "سننجح في العراق"



    عن العراق يقول عامل في الادارة "المحافظة" على تماس مع ملفه والاوضاع في المنطقة: "احيانا تحتاج الى الجراحة، الادوية تعطيك شعورا خاطئا بالصحة او بالاحرى بالشفاء. لكن الجراحة ضرورية في حال التأكد من عدم قدرة الادوية على تحقيق الشفاء. المنطقة كلها في حاجة الى جراحة. سننجح في العراق. ربما لن نتمكن من اقامة ديموقراطية مهمة فيه، او بالاحرى فعلية. لكننا سننجح. ماذا لو قام في العراق نظام على الطريقة المصرية؟ الرئيس بوش رجل عنده رؤية وتصميم. لكن المشكلة تكمن في ادارته. فهي منقسمة واحيانا كثيرة لا يحاور بعضها بعضا. عندما تحدث بوش عن "محور الشر" سارع وزير الخارجية كولن باول الى السؤال عن المقصود بذلك وحاول جاهدا اعطاء توضيحات تخفف من وقع هذا الوصف. وعندما تحدث دونالد رامسفيلد وزير الدفاع عن "اوروبا القديمة" سارع باول الى اجراء اتصالات بالمعنيين في الادارة وواضعي هذا الوصف لتوضيح الامور. علما ان عبارة "اوروبا القديمة" لم تكن واردة في كلمة معدة سلفا. بل "طلعت" على نحو عفوي من رامسفيلد. ليس هناك اي تنسيق داخل الادارة وخصوصا بين المحافظين والمعتدلين. رئيس الدولة جورج بوش لا يدخل في التفاصيل. كان عليه قبل اتخاذ اي قرار ان يطلع على كل المواقف داخل ادارته وعلى كل تحليلات اطرافها. وهو لم يفعل ذلك". ما هو السبب الذي جعل اميركا تتعثر في العراق؟ سألت. اجاب: "الاسباب كثيرة. منها عدم قيام الديبلوماسية الاميركية وجهات اخرى في الادارة بالعمل على النحو المطلوب. ومنها، ايضا عدم الاختلاط بالعراقيين. واتهام كل من يختلط بهم بالخيانة. كيف يمكن ان تعرف التركيبة السياسية والاجتماعية والشعبية للعراقيين اذا لم تختلط بهم. ومنها ثالثا عدم "قراءة" المعنيين في الادارة تقارير ديبلوماسييها في المنطقة ولاسيما في العراق وموفديها اليها. الاخضر الابرهيمي غير كفي. والادارة الاميركية، اكرر، منقسمة ومتناحرة ليس انطلاقا من التفاصيل وهو مشروع تناقش Competition بل ايضا من غياب الجدارة والاهلية Competence. لا يعقل ان يتم التعاطي مع الشيعة في العراق، وهم يشكلون غالبية سكانه على انهم ثلث من اصل ثلاثة. على كل حال اعتقد انه خلال 30 او 40 سنة على ابعد تقدير ستصبح منطقة الشرق الاوسط اكثر ديموقراطية. واذذاك سيكون هناك امل لهذه المنطقة ولكل شعوبها بما في ذلك الاقليات الدينية والعرقية والمذهبية التي تعيش وسط هذه الشعوب او معها". ماذا عن ايران والعراق؟ سألت: اجاب العامل في الادارة "المحافظة" نفسه: "على اميركا ان تضغط على النظام التيوقراطي اي الديني في ايران او ان تزيد من الضغط عليه. الناس في ايران فرس. وقد بدأ بعضهم يتخلى عن الاسماء الاسلامية لمصلحة الاسماء الفارسية. يبقى الايرانيون شيعة. وهم متمسكون بشيعيتهم. لكن الحكم الشيعي الديني مؤذ لهم. الايرانيون يشتغلون كثيرا كي يصبح لهم نفوذ. وعندما تتحرر ايران من حكم الشرع او الشريعة يرتاح شيعة العراق، لان بقاءه يعني استمرار تطلعهم اليه رغم اختلافهم معه. واذا تغيرت ايران دولة الشريعة او الشرع فان "حزب الله" اللبناني سيتغير ايضا".

    اما في الادارة الاميركية المعتدلة فيقول مسؤول على تماس مع ملفات المنطقة عن تعذيب السجناء في سجن ابو غريب العراقي: "نحن نرفض هذه الممارسات جملة وتفصيلا. الضباط والافراد في الجيش كانوا في الماضي ابناء فئات وطبقات معينة كانوا ينفذون القوانين ولا يخرجون عنها. يبدو ان تغييرا حصل الآن في هذه الامور. يمكن ان لا تكون العناصر العسكرية الجديدة ننفذه القوانين كما يجب. اذا كنا حريصين على تطبيق القانون في الداخل فلماذا لا ننفذه من الخارج او نتغاضى عن تنفيذها في الخارج". ترسل اميركا احيانا معتقلين بتهمة الارهاب الى بلدانهم لان وسائل التحقيق قاسية جدا وربما غير انسانية ومن شأنها الحصول على المعلومات اللازمة منهم. وهذا نوع من التحايل على القوانين او "القوطبة" عليها. علق على ذلك: "صحيح، قد يحصل هذا احيانا، وقد تحصل احيانا اخرى امور تظهر السياسة المزدوجة للدول التي تظهر او تتظاهر بالحرص على حقوق الانسان الامر الذي يتسبب باتهام اميركا بامور لا علاقة لها بها. قبضت السلطات الاميركية مرة على مواطن كندي من اصل سوري بتهمة ارهابية معينة. راجع المسؤولون الاميركيون السلطات الكندية في هذا الامر فطلبوا منهم اعادته الى بلده الاصلي سوريا. اعيد. عذب هذا السجين في سوريا. وثارت الضجة، فتنصلت كندا من طلبها من الاميركيين اعادته الى سوريا وطلبت اعادته اليها". وفي الادارة المعتدلة نفسها يقول عامل ارفع عن الموضوع نفسه: "ان الوضع في العراق صعب. سنحترم على الارجح تاريخ 30 حزيران موعد انتقال السيادة والسلطة الى العراقيين. اذ ربما تفرض تطورات غير محسوبة بعض التأخير القليل. لكننا سنحتفظ بالسلطة على الامن وقواتنا المسلحة في هذا البلد. لا اعتقد ان حربا اهلية ستنشب في العراق. لكن يمكن ان يحصل انقطاع في الاتصال بين الجماعات المختلفة المكونة للشعب العراقي". "ماذا عن ايران والعراق؟ سألت. اجاب: "لجأ مقتدى الصدر الى ايران، لكنها نبذته او بالاحرى رفضته. وهي تتصرف في العراق بحذر ويقظة. لا تريد ان تتدخل في العراق تلافيا للتورط في اوحاله او اوصاله. تعرف ان العراقيين لا يحبونها كونها "اجنبية" ولا يحبذون تدخلها في شؤونهم. الهدف الرئيسي لايران في العراق هو رؤية الشيعة الذين يشكلون غالبية الشعب العراقي حاكمين في العراق. وهي تدعم آية الله السيستاني وتحترم توجهاته". "لكن الصدر قد يسحب البساط من تحت قدمي السيستاني اذا استمرت تعبئته للشارع الشيعي واستمرت المواجهة المسلحة مع الاميركيين وقوات التحالف. رد على ذلك: "القضية ليست بهذه البساطة. قمنا "بصفقة" في الفلوجة لم تكن مثالية لكنها كانت مفيدة. وربما نقوم بصفقة مماثلة او مشابهة مع الصدر، هناك عقلية المؤامرة او ذهنية المؤامرة عند العراقيين وخصوصا الشيعة منهم. يعتقد هؤلاء الشيعة ان اميركا ومصر والسعودية تعمل كلها لاعادة الحكم الى السنة في العراق. وهـذا امر يقلقهـم ويخيفهـم. الحقيقـة ليست كذلك، فاميركا مع حكـم يمثـل الجميـع في العراق ويعكس في الوقت نفسه الميزان الديموغرافي المتنوع فيه".

    كيف ترى مراجع مهمة في الادارة الاميركية المعتدلة الوضع في العراق؟

    سركيس نعوم

    النهار 18 - 6 - 2004
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    "حاولت ايران اللعب... في البداية"



    عن العراق يقول مرجع مهم في الادارة الاميركية المعتدلة: "مقتدى الصدر لا يمثل أكثر من عشرة في المئة من الشيعة. وفي العراق توجد هوية وطنية عراقية رغم الفروقات المذهبية. وقد حصلت في مناطق الشيعة عمليات بناء كثيرة. ولا أحد ينكر دورهم في حكم بلادهم. كانت لديهم شكوك في اميركا منذ عام 1991 عندما انتفضوا ضد صدام حسين ونظامه بعد تحرير أميركا الكويت، وبعد اشارات ايجابية بمساعدتهم تلقوها من الرئيس جورج بوش (الأب) ولاحقاً عندما قمعهم صدام وقتل منهم الآلاف من دون ان تحرك اميركا شيئاً لحمايتهم كما فعلت مع الأكراد. كلهم كانوا يريدون الخلاص من صدام حسين، واخيراً حصل ذلك. والأمور تتحسن تدريجاً، وصدام سيحاكم. قد تكون محاكمته مملة احياناً. لكن كل من يستحق المحاسبة سيحاسب. الشيعة لهم دورهم في العراق. وكذلك السنة. دعانا ملك الاردن عبد الله الثاني الى طمأنة السنة العراقيين. انهم في رأينا مواطنون عراقيون لهم ما لغيرهم من حقوق وعليهم ما على غيرهم من واجبات".

    كيف ستتمكنون من المحافظة على وحدة العراق؟ وكيف ستنجحون في بناء جيش عراقي موحد في وقت ترى "عسكراً" سنياً في المثلث السني و"عسكراً" شيعياً في المناطق الشيعية و"عسكراً" كرديا في المناطق الكردية؟ سألت، أجاب: "لا تزال القوة العسكرية العراقية النظامية في بداية تكوينها. فالجيش الذي نحاول اعادة بنائه يضم الآن نحو أربعة آلاف جندي. لكن اعادة بنائه مستمرة وستستمر. ستسلم السلطة الى العراقيين في 30 حزيران الجاري وستجرى انتخابات في مطلع السنة المقبلة. والأمور تسير كما يجب". هل تتوقع حرباً أهلية؟ سألت، أجاب: "لا أعرف. العنف قد لا يزول أو بالأحرى قد لا يتوقف في سرعة لكن الحرب الأهلية قد تكون مستبعدة". هل من دور كبير في العراق للأمم المتحدة وأوروبا؟ قد لا تستطيعون ترتيب وضع العراق من دون الاستعانة اما بقوى دولية كبرى أو بقوى اقليمية كبرى؟ أجاب: "الأمم المتحدة بدأت تمارس دوراً فعلياً. ومبعوث أمينها العام الأخضر الابرهيمي عنده ضوء أخضر بل "كارت بلانش" من الرئيس بوش. وهو سيمضي نحو شهر في العراق ويختار اعضاء السلطة الانتقالية التي ستتسلم السيادة والسلطة في 30 حزيران (فعل ذلك). لكن الأمم المتحدة لن تقود الجيش الاميركي أو لن يوضع هذا الجيش في امرتها. اما اوروبا فان عندنا أو بالأحرى معنا معظم "الناتو" (حلف شمال الاطلسي) أي أكثر من نصف اوروبا. اذا انسحبت القوات الاميركية من العراق يبقى فيه نحو 25 ألف جندي اوروبي. الى ذلك ارسلنا او سنرسل قريباً الى العراق 25 ألف جندي اضافي. أما اوروبا الأخرى التي قد تكون تقصد أي فرنسا والمانيا فسنرى ماذا سيكون موقفها. أكيد سيصدر قرار في خصوص العراق عن مجلس الأمن (صدر). وفي ضوء المحادثات مع الفرنسيين والألمان نعرف ماذا سيكون موقفهم. لكننا في كل الأحوال سنعطيهم عقوداً مهمة في العراق".

    وعن العراق أيضاً يقول مرجع رفيع جداً في الادارة الاميركية المعتدلة رداً على سؤال عن دور ايران فيه: "ما سمعته في واشنطن عن ان ايران تتصرف بحذر في العراق وانها لاتريد التورط فيه صحيح. لكن الصحيح أيضاً هو ان ليس كل الشيعة موالين لايران. هناك القصة القديمة أي الصراع بين الفرس والعرب. وحاولت ايران اللعب مع الاسلاميين السنة في العراق وربما مع مقتدى الصدر. لكن ذلك انتهى. ارسلت وفداً الى بغداد للبحث في موضوع العنف بل لوقفه مع مقتدى الصدر. وكانت لنا مناقشة حضارية معهم حول هذا الأمر. كان عند الجميع خوف من انفجار عنف كبير في ذكرى اربعين الحسين. ساعدت ايران في منع ذلك أو على الأقل في تقليص العنف الى حد كبير. إذ نصحت شيعتها الذين كانوا يتأهبون لزيارة العراق في هذه المناسبة بالآلاف بالامتناع عن ذلك. وكان ذلك مفيداً جداً". هل ستحترم اميركا تاريخ 30 حزيران الجاري. أي هل ستسلم السلطة للعراقيين في هذا التاريخ؟ سألت، أجاب: "نعم سيحترم هذا التاريخ. يمكن ان تعتبر التزامنا هذا شيكا مسحوبا على بنك ويمكنك قبضه فوراً". هل من دور للأمم المتحدة في العراق وكذلك لاوروبا وتحديداً فرنسا وألمانيا؟ سألت، أجاب: "أكيد هناك دور أكبر للأمم المتحدة. الأخضر الابرهيمي يعمل وسيقوم باللازم (قام به). لكن اوروبا أي فرنسا وألمانيا فلا اعتقد انه سيكون لهما دور كبير. كما لا أعتقد انهما ستقبلان القيام بدور عسكري في العراق. ربما يكون للـ"الناتو" (حلف شمال الاطلسي) تدخل عسكري ما أو دور عسكري ما في العراق من خلال بولونيا". سمعت هنا في واشنطن ان الفاعليات الشيعية كلها ستصدر بياناً خلال وقت قصير تصر فيه على دور يعكس حجم الشيعة الديموغرافي الكبير في البلاد في السلطة ويؤكد امتناعها عن التحدث مع الاخضر الابرهيمي. قال رداً على ذلك: "لا اعتقد ذلك قد يقاطع شيعة مجلس الحكم الانتقالي الابرهيمي. لكن جماعة آية الله السيستاني لن يقاطعوه. جماعة مجلس الحكم يريدون حكومة انتقالية موسعة. لا أحد في اميركا يريد الانتقاص من الدور الكبير للشيعة في العراق. ولا يعني ذلك على الاطلاق ان في اميركا من يسعى الى حرمان العراقيين الآخرين أدوارهم أو قد يقبل أمراً كهذا؟

    ماذا يقول المرجع الرفيع جداً نفسه في الادارة الاميركية المعتدلة عن العراق ايضاً وايضاً؟

    سركيس نعوم


    النهار 19 - 6 - 2004
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني