لست أدري للسيد علي النقي الهندي
قصيدة في مولد أمير المؤمنين عليه السلام ( بارى ) بها الشاعر قصيدة ايليا ابي ماضي الالحادية المقفاة بـ" لست أدري" :
طرب الكون من البشر وقد عم السرور
وغدا القمري يشدو في ابتسام للزهور
وتهانت ساجعات في ذرى الأيك الطيور
لم ذا البشــر؟ وما هذا التهانـي ؟
تلعب الريح. وفيها الدوح قامت راقصات
وبها الأوراق تزهو بالأكف الصافقات
ضاربا سجع هزار الغصن أوتار الحياة
مم هذي الدوح أضحت راقصات؟
قد كسى وجه الثرى من سندس وشي الربيع
فتهادى مائسا في حلل الخصب المريع
وغدا يختال بالأرياش والشأن البديع
والنسيم الغض قد تهمس في سمع الاقاح
فترى باسمة الثغر نشاطا وارتياح
وهزيز الغصن يبدي شان زهو ومراح
ما الذي قالت فردت بابتسام؟
طبق الأرض لهيبا نار محمر الشقيق
فغدا البلبل مرتاع الحشا خوف الحريق
صارخا: هل لنجاتي عن لظاها من طريق؟
هذه النار أتتني كيف أطفي؟
أشرقت طلعة نور عمت الكون ضياءا
لا أرى بدرا على الأفق ولم أبصر ذكاءا
وتفحصت فلم أدرك هناك الكهرباءا
فبماذا ضاء هذا الكون نورا؟
كان هذا الروض قبل اليوم رهنا للذبول
ساحبات فوقها الأرواح قدما للذيول
تعصف النكباء فيها دون أنفاس البليل
كيف عاد اليوم يزهو في شذاه؟
قمت أستكشف عنه سائلا هذا وذاك
فرأيت الكل مثلي في اضطراب وارتباك
وإذا الآراء طرا في اصطدام واصطكاك
وإذا نبهني عاطفة الحب الدفين
وتظننت وظن الألمعي عين اليقين
إنه ميلاد مولانا أمير المؤمنين
فدع الجاهل والقول بأنــــــي
لم يكن في كعبة الرحمن مولود سواه
إذ تعالى في البرايا عن مثيل في علاه
وتولى ذكره في محكم الذكر الإله
أقبلت فاطمة حاملة خير جنين
جاء مخلوقا بنور القدس لا الماء المهين
وتردى منظر اللاهوت بين العالمين
أقبلت تدعو وقد جاء بها داء المخاض
نحو جذع النخل من ألطاف ذي اللطف المفاض
فدعت خالقها الباري بأحشاء مراض
كيف ضجت؟ كيف عجت؟ كيف ناحت؟
لست أدري غير أن البيت قد رد الجواب
بابتسام في جدار البيت أضحى منه باب
دخلت فانجاب فيه البشر عن محض اللباب
كيف أدري وهو سر فيه قد حار العقول
حادث في اليوم لكن لم يزل أصل الأصول
مظهر لله لكن لا اتحاد لا حلول
غاية الادارك أن أدري بأني
ولد الطهر " علي " من تسامى في علاه؟
فاهتدى فيه فريق وفريق فيه تاه
ضل أقوام فظنوا: إنه حقا إله
أم جنون العشق هذا لا يجازى؟