صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 35
  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    احتفال تأبيني للفقيه المجدد السيد محمد حسين فضل الله - قم - ايران





    بمناسبة الذّكرى السنويّة الأولى لرحيل الفقيه المجدّد، العلامة السيّد محمّد حسين فضل الله(رض)، يقيم مكتب قمّ احتفالاً تأبينياً، وذلك نهار الخميس: 6 شعبان 1432هـ/ الموافق: 7 تموز- يوليو 2011م، في مسجد أهل البيت(ع) (مسجد الشّهيد الصّدر). ويتضمّن برنامج الاحتفال: كلمة سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، قصيدة شعريّة ومجلس عزاء للعلامة السيّد حسن الكشميري.


    شهداء بلادي إرث العراق





  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    الذّكرى السنويّة الأولى لرحيل المرجع السيّد فضل الله







    شهداء بلادي إرث العراق





  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118

    Lightbulb

    البرنامج التأبيني بذكرى "الفقيه الإنسان" في الكويت








    أيها الأوفياء.. يا مَنْ بادلتم السيّد وفاءً بوفاء...

    ندعوكم للبرنامج التأبيني الكبير بذكرى رحيل
    الفقيه الإنسان

    سماحة آية الله العظمى المجاهد السيد محمد حسين فضل الله
    أعلى الله تعالى مقامه الشريف


    يوم الجمعة المبارك 7 شعبان 1432هـ الموافق 8/7/2011م

    الساعة 8.15 مساء في جمعية الثقافة الاجتماعية – ميدان حولي (الكويت)


    بمشاركة :

    الأستاذة. إيمان شمس الدين
    الأستاذ. غسان بن جدو
    السيد شفيق الموسوي
    الشيخ محمد المحفوظ
    الأستاذة. ليلى المحميد


    ويشارك في الأوبريت الإنشادي والفقرة الشعرية
    المنشد. محمد رمال
    المنشد. أسامة همداني
    د. عبد الله بهبهاني


    كما سيتضمن البرنامج فقرات أخرى وفاءً للمرجع الراحل الكبير،
    وستتوفر مطبوعات ومرئيات وصوتيات خاصة عن
    المرجع الإسلامي الكبير في المعرض المقام بالمناسبة.


    شهداء بلادي إرث العراق





  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    نوري المالكي : لقد ظُلِمَ السيد فضل الله ظُلماً شديداً بسبب تصديهِ للفكر الخرافي





    (شبكة الفجر الثقافية) - (2011-07-07م)




    كان للعراق في قلب سماحة الفقيه المجدِّد السيِّد محمد حسين فضل الله، مكانة مميَّزة، ففيه كانت الولادة، وعلى مدارجه عاش مرحلة الصّبا والشَّباب، وفي مدينة النَّجف العريقة، كانت بداية مسيرته العلميَّة وحياته المعطاءة وعمله الجهاديّ.. ومن هنا، كانت شهادة واحد من أبناء العراق، ممّن عايشوا سماحته وعرفوه عن قرب، شهادة رئيس الوزراء العراقيّ نوري المالكي.

    ففي مقابلةٍ في العاصمة العراقيّة بغداد، أجراها معه السيّد شفيق الموسوي، رأى السيّد نوري المالكي، أنّ "عمل سماحة السيِّد(ره) كان يرتكز على معالجة خللين؛ أحدهما داخليّ والآخر خارجيّ. أمّا الخلل الدّاخليّ، فيتمثَّل بالفكر الّذي لا نستطيع أن نعبّر عنه بأنّه فكر إسلاميّ بالمعنى الصَّحيح، وهو يمثّل حالة الفكر الخرافيّ المتراجع، وحالة الفكر اللاواعي، لذلك انصبّ جهده وعمله على إصلاح الكثير من القضايا الفكريَّة الّتي كنّا نعاني منها، ودفع ثمناً باهظاً جرّاء تصدّيه لهذا الفكر المتراجع، الأمر الّذي ولّد له عداوات كثيرة، وقد تحمَّل(ره) في هذا المضمار ظلماً شديداً من أجل الإسلام، ومن أجل الفكر الإسلاميّ".

    وأكّد أنّ "هذه الظَّاهرة يشترك فيها مع سلفه من الرِّجال الّذين حملوا راية التَّغيير، من العلماء الّذين مرّوا على حوزاتنا العلميَّة، وفي مقدَّمهم الشَّهيد السيِّد محمد باقر الصَّدر(رض)، الّذي واجه المواجهات نفسها من الأجواء الرَّاكدة الّتي كانت تعترض فكره الحركيّ ومسؤوليَّاته".

    وشدّد على أنّ ما "تميَّز به هذا الرَّجل العظيم، هو الميدانيَّة والحركيَّة، فهو لم يكن يعرف الهدوء والسَّكينة والاستقرار، ولم يكن ينام إلا أربع ساعات يوميّاً، كما كان(رضوان الله عليه) يقول لي، في حين كان يقضي باقي وقته بمقابلاتٍ ولقاءاتٍ ومؤتمراتٍ وندواتٍ ومحاضراتٍ في لبنان وفي سوريا، حيث لم يترك مناسبةً من المناسبات إلا واستثمرها واستغلّها استغلالاً طيّباً لخدمة الإسلام".

    وعن سؤالٍ حول رؤيته لدور هذه الشخصيّة الإسلاميّة، أجاب: "حينما تتعرَّض الأمَّة لحالةٍ من الجدب الفكريّ والضّمور الفكريّ، تبرز الحاجة إلى العلماء والرّجال الّذين يحملون إلى جانب الفكر، همَّ التَّغيير وهمَّ البناء. والمعادلة بين الفكر والهمّ، هي الّتي تنتج الأجيال وتزخّم العطاء، وتشكّل التيّار الواعي والحركيّ والفكريّ في مواجهة التيَّارات الأخرى. لذلك، كان سماحة السيّد(رضوان الله عليه)، ومن خلال ما عشناه في كنفه وتحت منبره، وفي زياراتنا له، كان دائم القول إنّ الرّاحة في هذا الزّمن حرام، وهذه كلمة معبّرة جدّاً، فرغم سنّه ومتاعبه، كان يحمل همّ الأمّة كلّها".

    وحين سئل عن استمراريّة الخطّ الّذي مثّله سماحة السيّد بعد رحيله، قال: "لقد ترك السيِّد(ره) فينا إرثاً ومدرسةً، وترك لنا مؤسَّسات، وترك لنا خطّاً، وعلينا أن نعرف كيف نحافظ على هذا الخطّ، فهذه مسؤوليَّة الواعين من أبناء مدرسة السيِّد فضل الله(ره)".

    وفي الختام، عبّر عن ألمه لعدم تمكّن السيّد(رض) من زيارة العراق، الّذي عاش في قلبه وفي وعيه وفي فكره، والّذي استلهم منه وألهمه الكثير من عطاءاته.


    شهداء بلادي إرث العراق





  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    المرجع فضل الله: ملامح الشخصية الفريدة









    د. محمد رضا فضل الله

    "نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته وأراح الناس من نفسه"... إنها بعض صفات المتقين التي أشار إليها الإمام علي(ع) في نهج بلاغته، المتقون الذين يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ومما رزقهم الله ينفقون، أولئك على هدًى من ربهم وأولئك هم المفلحون.


    ...النموذج الرساليّ:

    ولعل من أفضل مصاديقه هذه النماذج الإسلامية الفريدة، هو سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(ره)، الذي عاش حياته كلها لله تعالى، وفي خدمة عباده وبلاده، فكان الحب والحق والخير والبركة والإنسانية.
    وسماحة السيد، بما أنعم الله عليه تعالى، من التواجد في بيئات علمية أصيلة، ومن التمايز بذكاء عقلي حاد، وروح إنسانية شفافة، ومن حيوية حركية منفتحة استطاع أن يتفاعل مع بيئته ويفعل في محيطه، فاغتنى منه وأغناه..

    فكانت نشاطاته تضج بفعاليتها الساحات والمساجد والمنتديات والندوات والاحتفالات والمناسبات، مما وفّر لديه مخزوناً معرفياً واسعاً، واجتهاداً فقهياً متجدداً، ووعياً سياسياً مرهفاً، وتكيفاً اجتماعياً منفتحاً، وذوقاً أدبياً إنسانياً، بحيث اختصر في شخصيته هذا التنوع الذي واكب عمره الشريف، فشكّل منه ظاهرة علمائية فريدة، تجاوزت المألوف، وعالجت الموروث وتحدّت القيود والأعراف، فكان ينتقل بنشاطه إلى حيث يتواجد الناس في المنازل والأحياء، ليثير فيهم الوعي ويركز العقيدة، ويغرس القيم والأخلاق، ثم ليعالج الواقع بحكمة ومرونة ومع أن سماحة السيد اتّصف بالهدوء في علاقته بالآخر المختلف، مجسداً إيحاءات الآية الكريمة: {ادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة..}.

    ومنسجماً مع الأسلوب التربوي القرآني الذي يحوّل الأعداء إلى أصدقاء: {ادفع بالتي هي أحسن...}..
    ولكنه كان حازماً في ساحة التحدي التي يمثل التنازل فيها حالة من الضعف التي ترتد وهناً على الموقف الإسلامي بمجمله، وهذا ما لمسناه أثناء الهجمة الظالمة عليه من قِبَل المتعصبين والمتخلّفين والتكفيريين والغلاة، حيث انبرى بعنفوان يحمل مسؤولية الإصلاح والتجديد والأصالة.
    فكانت دعوته الصادقة والشفافة إلى الوحدة الإسلامية، وحوار الأديان، وإصلاح الحوزات، وتحديث التعليم الديني، والانطلاق نحو المرجعية المؤسسة، والحماية في حرب البدع والغلوّ والجهل والتخلّف والخرافة.

    بالإضافة إلى جرأته في رفض كلّ الطقوس والتقاليد البائسة من خلال دعوته إلى تهذيب الشعائر الحسينية من مبالغات تسيء إلى الدين والمذهب.

    تاريخٌ وآفاق:

    إن حياة السيد تمثّل تاريخاً عريقاً، نُسجت خطواته بالمحبة والمودة، حمل الحب لكل الناس من موقع إنسانيته، ومن خلال تعاليم ربّه، أحبّ كل من يتفاعل معه ويتفق ليتكامل به، وأحبّ كل من يختلف معه ويفترق ليتحاور معه ويتواصل وينطلق من موقع المشترك ليعبر منه إلى التفاهم على المختلف.
    تاريخي معه كان تاريخ الأخوة الصادقة، والرسالة الأصيلة السامية، كان بالنسبة لي منعطفاً في حياتي، جعلني أنتقل من مواقع التقليد إلى الحداثة، ومن إطار الجمود إلى الحركة، ومن جو الخرافة إلى العلم، ومن محيط الانغلاق إلى الانفتاح.

    لم نتعلم منه الحقد في دراسة التاريخ، ولا الكراهية لمن نختلف معهم، كان يقول: لا تحوّلوا التاريخ إلى عبء ثقيل على الحاضر، ادرسوه، استفيدوا من تجاربه، خذوا العبرة من أحداثه ونتائجه، ثم انطلقوا إلى الحاضر بروحية البناء وإلى المستقبل بذهنية التخطيط.
    كانت لديه أحلام يرغب تحقيقها، وكانت لديه أهداف يودّ بلوغها، كان يسابق الزمن علّه ينجز بعضاً منها، ولكن فعالية المرض منعته من جهة، ومن جهة أخرى، وهنا المأساة المؤلمة التي تركت جرحاً عميقاً في كبده، أن فلول الجمود والتقليد والتخلف والجهل.. حالوا دون اندفاع بعض أفكاره التقدمية المعاصرة، ودون تقديمها للعالم بإطار حضاري مميّز وشفاف.

    الحديث عن هموم تاريخه وشجونه طويل طويل، لا تستطيع كلمات ونفثات أن تعالج كل وقائعه، وأن تغوص في عمق أسراره، فيه من الجديد ما يُدهش، وفيه من التنوّع ما تعجز عن تسطيره الأقلام، وفيه من العِبَر ما لا نستطيع الإحاطة بها، وهذا هو ما جعل منه مرجعية فريدة، شهد بفعاليتها القاصي والداني، واعترف بمعاصرتها القريب والبعيد، كان العالم والمربي والمثقف والفقيه والسياسي والأديب والشاعر والمجدد والأصيل والمنفتح.. كان الإنسان الإنسان.. فأية صفة جميلة يمكن أن تبحث عنها في قاموس الرجال، ولا تجد لها محطة في شخصيته ولا موقعاً في كيانه...

    رحمك الله ـ يا أخي ـ في جوار ربك، وإلى الملتقى في جنات النعيم إن شاء الله، وحسُن أولئك رفيقاً...


    شهداء بلادي إرث العراق





  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    حفل تأبينيّ للمرجع السيّد فضل الله في ذكرى رحيله الأولى في النجف الأشرف









    بمناسبة الذّكرى السنويَّة الأولى لرحيل الفقيه المجدِّد، والعلامة المرجع آية الله العظمى، السيِّد محمد حسين فضل (رض)، أقيم مجلس تأبينيّ في النَّجف الأشرف في العراق يوم الخميس، الموافق 7/7/2011، وكانت كلمة للسيّد محمد الحسيني، وقصيدة للشَّاعر السيّد أسد الله الحلّي، ومجلس عزاء للعلامة الشّيخ جميل مال الله الربيعي...التفاصيل



    مجلس تأبينيّ في النّجف الأشرف للفقيه السيّد فضل الله (ره) في ذكرى الرّحيل الأولى


    بمناسبة الذّكرى السنويَّة الأولى لرحيل الفقيه المجدِّد، آية الله العظمى، السيِّد محمد حسين فضل(رض)، أقيم مجلس تأبينيّ في النَّجف الأشرف في العراق يوم الخميس7 شعبان 1432هـ ، الموافق 7/7/2011م.

    وقد افتتح المجلس بقراءة آياتٍ من الذّكر الحكيم، ثمّ كانت كلمة للعلامة الأستاذ السيّد محمد الحسيني، وقصيدة رثائيّة للشّاعر الأستاذ السيّد أسد الله الحلّي، ثم اعتلى المنبر العلامة الشيخ جميل مال الله الربيعي، وقد حضر المجلس عدد من الشّخصيّات العلميّة والسياسيّة، وحشد من محبي سماحة الفقيد ومقلّديه.






    مؤسسة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (ره)
    التاريخ: 7 شعبان 1432 هـ الموافق: 08/07/2011 م


    شهداء بلادي إرث العراق





  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118

    Lightbulb

    احتفال في الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع المجدد السيد محمد حسين فضل الله في الشام








    في الذّكرى السنويَّة الأولى لرحيل سماحة العلامة المرجع السيِّد محمّد حسين فضل الله (رض)، يقيم مكتب سماحته في منطقة السيِّدة زينب (ع)، في الشَّام، مجلس عزاء حسيني تخليداً لذكراه العطرة، ووفاءً لنهجه، وذلك نهار السّبت الواقع فيه 9 تموز 2011م، بعد صلاتي المغرب والعشاء.


    شهداء بلادي إرث العراق





  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118

    Lightbulb

    آية الله الغريفي : فضل الله عنوان مرحلة كما الطوسي والانصاري والحلي





    (شبكة الفجر الثقافية) - (2011-07-09م)




    تحدث كبير علماء البحرين آية الله العلامة السيد عبد الله الغريفي في خطبة يوم الجمعة بمسجد الإمام الصادق(ع) بالقفول عن الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله عليه .

    وأبتدأ السيد الغريفي، قائلاً: عامٌ مضى على رحيلِ المرجعِ الدِّيني الكبير آيةِ الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قدّس الله روحه الشريفة، ولا زال الحزنُ يسكنُ في قلوبِ المحبِّين والعاشقين...

    عامٌ مضى ولا زال هذا الرجلُ العظيمُ حاضرًا في ذاكرة الأمَّة بكلِّ فكرهِ وعلمهِ وتقواه وخلقهِ وسيرتهِ وعطائهِ وجهادهِ.

    وأضاف: لقد شكَّل تاريخًا لا يمكن أن يُمحى في مسيرةِ الزَّمن، كان عنوانَ مرحلةٍ سوف يبقى متميِّزًا وبارزًا، هكذا عَبْرَ التاريخِ هناك رجالٌ يمثِّلون عناوين مرحلةٍ عاشوها وطبعوها بكلِّ وجودهم وعلمهم وعطائهم، فالشيخ الطوسي يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ، والعلَّامة الحلِّي يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ، والشيخ الأنصاري يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ والسَّيد الإمامُ الخميني يُمثِّل عنوان مرحلةٍ، والسَّيد الشهيد محمد باقر الصدر يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ، فكذلك السَّيد محمد حسين فضل الله يُمثِّل عنوانَ مرحلةٍ...

    مضيفاً: وحينما نتحدَّث عن هذه النماذج، كونها تُمثِّل عناوين مرحلةٍ لا يعني أنَّها مِلكٌ لتلك المرحلةِ، بل مفتوحة على حركة الزَّمن والتاريخ والأجيال...

    ما كان السَّيد محمد حسين فضل الله رجلَ فقهٍ فحسب بل كان رجلَ فكرٍ، ورجلَ أدبٍ، ورجلَ قلمٍ، ورجلَ منبرٍ، ورجلَ سياسةٍ، ورجلَ حوارٍ، ورجلَ جهادٍ، ورجلَ تجديدٍ...

    وقال آية الله الغريفي: لكي نقرأه هناك منهجان:

    المنهج الأول: القراءة المجزَّءة، أن نقرأه فقيهًا، أن نقرأه أصوليًّا، أن نقرأه مُفسِّرًا، أن نقرأه مُفكِّرًا، أن نقرأه مُربِّيًا، أن نقرأه داعيةً، أن نقرأه أديبًا، أن نقرأه سياسيًّا، هذا المنهج يحاول أن يعالج عنوانًا خاصًّا، ممَّا يعطيه عمقًا ودقَّةً، واستيعابًا، بما لا تتوفَّر عليه القراءة العامَّة...

    المنهج الثاني: القراءة الشموليَّة، وهي قراءةٌ لا تُعنى بعنوانٍ خاصٍّ، بقدر ما يهمُّها الشخصيَّة بكلِّ مكوِّناتها، وهنا تتزاوج العناوين من أجل إنتاج منهجٍ واسعٍ وشاملٍ بما لا تقدِّمه القراءة التجزيئيَّة...
    وكلا القراءتين ضروريَّتان، فالأولى تمنحنا العمق والخصوصيَّة، والثانية تمنحنا التكامل والشموليَّة...

    وأضاف: الفقيه المرجع السَّيد محمد حسين فضل الله غاب شخصًا وهو باقٍ مدرسةً، ومنهجًا، ومسارًا، وهنا يجب على كلِّ المنتمين إلى هذه المدرسة، وهذا النَّهج، وهذا المسار أن يُمارسوا دورهم في الحفاظ على استمرار السَّيد لا في شخصه، وإنِّما في مدرسته، ونهجه، ومساره...

    وقال الغريفي: صحيحٌ أنَّ ما خلَّفه سماحتُه من ثروةٍ كبيرةٍ ممثَّلةٍ في نتاجاتِه المطبوعة، وفي محاضراتِه المسموعة، وفي مشروعاتِه الشاخصةِ، وفي عطاءاتِه الوافرة، وفي أخلاقه، وهديه وروحانيَّته وتقواه وورعه وسلوكه المتميِّز هو التعبير الصَّادق عن هذه المدرسة وهذا النَّهج...

    مضيفاً: غير أنَّ هذا لا يعطي رموز هذا الخطِّ، وتلامذة هذا النهج من العمل الجادِّ على الدفع بمعطيات هذه المدرسة خشية أن تغيب بفعل الغفلة عن ذاكرة الأجيال، وعن حراك المسيرة، ويبقى الكتاب جامدًا إذا لم تحرَّك مضامينه، ويبقى الخطاب راكدًا إذا لم تفعَّل أفكاره، وتبقى المشروعات معرضًا للاستهلاك إذا لم يُجدَّد عطاؤها، وتبقى السِّيرة في حاجةٍ إلى تحريكٍ دائم...

    وأضاف العلامة الغريفي: كم مِن العلماء الكبار بقوا مدفونين في كتب التراثِ، وبقوا محنَّطين في متاحف التاريخ، وإذا كان أعدادٌ كبيرةٌ من الفقهاء والمفكِّرين قد بقوا في ذاكرة الحوزات العلميَّة، وفي ذاكرة الجامعات، وفي ذاكرة الدارسين والمتابعين فإنَّهم غائبون عن ذاكرة أجيال الأمَّة، وعن وجدانهم، وعن حركتهم، فكم هي الحاجة كبيرةٌ إلى استحضار هؤلاء الكبار من أجل أن يكونوا صنَّاعًا لمسيرة الأمَّة...

    وأضاف: عامٌ مضى على رحيل العَلَم الكبير والأب المربِّي، والمجتهد الصَّامد، والعامل الصابر السَّيد محمد حسين فضل الله، ولا زالت اللوعة تملأ كلَّ القلوب التي عشقت هذا الرجل، وأحبَّته، وترسَّمت خطاه، وكيف لا وقد ملأ كلَّ المشاعرِ، وكلَّ العقولِ، وكلَّ الواقعِ بما يصعب أن يمارسه إلَّا الأفذاذ الكبار الاستسثنائيُّون وهو واحدٌ من أبرزهم، هذا ما يفسِّر لنا هيام العشَّاق والمحبِّين والعارفين...

    وقال آية الله الغريفي: وحتَّى الذين ناصبوه العداء، وحاربوه، وشتموه، وقذفوه، وملأوا الدنيا ضجيجًا ضدَّه، قد بهرهم صدى رحيله، وأذهلهم حضوره بعد الرحيل، فما كان للهِ يبقى ذِكرًا جميلًا، وثناءً عطرًا ﴿ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ . (الشّعراء/ 84)

    وأضاف: قد أخلص رضوان الله عليه كلَّ الإخلاص لله تعالى، وذاب فيه، وأعطى حياته له، هكذا عرفتُه عن قُربٍ، ومِن خلال تاريخٍ طويلٍ، ما كان يسمح لنفسه أن يستريح، ما دامت الرَّاحةُ على حسابِ العملِ والعطاء، والجهاد، كان يقول: (الرَّاحة عليَّ حرامٌ ما دمتُ قادرًا أنْ أعملَ، أنْ أُعطيَ، أن أُجاهدَ)، ورغم أنَّ المرض قد حاصره في أيَّامه الأخيرة، إلَّا أنَّه كان يُصِّر أن يُصارع المرضَ ليبقى في خطِّ الجهاد، وفي خطِّ العطاء، وظلَّ ماسكًا القلم ليوصل الكلمة حتى الرَّمق الأخير، أراد للكلمة أن تحمل رسالته، وأن تبقى تتابع العطاء (أحبَّتي، إخوتي، أبنائي تابعوا المسيرة)، وهكذا ودَّع الدنيا وهو يجاهد من أجل الله...

    وختم السيد الغريفي: رحمك الله – أبا علي – نم قرير العين، فأحباؤك وإخوتك وأبناؤك، وتلامذتك سوف يبقون أوفياء لخطِّك، لنهجك، لمدرستك...



    http://www.alfajer.org/index.php?act=artc&id=3148


    شهداء بلادي إرث العراق





  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118

    Lightbulb

    الجعفري: لقد ذاب السيد في القرآن وعاش الإسلام في كلّ نَفَسٍ من أنفاسه





    (شبكة الفجر الثقافية) - (2011-07-07م)




    أكَّد رئيس الوزراء العراقيّ السّابق، الدّكتور إبراهيم الجعفري، أن تميّز سماحة العلاّمة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(ره)، كان على المستوى العلميّ والفكريّ والأخلاقيّ والحركيّ، من خلال مواكبته له وانفتاحه عليه، إلى جانب تميّزه "في النّظرة إلى النَّصّ القرآنيّ، فكانت نظرته منفتحةً ومعاصرةً تسابق الزّمن"، كما تناول جانباً من ذكرياته ومواقفه مع السيّد(ره).. كلّ هذا جاء في مقابلةٍ أجراها معه السيّد شفيق الموسوي في العاصمة العراقيّة بغداد.

    تميّز في مختلف الجوانب

    أجاب الدّكتور الجعفري عن سؤالٍ حول مميّزات السيّد(رض)، فقال: "إنّ تميّز سماحة السيّد امتدّ إلى أكثر من حقل، فقد كان متميِّزاً بفكره وبقلبه العامر بالإيمان، ولقد ترك آثاره وبصماته على كلِّ نتاجه، ففي الحقل السّلوكيّ، كان يطلّ إطلالة المربّي، بمعنى أنَّ النّاظر إليه والمتعامل معه، يتأثّر به وبأخلاقه وعلمه ونضجه وإنصافه للآخرين، حتّى إنَّه كان ينصف أعداءه، لذلك كان يقدّم في سلوكه النّموذج الأخلاقيّ الحيّ... أمّا تميّزه على مستوى نتاجه في الآفاق المختلفة، فمن الطّبيعيّ أن أتحدَّث عنه، مراعياً شموله وتنوّعه.

    كما رأى أنّه "كان شديد الالتصاق بالقرآن الكريم، كما كان يعمل على التّخلّق بأخلاق القرآن الكريم وأخلاق جدِّه المصطفى(ص) وأهل البيت(ع)، لذلك ظلَّ مرافقاً للقرآن الكريم، وظلَّ القرآن زاداً له، عندما كان يخطب أو يتحدَّث في مسائل الاستنباط أو في أيّ أمر آخر... فقد كان يفكِّر بطريقةٍ قرآنيَّة، ويستنطق النَّصّ القرآنيّ، عملاً بوصيّة أمير المؤمنين(ع): "ذلك القرآن فاستنطقوه"، إذ تجد أنَّ القرآن لم يكن يبارحه، فهو يبدأ بالقرآن، ويقدّم الدّليل من القرآن، ويحفظ النّص القرآنيّ كما يحفظ الرّوايات، لذلك لم يكن يعاني من شيء اسمه تجشّم العناء والبحث عن الأمور، لأنَّه كان يعيش القرآن الكريم".

    وهو "لم يكن ينظر إلى النَّصّ القرآنيّ نظرةً جامدة، بل كانت نظرته منفتحة ومعاصرة تسابق الزّمن، لذلك تجده يستنطق القرآن، ويستخرج منه المعاني العميقة الّتي أودعها الله تبارك وتعالى فيه. فالقرآن هو القرآن، لكنّ التّجديد هو في عقليّة المفسّر والمجتهد الّذي يتعامل مع القرآن ويستبط منه. والمستنبط عندما تتوفّر لديه أدوات الاستنباط والمعاصرة، سيجد في القرآن ما لا يجده في غيره".

    وفي جانبٍ آخر، رأى أن" السيِّد كان متميِّزاً في مخاطبة النّاس مخاطبةً قرآنيَّة، ليدخل من خلال ذلك إلى عقل المتلقّي وقلبه. فالسيِّد كان يبحث في منظومات الآيات القرآنيَّة، ويستخرج منها كليّاتٍ رائعة، فعندما يتحدَّث إلى المرأة، تجده يستشهد بالآيات القرآنيَّة الّتي تتحدّث عن نماذج نسائيّة، كبلقيس وكآسيا بنت مزاحم"..


    فنّ مخاطبة النَّاس:

    وأكّد رئيس الوزراء العراقيّ السّابق في جوابٍ له، أنّ السيِّد(رض) كان "يفهم النَّصّ فهماً اجتماعيّاً.. لذلك عندما يتحدَّث إلى كلِّ الشَّرائح، حتَّى ولو لم يكن المتلقّي مسلماً، تجد أنَّه يتقبَّل كلام السيِّد، لأنَّ السيِّد يجيد فنَّ أنسنة النَّاس، وعندما نؤنسن النَّاس، نجد أنَّ الآخر سيتقبّلنا ويتفاعل معنا.. وقد عرف السيِّد كيف يتعاطى مع جيل الشَّباب الّذي يرسم معالم المستقبل، واستطاع أن يفهم نظرته وعقله، وقد أعاره اهتماماً خاصّاً في كلماته واستشرافاته المستقبليَّة.. حيث كان يجيد الحديث مع كلّ فئات المجتمع، وكان يبدأ من حيث يعتقد المتلقّي، ليصل إلى ما يعتقده هو، وهذا فنٌّ لا يجيده إلا القلّة، ومنهم السيِّد(ره)".

    فقد "كان(ره) يعرف كيف يخاطب النّاس على اختلاف مستوياتهم، فكان يتحدَّث مع المثقَّف العميق في ثقافته، كما كان يتحدَّث مع المتوسّط في ثقافته، وهذا فنٌّ معقَّد وليس أمراً سهلاً أبداً، إذ تجد أنَّ السيِّد، في الوقت الّذي يخاطب أصحاب الاختصاص بلغة الأصول والفقه والرّجال والحديث وعلم الكلام، فإنّه يخاطب الآخرين ـ من غير ذوي الاختصاص ـ بلغةٍ مقبولةٍ ومفهومة لديهم".

    السيِّد والعراق:

    وفي سؤالٍ عن علاقة السيِّد(رض) بالعراق، أجاب الدّكتور الجعفري: "إذا أردنا أن نتحدَّث عن حياة السيِّد في العراق، فإنَّنا نقسِّمها إلى مرحلتين؛ المرحلة الّتي كان يعيش فيها في العراق، وقد امتدَّت إلى حين مغادرته له، وعندما غادره، غادره أرضاً، لكنَّه لم ينقطع عن الاهتمام بشؤونه، وهذه نقطة تستحقّ التوقّف والتَّحليل؛ فإنّك عندما تلتقيه في لبنان، تجد أنَّه خارج أرض العراق، ولكن ليس خارج القضيَّة العراقيَّة، كان يتواصل دائماً مع الشّأن العراقيّ، وكان يتحدَّث معي عبر الهاتف، ويسأل عن الوضع في الدّاخل، وكذلك بعد سقوط النّظام المقبور.. وعندما كنَّا نتواصل، كنّا نشعر بأنَّنا أمام شخصٍ يقرأ الملفّ العراقيّ عن كثب، ويعطيك أدلّةً قاطعةً عن رجلٍ ما بارح العراق أبداً، فهو وإن تركه أرضاً، لكنَّه لم يتركه كقضيّة وإنسان".

    خلق رساليّ

    ويتكلّم الجعفري عن الجانب الأخلاقيّ في شخصيّة سماحة السيّد(رض): فيقول: "كان يتحدّث أحياناً بلغة حانية، وبقوّة أعصاب ورباطة جأش ـ وخصوصاً في الأزمات ـ وهو عندما كان يتحدَّث عن الحلم، كان يحقّ له ذلك، فعندما تستحضر مواقف الآخرين، تجد أنّ هؤلاء لا يحقّ لهم أن يتكلّموا عن الحلم، لأنَّ سلوكهم بعيد عمّا يتكلّمون عنه، أمّا السيّد فضل الله، فيحقّ له أن يتكلّم عن الحلم، لأنّه كان حليماً، ومن دون أن أذكر أسماء بعض الّذين أساؤوا إليه، عندما كان يتناهى إلى سمعه أنَّ فلاناً أساء إليه، لم يكن ينظر إلى ذلك المستوى إطلاقاً، وكان يترفّع ويذكرهم بكلّ خير.. وكان أحدهم يقول لي: أنت تعرف السيّد فضل الله، لو دخل عليه قاتل أبيه لرحّب به ونهض له واستقبله.. ما كان صدره يسمح بأن يتلوَّث، بل كان متسامحاً، سواء في خطابه العام أو في جلساته الخاصّة، كما كان خلوقاً ومتواضعاً، لا يترفَّع على أحد، ولا يستثني أحداً من مجالسه".


    شهداء بلادي إرث العراق





  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    مؤسسّة المرجع السيّد فضل الله في أستراليا تحيي ذكرى رحيله الأولى







    أقامت مؤسّسة المرجع السيّد فضل الله في أستراليا، احتفالاً حاشداً في الذّكرى السنويّة الأولى لرحيل سماحته، وكانت كلماتٌ لعددٍ من الشّخصيّات العلمائيّة والرّسميّة، إسلاميّة ومسيحيّة، ركّزت جميعها على مزايا الرّاحل، وما تركه من أثرٍ كبيرٍ على المستوى الفكريّ والإنسانيّ...التفاصيل



    في الذّكرى السّنويّة الأولى لرحيل سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض)
    احتفال رسميّ حاشد في مسجد الرّحمن في أستراليا


    أحيت مؤسسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في أستراليا، الذّكرى السنويّة الأولى لرحيل المؤسّس الكبير، باحتفال رسمي أقامته في مسجد الرّحمن في كينغزغروف، ضمّ وجوه الجالية اللّبنانيّة والإسلاميّة في أستراليا.

    وبعد آي من الذّكر الحكيم ألقاها الأخ محمد زادة، توالت كلمات عدّة، منها كلمة باللّغة الإنكليزيّة للشّيخ جهاد إسماعيل، ركّز فيها على ثقافة التّسامح الدّيني في فكر سماحة السيّد فضل الله.

    الشّيخ نبها

    وألقى مدير مؤسَّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في أستراليا، الشّيخ يوسف نبها، كلمةً أشار فيها إلى أنَّ سماحة السيد كان منطلقاً في فكره، "فلم يخنق نفسه أو الآخرين في زنزانة الفكر الضيّقة، بل كان يطلق فكره حراً، ولا يرضى لنفسه أن يعيش صدى للآخرين..".

    وأضاف بأنّ سماحة المرجع الرّاحل: "لم يتعصّب، لأنّ شعاره كان شعار المنطق الإسلاميّ القائل: "إن العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرّجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ولكن أن يعينهم على الظلم".

    وتابع: "من هنا، أطلق سماحة السيِّد الحوار في أبعاده العامَّة، حيث انطلق به أوّلاً في دائرة المسلمين.. ثمّ انتقل منه إلى الدَّائرة الأوسع في حواره مع الآخرين، مطلقاً فكرة الحوار الإسلامي – المسيحي..."، معتبراً "أنّ إطلاق سماحته للحوار الإسلامي - المسيحي لم يكن ضيّقاً على مستوى لبنان، بل كان ينظّر لهذا الحوار على مستوى العالم، وكان في أكثر من مناسبة، يرسل رسائل إلى بابا الفاتيكان وغيره، ولم يكن ليتعقّد في ذلك أبداً...".

    وختم سماحته: "كانت وصيّة سماحة السيّد لنا في ما سمعته منه شخصياً، أو في ما أرسله إلينا من رسائل، بأنَّ علينا أن نبقى محبّين لبعضنا البعض حتّى لو اختلفنا في الفكر، قد يكون الفكر أو الموقف منحرفاً، لكن عليك ألا تعادي الشّخص، بل عادِ فكره المنحرف".

    الشّيخ الهلالي

    أمّا المفتي الشّيخ تاج الدّين الهلالي، فألقى كلمةً ركّز فيها على "... أنّ الإسلام دين العلم قائم على ركائز ثلاث: الإنسان، العدل، والعلم. وهي من الكلمات التي علّمنا إيّاها إمامنا الرّاحل(رض).. ومن العبارات التي اقتبسناها وتعلّمناها أيضاً، أنّه لطالما كان يكرّر أنّ الإنسان إذا اتّسعت علومه وأفكاره، قلَّ تكفيره وإنكاره...".

    وختم الشّيخ الهلالي بالقول: "إنّنا في زمانٍ ما أحوجنا إلى عقل راشد رشيد يعلّمنا في هذه الأيّام التي تتابع فيها الفتن... ولذلك نقبّل رأس إمامنا في ذكراه".

    القنصل خير

    وألقى قنصل لبنان في سيدني، ماهر الخير، كلمةً قال فيها: "... كم أنت سامٍ يا صاحب السّماحة، وأنت تتوق إلى الانبلاج والإشراق بنور الله... كم أنت نقيّ وتقيّ وراقٍ وأنت تفيض علينا بروحانيّاتك الوهّاجة، وتوغلنا في علوم الإسلام من فقه واجتهاد.. كم أنت عميق وصافٍ بأدبك وأدبيّاتك وشعرك وفكرك وحكمتك وفلسفتك في الحياة وفي الفناء. كم أنت كريم حين وهبك الله بصيرة فجهدت لتشاركنا رؤاك".
    وختم كلمته بالقول: "أيّها اللّبنانيّ الوطنيّ العربيّ المسلم في التزاماتك وتطلّعاتك وسلوكيّاتك وإيمانك.. يا أيّها الإنسانيّ فوق كلّ اعتبار.. يا رجل التأليف والائتلاف والتّآلف، سلام عليك وعلى من اتّبع الهدى وآمن بالضّياء... علّك ترد السّلام يا إمام السّلام".

    السيناتور مسلماني

    أمّا السيناتور شوكت مسلماني، فأشار إلى أنَّه في ذكرى رحيل العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض) "نذكر مفكّراً وقائداً روحيّاً عظيماً ملتزماً بالدّين وبمجتمعه والأمّة الإسلاميّة..".

    ولفت إلى أنّ: "إحدى أهمّ إنجازات السيّد على صعيد المؤسَّسات، هي تلك الّتي تخدم الإنسان، والّتي انطلقت في لبنان. وكان لي الشَّرف بأنّني رأيت بعضاً منها عندما زرت لبنان في العام 2002. لقد رأيت تلك الأعمال العظيمة من بناء المدارس والمساجد والمراكز التي تهتمّ بالارتقاء بالإنسان عموماً، وعلى رأسها "جمعيّة المبرات الخيريّة". لكنّ الشيء المهمّ الذي رأيته، كان تلك الخدمات المقدّمة إلى الأيتام. ورعاية الأيتام من أهمّ إنجازات السيِّد على صعيد العمل الإنسانيّ المؤسّساتيّ..".

    الأب طربيه

    وانطلق رئيس دير مار شربل في سيدني، الأب أنطوان طربيه، من مقولة السيِّد: "أحبّ أن نعيش معاً من أجل الأخوَّة في الله، فأنا أحبّ كلَّ النَّاس، أكانوا يتّفقون أم يختلفون معنا، لأنَّه بالمحبَّة فقط نستطيع أن نكتشف لقاء الأديان كلّها ولقاء الإنسان كلّه"، ليقول: "في الذّكرى السّنويّة الأولى لغيابه، أن يقف كاهن راهب ماروني كاثوليكي، مدهوشاً ومعتزّاً بعلم السيّد وبلاغته ورؤيته وحكمته، وفي مسجد، لهو أمر معبّر في حدّ ذاته".

    وأضاف: "كان سماحته رجل الحوار والتّعاون البنّاء، رائد العلم والمعرفة ضدّ التّطرّف الدينيّ، وقائد مسيرة حقوق الإنسان وكرامة المرأة الأساسيّة... الأخوَّة في الله هي عنوانه في مسيرة الحوار والتّلاقي مع الآخرين، على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وأديانهم، وكأنّي بالسيّد فضل الله يرتقي بالإنسان والدّين إلى مصدرهما وجذرهما، ويعود بهما إلى المجتمع البشريّ مليئين بالحوار والأخوّة، وكيف لا ينجح هذا المشروع والقاعدة الأساسية عنده للحوار ولبناء الإنسان والمجتمعات هي قاعدة المحبّة، فهي تشكّل البرنامج الّذي تتحرّك فيه حياتنا وتطلّعاتنا حسب قوله...".

    الأب هيكل

    وألقى الأب ملحم هيكل كلمةً ناب فيها عن المطران عصام يوحنا درويش "رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الملكية" في سيدني، عبّر فيها عن سعادته بالتّحدّث "عن مرجعية وطنيّة روحيّة كانت راسخة في العلم والتّقوى والإيمان بالله الواحد، والتي فاضت منها أنوار الحوار وجسور الأخوة بين المسلمين والمسيحيّين".

    وقال: "إنَّ للسيِّد فضل الله قدرةً على اجتذاب محدّثيه أو الصّاغين إليه، نظراً إلى سعة اطّلاعه وسعة أفكاره ومنطقه الجذّاب، فهو عالم مجتهد وعالم منفتح ولا مجال للتحيّز في فكره وحياته. وبهذا ينفرد السيّد بانفتاحه على الكلّ، وخصوصاً المسيحيّة وعلى الحوار البنّاء. كم نحتاج إلى قادة شرفاء من أمثال العلامة السيّد الّذي كان يمتلك مواصفات العالم القائد المحبّ والمتواضع الذي يغرف من قيمه وصدقه لينشر العدل والسّلام بين أبناء البلد والأمّة الواحدة".

    خضر صالح

    وتحدّث باسم نائب منطقة لاكمبا ورئيس بلدية كانتربري، عضو المجلس البلدي السيد خضر صالح، الّذي قدّم باسم المجلس التعازي وقال: "يمرّ النّاس في هذا العالم والجميع سواسية أمام الله. يترك البعض بصمات تمحوها أوّل نسمة ريح أو حبّات مطر، وآخرون يتركون أثراً أكبر، وهناك القلّة القلّة الّتي تحفر أسماءها بأحرف صخريّة مضيئة على جبين النّاس والخير والتّقوى والدّين والأوطان والمجتمع... فتبقى بصمات أولئك لأجيال وأجيال، وإنّ راحلنا الكبير سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله على رأس أولئك الخالدين".

    وأضاف: "سيبقى سماحة السيد في تعاليمه وانفتاحه وإرشاداته مصدر عطاء تتطلع إليه الأجيال، مستلهمةً منه الخير والإحسان، وتتلمّس من إرثه الفكريّ والدّينيّ المستنير الكبير طريق الخير والحياة المستقيمة والسّلام والتقدّم والحوار والوحدة".

    كما ألقى الشّاعر الدّكتور إسحاق العشّي قصيدةً في المناسبة..


    مؤسسة سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (ره)

    التاريخ: 8 شعبان 1432 هـ الموافق: 09/07/2011 م


    شهداء بلادي إرث العراق





  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    تقرير عن برنامج (الفقيه الإنسان) في الكويت








    بمناسبة الذّكرى السنويَّة الأولى لرحيل المرجع الإسلامي الكبير السيِّد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)، أقامت شبكة البشائر الإسلامية وحسينية دار الزهراء (ع) في الكويت احتفالٌ تأبينياً كبيراً في جمعية الثقافة الاجتماعية تحت شعار «الفقيه الإنسان»، وذلك بمشاركة حشد من المؤمنين والمؤمنات امتلأت بهم قاعة مسرح جمعية الثقافة الاجتماعية تقدّمهم الوجيه الحاج كاظم عبد الحسين، وسماحة الشيخ صالح جوهر، وسماحة الشيخ غانم طالب، وعضو مجلس الأمة السيد عدنان عبد الصمد، وعضو المجلس البلدي د. عبد الكريم السليم.





    بدايةً الاحتفال مع آيٍات من الذّكر الحكيم تلاها الحاج/ عبد الله أبل، بعده جاء رثاء رسالي لسماحة السيد (رض) ألقاه الشاب/ عمار نبيل المسقطي على وقع كلمات آية الله السيد عبد الله الغريفي عند إعلانه رحيل السيد الكبير (رض) .






    وقد تضمن البرنامج حلقة نقاشية شارك فيها من الكويت كل من الكاتبة الإسلامية أ. ايمان شمس الدين والناشطة الإسلامية أ. ليلى المحميد، ومن القطيف شارك الباحث الإسلامي سماحة الشيخ محمد المحفوظ، ومن لبنان مدير المركز الإسلامي الثقافي السيد شفيق الموسوي.





    السيد شفيق الموسوي:

    السيد فضل الله كان من الفقهاء القلائل الذين حولوا خطبهم الى أفعال

    في البداية أكد السيد شفيق الموسوي (مدير المركز الإسلامي الثقافي في مجمع مسجد الإمامين الحسنين "ع" في بيروت) أن عالَمُ السيّد، عالَمٌ متنوّع، متعدّد، قد تحتار في طرق الأبواب التي يمكن أن تُدخلك إلى هذا العالم، والحَيرة نابعةٌ من انجذابك إلى كلّ مفردة من مفردات هذا العلم، فقهاً واجتهاداً وعلمَ قرآن وحديثاً شريفاً، ونهجَ بلاغة، وتحدّيات معاصرةً وما إلى ذلك.. والحديث عن رجلٍ بقامة السيد لن يكون إلاّ بقرب القلب من القلب، وتماس العقلِ من العقل.

    وأكد الموسوي أن السيد كان معلّمٌ للصلاة: في الوقت الذي كان فيه السيّد الشهيد محمد باقر الصدر(رض) يقول: "كلُّ من خرج من النجف خسر النجف، إلاّ السيد محمد حسين فضل الله فقد خسرته النجف"..

    هذا السيد الذي خسرته النجف، كفقيه ومجتهد، هذا السيّد يقف على باب حسينية النبعة في ضاحية من ضواحي بيروت المزنّرة بالحرمان، ينتظر الأطفال المارّين في الشارع ليقنعهم بالدخول إلى المسجد ليعلّمهم الوضوء والصلاة.. هذه شهادةٌ موثّقةٌ أدلى بها أمامي أحدُ أكبر الأطباء النفسيين في أميركا، وهو الدكتور حيدر مكي، الذي حظي بنعمة تعلّم الصلاة على يدي السيّد، حين أدخله وأخاه من الشارع إلى المسجد ومعهما مجموعة من الأطفال يعلّمهم السيد كيفية الوضوء والصلاة.

    وأضاف الموسوي أن السيد (رض) كان يملك روحٌ متسامحة: يصبرُ ويصبرُ حتى يملَّ الصبر منه..
    وفي ليلةٍ، كانت الحملة الظالمة على سيدنا في ذروة عنفها... تلك الليلة كنا نستمع إلى السيّد، وهو يشرحُ الحديث الشريف: "اللهم صِلْ من قطعني، وأعطِ من حرمني، واغفر لمن ظلمني.."

    كان هذا ليلة جمعة في مسجد الإمامين الحسنين(ع) بعد الخطبة والصلاة والدعاء، ذهب السيّد إلى البيت، وهذا ما يحدّث به ولده سماحة السيّد علي، وقال: اتصلوا بفلان، وفلانٌ رأس الحربة المسمومة الموجّهة إلى صدر السيّد، تعجّب كلَّ مَنْ حول السيد، اتصلوا به، حادثه السيّد، تودّد إليه، اطمئنّ عنه وعن عياله، وفلانٌ باردٌ برودة الثلج، وعندما سُئل (رضوان الله تعالى عليه) عن سبب إقدامه على الاتصال، قال: كيف لي أن أترجم عمليّاً ما كنتُ أشرحه لعموم المؤمنين: صِلْ من قطعك، وأعطِ من حرمك، واغفر لمن ظلمك... أيُّ سيّدٍ هذا السيّد؟

    وفي لقاء جمعنا بالدكتور إبراهيم الجعفري، تحدّث فيه عن السيّد، ومن جملة ما رواه عن علاقته بالسيّد، أنّه جاءه مرّة يشكو إليه قريبَه عن ارتكاب الإثم باستغابة السيّد، قال السيد للدكتور الجعفري: أنت تعرف محمد حسين فضل الله.. دعهم يقولون...

    انطلق السيّد في ذلك من موقفه الرسالي الثابت وهو كما يقول: كُنْ أكبر من أساليب الاتهامات والشتائم، إذا أساءوا فأحسِن، حاول أن تدفع سيئاتهم التي يوجّهونها إليك بالكلمة الأحسن حتى تستطيع أن تفتح عقولهم على الحق.


    وقال الموسوي أن السيد (رض) كان العابدُ العارف: أنتقلُ إلى ضفّةٍ أخرى من ضفاف حياة السيد، نحن نعرف أنّ الحديث الشريف يقول: "أفضل الناس مَنْ عشق العبادة، فعانقها، وأحبّها بقلبه وباشرها بجسده، وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عُسر أم على يُسر".

    كمثال تطبيقي على الحديث الشريف، حرصُه على الدعاء بنفسه بعد الصلاة يتلوه على جموع المصلين، وكانت له علاقةٌ خاصّة بدعاء كميل كلّ ليلة جمعة، كنا نسمعه يقول: إنَّ بكاء هؤلاء الشباب وكبار السنّ وهم يستمعون لي في الدعاء يحمّلني مسؤولية إسلامية أكبر، لذلك لم يقعده عن الدعاء، لا حربٌ ولا مرضٌ ولا أيُّ انشغال حتى نال منه المرض منالاً عظيماً...

    أذكرُ عندما يحسُّ بالتعب ليلة الجمعة ويصادف أن يكون الحاج ميثم كاظم في بيروت بطلب مني أن يقرأ الحاج ميثم الدعاء، ويبقى جالساً في محرابه حتى انتهاء الدعاء..

    العابدُ العارف الذي مثّلت له العبادة ممارسةً عمليّة في شتى مناحي الحياة.. فيما يذكره لي الشيخ حسن بشير مدير مكتبه في بيروت أنّه عندما كان يتسلّم الحقوق الشرعية من الناس كان يردّد دائماً: "لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم... حسبي الله ونِعم الوكيل استغفر الله ربي وأتوب إليه" هنا يسأله الشيخ بشير، ولماذا الحوقلة والاستغفار، سيّدنا؟ كان يجيب: أشعر بأنّ هذه الأموال عقاربُ وأفاعٍ تلسعني إن لم تُصرف في مكانها الطبيعي وحدي المسؤول عن صرفها أمام الله..

    ذابَ في الله تعالى، وكان العابدَ بحقّ، والعابدُ العابد، هو الذي لا يقدّم رِجلاً ولا يؤخّر أخرى إلاّ أن يعلم أنَّ في ذلك لله رضى.. نستمع هنا، إلى ما حدّثت به حرمه السيّدة أم عليّ أولادها السادة، تقول: ليلة عزمه على إعلان مرجعيّته، كان يبكي كما الأطفال، وكانت تحاول أن تهوّن عليه، فيجيبها بأنَّ المسؤولية أمام الله كبيرة، وبأنّ هؤلاء الناس الذين سيقلّدونه هم أمانة الله في عنقه...

    لم يترك الصلاة في المسجد، كان مَنْ حوله ينصحه بالصلاة في المنزل ولكنه كان يتحامل على نفسه ويردّد ما كان صادق أهل البيت (ع) يقوله: "ما ضعف بدنٌ قويت عليه النيّة".

    وفيما ذكره ولده السيد جعفر يقول: "كان لديه برنامجٌ ثابتٌ، هو صلاة الليل، يستيقظ قبل الفجر بساعة، يصلّي، ويدعو بدعاء أبي حمزة ويقرأ القرآن، ثم يصلّي الفجر، وكان من عادته أن تنهمر دموعه غزيرة وهو يدعو الله في صلاة الليل... ولطالما كان يردّد الآية الكريمة: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) وأظنّ كما يقول السيد جعفر يلاحق حتى الوهم والفكرة التي تطرأ على أفق النفس، فكان يطردها بذكر الله عزّ وجلّ..

    وذكر الموسوي أن السيد (رض): حَرّم على نفسه الراحة... الراحة على الدعاة حرام.. هذا الكفر قد شحذ كلّ أسلحته ضدّ الإسلام والمسلمين، وهذه الأرض تهتزُّ من تحت أقدامنا، وهذا عالمٌ لا يحترم إلاّ الأقوياء، فلنكن الأقوياء بالعلم والثقافة والسياسة والاقتصاد وما إلى ذلك..

    وترجم مقولته إلى عمل: كان ينطلق كما يحدّث سائقه الشخصي فوزي صالح، من بيروت الواحدة فجراً، يصل إلى الجنوب في الثالثة يبيت عند أحد الأصدقاء، لينطلق في صباح اليوم التالي، من قرية إلى قرية، يخطب ويعظُ ويوجّه، ويحلُّ مشاكل الناس، ثم يعود إلى بيروت في الواحدة فجراً...

    ويحدّث السيد محمد الحسيني، مدير حوزة المرتضى (ع) في دمشق، كنّا ننطلق صباحاً من دمشق إلى حمص إلى حلب إلى حدود تركيا، ثم وبشكلٍ معاكس إلى درعا على الحدود الأردنية، ثم إلى دمشق، يقول السيد الحسيني، لم أسمعه شكا من التعب، بل كان عندما ينظر إلينا ويجد أنَّ التعب قد نهش كلّ مفاصلنا، كان يمازحنا ويقرأ الآية الكريمة: (قَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً).

    كلّ من رافق السيّد في لبنان، في سوريا، في إيران، في باكستان، في الخليج، في الحج، في أوروبا وأميركا، يحدّث عن جهد السيّد كما لو أنّ واحداً بعينه مرافقاً له في كلّ سفراته إلى كلّ البلدان يحدّث بذلك..فهذا الحاج أبو هاشم الوزان، والسيد عبد السميع البهبهاني والسيد رضا الطبطبائي، يحدّثون بأن يوم السيّد العملي، يبدأ من لقاء إلى ندوة إلى محاضرة إلى حوار، وهكذا على مدى ساعات الليل والنهار..

    أنقل لكم حادثة وهي أنّه أثناء زيارة له إلى إيران، وبعد أن بذل مجهوداً كبيراً، في اللقاءات والمحاضرات والندوات، شعر المسؤولون عن أمْن السيّد أنّه بحاجة للراحة ذهبوا به إلى منطقة بحر قزوين، حيث الجوّ اللطيف والساحر، قضى السيّد ليلة أو ليلتين هناك، قضاهما بالكتابة والبحث والقراءة، في صباح اليوم الثالث طلب من الجميع التوجّه إلى طهران، بحجة أنّنا لم نأتِ إلى النزهة بل إلى العمل...

    كما ذكر السيد شفيق الموسوي عدد من الوقفات السريعة في حياة السيد (رض):


    انشغالٌ دائم

    كان عندما ينتقل بالسيارة من بيروت إلى دمشق أسبوعياً فإنّه كان يقضي وقت الرّحلة بالكتابة.

    الفطور خيرٌ من النوم

    أحياناً، ومن شدّة تواضعه وحبّه للناس، كان يُعدّ طعام الفطور بنفسه للمرافقين، يوقظهم في الصباح قائلاً لهم: "الفطور خيرٌ من النوم".

    قد يذهب الدكتور عَلَم إلى الحج في العام القادم

    عندما وَصَفَ بدقّة وتشويق رحلة الحج لطبيبه المسيحيّ الدكتور سليم علَم ظنَّ من حول السيد أنّ الدكتور عَلَم سيذهب إلى الحجّ في العام القادم..

    مَلَّ الصبرُ من صبرِه

    رغم مرضه كان لا يشكو أبداً وعندما كانوا يدخلونه إلى غرفة الأشعة لتُجرى له صورة سكانر، وكانت تستغرق حوالي الساعتين، لم تتوقف شفتاه البتّة عن ذكر الله..

    أعصابٌ حديديّة

    بعد ليلةٍ عنيفة من القصف في حرب تموز، وكانت ليلة الجمعة وآخر ما أفكّر فيه أنّ السيد يمكن أن يأتي لصلاة الجمعة، عند الأذان استُدعيت إلى المسجد لتنظيم مراسم الصلاة لأنّ السيّد يتهيأ للخطبة والطيران الصهيوني في الأجواء..

    عزيمةٌ ما بعدها عزيمة وهو مصداقٌ للحديث الشريف: "المؤمن أعزُّ من الجبل، الجبل يُستقل منه بالمعاول، والمؤمن لا يستقلّ شيءٌ من دينه".

    الثقةُ بالله

    عندما كانت تضيق الأحوال المادّية بمؤسساته وحاجات الفقراء كثيرة، كان بعض المشرفين يقول لو نخفّف من الصرف سيّدنا، كان يقول: اصرفوا كلّ شيء ولتكن ثقتكم بالله كبيرة.

    المستقبلُ للإسلام

    يحدّث العلامة الشيخ حسين الراضي يقول: قلتُ للسيّد، إنّ المستقبل هو لفكركم سيّدنا، قال: المستقبل هو للإسلام.. لأنّ السيد (رض) كان يؤكّد على خطّ البطل وليس على بطل الخطّ.. وكثيراً ما كان يقول: "إذا كان الفكر الذي أطرحه لله، فالله يتكفّل به، وإذا لم يكن لله، فما النفع منه؟"

    المسجدُ لله وليس للشيخ

    حدّثني المرحوم الحاج سمير حمدون وهو كان من الذين لا يقُدمون على شيء إلاّ بعد استشارة السيّد، قال: إنّ مسجداً يُبنى، وإنّ المشرف طلب مساعدة المرحوم حمدون، ذهب لسؤال السيد وفي ظنّه أن السيد لن يشجّعه كون شيخ هذا المسجد على مسافة بعيدة من السيّد.. قال له السيّد: هذا مسجدٌ لله وليس للشيخ.. ادفع وتوكّل على الله.

    المتواضعُ في محرابِ العِلْم

    كان (رض) معروفاً عنه بمراجعة أهل الخبرة، فليس من ضير عنده أن يسأل بنفسه العلماء والأطباء وغيرهم، ولذا، كان الفلكي الشيخ العُجيري، يقول: لا أحد يحقُّ له أن يتكلّم بموضوع الفلك إلاّ الشيخ فضل الله، فهو الوحيد الذي يتصل به.

    أَدْخِلوا الفرحَ إلى قلبه

    شابٌ يريد الزواج، ويرغب بإقامة حفلة مولد، وليس من مال عنده، يلجأ إلى السيد، يتّصل السيد فوراً بالحاج محمد رمال متمنّياً عليه إقامة الحفل من دون مقابل ليسعد هذا الشاب وهكذا كان.

    لا تكونوا مبذِّرين

    كان عندما تنام عائلته، يتفقد البيت غرفة غرفة ليطفئ المصابيح أو اللمبات التي بقيت مشتعلة، ويردّد: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ).

    احترامُ الصغار

    ينقل الأخ أبو نقاء المسقطي أنَّ ولده الصغير كان يناقش السيد في أمور عقائدية أكبر من مستواه العقلي، وكان يستمع إليه السيّد ويناقشه ويحدّثه على قَدْر عقله، ويخاطبه بكلمة يا أخي...

    اتركوا "نور" تسألُ ما عندها!

    تُحدِّثُ السيدة أم هاشم الوزان، أنّه في أثناء زيارة عائلية للسيد، جرت فيها نقاشات وطُرحت أسئلة وكانت الصغيرة نور تريد أن تسأل السيّد سؤالاً، ولأنّ الوقت صار متأخراً منعوها من طرح سؤالها على السيّد، من دون أن يلتفت السيّد إلى ذلك.. بدأت بالبكاء، عاد السيّد على صوت بكائها، استفسر عن حالها، هدّأ من روعها وأجابها على سؤالها...

    أطعموهم ولا تسألوهم عن دينِهم

    الحاج أبو فيصل غضنفر والعم الحاج كاظم عبد الحسين عندما بدأت أعمالُهما الاجتماعية التبليغية في إفريقيا جاءا إلى السيّد يطلبان التوجيه والنصيحة، قال لهما: ما أوصيكما به أن تساعدا الناس وتقدّما لهم الخدمات من دون أن تسألا عن دينهم وطائفتهم، أطعموهم وكفى. أيّ روحٍ إنسانية هذه... إذا أردت كما يقول السيد أن تدخل إلى عقل إنسان، فادخل إلى قلبه أوّلاً...

    أغيثوا الملهوف

    الحاج جواد حمدان، ملازمٌ دائمٌ للسيّد، أُصيبت زوجته بمرض نفسي، تعب من جرّاء معالجتها، أراد طلاقها، جاء إلى السيد يستشيره، أجابه السيد بالحديث الشريف: "مَنْ أغاث ملهوفاً أعانه الله يوم القيامة"، أحجم عن ذلك ولم يطلّق.

    حِفْظكم للنظام حِفْظكم لإسلامكم

    كان يُرشد الشباب إلى عدم الانفعال في العمل الإسلامي، يحدّث السيد عبد السميع البهبهاني يقول: عندما كنّا في أميركا وكنّا شباباً متحمّسين، هذّب فينا الكثير من الأمور وهدّأ من فورة حماسنا، حيث كان يوجّهنا إلى أن تكون قوّتنا في عقولنا وأفكارنا لا في تهوّرنا. ولأنّه كان يحرص على الوحدة الإسلامية كان ينصحنا بعدم إقامة تجمّع شيعي، بل بإقامة تجمّع ينضوي تحت لوائه الطلبة المسلمون من الشيعة والسنّة.

    لطالب عِلْم الدين: "إيّاك وأن تفتح دكاناً"

    كان يؤكّد على طالب العلم الديني أن يكون مشروعَ قائد رساليّ وألاّ تكون العمامة مدخلاً لفتح دكان للبيع والشراء.

    أَقْرأُ 200 كتاب يومياً

    كان يُسألُ كم كتاباً تقرأ؟ كان يقول: أقرأ مائتي كتاب يوميّاً، فأنا ألتقي يومياً بحوالي 200 إنسان أتعلّم من خلالهم الشيء الكثير، حتى أنّني أتعلّم من الأطفال.

    ضوءُ الشموع و"الحوار في القرآن"

    في حرب لبنان عام 1975، وكان محاصراً مع مجموعة صغيرة من الناس في حسينية النبعة، حيث رفض الخروج إلاّ إذا خرجوا إلى بيروت الغربية، كان يكتب تحت القصف وعلى ضوء الشمعة، كتابه (الحوار في القرآن).

    تذكّروا حوائج الناس

    عندما تضغط ظروف العمل على بعض الإخوة، يأتون إليه طالبين النصيحة، كان يقول: "من نِعَم الله عليكم حاجة الناس إليكم". وكان يركّز على كلّ واحد: إجعل من نفسك حاجة للآخرين..

    "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً"

    أثناء إحدى زياراته إلى قمّ المقدّسة، وخلال لقاءٍ علمائي كان السيد يتحدّث فيهم، دخل أحد المعمّمين وصار يكيل التهم للسيد من دون سبب سوى الحسد: كان رابط الجأش، كاظم الغيظ، أجابه بالآية القرآنية: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).


    بعد لقائك به... ستكون أفضل

    السفيرة البريطانية في بيروت، كانت لها لقاءات فكريّة وسياسية مع السيد: كانت تقول دوماً: "كلّما خرجت من عند السيّد فضل الله كلّما شعرت بنفسك أنّك أصبحت أفضل".

    بعد لقائك به.. ستكون أفضل

    وتنقل زوجة السيد (رض) أنه كان كثير البكاء في الدعاء والمناجاة في ليلة إعلان مرجعيته بسبب المسؤولية الكبيرة التي حملها على عاتقه.

    وختم الموسوي بالإشارة إلى أن السيد (رض): كان مرشداً للشباب، يجالسهم ويسمع منهم، ويمدهم بالعلم والمعرفة، ولم يكن محباً للسفر إلا لإقامة الدروس والمحاضرات والندوات، وكان حريصاً أشد الحرص على تزويد هذه الفئة من المجتمع بما ينفعهم ويرشدهم.





    أ. إيمان شمس الدين:

    لقد أثبتت الأيام أن السيد فضل الله حقق كثيرا من أمنيات الشهيد الصدر

    من ناحيتها قالت الأستاذة/ إيمان شمس الدين (الكاتبة الإسلامية من الكويت) : لقد أثبتت الأيام كيف أن السيد فضل الله (رض) حقق كثيرا من أمنيات السيد الشهيد الصدر (رض) خاصة تلك المتعلقة بالحوزة والمرجعية والاجتهاد وآلياته والفقه ودوره في الحياة.

    وتضيف شمس الدين: ولكي نعرف ونقف على معالم رؤية السيد فضل الله (رض)، علينا بداية أن ننظر لمنهجه في بناءاته الفكرية والنصية والآليات التي اعتمدها السيد (رض) بشكل عام وانعكس ذلك على رؤيته للمرأة في كل جوانبها على مستوى: الذات والأسرة والمجتمع.

    إن المسألة عند السيد فضل الله ليست موضوع المرأة بذاتها، بل هي مسألة منهج وأدوات وآليات اجتهاد اعتمدها كرؤية عامة تجاه الموضوعات كافة وقد نلخص هذا المنهج في نقاط أبرزها:

    - جعل المرجعية المعرفية في فهم النصوص والتراث للقرآن الكريم. وفي ذلك يقول: «إنّنا كمسلمين نرى الحقيقة في كتاب الله من خلال أنّه النصّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فليس هنالك شكٌ في أنَّ القرآن كتاب الله».

    - عدم تقديس السلف وتراثهم وإخضاع كل الآراء والنصوص للتثوير العلمي والمنهجي وفق الدليل العقلي القطعي والنصي والبرهان. ويقول في ذلك: «كلمات القرآن تبقى خاضعة لاجتهاد المفسّرين والعلماء، مما لا يسمح لنا بالتوقّف عند ما اجتهد به العلماء وما فسَّر به المفسّرون القرآن باعتباره الحقيقة الكاملة، فقد نستطيع أنْ نكتشف كثيرًا من الأخطاء في هذا التراث... إنّنا نعتقد أنَّ كلّ ما جاءنا من تراث فقهي وكلامي وفلسفي هو نتاج المجتهدين والفقهاء والفلاسفة والمفكّرين، من خلال معطياتهم الفكريّة، ولا يمثّل الحقيقة إلاّ بمقدار ما نقتنع به من تجسيده للحقيقة على أساس ما نملكه من مقاييس الحقيقة، وبهذا فإنّنا نعتقد أنَّ كل الفكر الإسلاميّ- ما عدا الحقائق الإسلاميّة البديهيّة- هو فكر بشريّ، وليس فكرًا إلهيًّا، وقد يخطئ البشر في ما يفهمونه من كلام الله عز وجل وكلام رسول الله (ص) وقد يُصيبون». وهو بهذا الكلام يفرّق بين الدين الثابت (النصّ المقدّس والسنّة الصحيحة) وبين معرفة الدين وفهمه البشريّين.




    الشيخ محمد المحفوظ:

    السيد فضل الله كان نموذجاً معاصراً للإصلاح الشامل


    من جهته، أكد الشيخ محمد المحفوظ (الباحث الإسلامي) : أن المقومات الثقافية والفكرية هي مشروع أية أمة، مشيراً إلى أن علماء الاجتماع والتاريخ اتفقوا على أن الفكرة الدينية رافقت الحضارات والتي ترجمت الواقع الانساني لبناء حضاري، وعليه برزت المفارقات بين ما هو كائن وما يكون خاصة في المنهج الاسلامي كمبدأ والعقيدة كعمل مع بروز بعض المظاهر ضد الدين.

    وأشار الشيح المحفوظ: إلى ظاهرتين في هذا المجال الأولى ظاهرة المصلح الجزئي والثانية ظاهرة التجارب الاصلاحية الشاملة، اي أن المصلح أو المرجع يعمل على توثيق النهضة الشاملة، موضحاً بأن السيد فضل الله (رض) كان نموذجاً معاصراً للإصلاح الشامل، حيث صاغ الرؤية الاسلامية الشاملة المتكاملة، بل حوّل مشروعه النظري إلى واقع عملي، كما في احياء الدور العبادي، وكذلك في إحياء قيم الاسلام وازالة الركام التاريخي عنه، والعمل على بناء نخبة دينية واعية.

    وخلص المحفوظ إلى أن: السيد (رض) كان مشروع ذا حراك اجتماعي وديني وسياسي لا يتوقف أو يستكن أو يخلد إلى الراحة، وعلى هذا الأساس هو منهج حياة ومشروع حضارة، علينا جميعاً أن ننهل من تلك الحضارة، والتي تمتعت بشموليتها عند السيد (رض).




    أ. ليلى المحميد:

    لم يعرف السيد فضل الله طعم الراحة إلا في العبادة


    أما الأستاذة/ ليلى المحميد (ناشطة إسلامية من الكويت) فقالت: حمل السيد (رض) من روح رسول الله (ص) ومن رسالته كما حمل نسبه المبارك فكان ومازال له حضور قوي في عقولنا ووجداننا وتفاصيل حياتنا فلا تزال ارشاداته تتمثل أمامنا في كل مفترق طريق، علاوة على استشاراته التي كانت متواجدة في كل مكان وزمان، حيث أن السيد (رض) كان الأب الروحي لأغلب الإسلاميين في الساحة.

    وأكدت المحميد: أن السيد (رض) أخلص للرسالة وأعطاها كل وجوده وسخر لها كل طاقاته وجسد عالمية الإسلام فكراً وموقفاً، وتجاوز عطاءه للإسلام حدود المكان والزمان فشجرته المباركة سوف تؤتي أكلها كل حين.

    وأضافت المحميد: بأن السيد (رض) كان مثالاً حياً في الجهاد حيث كان مستمراً في عطائه ولم يعرف طعم الراحة إلا في العبادة.

    وقالت المحميد: بأن السيد كان دائم الارشاد والتوجيه والنصح للتصدي للصراعات وترك الخلافات فقد كان يقول: "حذار من أن تنطلق حركة إسلامية لتهاجم حركة إسلامية أخرى لمجرد أن هناك خلافاً في بعض تفاصيل الأسلوب وبعض تفاصيل المنهج، لا وقت لنا أن نختلف مع بعضنا، لا فرصة لنا لأن نختلف مع بعضنا، لا يجوز لنا أن نختلف مع بعضنا".





    وكانت هناك مشاركة شعرية للدكتور/ عبد الله بهبهاني

    من الكويت فرثى السيد (رض) بخمسين بيتاً:


    يا أيها الفيض الالهي الذي ذكر له في الخافقين جميلُ

    أسست بالسعي الدؤوب مبرة ورعيت أيتاما فأنت كفيلُ

    ولكم أياد بيض قل نظيرها في العالمين و ما لهن مثيلُ

    ان ابن عباد لحقا صادق لو كان يقصد مثلكم فيقولُ

    ( لو كان عمرك الف عام كامل ما كان حقا أن يقال طويلُ)




    وفي الختام كان فقرة الأوبريت الإنشادي الذي كان بمشاركة

    المنشدين الإسلاميين: أسامة الهمداني، جعفر الدرازي،

    علي عسكر، محمد رمال.


    لقطات من البرنامج :


    - تضمن البرنامج فلاشات رسالية متعددة لسماحة السيد (رض) .

    - قامت اللجنة المنظمة بتجهيز مكان إقامة البرنامج بالوسائل الإعلامية التي تبرز رسالة الإسلام الحركي الذي دعا إليه سماحة السيد (رض) .

    - أقامت اللجنة المنظمة معرضاً إعلامياً بعنوان "الفقيه الإنسان" حيث تضمن لوحات فكرية مدعمة بالصور تحكي مسيرة سماحة السيد (رض)، كما تم عرض بعض اصدارات السيد (رض)، ووفرت اللجنة المنظمة العديد من الاسطوانات الصوتية والمرئية لسماحة السيد (رض) .

    - وزعت اللجنة المنظمة بعض المطبوعات الإعلامية وكتيب "أيها الأحبة".

    - شارك أخوة من القطيف وعُمَان في البرنامج التأبيني.

    - اعتذر الإعلامي الأستاذ/ غسان بن جدو عن الحضور لوعكة صحية حادة ألمت به.




    ونسألكم الدعاء والزيارة
    وسامحونا على التقصير


    شهداء بلادي إرث العراق





  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118






    شهداء بلادي إرث العراق





  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118
    مكتب سماحة المرجع الراحل السيد فضل الله في سوريا يقيم مجلس عزاء حسيني تخليداً لذكراه العطرة








    بسمه تعالى

    أقيم المجلس التأبيني السنوي لرحيل آية الله العظمى العلامة المجدد المرجع الديني سماحة السيد محمد حسين فضل الله (طاب ثراه) في مكتبه بدمشق / السيده زينب (ع) بعد صلاتي المغرب والعشاء من يوم السبت 9/7/2011م الموافق 8 شعبان 1432هـ .

    وكان الحضور كبيراً جدا حيث ملئ المكتب تماما بالحضور وكان الحضور من مختلف الفعاليات الشعبية والدينية المتمثلة بالهيئات والحوزات ومكاتب المراجع .

    حيث حضر السيد مجتبى الحسيني الوكيل الشرعي لسماحة السيد الخامنئي في سوريا , والشيخ جاسم الخالصي الوكيل الشرعي لسماحة السيد الحائري والسيد حيدر الذبحاوي عن مكتب الشهيد الصدر, وممثلين عن الحوزات العلمية في السيدة زينب (ع) . والعديد من الشخصيات العلمائية.

    كما حضر التأبين مجلس عشائر العراق/ السيد عبد الكريم البدران وأبناء الجاليات الإسلامية والعربية الذين يدرسون بالحوزات العلمية بالسيدة زينب (ع) من أفريقيا والهند وباكستان وأذربيجان ولبنان والعراق والسعودية والبحرين وسوريا .وجمع كبير من زوار السيدة زينب (ع).

    وبعد قراءة آيات من الذكر الحكيم , اعتلى المنبر سماحة الشيخ محمد السماوي حيث المجلس الحسيني فبين دور العلم والعلماء وما يشكله فقدان العالم الرباني العامل كأمثال المرجع الفقيد (رض) من خسارة لا تعوض على الساحة الإسلامية واستعرض مناقب سماحة السيد (رض) على الصعيد الفقهي والفكري ودوره الريادي الكبير برعاية الأيتام والعجزة وإقامة المبرات واهتمامه الفريد بشؤون المسلمين بأقصى المعمورة وأكد على حرصه على اللقاء مع الناس من قبل السيد الفقيد وانفتاحه على كل الناس وحرصه على الحوار مع الجميع من مسلمين وغير مسلمين.

    ثم ألقى سماحة الشيخ زهير قوصان كلمة بهذه المناسبة بين فيها شخصية سماحة السيد (رض) الذي كان على حق امتداد لشخصية الرسول الأكرم (ص) والأئمة الأطهار (ع) بالخلق الرفيع والعلم والمحبة والتسامح حتى مع الاعداء والحاقدين والحاسدين لأنه (رض) كان يمثل سماحة الإسلام ونقاء الإيمان المحمدي الأصيل, وجدد الحاضرون السير على نهج السيد (رض) والاقتداء بهديه وفكره القويم ويبقى الشعار والهدف (أكملوا المسيرة) .


    إدارة مكتب المرجع الديني
    العلامة السيد محمد حسين فضل الله (رض)
    سوريا/ دمشق/ السيدة زينب (ع)













    شهداء بلادي إرث العراق





  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118

    Lightbulb

















    شهداء بلادي إرث العراق





  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    3,118





    أقامت لجنة إحياء الذّكرى السنويّة الأولى لرحيل العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، احتفالاً حاشداً للمناسبة في قاعة مدرسة رسول المحبّة – جبيل، التّابعة لجمعية المبرات الخيرية، بحضور النّائب عبّاس هاشم، ممثّل "حزب الله" ماجد الحاج، ممثّل التيّار... الوطني الحر أنطوان أبي يونس، الأمين العام السابق لحزب "الكتلة الوطنية" جان الحوّاط، وعدد من الشخصيّات السياسيّة والدّينيّة والحزبيّة والبلديّة والمخاتيرية، وحشد من أبناء المنطقة.

    بدايةً، آيات من القرآن الكريم، ثم النّشيد الوطني، فكلمة عرّيف المناسبة حسين أسعد. بعدها، ألقى الدّكتور القاضي الشّيخ يوسف عمرو كلمةً جاء فيها: "لقد كان(رض) مدرسةً كاملةً متكاملةً في شخصيّته الشّريفة، وفي سيرته المنيفة، وفي آثاره الفريدة، وفي شجاعته النبيلة بوجه الصهيونيّة العالمية ومن يقف وراءها، وفي أبوّته للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.

    وأمّا الحديث عن شجاعته في دراساته المميّزة للآثار الإسلاميّة، وتحدّيه للخرافة والخرافيّين، وللغلوّ والمغالين، وللشّعوذة والمشعوذين، وللتّكفيريّين من السنّة والشّيعة، فالحديث عنها طويل ويحتاج إلى تصنيف كتاب خاصّ بذلك".

    وألقى رئيس بلديّة جبيل زياد الحوّاط كلمةً قال فيها: "ما سمعته متكلّماً في الشّأن اللّبنانيّ، وخصوصاً بعد أن عاد اللّبنانيّون إلى رشدهم ووعيهم، بعد حربٍ كاسحةٍ ماسحةٍ وقذرة، إلا وسمعته يدعو إلى التمسّك بالعيش المشترك، وتثبيت السّلم الأهليّ، وإعادة بناء مؤسّسات الدّولة"، داعياً إلى نبذ العنف نبذاً مطلقاً، مع رفع مسألة السّلم الأهلي إلى مرتبة المقدّس الوطنيّ، واعتماد الحوار الدّيموقراطيّ منهجاً وحيداً لحلّ الإشكاليّات القائمة بيننا، مع تشديده الدّائم على الإقلاع نهائيّاً عن مشاريع الغلبة والاستقواء بالخارج.

    أمّا الشيخ غسان اللّقّيس، فاعتبر "أنّ الّذي تميّز به سماحته، أنّه رجل الموقف، ما سمعناه في يوم من الأيام يطلق تصريحاً يكون سبباً في شرخٍ بين المسلمين والمسيحيّين، على عكس غيره". وأشار إلى الإمكانيات العلميّة الكبرى التي كان يتمتّع بها سماحته، مؤكّداً أنه زاوج بين القول والعمل، ولم يفرّق بين فئة وأخرى، وكان نموذجاً راقياً في احترام الآخر.

    وفي الختام، كانت كلمة العلامة السيّد علي فضل الله، الّذي قال: "كان سماحة السيّد يرى أنّ قيمة لبنان أن يحمل في داخله كلّ التنوّع الّذي نشهده بتعدّد طوائفه ومذاهبه، وكان دائماً يؤكّد للّبنانيّين أنَّ من مسؤوليَّتهم أن يقدّموا تجربةً في قدرة الدّيانات على التَّعايش فيما بينها، ليكون ذلك رداً على من يدّعي أنَّ الدّيانات عندما تكون في موقع واحد، تكون غير قادرة على التَّعايش مع بعضها البعض، ويكون محكوماً عليها أن تتصارع وتتقاتل". وأضاف: "اعتبر السيِّد أنَّ مشكلة لبنان ليست في الدّين، بل هي في اللا دين والطَّائفيَّة، وكان يرى أنَّ الطَّائفيَّة ليست ديناً، وإنَّما تجمّع عشائريّ تحكمه علاقات العشائر في ما بينها".


    شهداء بلادي إرث العراق





صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني