النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow وثائق الملف الأمني العراقي المتعلقة ببدر شاكر السيّاب

    [align=center] من الشوارع الخلفية لمدينة الناصرية
    [glint]وثائق الملف الأمني العراقي المتعلقة ببدر شاكر السيّاب[/glint]

    عادل كمال
    wrakwrac@hotmail.com

    الخميس 01 يوليو 2004 06:05 [/align]

    [align=justify]وصلنى الملف صدفة، عندما كنت في بيت احد معارفي، اذ وقعت عيني على حزمة من الاوراق مطوية على بعضها، لم اعرها اهمية في باديء الامر، لأن صاحبي هذا لايعمل الا في الممنوعات - التزوير، وحيازة الجوازات، وهويات الاحوال المدنية، وعقود الزواج.. الخ - وهي حرفة املتها عليه ظروف المنفى الذي عاشه في كردستنا ن، و البطالة، والسجون الكثيرة التى استضافته، زائدا الوضع العراقي المرتبك الجديد. غرفته اذن مخزن سري لعدة العمل، ولصور ممثلين وممثلات، لرؤوساء عصابات وابطال ملاكمة، لأشرطة اغان نادرة، ولتلفونات، ولمنهوبات من نوع ماخف وزنه. لم يخطر لى انه قد يحتفظ بشىء من تراث الحكومة السري الخاص، لكننى سألته، على سبيل المزاح ان كان قد حاز على شىء من هذا التراث، فضحك.
    "تعرف ياعادل، انى رجل على قدر حالي، ليس عندي فكرة عما تقولونه انتم اهل العلم والثقافة، بل ولايهمنى ذلك، وسوف لن اهتم، لكنى بعد سقوط صدام كنت في البصرة، من اجل بضاعة ما، عندما وجدت ان اصحابي هناك، وانا اعمل معهم كشريك لى حصة في نشاطهم، ولهم حصص في نشاطى، وجدتهم وقد عادوا ببعض ماتم نهبه من امن البصرة، فكانت حصتى مساوية لحصصهم، ومن بينها هذه الاوراق - اشار الى الحزمة المطوية - التى جئت بها دون ان اعر للامر اهمية، والقيتها بها في مقر عملياتى هذا بانتظار دورها في التصفية. والان هي لك دون مقابل، اذ قالوا لي انها تخص شاعر او شىء من هذا القبيل".
    لم يبد على صاحبي انه قد اهتم عندما عرف ان اوراقه هذه هي ملف السياب الامنى، لم يكترث، وهز كتفيه: "آنى ماعليه" ثم اردف قائلا: "عندي قنينة ويسكي، هل تشرب؟"



    ******



    يتألف ملف السياب الامنى من ( 5) صفحة، وهو يبدأ بكتاب مديرية الامن العامة - بغداد العدد: 4590660 وبتاريخ 19/6/1979 ولايبدو ان هناك نهاية له، لأسباب منها: ان الملف كان قد نهب من مديرية امن البصرة - حسب افادة اصحابنا في الشوارع الخلفية- مع ماسرق ونهب من أثاث وكراس وعصى وكيبلات وتقارير، وقد صوّر على جهاز استنساخ ردىء، بعد ان اكتشف احد ما اهميته، لأن الحبر الاسود غطى الكثير من صفحاته.
    لذلك فان الخروج بحصيلة متماسكة عن افادات الشرطة السرية في العراق، في شخص السياب، يحتاج الى لم ّ التقارير الى بعضها، وانتزاع بعض معانى الكلمات التى شوّهها جهاز الاستنساخ من جانب، وما شوّهه كتّاب التقارير من جانب اخر، حيث عمد بعضهم الى نسخ المعلومات المتوفرة عن السياب، من نسخة ما اصلية، من دون التاكد منها، وهو عمل روتيني داخل مثل هذه الدوائر، لكنه قد يكلف الشخص المعنى الكثير.

    ربما يفهمنى الجنود، في الثكنات، الموكلون بكتابة الكنى ونقلها بين السجلات، اذ ان من المحتمل ان يؤدي تغيير ما، ولو بسيط، في املاء كلمة او في تدوين تاريخ، الى نتائج غير متوقعة، تكلف المرء حياته، او حريته، كمثل اصرار جميع كـَتبة صحيفة اعمال السياب، على ان شاعرنا مولود عام 1927 فيما تشيرالكتب المدرسية - النصوص الادبية للثالث المتوسط، مثلا - انه مولود عام 1926.
    السهو هنا يجب الانتباه اليه، فهو مفتاح، ربما ينفع في فهم عقل كـَتبة السلطة، اي سلطة، وهو مفتاح للتعرف الى نمط من التداول غير المكترث بحميمية الفرد، لايولي قدرا من الاهمية لغير التهمة التى يجب ان تتلبسه، وسيان - قبل او بعد ذلك - ان كان مولودا في ابي الخصيب او في القاهرة، في العيد او في يوم الجمعة، فالقضية الجوهرية في عقل هكذا كائنات تتلخص في تدبير المقلب، حبك الكارثة، والتملص من تبعاتها، كما ستوضح ذلك تقارير الملف.

    ثمة نقطة اخرى تجعل الملف الامنى للسياب مفتوحا، وهي ان الاشاوس ا لذين سرقوا الملف، لم يكترثوا كليا بترتيب صفحاته وفق تسلسلها في الاصل، كما هو متوقع من تاجر يريد ان يضفي البريق على تحفته - هل ملفات الامن تحفة؟ - او من محترف يعرف اسرار وقيمة بضاعته، ولذلك فان مهمة اعادة ترتيب حكاية السياب كما وردت في الاصل متعذرة حاليا، وتحتاج الى جهد وصبر.
    من يدري قد يضفي ذلك نوعا من المتعة: متعة البحث عما فقد من الملف، الذي يشبه البحث عن امرأة رآها المرء في منامه، كامرأة احدى مدن ذلك الساحر الايطالى كالفيتو، اذ هناك بطاقة دعوة ايطالية، كانت موجهة الى السياب، ساقطة من الملف، كما تقول احد التقارير في اضبارة السياب، وكما يلي:

    [frame="7 80"]"[align=center]الجمهورية العراقية
    مدير الامن العام
    مدير امن منطقة البصرة
    الموضوع السفر خارج العراق
    القلم السري
    العدد 719 8815
    التاريخ 7 9 1961

    طلب المستدعي بدر شاكر السياب، من سكنة البصرة، مهنته موظف في المديرية العامة لمصلحة الموانىءالعراقية، السماح له بالسفر الى روما، بناءا على الدعوة الموجهة اليه من معهد الشرق الايطالي والمرفقة طيا، كما وافق مدير المواني العام بكتابه ( الرقم غير واضح ) في 16 ايلول 1961المرفق طيا، على سفره، ولدى تدقيق سجلاتنا ظهر انه موضوع بحث كتابكم 5552 في 3 7 1957 كما وقد قرر سيادة الحاكم العسكري العام بكتابه 343 في 4 2 1961القاء القبض عليه، وحجزه في معتقل القوة السيارة، خلف السدة الشرقية، بناءا على مقتضيات المصلحة العامة، واستنادا الى الفقرة 7 من (كلمة غير واضحة ) 14 من مرسوم الادارة العرفية، وقد قبض عليه ونفذ امر الحجز بحقه، ومن ثم اطلق سراحه، ولم يسجل شىء ضد آخر ضده، وطيا نسخة من صحيفة اعماله، واستمارة الهوية. للتفضل بالاطلاع.

    برهان نور الدين
    و. مدير امن البصرة صورة منه الى
    ــــــــــــــــــــــــــ
    ضابط السفر بالبصرة. للعلم والانتظار "[/align]
    [/frame]


    فليس ثمة بطاقة دعوة في الاضبارة كما يشير الكتاب اعلاه، مما يرجح احتمالات عدة، من بينها ان تكون قد تحولت الى تحفة، تذكار، عند احد من كتّاب السلطة اومثقفيها، العاملين في احد اوكارها السرية، فهي كثيرة، متشعبة كخطوط راحة اليد، ومتعة البحث في خطوط اليد تحتاج الى قاريء كف ممتاز لتلك الاوكار..
    او قد تكون قد فقدت - بطاقة الدعوة - او اهملت، اثناء تنقل الملف بين المكاتب من بغداد الى البصرة، او بين البريد مع الاضابير، التى تنتظر تصفية الحساب مع اصحابها، بفارغ الصبر، بعد ان تعفنت، تحت طبقات صفحاتها، الحوداث والسِيَر وقصص الماضي، بكل صدقه وتلفيقاته.

    في زمن ما، مكان ما، عملت في مؤسسة تعنى باحياء التراث. هناك تعرفت على هذا الفن الجميل،، وتعرفت على مدارسه واصوله واذواق المختصين به، لكن الاهم عندي هو ما انعكس على صعيد الروح، من اسرار ذلك العالم الباطني للكلمات، وهي لابثة بين قضبان الحبر، تنتظر من يطلقها في اهاب المعنى منذ سنوات طويلة، مثل صورة في اطار، او دمعة حبيسة في عين.

    وها انى، امام الملف، استعيد ذكرى ذلك الانعكاس، لكن من دون ان اتحمس له. فقد وجدتنى ثانية امام بعض المصورات لمخطوطات تقارير مكتوبة بخط ردىء. اما لماذا لم اتحمس وانا استرجع ذلك الانعكاس، فلأني شعرت بأن الكـَتبة لم يكونوا متفاعلين مع ما يكتبون، كما هو حال كتبة مخطوطات التراث، او انهم كتبوا ماكتبوه بحكم العادة. ربما شعرت ايضا بالفرق بين التأليف والكتابة، عندما تكون هذه الاخيرة وظيفة، وظيفة في الدولة، او السلطة: كاتب الوالى مثلا..
    طبعا لاحاجة لان اقول ان التاليف عندما يكون على غرار التوصيف الاخير للكتابة، ينتهى كونه تاليفا، لان العنصر الاساسي - الخيال المشروط بالابتكار - مفقود، تماما كما في التقارير التى انا بصددها، لانها - التقارير - مكتوبة بحكم العادة المشروطة برضا الوالى، والرضا هنا ميدان مفتوح، لذلك تعددت وسائل الحج اليه : القصيدة المكتوبة بحكم العادة المشروطة برضا الرقيب، هي من جنس هذه التقارير ايضا.



    لاحظ - في التقرير التالى - ان الكاتب يقول: " ُظنّ" حيث لايقين، وهي مناسبة لأن نقارن بين قراءة كاتب تقارير السلطة لسيرة السياب، وبين قرائتنا له، مناسبة ايضا للتعرف على وسائل التعبير عن القرائتين، والمقارنة بينهما. لدي سؤال محرج ربما: هل التقرير جاء ليتمثل قناعة السلطة بالسياب، ام اننا امام وقائع حقيقية، لالبس فيها؟

    [frame="7 80"]"[align=center]بدر شاكر عبد الجبار السياب
    مولود في البصرة عام 1927، اكمل دراسته في دار المعلمين العالية. ورد في سجلاتنا عنه بأنه
    كان عضوا في الحزب الشيوعي العراقي السري، ويحمل نزعة شيوعية، ويعمل على ترويج مبادئها، والاطراء على زعمائها. وكان بالاضافة الى ذلك من الاعضاء العاملين في مؤتمر الطلبة، الذي عقده الشيوعيون في ساحة السباع - في الاصل : السبع -حيث القى هناك خطبة، دلت على
    مبلغ ما يحمله من روح شيوعية.
    كما ظهر انه يميل الى نظم القصائدالشيوعية والثورية، وقد سبق واشترك في الاحتفال الذي نُظـّم
    في مقهى الجواهري بمناسبة عيد نوروز، والقى خطبة مجـّد بها الملا مصطفى البارزانيواعماله الوطنية، ثم سيق الى المجلس العرفي العسكري بتاريخ 1 8 1948 وفق المادة 77بدلالة من المادة ( الرقم غير واضح ) من الاصول، وبنتيجة المرافعة قرر وضعه تحت مراقبة الشرطة لمدة سنة واحدة.
    وورد عنه بكتاب مدير شرطة لواء البصرة المرقم :914والمؤرخ في 5 3 1953انه كان خلال اشتغاله في شعبة المخازن في شركة البصرة قد اشترك في الاضراب الذي قام به عمال الشركة المذكورة انذاك، وكان من المتحمسين له. وظن كذلك انه من جملة الموقعين على النداء الموجه الى الشعب العراقي المتضمن تأييد موقعيه للدعوى لفكرة السلام العالمي. وخلال اشتغاله في مديرية المستوردة في عام 1952 اخذيقوم بترويج المباديء الشيوعية، والدعوى لها بصورة علنية بين الموظفين بشتى الطرق.
    واشترك بالتوقيع على الاحتجاج الذي قام به انصار السلام الى وزير سوريا المفوض في بغداد، ونشرته الصحف بعنوان: (55 عراقي وعراقية من انصار السلام، يطالبون بانقاذ النظام الجمهوري والحياة النيابية) لذلك، لأن الانظمة والقوانين تمنع الموظف بالاشتغال بالامور السياسية، اخبرت هذه الدائرة مديرية المستوردة عنه لاتخاذ ما لزم بحقه من الاجراءات، فقد
    قررت انذاره بعدم ارتكاب مثل هذا العمل في المستقبل.
    وورد عنه : اصدر كراسا شعريا احتوى على ملحمة شعرية، بعنوان ( حفــّار القبور ) كان موضوعها يدور حول الحرب والسلام، باسلوب ينم عن الهدف المقصود، اذ كان ظاهرا للسلم وباطنه التشهير للمبدأ الشيوعي.
    كما ظن انه اشترك في النداء التحريضي - في الاصل : التحضيري - لعقد مؤتمر لشعوب العالم في سبيل السلم، وكان من المحرضين على ضرب بناية التبادل الثقافي الامريكي في باب الاغا، اثناء الحوادث التى جرت في شهر تشرين الثانى في عام 1953.
    وجاء بكتاب مدير شرطة لواء البصرة المرقم 914 في 25 /1/ 1953 بانه هرب الى ايران ومنها الى الكويت.
    وبتاريخ 1/5/ 1954 حضر الى مقر الحزب الوطنى الديمقراطى، واشترك في اجتماع لمنتسبي التنظيم للمنطقتين الاولى والثانية، في تقري مصير اعضاء الحزب، وبيان وجهة نظر اعضائه ن حول موقفهم من الوزارة الحاضرة انذاك في الانتخابات النيابية القادمة وعدمه ( !)
    ثم اصدر كتاب بعنوان ( المومس العمياء ) يتضمن قصيدة طويلة، صيغت عباراتها ومعانيها باسلوب مظلل، اعتاد عليه الشيوعيين. ثم اخذ يتردد بعد ذلك، وباوقات مختلفة، الى مقر الحزب الوطنى الديمقراطى. ثم الف كتاب بعنوان ( الاسلحة والاطفال ) ويتضمن قصيدة رمزية طويلة عن تجار الاسلحة التى تفتك بالبشرية.
    ثم ورد عنه انه اخذ يشتغل مع محمود الجندي، بصفة محررفي جريدة الشعب، واصدر عدة كراسات ذات مفاهيم يسارية. وبتاريخ 24 9 1955 ورد عنه انه اخذ يتردد بكثرة الى النادي العسكري، صحبة المحامي عواد علي ( اللجن، لعلها : النجم ) وعباس حسن جمعة، المعروفين بميولهم اليسارية.
    ثم طلب المدعي العام سوقه الى محكمة الجزاء،، وفق المادة الحادية عشر من قانون المطابع، لعدم ذكر اسم المطبعة التى قامت بطبع الكتاب، الذي الفه. ثم قرر حاكم تحقيق الرصافة الشمالي توقيفه لغاية يوم 9 10 1955وبعدها سيق الى محكمة جزاء بغداد، فحكمت عليه بغرامة قدرها اربعة دنانير بتاري 20/ 10/ 1955 وعند عدم الدفع حبسه بسيطا لمدة اسبوع، فدفع الغرامة واطلق سراحه.
    وبتاريخ 25 9 1955وردت معلومات انه ذهب الى الاعدادية المركزية، لزيارة محاسبها كاظم جواد، الذي اخذ يقرأ له قصيدة تضمنت الدعوى الى السلام الداهية ( !) وبعد الانتهاء من ذلك
    اخذا يتناقشان حول قصيدة لكاتب روسي، ترجمها المومى اليه، بعنوان: (قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث)
    وبتاريخ 27 1 1956نشر في عدد جريدة الاخبار، بعددها المرقم 4211 مقالا بعنوان: (الامتحان الذي يمر به الشعراء بالعراق، وحرية التفكير، والنزعة الانشائية لدى الادباء).
    وبتاريخ 20 4 1956 وردت اليه رسالة من المدعو ايوب طه، الطالب بكلية الحقوق في جامعة انقره، ذكر له فيها الاحوال التى مرت له في العراق حتى اخراجه منه، وتطرق فيها عما حدث في الاردن، بعد طرد كلوب باشا.
    وبتاريخ 20/4/1956 القى قصيدة عن فلسطين، وذلك في اجتماع الحفلة الخطابية لجماعة الانشاء العربي، ثم حضر بتاريخ 26و 27 6 1956لاجتماع الذي عقده الدتور خالد السلام في الوزيرية، وانظم الى حقل القوميين العام في سبيل انشاء الرابطة الادبية الجديدة في العراق.
    وورد انه شوهد مع الشيوعي يعرب البراك يكثرون الاتصال بالمحامين طالبين اعلان الاضراب،
    تأييدا للحكومة المصرية حول تأميم قناة السويس، طالبين ان يقومون على شكل مظاهرة، الا انهما لم يفلحا، وافتقر ( لعلها: اقتصر) العمل على الاضراب فقط.
    وبتاريخ 20 اذار عام 1957نشرت مجلة الفنون العراقية الاسبوعية ن بعددها الاول للسنة الثانية، قصيدة له بعنوان : ( غريب على الخليج )تتضمن لواعج نفس الساعر حينما اغترب عن العراق، وحنينه بالعودة الى العراق، وكذلك تتضمن، من طرف خفي، اتجاها يساريا، لايتفق نشره في مجلة فنية، وقد سبق له ان قدم طلبا لمنحه جواز للسفر الى سوريا والاردن ولبنان، فاستطلعت هذه الدائرة رأي وزارة الداخلية، فوافقت الوزارة على سفره بكتابها المرقم 2331والمؤرخ في 21 8 1956 " [/align]

    [/frame]


    ثمة ايضا، في الملف، معاملة تضم عددا من المكاتبات، حول اصدار امر القاء القبض على السياب " بناءا على مقتضيات المصلحة العامة " في ايام الزعيم عبد الكريم قاسم، تنتهى - المعاملة - بالافراج عنه، دون ان يكون هناك سببا واضحا لاصدار الامر او للافراج عنه، وهي قضية - اعتقد - تخص كتـّاب سيرته الذاتية - هل لدينا كتـّاب بهذه المواصفات ؟- وتخص ايضا الرأي العام الثقافي والسياسي، فالسياب محسوب - كما هو واضح في التقرير اعلاه - على الشيوعيين، الذين لديهم - في فترة المعاملة - ثقلا مركبا في الشارعين السياسي والثقافي، فما الامر؟
    هاكم، اذن، عينة من تلك المعاملة:

    [frame="7 80"]

    [align=center]"سري وعلى الفور

    الجمهورية العراقية
    مديرية شرطة لواء البصرة العدد غير واضح
    التاريخ 31 1 1961
    مدير شرطة الاقضية
    مدير شرطة بلدة البصرة
    مدير شرطة مصلحة الموانىء
    مدير شرطة نفط البصرة

    الموضوع امر بالقبض

    اعلمنا مدير الامن العام ببرقيته 1980في 30/ 1961الموجهةالى مدير امن منطقة البصرة، وصورة منه الينا، ان سيادة الحاكم العسكري العام قر القاء القبض على المدعو بدر شاكر السياب
    رئيس ( كلمة غير واضحة ) في مديرية التجارة العامة سابقا، وقد علمت مديرية الامن العامة بأنه غادر بغداد قبل 11 يوما متوجها الى البصرة، للاشتغال في الميناء، فنرجوا اجراء التحريات السريعة ورائه، والقاء القبض عليه، واستحصال امر بتوقيفه لمدة مناسبة، واعلامنا لتسفيره
    الى المديرية المشار اليها.

    جعفر عبد
    مدير شرطة لواء البصرة
    صورة منه الى
    ــــــــــــــــــــــــــ
    مديرية الامن العامة - برقيتها اعلاه. للتفضل بالاطلاع.
    مدير امن البصرة."[/align]

    [/frame]
    ***

    اريد ان ابعث بتحية، باسم الشوارع الخلفية، الى ثلاثة اشخاص مذكورين في الاضبارة الامنية، ثم اكلتهم الايام وغابوا كمجهولين، تحت طبقات من الاسماء والحوادث التى مرت في حياة السياب، هم الاقرب الى نفسي من الابطال الذين تكتب اسمائهم، عادة، على يافطات واعلانات السينما، اذ لم يلقوا حضورا ثقيلا على مشهد حياة السياب، وانصرفوا عنه كأي عابري سبيل، رغم انهم كانوا كفلائه امام السلطات، في معاملة تعيينه، على مايبدو، في احد الدوائر، فهم يجازفون بالقول - على مسؤوليتهم - ان السياب غير متورط في السياسة، متحملين دفع الفوائد المحتملة لمجازفتهم هذه. ينصرفون من المشهد. لايذكرهم احد، لايحتفظ لهم ببصمة، تذكار، سوى اضبارة في الامن:

    [frame="7 80"]

    [align=center]"الى من يهمه الامر
    نشهد بأن الشخص المدعو بدر شاكر السياب، من ذوي الاخلاق الحسنة، والسيرة المرضية، ولم يحكم عليه في المحاكم، ولم ينتمي الى فئة من الاحزاب ( كلمة غير واضحة ) وقعنا.
    مختار المعقل
    حميد الحاوي
    25 1 1961
    اختيار اختيار
    ......عبد الكريم....شاكر العتابي "[/align]

    [/frame]



    ****


    لايفوتنى ان اقول : ان الناصرية لها حصة في اضبارة السياب الامنية، فقد اكتنفت هذه الاخيرة على برقية جوابية، صادرة من مديرية امن الناصرية، وهي جزء - البرقية - من معاملة القاء القبض على السياب المنوذه عنها في الفقرة 4 اعلاه. بها، بهذه البرقية اختم تقريري هذا اليوم، حزينا من جارة الفرات:

    [frame="7 80"][align=center]"الشرطة العامة

    التاريخ 31 1 1961
    الى امن البصرة
    من امن الناصرية
    برقيتكم المرقمة 880 في 31 1 1961 ان بدر شاكر السياب من سكان منطقة ابي الخصيب - البصرة، يسكن حاليا في الاعظمية محلة السفينة وشخص معروف من قبلنا.
    ولم يتردد للوائنا. وعند العثور عليه، سنعلمكم بالنتيجة رجاءً.
    [/align][/frame][/align]
    ------------------
    الملف برمته سيكون بين يدي ايلاف، بين يدي متابعيها، قريبا

    http://www.elaph.com.:9090/elaph/arabic/index.html

  2. #2

    افتراضي

    السيد مرحوم، حفظه الله:
    اتمنى ان تكون بخير..
    لماذا نشر هذا الملف الان؟ ولماذا اتهام شاعر العراق الكبير بالشيوعية في زمننا الحالي، وهو زمن المد الاسلامي، حتى ان كان الاتهام صحيحاً؟. والرجل قد توفي الى رحمة الله.وفي هذا نوع من النميمة البغيضة كما لا يخفى عليكم..وانا اشعر بان نشر ملفات الامن لشخصيات مرموقة محترمة في المجتمع العراقي قد يكون فيه اضرار بها وبالمجتمع ذاته، هناك نوع من الانتهاك لحرمة الانسان بهذه الطريقة... وبصراحة، الكثير من الناس انجذبوا للفكر اليساري في الخمسينات.. بسبب قوة تاثير فهد في الاربعيات وقبلها.. وانا متاكد ان السياب لو كان قد عاش لزمن اطول، لربما كان فكره السياسي نضج وتغير..
    مرة اخرى، اشعر بان خصوصيات المعروفين وفكرهم - حسب تصور المخابرات لهذا الفكر- لا يجب ان ينشر.. لان فيه تعريض بشخصيات نحبها ونحترمها..
    ودمتم..
    المحجوب.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي


    اخي العزيز المحجوب00

    سبق واشرت بانني لا انقل لمجرد النقل او للاثارة او لاغراض معينة00لا والله00
    ومانقلته منشور في موقع خبري وليس من اثاراتي00

    بل لتسليط الضوء على ماينشر من قضايا ومتابعتها في مختلف المواقع وفق قاعدة (لايعبر عن الراي الخاص بالضرورة) ليتم التعليق عليها فقط من قبل من له راي وبصيرة في هذا المجالوعلى طريقة 00وكما تعرف فالواقع الاعلامي الان مفتوح ولايمكن اخفاء اي امر كما ارى بغض النظر عنه بل بكشفه وتسليط الضوء عليه بكل جرأة وصلابه00ولا اقصد الاغراق بطبيعة الحال بل مجرد متابعة اهم ماينشر 00هذه وجهة نظري واسلوبي في مواجهة المد الاعلامي المضلل او من له غرض محدد (بغض النظر عن هذا الموضوع ورايي فيه) في كثير من القضايا المختلفة وقد يكون هناك من يختلف معي في هذا الاتجاه00مع الاخذ بعين الاعتبار ان ماينقل حتى لو كان بالوثائق لابد من التوثق من صحته والتاكد منه فلايكفي بعض الصور المنشورة هنا وهناك وهذا سر نشر بعض هذه المقالات بغض النظر عن صحتها من عدمه.

    عذرا مع خالص تحياتي00





ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني