زوار العراق لا يتذكرون المدينة الترابية، الا ان تعرضوا للخطف فيها..
وهي مدينة نسائها اكثر قسوة من رجالها.. اذ قلن للصحافة الغربية: "يسعدنا التضحية باولادنا في سبيل الاستقلال.
والمدينة تجمع بين المحافظة في التدين، والتراث القبلي القوي، والاخلاص التام لصدام.. وقيل ان صداماً وجد في اهلها اخلاصاً اكثر مما وجد في تكريت.. ولذلك لم يقتل طوال اعوام حكمه الدموية فرداً واحداً منها.. بل ووضع سكانها في قلب نظامه الامني. نسبة اهل الفلوجة في الاجهزة الامنية كانت الاعلى في البلاد منذ العصر الملكي، ومروراً بالعصر الجمهوري، حتى العصر الصدامي. بل ان الاخوين عارف كانا من اهل الفلوجة.
وبعد حرب الخليج، لم يذهب صدام لتكريت، بل للفلوجة للاحتفال بانتصار ام المعارك.. وحياه الناس بالحب والورود.
ولم تصب الفلوجة بالخراب الذي اصاب الكثير من مدن العراق بعد الحرب الاخيرة، ولم تمس مؤسسات الدولة فيها.. ربما لان اهلها يحبون هذه المؤسسات، وكذلك لان صدام اعطى لسكان الفلوجة الحرية في اختيار قياداتهم، وقامت هذه القيادات بحماية المؤسسات.
بدأت مشاكل الفلوجة في يوم.. عيد ميلاد صدام.. فخلال مظاهرة اطلق الجنود الامريكان النار وقتلوا 17 فرداً.. فبدأت دوامات الانتقام والقتل والقتل المضاد. ووصلت الامور الى السحل.. فحاصرت القوات الامريكية المدينة لمدة شهر، واقتربت من اقتحامها للقضاء على ما لا يقل عن 2000 مقاتل مدججين بالسلاح. ولكن وسائل الاعلام، وخصوصاً الجزيرة، صورت ما يحدث على انه مجزرة صليبية ضد الشعب المسلم في الفلوجة الصابرة المحتسبة، فقررت القيادة الامريكية القبول بحل سلمي للازمة. وهكذا جاء السيد جاسم محمد صالح.. الذي صار قائداً لقوات امن المدينة.. بالرغم من انه متهم بارتكاب جرائم حرب خلال انتفاضة ال 91.
وان كان السيد جاسم رسمياً ينتمي للدولة العراقية، الا انه في الواقع صديق حميم لقيادات المجاهدين، ومن المؤكد انه سيطيعهم لو تعارضت طلباتهم مع متطلبات الدولة.
تبقى مشكلة الفلوجة قائمة.. يقول ضابط امريكي: موقع هذه المدينة في الطريق من الاردن والسعودية يعيق مساعينا لجلب ما نريد لاعادة الاعمار.. وهو يشتكي بمرارة من عمليات خطف السواق الذين كثيراً ما يجلبون مواداً ضرورية للبلاد..
وبعد ان هدأت الاوضاع مؤخراً في الفلوجة، وتحدث السيد العلاوي مع قيادات المدينة العشائرية، قررت بعض قيادات المجاهدين الرحيل عنها.. هم اليوم - ولله الحمد - في مناطق مثل الاميرية وابو غريب، ونسمع عن نشاطاتهم بشكل يومي
مختصر من افتتاحية ال اي تايمز...
تعليق..
مرينا بالفلوجة واحنا بغطار الليل
وسمعنا دق الكلاشنكوف وشفنا البلا والويل..
المحجوب..