
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيق
العراق ... بين الواقع و الحل و المستحيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اصبح الكثير من المتتبعين للشأن العراقي سواء من ابناء العراق او من محبيه او حتى اعداءه مقتنعين بنظرية مفادها بأن العراق وصل الى مرحلة اللاحل ، وعليه بنى المحللون والسياسيون والاقتصاديون استنتاجاتهم للمرحلة القادمة والتي استنبطوها من الواقع الحالي بشقيه القانوني والواقعي فأعلن هؤلاء سرا او علانية بأن الامس سيكون مثل اليوم ومثلهما سيكون الغد وبعد الغد !!! ولكن؛ ومع صدقية الاستنتاج بلغة رياضيات المنطق و لتطابقه مع ارض الواقع يبقى دائما هناك حل وهذا ما يجمع عليه علماء الرياضيات والاقتصاد والفنون فنحن في القرن الحادي والعشرين وزمن ماكنة حرون قد ولى وعولجت معضلته منذ امد بعيد ...
قد لا يضيف العقيق جديدا بقوله ان التخلف الخدماتي والاقتصادي في العراق سببه سياسي بحت ولا اكثر من ذلك و لا اقل ! ولا اظن ان هناك من يختلف معي في هذه الجزئية بالذات ، وليس جديدا ايضا ان نعرف ان مانراه من فساد اداري ووظيفي ينخر العمود الفقري للدولة هو نتاج للوضع السياسي الخاطيء السائد في العراق اليوم ... فهل هناك من حل ؟ ومن بيده عقدة الحل ؟ وما هو مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه للوصول الى نهاية النفق ؟
دائما هناك حلول وليس مجرد حل ...
اعتقد مخلصا – والله اعلم – ان الكرة مازالت في ملعب دولة القانون وحزب الدعوة تحديدا بكفاءاته العلمية والفكرية المعروفة – والكثير منها مهمشا للاسف - و بمقاعده التسعة والثمانين والتي تمثل و بلاشك رقما صعبا وصعبا للغاية في مجلس النواب المنتخب حديثا ... وعليه سنسمح لجنابنا المعظم – اعظم الله شأنه – أن يضع حلولا نظرية سنجملها حسب اهميتها وربما ترجمها الصناع والحرفيون الى اختراع عملي في يوم ليس ببعيد ... وكما يلي :-
اولا :- مراجعة علمية عامة لفقرات الدستور وديباجته العتيدة وتصحيحه من الناحية القانونية والاجرائية واغلاق ثغراته التي لا تعد ولاتحصى وان تتولى هذه المهمة جهة استشارية علمية و قانونية مستقلة تتكون من اكاديميين واختصاصيين على ان لا يكون اعضاء مجلس النواب طرفا فيها في اي حال من الاحوال ..
ثانيا :- الغاء مجالس السلب والنهب والمسماة بمجالس المحافظات والمجالس المحلية وان توكل مهامها الى وزارات الدولة المختصة المبتلاة بمرض الترهل المزمن... ولكي نتجنب الاعتراضات هنا سوف اوضح الفكرة ببعض من التفصيل الممل :-
1- ان هذه المجالس تعد السبب المباشر والرئيس في تردي الخدمات واظهار الحكومة المركزية الحالية او المستقبلية بمظهر البريء من كل الاحباطات على الصعيد الخدماتي فلكل مجلس محافظة ميزانيته الخاصة وهو من يقرر مستوى الخدمات المطلوبة وكذلك هو من يراقب عمل الدوائر المحلية .. فالحكومة المحلية للمحافظة ( س ) مثلا تستطيع ان تدعوا شركة اجنبية او جهة محلية للاستثمار في مجال الطاقة مثلا وتبني لها محطة توليد كهربائية وتسد حاجتها من الكهرباء وتتصدق من فائضها على الجيران وهو مشروع ربحي يبيض ذهبا !!!
اذا الحكومة المركزية ووزارة الكهرباء بريئة من نقص الطاقة الكهربائية !!! ولكن السبب هو فشل الحكومة المحلية او مجلس المحافظة في سد النقص الحاصل في الطاقة !!!
2- ( الحكومة المحلية ) هي المسؤولة عن رسم السياسة الاقتصادية والادارية للدوائر المحلية وكذلك حاجتها لليد العاملة واحالة طلباتها الى وزارات الحكومة المركزية ، وببساطة نستنتج ان الحكومة المحلية هي المسؤول عن مشكلة البطالة وهذا الاستنتاج صحيح الى حد بعيد جدا ...
3- الحكومة المحلية ( مجلس المحافظة ) هي المسؤولة عن الواقع التعليمي والصحي ومدى حاجة المحافظة الى مدارس ومستشفيات ويمكنها المباشرة ببناء هذه المؤسسات متى ما اقتنعت ان المحافظة تحتاجها فعلا ودور وزارة الصحة والتربية هو دور تكميلي ينحسرفي رفدها بالملاك التخصصي المطلوب ... اذا الحكومة المركزية ايضا غير مسؤولة عن تردي الواقع الصحي ولا التربوي !!!
4- الحكومة المحلية هي المسؤولة عن تقييم واقع خدمات الطرق والجسور ومدى الحاجة الى توسيع او انشاء طرق جديدة والحكومة المركزية غير معنية الا بحدود اجرائية فقط ... اذا الحكومة المركزية بريئة من تردي واقع الطرق والجسور ...
على كل حال ... ما اوردناه اعلاه هي امثلة فقط وللقاريء الكريم ان يجمل بقية المجالات بنفس الاسلوب ليستنتج ان تجربة الحكومات المحلية هي تجربة رديئة بل وفاشلة جدا - في بلد مثل العراق - خصوصا بعد ان تحولت هذه المجالس والحكومات الى مرتع جديد للابتزازات و للنهب والسلب دون ان يطاله مقص الرقيب ....
ثالثا :- المباشرة بأعداد قانون التدرج الوظيفي وفق الخبرة والكفاءة بعيدا عن كل اعتبارات حزبية او طائفية او فئوية او محسوبية او منسوبية لكي لا نجد عاملا فنيا او حتى فرّاشا قد تحول بين ليلة وضحاها الى مدير عام كما لا نجد سنفورا جديدا لم يبلغ الحلم قد اصبح مديرا للدائرة الفلانية ! لمجرد قربه من العقيق او من صخام او لطام ...
رابعا :- تشكيل الحكومة المرتقبة وفق مبدأ الكفاءة المهنية ( التكنوقراط ) وطرحها امام مجلس النواب للتصويت وبأقل عدد ممكن من الوزارات ولنستغني عن صولاغ والخزاعي وزيباري وعنباري وجلعوط وبلعوط... وليرفض مجلس النواب الموقراعطاءها الثقة و عند ذلك سيكون للشارع راي ...
خامسا :- انهاء عمل الهيئات واللجان المستحدثة ( اللقيطة ) كهيئة حل نزاعات الملكية وما يسمى بهيئة النزاهة وغيرها والحاق اعمالها بوزارة العدل للتخلص من مشكلة الازدواج القضائي اذا لا توجد في العالم كله دوائرمتعددة للقضاء الا في العراق ...
سادسا :- الاستعانة بالاكاديميين والمتخصصين في رسم السياسة الاقتصادية للدولة ووضع قانون حركة رأس المال وانتقال الدولة بأمكاناتها الاقتصادية الهائلة الى نظام رأسمالية الدولة والقطاع المختلط مع الحفاظ على حق القطاع الخاص في رفد العملية الانتاجية ولنا في التجربة اليابانية خير مثال ...
سابعا :- اصدار الهوية الوطنية والرقم الوطني الموحد اسوة بدول العالم المتقدمة والنامية - حتى غانا لديهم رقم وطني - وانشاء الحكومة الافتراضية الالكترونية لكي يتخلص المواطن من ابتزاز الموظفين ونودع والى غير رجعة مايسمى بالاكراميات ( الرشوة ) ..
ثامنا :- تأسيس شركات مقاولات عملاقة تابعة للوزارات المختصة كوزارة الاعمار والزراعة والصناعة وغيرها تُطرح للاكتتاب في سوق العراق للاوراق المالية وتأخذ على عاتقها تنفيذ المشاريع الكبرى بعد تجهيزها بمعدات البناء والتطوير الحديثة ورفدها بالكفاءات الهندسية والادارية المطلوبة لتكون البذرة اولى لانهاء ما يسمى بسوق نخاسة عقود المقاولات في العراق ..
تاسعا :- دعم القطاع الزراعي بكافة الامكانات وتشجيع الفلاح على العودة الى زراعة الارض وعدم القاء الحجج على نقص مياه دجلة والفرات فتونس على سبيل المثال لا يمر من خلالها لا دجلة ولا الفرات ولا حتى المسيسبي ومع ذلك تملأ منتجاتها الزراعية دول العالم اعتمادا على مياه الابارحصرا..
.
عاشرا :- اعادة العمل بنظام التجنيد الالزامي وفق قانون مدروس واليات مهنية لكي نعطي حافزا للشباب الضائع والمتسرب للعودة الى مقاعد الدراسة ، فكثير من الشباب هجر الدراسة او اجبرته العائلة على هجر مقاعد الدراسة والاتجاه الى سوق الحماميل والعاطلين لعدم وجود تجنيد يجبره و العائلة معا على الجد والاجتهاد من اجل تأخير تجنيده على الاقل ...هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى سوف يساهم التجنيد الالزامي على اعادة توحيد الصف العراقي من جديد .
حادي عشر :- احالة كافة ضباط الحواسم في الجيش والشرطة من الذين حصلوا على رتبهم العسكرية بواسطة الفرهود الى التقاعد واعادة بناء الجيش والقوات المسلحة وفق ضوابط مهنية بعيدة عن كل الموروثات السرطانية ...
ثاني عشر :- الغاء كافة الامتيازات الخاصة في التعيين او الدراسة الممنوحة لكافة المجموعات وبدون استثناء تماشيا مع الدستور الذي يكفل فرص العمل والتعليم للجميع وفق ضوابط متساوية ولكي لا نُتَّهم من جديد بوراثة القوانين التمييزية لنظام البعث المقبور ...
ثالث عشر :- اصدار قوانين واجراءات صارمة وعقوبات تصل الى الاعدام ( للاسف هذا هو الحل ) بحق كل من يعطل او يؤخر مشاريع الاستثمار النفطية كما حدث مؤخرا من ابناء العشائر الغيارى ( غيرة لكن بالمكلوب ) في الناصرية والكوت وغيرها ...
رابع عشر :- اطلاق حملة وطنية شاملة لمكافحة الجهل والتخلف الاجتماعي والدعوة الى نبذ العشائرية المقززة و تفعيل دور القانون والقضاء لاعادة هيبة الدولة الضائعة لحساب العشائر والمؤسسة الدينية !!! ..
خامس عشر :- الموضوع مطروح للاستفتاء في شبكتنا الغراء ....
صفاء العقيق وحده لايكفي ....
...