النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow صدام بريء وبطل وفق منطق التاريخ !

    [frame="7 80"]صدام حسين رجل الدولة المفترى عليه

    كتابات - أ‌. ياسين الموصلي

    قد يتفاجئ العراقيون للوهلة الأولى من العنوان ، ولكن قد نراه طبيعياً كعناوين لبعض المؤلفات التاريخية بعد عشرات السنين عندما يأتي البعض ليقيم فترة حكم الدكتاتور وبدوافع قومية أو طائفية أو فردية. فكما كتب البعض مثل هذا العنوان عن طواغيت مروا في سالف الزمان أمثال الحجاج ويزيد بن معاوية وغيرهم ، وبرروا لهم أفعالهم وجرائمهم ، فسنجد من يبرر لصدام جرائمه بدعوى أنَه كان رجل دولة يدافع عن الأمة ، وأن كل ما قام به من قتل الملايين من البشر من العراقيين وغيرهم كان في مصلحة الدولة والأمة ، وكل الذين قتلوا هم الخارجون عن إرادتها. وسنجد من يكتب عنه القصص والمواقف حتى يصبح خطأه صواب ليصبح المعصوم المختوم.

    إنَ كتابة التاريخ أمانة ومسؤولية ، وحتى لا تترك الأجيال القادمة في غياهب التشوش والحيرة. ولكي لا يصبح المضحون من أجل الحق والعدالة خارجين عن القانون ، ولا يكون الطاغية وأعوانه يوماً ما أبطالاً عادلين. نقول علينا أن نعمل من أجل إبقاء الذاكرة العراقية حافظة لكل المآسي والآلام التي سببها النظام البائد وفق المنظور الآتي:-



    1- تدوين الروايات الشفوية والتسجيلية ، وحفظ الوثائق في دور خاصة للأرشيف ، والتي تشمل ضحايا النظام والسجون والمعتقلات والجرائم والوقائع وكل ما له صلة بذلك.

    2- الاهتمام بالمقابر الجماعية ، وتدوين أسماء الضحايا ، وتحويلها إلى نصب تذكارية ومزارات يتردد إليها أطفال المدارس وكل أبناء العراق والزائرين من الخارج حتى تبقى شاهدة على عصر الظلم والطغيان جيلاً بعد جيل.

    3- تحويل قصور الطاغية وكل ما أراد أن يخلد به اسمه إلى أماكن ودوائر خدمية للشعب ، لأنها بنيت من دمائهم وجماجمهم.

    4- التكاتف والتعاضد بين أبناء الوطن من أجل بنائه ودفن الأحقاد والضغائن وكل ما أفرزه النظام البائد ، مع الضرورة على تحقيق العدالة وإرجاع الحقوق للمظلومين.

    5- تخليد القادة والمفكرين الذين ضحوا بأنفسهم في عهد النظام البائد، وتكريم أسرهم وعقد الندوات والمؤتمرات التي تتناول أفكارهم ونضالهم.

    أستاذ جامعي ومؤرخ

    Y_almously@yahoo.com[/frame]
    http://www.kitabat.com/r21944.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    بعضهم لم يُسلّم حتى الآن أن صدام حسين كان مجرماً!

    منى فياض - الدوحة



    في كل مرة أحضر فيها ندوة او مؤتمراً عن الاصلاح في العالم العربي، وهي مؤتمرات تضم بالطبع نخبة من المفكرين والخبراء والمثقفين نساء ورجالاً، أفاجأ بالنفَس القومي المتغلغل في حنايا أدمغتنا لا يحيد ولا يتزحزح او أنه ربما موقف ضمني لا يعطي الاهمية الكافية للممارسات التي تنتهك حقوق الانسان العربي وتجعله عبداً. والأهم من ذلك تضايق البعض من ممارسة النقد الذاتي والاعتراف بالذنب، فيطلق علـيه هذا البعض صفة "جلد الذات" بما يعطي المسألة بعداً مازوشياً نفسياً!!

    وخرجت بهذا الانطباع مرة اخرى (1) من مؤتمر الديموقراطية والاصلاح في الوطن العربي، (صدر عنه اعلان الدوحة للديموقراطية والاصلاح، 3-4 حزيران). كان المؤتمر جيداً، بمعنى وقت انعقاده وما تم تداوله والنقاشات التي دارت فيه. إن مجرد متابعة عقد مؤتمرات من اجل التداول في كيفية تفعيل الاصلاح وارساء الديموقراطية يعني أن هناك نفساً جديداً في المنطقة وأملاً في التغيير. وتكمن أهمية هذه الندوات والمؤتمرات في تواتر انعقادها لاهمية الافكار التي تتداولها وتساهم في إشاعتها، رغم أنها كانت موجودة في أطر ضيقة من قبل; لكن الجديد هو هذا "الاجتماع" من اجل القيام بشيء ما وتسجيل أعداد متزايدة من العرب الذين يريدون الاصلاح ويطالبون به ويعبّرون عن آرائهم بقوة ويتبادلونها بحرية.

    مع ذلك برز احساس عند البعض ان الشباب الخليجي "مؤمرك" بينما العرب الاميركيون الذين حضروا كانوا نقديين تجاه الطروحات الاميركية حول منطقتنا. ولاحظت هنا بعض الخلط في معاينة الامور، إن بعض الاساتذة الاميركيين/ من اصول عربية، الذين حضروا المؤتمر كانوا نقديين تجاه اميركا لشعورهم العميق بأنهم مواطنون اميركيون يقومون بنقد مواقف وممارسات ما صاروا يشعرون أنه وطنهم وليس لجهة الدفاع عن فكرة الاصلاح من الداخل وعدم "جلبه" من الخارج او لمواجهة "مشروع الشرق الاوسط الكبير" او اي تسمية اتخذها. حتى ان البعض علق على هذه "المتطلبات الليبرالية المتشددة" تجاه الممارسات الصحافية والانتخابية في اميركا، ان اعطونا "بعض" ما عندكم وهذا كافٍ لهذه المرحلة، فنحن نحتاج الآن الى القليل من المحاسبة فقط وليس الى كثيرها.

    وتظل الامور "تحت السيطرة" كما يقال الى أن يتطرق الحديث الى العراق وفلسطين والتعذيب والعنف، وتصبح المسألة بحاجة الى توضيح اكبر عندما تمس صدام حسين ومجازره، فهناك من يعتقد حتى الآن بين هذه النخب، وهو الامر الذي يثير عجبي، ان مسألة المقابر الجماعية غير أكيدة!! وان علينا عدم المبالغة بممارساته ووحشيته! هذا رأي المواطن العربي، بينما يحرض الاميركي من اصل عربي على التأكيد ان ما قام به لا يمكن مقارنته ابداً بما قام به هتلر. ومن هنا نرصد موقفين: موقف يشكك في صحة المقابر الجماعية والجرائم الفظيعة التي قام بها - وهو موقف بعض مواطنينا الديموقراطيين العرب. وموقف يتبناه المواطن الاميركي من اصل فلسطيني، وهو مع كل ادانته لصدام وللفظائع الذي قام بها، الا أنه يجدها أقل وطأة من جرائم هتلر، فالاخير استخدم "معامل ومصانع للقتل ومحارق رأيتها بعيني..." وكأن مجرد استخدام الآلة يجعل الجريمة أكثر فظاعة! وكأن الجريمة التي تستخدم فيها الايدي ومفارم اللحم تكون اقل وطأة وأكثر احتمالاً!

    وفي هذا الموقف إزاحة للنقاش السائد حول بشاعة الآلة والصناعة امام جمال الارتيزانا والحرفة اليدوية. فأن يقتل صدام ويرتكب الفظائع بيده ويأمر بقطع الايدي والاذنين والوسم وان يستمتع باختراع انواع من التعذيب التي شاهدنا بعضها وإبادة آلاف البشر بالغاز في الهواء الطلق يجعلها اقل وطأة من قتلهم بالغاز في غرف مقفلة!! لكنه موقفه كمواطن اميركي نشأ هناك لذا نجده أكثر تفهماً، اذا لم نقل "شديد التفهم" لمعاناة اليهود، منه لمعاناة العراقيين التي نكاد ننساها في خضم الاوضاع الامنية المشتعلة، بحيث أنه لا يرغب باقامة مقارنات قد تزعجهم (فهو يرغب بالانخراط في مجتمعه) او تجعل من الهولوكست حلقة من حلقات البشاعات التي عرفتها البشرية وليست خطيئتها الفريدة ومحورها.

    ذلك ان اعتبارها مجرد حلقة من حلقات بؤس الانسانية يجعلها نسبية فقط وليست مطلقة. ومواطننا الاميركي يتخذ هنا موقفاً يشبه موقف اليسار الاسرائيلي عموماً. وهو موقف لا غبار عليه سوى أنه يريد "فهم" او "التسامح" مع فظاعات شارون وغيره ويجعلها أقل وطأة ولا يجد الارتباط العضوي بين تحرير فلسطين واستقلال العراق وتحريره وديموقراطيته (2)، وكأن الاعتراف بمدى الفظاعات التي عاناها العراقيون يقلل من معاناة اليهود التي يريدونها فريدة في التاريخ وبالتالي تجعل من جرائم الاسرائيليين في فلسطين أقل فظاعة و"نسبياً" مقبولة ولا يمكن مقارنتها بجرائم النازية.

    وفي هذا موقف متحيز غير موضوعي، فأن نتذكر جرائم تاريخية ونعيشها وكأنها راهنة، فيما ننسى جرائم مجرم لا يزال بيننا ويجد مدافعين عنه فهذا امر غير اخلاقي وغير مقبول. هذا عن الاميركي. لكن ما بال المواطن الديموقراطي العربي يغفل عن مدى اهمية إثارة كل هذه الجرائم وهذا العنف الذي ينخر منطقتنا؟ وهل يمكن أن نبني ديموقراطيات اذا لم نضع أيدينا وأعيننا اولاً على ممارساتنا الهمجية والاعتراف بها على انها كذلك والاعتذار عنها والاحساس بتأنيب الضمير للسكوت طويلاً عنها؟

    صرت أميل الى أن نذكّر في كل مناسبة من هذه المناسبات بجرائم صدام ونطلب ادانتها، كي يصبح ممكناً ادانة الممارسات القريبة منها، ولو انها اقل في الكمية، والتي تسود عالمنا العربي، وحتى الآن. إن هذه الادانة هي أحد الشروط الاساسية للقيام باصلاح فعلي في بلادنا. علينا ان نصدق، وان نعترف بأن صدام كان مجرماً خطيراً ومريضاً استخدم خيالاً ملعوناً في تعذيب البشر بيديه وأظافره مستخدماً جميع الوسائل والتقنيات التي توافرت له من ضمن عقليته البدوية الريفية. وان مرضه لا يشكل لنا عذراً بل يزيد من ادانتنا وادانة ثقافتنا التي تُزَعّم مرضى ومهووسين ومجانين وتخضع لهم!! ولا يمكن ان نصلح احوالنا ما دمنا لا ندين (وبالقوة اللازمة) هذه الفظاعات ولا نرفض بالقوة نفسها، الممارسات الوحشية والخطف والتعذيب الممارسة في العراق تحت ذريعة المقاومة. إننا كلبنانيين على الاقل، نعرف أن هذه الممارسات هي ممارسات عنيفة ووحشية ومريضة ولا تمت الى المقاومة بصلة. إن أكثر ما تحتاجه هذه المنطقة هو مؤتمرات ودراسات وورش عمل تبحث في اسباب العنف العميقة وكيفية معالجته، فالديموقراطية ليست عصا سحرية تقدر على تحويل العنف وتطهيره بمجرد لمسه.

    ----------------------------------

    1) المرة الاولى كانت في المؤتمر الاقليمي الاول لعلم النفس في الشرق الاوسط وشمال افريقيا الذي عقد في دبي، والذي ضم علماء ومختصين من مختلف انحاء العالم، بالاضافة الى مشتركين من سبع دول عربية، حيث لم اتصور انني سوف أواجَه، هناك ايضاً، بمشكلتين اثنتين من مشكلاتنا التقليدية، واللتين تبدوان من صميم وجودنا واحدى العلامات البارزة لوضعيتنا الراهنة في العالم العربي بحيث اننا لن نتخلص منهما بسهولة كما قد يظن من هو بمثل سذاجتي. الاولى متعلقة بالموقف التمييزي ضد المرأة وكيفية التعامل معها والثانية متعلقة بموقفنا الدفاعي عن هويتنا المأزومة عبر نموذجين ارشاديين استهلكا ويحتاجان الى اعادة نظر، الا وهما العروبة والقومية. وبما ان اعتقال صدام صادف فترة انعقاد المؤتمر، فلقد شعرت النفسانيات والمهنيات الممتازات والمناضلات النسويات، بالاهانة بسبب اعتقاله وعرضه بهذا الشكل على الشاشات. ومع أنهن لسن معه ويكرهنه، شعرن ان في هذا تحقير للأمة ولهن كعربيات، وان فيه انتصاراً لبوش. وبما ان بوش ليس افضل من صدام، فلماذا اعتقال هذا وإعطاء نقاط تساعد الآخر على النجاح والتبجح؟ وكأن المسألة متعلقة بمبدأ تنافس بيننا وبين بوش، او مع الاميركيين، اي منا يدافع عن "ممتلكاته القومية" تجاه الآخر بشكل افضل؟ وكأن اعتقال المجرم الخطير من قبل شرطي فاسد يصبح امراً مرذولاً بسبب فساد الشرطي؟ فنترك المجرم طليقاً حتى تصلح حال الشرطي؟ او حتى نجد آخر يناسبنا ومن ابناء جلدتنا؟ وهو الامر الذي تتبين استحالته يومياً.

    2) واحتاج الامر الى نقاش البعد الرمزي ومعنى حياة الفرد العربي فيما تنتهك محرماته امام ناظريه وفيما هو عاجز ومكبل.

    --------------------------

    استاذة في الجامعة اللبنانية

    النهار 21 - 6 - 2004
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني